بيان الإخوان المسلمين حول تصريحات السيد رئيس الجمهورية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان الإخوان المسلمين حول تصريحات السيد رئيس الجمهورية


28-04-2005

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد..!!

فقد تابع الإخوان المسلمون الحديثَ الذي أدلى به السيد رئيس الجمهورية،كما تابعه الشعب المصري، وقد جاء في هذا الحديث ذكْرٌ ل جماعة الإخوان المسلمين وأشياء أخرى كثيرة،وانطلاقًا من الإحساس بالمسئولية،وتأكيدًا من الإخوان المسلمين على عدم معاداتهم لشخص الرئيس،وحرصًا على تحقيق المصلحة العامة،وإسهامًا منهم في مجال الإصلاح والتغيير المنشود الذي يتمناه الشعب المصري وكافة قواه السياسية والوطنية.. فإننا نود التأكيد على ما يلي:

أولاً: أن مصر تعيش الآن مرحلةً حساسةً وهامةً ودقيقةً في تاريخها؛حيث زادت معاناة الناس في مناحي الحياة المختلفة؛من جرَّاء ممارسات حكومية متتالية أدت إلى حالة من الجمود والركود والانسداد السياسي،الذي نجم عنه التخلف العلمي والتقني والحضاري الذي نشهده،فضلاً عن تردي الأوضاع الاقتصادية، إضافةً إلى تهميش دور مصر المحوري والإستراتيجي على المستوى القومي والعالمي،وقد انعكس ذلك كله على ضعف جبهتها الداخلية.

ثانيًا: أن الشعب المصري قد بلغ مرحلة الرشد والوعي.. الأمر الذي يستدعي عدم تهميش دوره أو الحيلولة دون استرداد حقه في صنع الحياة وتقرير المصير،هذا الشعب الصابر المحتسب لا يقبل الضَّيم على يد حكامه،كما يرفض سيطرة الأجنبي عليه أو الاستقواء به تحت أي ظرف من الظروف.

ثالثًا: أن على النظام الانحياز إلى الشعب والحرص على الوقوف معه في خندق واحد ضد كل التحديات التي تستهدف أمن الوطن وسلامته.

رابعًا: آنَ للحريات العامة أن تأخذ موقعها، وللديمقراطية الحقيقية أن تجد سبيلها إلى نظام الحكم،بعيدًا عن الممارسات الأمنية التي لا تتفق وسيادة القانون أو احترام الدستور.. الأمر الذي يجب معه مراجعة دور المؤسسة الأمنية في المحافظة على كرامة المواطنين، وعدم الاعتداء على آدميتهم وممارساتهم لحقوقهم التي كفلها الدستور والقانون.

خامسًا: أن حرية الممارسة السياسية مكفولةٌ لكل المصريين، أحزابًا ومستقلين، وذلك طبقًا لصحيح الدستور والعديد من أحكام المحكمة الدستورية العليا،وسوف يعمل الإخوان المسلمون بكل الوسائل السلمية والحضارية وطبقًا للمادة 54 من الدستور وغيرها على ممارسة حقوقهم الدستورية والقانونية.

سادسًا: أن الإخوان المسلمين يمثِّلون هيئةً إسلاميةً جامِعةً،لها شرعيتُها التاريخية والسياسية والاجتماعية،ولها تأثيرها وانتشارها على امتداد الساحة المصرية كلها.

سابعًا: ويسعى الإخوان المسلمون إلى إنشاء حزب مدني ذي مرجعية إسلامية،تأسيسًا واتساقًا مع المادة الثانية من الدستور.

ثامنًا: أن الإخوان المسلمين كانوا دائمًا- وسوف يظلون- حريصين على مصلحة الوطن،وسوف يعملون بكل جد لخدمته وأملاً في نهضته ورُقيِّه؛ حسبةً لله تعالى، وقد تحمَّلوا في سبيل ذلك الكثيرَ من العنَت والسجن والاعتقال بل والقتل من أنظمة متعاقبة،ويؤكدون على استمرارهم في ذات الطريق، مهما كانت التضحيات والعقبات!!

ويهيبون بالنظام أن يقدر الأمر حقَّ قدره،وأن تكون سياساته على مستوى تطلعات وأماني الشعب،وأن يكفَّ عن الممارسات القمعية،خاصةً وأنه ارتكب أخطاءً عديدةً في حقه،وما المحاكم العسكرية والحبس الاحتياطي المتكرر والتعذيب إلا نماذج صارخة لهذه الأخطاء.

تاسعًا: أن الإخوان يعلنون بكل صراحة ووضوح أن تباطؤ النظام في اتخاذ خطوات حقيقية وفعلية نحو الإصلاح السياسي قد يُتخَذ ذريعةً من قِبَل القوى الأجنبية للتدخل في شئوننا؛ بزعم دعاوَى الإصلاح، وهو ما نرفضه ونأباه.

عاشرًا: من منطلق الحرص على النظام العام للدولة نعلن أننا لن نكف عن مطالباتنا الدائمة بإنهاء حالة الطوارئ،وإطلاق حرية تكوين الأحزاب، وإصدار الصحف والمجلات،والإفراج الفوري عن كافة سجناء الرأي والمعتقلين،واتخاذ الضمانات الكاملة الكفيلة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعبِّر بحق وصدق عن إرادة الشعب.

حادي عشر: يجب أن يقوم النظام- لصالح الوطن والشعب- بتغيير المادة 76 من الدستور تغييرًا حقيقيًّا،يتسق وسمعة وكرامة مصر،وأن يبدأ في حل مشكلات الشعب كالبطالة والإسكان،وغلاء الأسعار وغيرها،التي باتت تؤرِّق كل بيت،وأن يعقد مصالحةً حقيقيةً مع الشعب،وألا يستمر في إضاعة الوقت وتضييع الفرص على الوطن.

هذا وندعو الله تعالى أن تلاقي هذه الكلماتُ قلوبًا واعيةً وآذانًا صاغيةً، وأن يجمع كلمة الأمة على ما فيه خيرها وخلاصها في الدنيا والآخرة.

والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى سواء السبيل.

المرشد العام للإخوان المسلمين - محمد مهدي عاكف

القاهرة في: 18 من ربيع الأول 1426هـ

الموافق 27 من إبريل 2005 م.

المصدر