بيان رقم (56) بشأن موقف الحزب من الإنتخابات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان رقم ( 56 ) بشأن موقف الحزب من الإنتخابات

2004/12/27

(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )

من الأمور المعلومة لدى شعبنا العراقي الكريم إن الحزب الإسلامي العراقي شارك في العملية السياسية بما أوتى من نظرات ثاقبة وقراءة دقيقه شاملة لطبيعة المرحلة التي يمر بها العراق المنكوب بالإحتلال البغيض وتحمل إزاء ذلك ما تحمل من عبء المسؤولية وهو يسعى لرص الصفوف وتوحيد الأهداف من أجل تحقيق الإستقلال الناجز والتخلص من كل آثار التبعية .

لقد كان هذا الموقف مصدر تقدير العقلاء والمنصفين على إختلاف توجهاتهم الفكرية والعقائدية الذين وجدوا في مواقف الحزب الكثير من الأمل والرجاء للخروج من المأزق الحرج الذي يمر به العراقيون بسبب الإحتلال .

ومن هذا المنطلق ، كان الحزب سباقاً مع الحركات والأحزاب السياسية الأخرى في تبني ونشر ثقافة التنافس السياسي من خلال صناديق الإقتراع ، حتى غدت العملية الإنتخابية أصلاً في مشروعه السياسي لأنها في تصوره الوسيلة الراجحة لتحقيق الأماني الوطنية المشروعة في التحرر والبناء .

وكان الحزب يتطلع مخلصاً للمشاركة الفاعلة في الإنتخابات المزمع إجراؤها في كانون الثاني من العام المقبل لولا ظروف قاهرة برزت على السطح قوضت كل الآمال في إنتخابات حرة نزيهة وشاملة ، مما دفع الحزب للمطالبة بتأجيلها إلى وقت آخر .

وفي مؤتمر دوكان عرض الحزب وجهة نظره في ضرورة التأجيل لمدة ستة اشهر حيث لاقت موافقة وتأييد معظم التيارات السياسية المشاركة في المؤتمر ، كما تعزز هذا الموقف في مؤتمر القوى السياسية المطالبة بالتأجيل والذي عقد في فندق بابل بتأريخ 5 / 12 / 2004

لقد كان الحزب حريصا منذ البداية على تعزيز موقفه هذا بجملة مسوغات موضوعية تشكل في تصوره شروط النجاح المطلوبة وفي مقدمتها ضرورة عودة الأمن و الإستقرار للعديد من المحافظات العراقية المضطربة كشرط لابد منه كي يضمن الناخب والمرشح التحرك الآمن والحر في ممارسة دوره الإنتخابي .

ولم يكن موقف الحزب هذا منطلقا من حسابات حزبية ضيقة , أو انه جاء استجابة لضغوط معينة , أو سعى لإحراج أطراف أخرى أو إيذائهم , أو ربما تعميق الفرقة بين أبناء الشعب الواحد ........ لقد كان حرص الحزب ومحور إهتمامه ولازال مستقبل العراق ووحدته وتكاتف أبنائه وتعاونهم لا غير .

ومن المؤسف إن الجهات المعنية بالأمر لم تستجب لطلب التأجيل ، و إنصرفت منذ فترة للتأكيد بمناسبة أو بدونها على إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد ، على الرغم من تدهور الأوضاع من سيئ إلى أسوأ ، حتى أصبح العنف سيد الموقف ولاسيما بعد اجتياح الفلوجة من قبل القوات الأمريكية الغازية و الإستخدام غير المسوغ للقوة من جانب الحكومة المؤقتة في حسم العديد من الملفات الساخنة تلك التي نصحنا معالجتها بالحكمة والحوار الهادف البناء .

ناهيك عن الثغرات القانونية وغياب العديد من المستلزمات الفنية والإدارية والإعلامية الضرورية لضمان عملية إنتخابية حرة نزيهة وشاملة ، وعجز المفوضية المستقلة للإنتخابات عن أداء دورها المطلوب في العديد من الأنشطة الموكلة إليها ، وغير ذلك من الأسباب الوجيهة التي تضمنتها بيانات سابقة للحزب .

وفي ظل هذا الوضع وجد الحزب الإسلامي العراقي نفسه مضطرا لإتخاذ قرار صعب بالإنسحاب من إنتخابات كانون الثاني عام 2005 ، على أمل أن تستجيب الأمم المتحدة إلى رغبة الملايين من العراقيين المطالبين بتأجيل الإنتخابات إلى موعد لاحق ولاسيما بعد أن أقر كبار موظفي المنظمة الدولية بجدوى هذا المطلب ومشروعيته في ضوء ما يجري على الساحة العراقية .

إن هذا القرار لن يؤثر على موقف الحزب المبدئي من العملية الإنتخابية ورغبته في المشاركة فيها مستقبلا متى ما توفرت شروط نجاحها .

ومتى ما أجلت الانتخابات فأن الحزب يتعهد بأنه سينشط بالتنسيق مع بقية الأحزاب والحركات السياسية الأخرى بالإضطلاع بمجموعة مشاريع سياسية هادفة ترمي بين أمور أخرى إلى تحقيق المصالحة الوطنية وتوفير مناخ مناسب لإنتخابات حرة ونزيهة وشاملة . إلى جانب إستثمار الوقت الإضافي في إكمال العديد من النواقص وسد الثغرات وتمكين الكيانات السياسية من الترويج لمشاريعها وبرامجها الإنتخابية بحرية ، وإبرام تحالفات رصينة بعضها مع بعض حيث لم يوفر ضيق الوقت ذلك .

إن الحزب وهو يتخذ هذا القرار الصعب يدرك تداعياته وآثاره ، يتمنى على الآخرين الذين يصرون على إجراء الإنتخابات في موعدها المقرر أن يعيدوا النظر بمواقفهم وحساباتهم إنطلاقاً من كونهم شركائنا في هذا الوطن ، بكل ما تنطوي عليه هذه المشاركة من مسؤولية أخلاقية توجب عليهم المساهمة في إطفاء الحريق الذي يشتعل في العديد من المحافظات قبل الحديث عن ترتيب البيت العراقي وتجميله .

كما انه لا ينسى للأخوة في الأحزاب والحركات السياسية الأخرى مواقفهم البناءة ومؤازرتهم المخلصة لحزبنا وهو يتصدى لمسألة سياسية ذات أهمية خاصة منطلقين في ذلك من شعور وطني نبيل . حفظ الله العراق و أهله من كل سوء ووفقهم لما يحب ويرضى .

المكتب السياسي

بغداد

16ذي القعدة 1425 م

27 كانون أول 2004 هـ

طالع نص البيان
بيان56.jpg
بيان5656.jpg

المصدر

موقع الحزب الإسلامي العراقي