بيان حماس حول الجدار الأمني الصهيوني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان حماس حول الجدار الأمني الصهيوني


03-10-2003

اتخذت حكومة العدو الصهيوني في جلستها المنعقدة يوم الأربعاء الأول من أكتوبر 2003 م قرارًا بالمُضيّ في استكمال بناء الجدار الأمني الفاصل،الذي تم إنجاز المرحلة الأولى منه،والذي بلغ طوله حوالي140 كم،وقد جاء هذا القرار بموافقة جميع وزراء الحكومة الصهيونية باستثناء أربعة سجّلوا اعتراضهم ليس معارضةً لمبدأ القرار، ولكن لاعتقادهم أنه لا يلبي طموحات الإسرائيليين (الصهاينة).

إن هذا القرار تم بموافقة ضمنية أمريكية،لا يغيّرها بعض الملاحظات ذات الطابع "الفني" التي تبديها الإدارة الأمريكية،والتي تستهدف حفطظ "ماء وجهها" أمام الاعتراضات الدولية، ولتخفيف حدة الانتقادات لـ"ازدواجية المعايير" التي تمارسها بامتياز إزاء القضية الفلسطينية والقضية العراقية وسائر قضايا أمتنا العربية والإسلامية.

إن قرار الحكومة الصهيونية بالشروع في المرحلة الثانية من بناء هذا الجدار إنما يمثّل فشلاً ذريعًا وإضافيًا لعملية التسوية السياسية التي بدأت مع مطلع التسعينيات،وقامت على تحقيق أوهام "السلام" و"الأمن" و"الاستقرار" و"التعايش" بين الشعب الفلسطيني والمحتلين، إذ جاء هذا الجدار "العنصري" لينسف ويسقط كل أوهام الأمن والاستقرار والتعايش، حيث إن الجدار سيقطّع أوصال الضفة الغربية.

ويصادر مساحات كبيرة من أراضيها،وسيقيم مناطق عازلة بين أجزائها،وسيعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في سجون كبيرة،مما يعني في المحصلة استحالة قيام كيان سياسي فلسطيني قابل للحياة، وهو ما يعني كذلك الفشل المبكر لمشروع "خارطة الطريق"،الذي بشّرت الإدارة الأمريكية بأنه سيحمل في ثناياه دولة فلسطينية "مؤقتة"!

وهذا الجدار مؤشر واضح على مأزق حكومة الاحتلال أمام صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته،ودليل على عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه،وذلك ضمن مخطط صهيوني قديم جديد يتم المضي فيه تحت غبار الحلول والتسويات السياسية.

إن حركة المقاومة الإسلامية حماس إذ تعلن إدانتها واستنكارها لإنشاء جدار أمني يفصل الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض،ويمنع شعبنا من التواصل مع بعضه البعض،فإنها لعلى ثقة بأنّ هذا الجدار لن يحمي الكيان الصهيوني،ولن يوقف ضربات المقاومة،وسيأتي اليوم الذي ينهار فيه هذا الجدار بإذن الله،تمامًا كما انهار جدار برلين،وفي الوقت الذي سيثير هذا الجدار العنصري المزيد من السخط والغضب لدى شعبنا وتأجيج روح المقاومة والتحدِّي لديه فإنه- أي الجدار الأمني- سيكون شاهدًا على عنصرية هذا الكيان،وسيكشف ويفضح حقيقة تدثره بشعارات "الديمقراطية" وحقوق الإنسان الزائفة وغيرها من "المساحيق" التي يحاول هذا الكيان التجملّ بها.

والله أكبر والنصر لشعبنا وأمتنا

حركة المقاومة الإسلامية حماس - فلسطين

الخميس 6 شعبان 1424هـ

2 أكتوبر 2003 م

المصدر