بيان بشأن الأحكام الظالمة في حق كوكبة من أخلص وأنزه أبناء ليبيا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
بيان بشأن الأحكام الظالمة في حق كوكبة من أخلص وأنزه أبناء ليبيا


خريطة ليبيا التفصيلية


بسم الله الرحمن الرحيم

في الوقت الذي يحدق فيه الخطر الأمريكي بالعالم العربي والإسلامي مهددًا الوجود والمصير على مستوى الشعوب والحكام،وعلى مستوى الدور الحضاري،مما يوجب ويحتم وحدة الصف العربي والإسلامي وإزالة كل أسباب الخلاف والمشاحنات بين الحكومات مع توثيق عرى وروابط المصالحة بين الحكام والشعوب سعيًا لحشد كافة الإمكانات العربية والإسلامية لمواجهة الهجمة الأمريكية التي باتت تهدد حاضر ومستقبل كافة العرب والمسلمين.

إذا بنا نفاجأ بأحكام ظالمة جائرة قاسية تصدر في ليبيا عن محكمة استئنائية،شكلها النظام الليبي الحاكم لمحاكمة كوكبة من أبناء الشعب الليبي الشقيق يمثلون طليعة مفكريه ومتخصصيه ومخلصيه على مستوى الجامعات ومختلف المؤسسات في ليبيا.

وذلك بعد عام من المحاكمات السرية تعرضوا فيها لأقسى أشكال التعذيب دون سند من قانون،وفي ظل التغييب التام للإعلام بكافة وسائله،ودون حصولهم على أي حق قانوني في الدفاع عن النفس أو العرض على القضاء الطبيعي أو توكيل محامين عنهم،ومن ثم صدرت الأحكام الجائرة تتراوح بين الإعدام والمؤبد والسجن في حق مائة وستين من المشهود لهم بالصفاء والنزاهة والسيرة الطيبة والعطاء على مستوى الجامعات والمؤسسات والمصالح التي يعملون فيها؛لأن تهمتهم هي الانتماء إلى الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل.

إن الإخوان المسلمين وهم يدينون هذه المحاكمات والأحكام التي لا تستند إلى قانون،يعتبرونها مؤشرًا صارخًا على استمرار غلبة وهيمنة سياسة القمع والبطش وحرمان الشعب الليبي من كافة حقوقه خاصةً في الأمن والحرية والمشاركة،كما تمثل حرمانًا للشعب الليبي من طاقات وإمكانات وجهود أبنائه المخلصين في مجالات العلم والتقدم والنهوض،وهي في الوقت نفسه دليل الانصراف عن خطر الطوفان الأمريكي الذي يهدد وجود وحاضر ومستقبل الجميع على مستوى الدول والحكومات والشعوب.

إن الإخوان المسلمين يهيبون بكافة الحكومات العربية والإسلامية وكافة القوى الشعبية الإسلامية والوطنية وكافة منظمات حقوق الإنسان التحرك لشجب وإدانة هذه الأحكام الجائرة الظالمة،ومطالبة النظام الحاكم في ليبيا بإلغائها وإطلاق سراح هذه الصفوة من أساتذة الجامعات والعلماء والمفكرين والمثقفين الليبيين،تأكيدًا للعدالة وحفاظًا على ثروة ليبيا المتمثلة في أنزه وأخلص أبنائها،ومضيًا على طريق الوفاق الوطني الداخلي الذي تقتضيه مصلحة ليبيا وتحتمه المصلحة العربية والإسلامية،والتزامًا بتوجه الشعب الليبي العربي المسلم المعتز بأصالته الراسخة عقيدته،والزاهر والمشرق مستقبله في ظلال وإطار ما تمثله هذه الكوكبة من فكر إسلامي وسطي مستنير .. فيه وحده مقومات النصر والتمكين.

وصدق الله العظيم: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 8 من ذي الحجة 1422هـ

20 من فبراير 2002 م

المصدر