بيان حماس في ذكرى وعد بلفور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان حماس في ذكرى وعد بلفور


03-11-2003

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ (آل عمران:174،173)

شعبنا الفلسطيني المرابط المجاهد:

ها هي الذكرى أطلت من جديد تعيدنا إلى المربع الأول من تاريخ قضيتنا المقدسة،يوم تآمرت علينا رأس الأفعى الصهيونية- بريطانيا العظمى- حيث قامت بإصدار وعد بلفور المشئوم في السابع عشر من المحرم لسنة 1336هـ الموافق الثاني من نوفمبر لعام 1917 م،وتلا ذلك تأييد دول أوربية كثيرة على رأسها فرنسا التي أصدرت بيانًا مشتركًا مع المنظمات الصهيونية،وكذلك أصدرت كل من إيطاليا وأمريكا بيانًا أيدتا فيه إسكان اليهود في فلسطين .

وتلقى الشارع العربي صدمة كبيرة قابلتها بريطانيا بإصدار مجموعة من الوعود المضللة لوجهاء المنطقة،بأنها لن تسمح بالاستيطان في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب من الناحيتين الاقتصادية والسياسية،ولكنها في الوقت نفسه أصدرت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في فلسطين أن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة "حاييم وايزمان" خليفة "هرتزل".

وفي رجب 1338 هـ أبريل 1920 م يوافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين،وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ،ثم ما لبث مجلس عصبة الأمم المتحدة أن وافق على مشروع الانتداب في 11 من ذي الحجة 1341هـ، 24 من يوليو 1923 م ثم دخل مرحلة التطبيق الرسمي في 18 صفر 1342هـ 29 من سبتمبر 1923 م.

وبهذا فقد استكملت بريطانيا- ومعها المنظمات الصهيونية وباقي دول البغي وبمباركة المنظمة الدولية- حلقات المؤامرة على الشعب الفلسطيني،وبدأت عمليات تهجير الآمنين،وفتح الأبواب لاستقبال الآلاف من المغتصبين اليهود للسكن والإقامة في فلسطين بدون وجه حق.

شعبنا المجاهد الأبي:

فكما أعادت هذه المناسبة الأليمة ذاكرتنا إلى البدايات الأولى لقضيتنا المقدسة،فقد أعادت انتفاضتكم المظفرة عدوكم المجرم إلى البدايات الأولى للصراع،فقد أعلن مسئولوه أنهم أمام هذه الانتفاضة المجيدة كأنهم يخوضون حرب الاستقلال من جديد،إضافةً إلى الهجرة المعاكسة والهجرة المتناقصة،والخسائر الاقتصادية الكبيرة والبطالة،والشعور باليأس على مستقبل هذا الكيان.

إن إصرارنا على نيْل حقوقنا،ومن خلال مقاومتنا المشروعة قد أدخل الكيان الصهيوني في حالة من الفوضى التي تتسم بانعدام الرؤية،والتي ألقت بظلالها على شتى نواحي النشاط الصهيوني،فحاول هذا الكيان إيجاد السبيل للخروج من هذه الورطة من خلال الخيار الهمجي المتمثل بالاجتياحات والاغتيالات، ولكن دون جدوى،وفي نهاية الأمر توصل بعض السحرة من الذين يقتلهم الحرص على الإبقاء على حياة دولة هذا الكيان المسخ،فكان اتفاق سويسرا نتاجًا جديدًا لسلسلة الاتفاقات الهزيلة التي تهدف إلى القضاء على طموحات هذا الشعب المجاهد الأبي،والمتمثلة في العودة الشاملة إلى ربوع وطننا الحبيب،واستعادة الأقصى الشريف،وإقامة الدولة على كامل التراب الفلسطيني.

لذلك فإننا بهذه المناسبة نؤكد على ما يلي:

  1. نحمِّل بريطانيا ومجموعة الدول التي ساندتها المسئولية القانونية والأخلاقية عمَّا حصل للشعب الفلسطيني من قتل وتشريد ناتج عن صدور هذا الوعد المشئوم.
  2. نؤكد على خيار المقاومة كخيار شرعي،ونعتبر أن المقاومة هي أقصر السبل لنيل حقوقنا وتحقيق عودتنا إلى ديارنا.
  3. نؤكد على رفضنا لكل المؤامرات والاتفاقات التي تحاك في الظلام،وتلك التي تنقص من حقنا في العودة أو من جزء من أرضنا.
  4. نؤكد على أن هذه الاتفاقات الهزيلة لم تأت يومًا لتوحد صفنا أو تعيد حقنا،ولكنها تأتي كما يُراد لها لتعميق جراحنا وتفتيتنا،وأن تجعلنا جاهزين أكثر فأكثر لتقبل الهزائم.

والله أكبر ولله الحمد.

دائرة شئون اللاجئين - حركة المقاومة الإسلامية حماس

الأحد 8 رمضان 1424هـ = الموافق 2 نوفمبر 2003 م.

المصدر