بيان حول مؤتمر شرم الشيخ بشأن العراق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان حول مؤتمر شرم الشيخ بشأن العراق
21-11-2004


إن الإخوان المسلمين يتابعون بقلقٍ وغضبٍ شديدين ما يجرى في العراق الشقيق، وما يتسرب عن أخبار المؤتمر الذي ينعقد بمدينة شرم الشيخ في مصر حول أوضاع العراق ، ودور مصر في هذا المؤتمر، ويؤكد الإخوان على رفضهم القاطع لأي محاولات ترمي إلى إضفاء الشرعية على الاحتلال الأمريكي للعراق أو على الحكومة الانتقالية التي فرضها المحتلُ على الشعب العراقي.

إن مؤتمرًا يبحث في شأن العراق يستبعد قوى المقاومة الحقيقية وممثلي الرافضين للاحتلال والمقاومين للغزو المسلح لبلادهم لن يفضي إلا إلى مزيدٍ من الكوارث والمآسي، ولن يضع الأزمة على طريق الحل، وسيكون مصيره الفشل الذريع.

لقد كان الصمت العربي الرسمي عن مجازر الاحتلال في الفلوجة وبقية مدن العراق مخزيًا، كما أن تآمر الحكومة العراقية المعيّنة من قبل الاحتلال، هو موقفٌ مكلل بالعار.

ويستغرب الإخوان المسلمون من محاولات إجراء انتخاباتٍ في العراق في ظل قوات الاحتلال التي تقوم بالمذابح اليومية ودكِّ البيوت، واقتحام المساجد، وقتل المدنيين العزل والجرحى، والتي تنتقل من مكان إلى مكان لتشمل معظم وسط العراق ، فضلاً عن انعدام الأمن في كافة أنحاء العراق .

إن مثل هذه الانتخابات- إن تمت- لن تمثل الشعب العراقي ولن تكون خطوة على الطريق الصحيح، إن بداية الخروج من المأزق العراقي أن توقف الإدارة الأمريكية عملياتها العسكرية فورًا، وأن تعلن عن عزمها الأكيد على الانسحاب من العراق، وأن يصدر بذلك قرار دولي واضح ومحدد وملزِم، وأن تنسحب فورًا خارج المدن العراقية.

وإننا نطالب حكومةَ مصر وكافة الحكومات العربية والإسلامية- وخاصة دول الجوار العراقي- ألا تنساق وراء الضغوط الأمريكية، حفاظًا على استقلال العراق ووحدة أراضيه، وهويته العربية والإسلامية، وأن تعمل مع كافة القوى الحيّة في العراق لتمتين وحدة الشعب العراقي، بعيدًا عن كل ما يثير الفتنة لبناء عراق حرٍّ ديمقراطي، وأن تقدّم يد العون والإغاثة للشعب العراقي في محنته الحالية حتى يستطيع الصمود في وجه الاحتلال ويتجنب الفوضى، كما نطالب المجتمع الدولي حكومات ومنظمات وشعوبًا أن يستمر بالوقوف في وجه الهيمنة الأمريكية الانفرادية، وبخاصة بعد فوز الرئيس بوش الابن بفترة ولاية ثانية.

وعلى الإدارة الأمريكية أن تدرك أن استمرارَ عدوانها البربري والوحشي على الأمة الإسلامية في العراق و فلسطين و أفغانستان ، ودعمها المستمر للديكتاتوريات والظلم في العالم الإسلامي، هو الذي يؤجج مشاعر الكراهية لسياستها، ويجيِّش مشاعر العداوة ضدها.

إن سياسة التضليل الإعلامي التي تعمل على تسويق المنطق الأمريكي المخادِع ستفشل حتمًا، وإن الشعوب الإسلامية والعربية تعرف جيدًا كيف تميّز بين عدوها وصديقها، وإن فجرًا جديدًا سيطلع بإذن الله على العراق و فلسطين و أفغانستان وكافة الدول الإسلامية.

(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة: 21).

محمد مهدي عاكف - المرشد العام للإخوان المسلمين القاهرة في: 8 من شوال 1425هـ الموافق 21 من نوفمبر 2004 م.

المصدر