بعض شهادات من تواجد فى التحرير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
بعض شهادات من تواجد فى التحرير


إبراهيم خطاب

[email protected]

يقول: لقد ذهبت إلي التحرير مع الاخوان وليس معي بطاقة شخصية ولكن صورة بطاقة شخصية وذلك لقيام بلطجية الامن في الزقازيق بأخذ بطاقتي فلم يمنعني ذلك عن الذهاب إلي ميدان التحرير بعد ان كنا كل يوم نذهب إلي ميدان طلعت حرب في الزقازيق واثناء ذهابنا إلي التحرير كنا نتحري الشوارع التي فيها بلطجية الحزب الواطي وكان ذلك يوم الجمعة 1 فبراير 2011 فوجدنا زحام وطوابير كثيرة وطويلة امام كوبري قصر النيل ثم دخلنا الميدان فإذا بالتفتيش اكثر من مرة ورؤية صورة البطاقة وكرنيه النادي الخاص بي وصلينا الجمعة مع الملايين من الناس وحولنا الكاميرات من كل البلاد والشيخ حافظ سلامة موجود والشيخ جمال عبد الهادي والدكتور سليم العوا والدكتور محمد البلتاجي وغيرهم من العلماء الاجلاء والصحفيين والادباء والشعراء فكأننا في مهرجان فكانت الصلاة لها طعم خاص وسط هؤلاء الجموع الغفيرة فكان بعض الناس يوزع طعام مثل الخبز البتيه او قرص ولا انسي احدي السيدات المسيحيات وهي تمر وتقول هل يريد احد طعام فأخذنا منها السندوتشات البطاطس المسلوقة بالبيض والجبنه وشكرنا لها ذلك فكنا كالاسرة الواحدة المسلم والمسيحي الرجال والنساء لم يفكر واحد ان ينظر إلي واحدة فكنا نستشعر بأننا مرابطون في سبيل الله وربما يأتينا الموت في اي لحظة من البلطجية او الشرطة او الجيش وكان دخول الحمام شئ عسير فكان يأخذ ساعتين علي الاقل في الطوابير حتي تتمكن من دخول الحمامات في مسجد عمر مكرم والاخوة المنظمون والتفتيش والنظر في البطاقة ولكن ادب الاخوة القائمين علي الامر كان يهون علينا ذلك اما اصعب اللحظات فكانت مساء يوم السبت بعد الثانية عشر مساء جاءنا الخبر بأن الجيش يريد ان يقتحم الميدان وان يفتحه للموظفين لكي يعودوا إلي عملهم ولم اكن قد نمت في خلال 48 ساعة إلا لحظات قليلة وكررنا اننا سننام علي الارض امام الدبابات لتدوس علينا قبل ان تدخل الميدان وكانت لحظات صعبه وبعد ان تأكد الجيش بأننا جادون ترك هذا الامر وكانت ساعات ثقيلة ننتظر الموت من اي مكان ومن الطرائف الصبيان والبنات الصغيرات التي كانوا يقودوا المتظاهرين فكان الكل يتجواب معهم ولا انسي ابنة اخي الصحفي صلاح عبد المقصود وقد جذبت إليها الانظار من مسلمين ومسيحيين وكان متحمسين لها جدا ويدفعونها دفعا إلي المنصة ولا انسي الصبي الصغير الذي عمره لا يتجاوز عشر سنين يقود مظاهرة بعد الواحدة من الليل ويطوف بنا الميدان التحرير لكي نحمس المرابطون علي البوابات تقبل الله منا ومنكم هذا العمل البسيط وجعله في ميزان الحسنات


أحمد حسين (الزقازيق)

ahmed_hesan20012yahoo.com

لو سمحتولي كلكم انا مش هكتب تجربتي في ميدان التحرير فقط وانما هكتب خواطري قبل و اثناء وبعد الثورة ومش هطيل عليكم ونبدأ علي بركة الله المكان ميدان المحطة الزمان يوم الثلاثاء 25 يناير المغرب وقفنا وهتفنا و.... روحنا وانتهي الموضوع كن مع دخول الاخوان في الصورة يوم جمعة الغضب خرجت من بيتي يوم الجمعة 28يناير بعد ما اغتسلت وتطيبت وخرجت بنية سيد الشهداء حمزة ورجل قام الي امام ظالم فامره ونهاه فقتله واحتسبت نفسي في سبيل الله ولكم كانت فرحتي وانا اري جموع الشعب خرجت فلا تعبر عن غضبتها وتثور في وجه الطغيان وتقول للظالم انت ظالم وحتي لا اطيل فساذكر ثلاثة مواقف اولهم موقف الياس وكان يوم الاربعاء يوم معركة الجمل ولكن المكان كان في ميدان الزراعة بالزقازيق حيث خرج علينا عشرات البلطجية يرموننا بالحجارة ويرفعون في وجوهنا لوحات حسني مبارك وساعتها شعرت بغصة في حلقي واعتقدت ان الثورة قد ابيدت في مهدها والموقف الثاني في ميدان التحرير يوم الثلاثاء يوم احتلال مجلس الشوري والشعب ورئاسة الوزراء حيث كنت احد المساهمين في هذا ولله الحمد وقد ايقنت يومها بان حسني مبارك سيرحل سيرحل لما رايت من دعاء وقنوت داخل ارجاء التحرير والموقف الاخير يوم جمعة الحسم الاخيرة وقد شاهدت الشيخ عبدالرحمن الرصد ينزل من احدي السيارات ويحيي جموع المتظاهرين بيديه وكأنه يقول في نفسه الحمد لله الذي اراني ثمرة اعتقالي وتعذيبي داخل السجون ساعتها لم اتمالك الا ان ازرف الدموع شاكرا الله عز وجل وانا اسجد لله شكرا في ارض المحطة بعدما علمت ان الله قد ازاح الغمة واستجاب لدعائنا وتنحي حسني مبارك والله اكبر ولله الحمد.


عبدالرحمن رمضان (الزقازيق)

[email protected]

فى الحقيقه والله مش عارف اقولكم ايه ولا ايه لكن والله العظيم اللى حصل فى التحرير دا انتصار كبير وعظيم بجميع المقاييس والخواطر واللحظات والايام اللى مرت علينا فى ميدان التحرير كتيره وعظيمه ولو فكرت انى اكتبها لا يسعنى كتاب لأسطرها لكم ولكن سأقول لكم عن احساس انتابنى وانا فى الميدان بعد المذبحه التى حدثت والتى يسمونها بموقعة الجمل وبعدما تغلبنا على البلطجيه والمستأجرين وضرب علينا الرصاص الحى من القناصات والمسدسات فى حوالى ما بين الساعه الرابعةوالخامسة ولا ادرى التوقيت بالضبط لأننا كنا مشغولون بالدفاع عن الميدان وقتل ثلاثة من الشباب بين ايدينا غير الاصابات والجروح جلست عند ميدان عبدالمنعم رياض لأستريح من التعب بعدما اصابنى حجر فى رجلى اليمنى جلست ابكى ابكى ابكى ليس من التعب لكن من الموقف الذى حدث مصريون يقتلون بعضهم البعض ويصيبون بعضهم البعض لكن هيهات هيهات بين هذا وذاك وابكى على دم الشهداء وما ذنبهم فى ان يستشهدوا على يد هؤلاء ولكنى اعود الى صوابى واقول انا لله وانا اليه راجعون وقدر الله وما شاء فعل وهؤلاء الشهداء فى جنة الخلد ان شاء الله وتمنيت ان اكون معهم واسأل الله الشهادة بصدق وجزاكم الله خيرا


محمد عزب مسلم (الزقازيق)

[email protected]

قصيدة لشاهد عيان على مذبحة التحرير بقلم محمد عزب مسلم

يا معدي صبح عالميدان عالصحبة دي أرمي السلام هتلاقي مليون ثورجي ضد الشيطان ضد الصنم اللي استباح أرض الهرم مصر الحرم على أرضها النيل بيجري بميته ومعاها دم جزار وماشي في سكته سكة ندم يزرع لغم يحرق سنابل قمحنا وسط الغيطان ريّس دا واللا بلطجي ندل وجبان يطلق كلابه السعرانين بينهشوا لحمك يا مصر جاي من جماجم شعبنا يبنيله قصر قلبه اللي صار حتة حجر وعظامه ينخر فيها سوس رجع لنا حرب البسوس . من غير يمين من الصبح جايين بالكفن لجل العفن ما يحل يرحل عننا رغم الخطر والموت بيرقص منتظر رغم الغيوم متلبدة تمطر حجر فوق البشرمولتوف بيحرق في الولاد اللي افتدوا شعبك يا مصر يوصلك بر الأمان جايين يطفوا شمع قايد يسرقوا حلم الصغار ويقطفوا ورد الجناين وردي اللي فتح في الميدان. ويرجعوا الفجر اللي شقشق وابتدى نوره يبان قول يا قلم واحكي اللي كان قوم ياللا سجل ملحمة أرض الميدان خد حبر طيب دم الشهيد الزعفران عن عصر يوم , أربع حزين غربان وبوم , ذي الجراد عالناس تحوم , متجمعة. ناوية الهجوم على كل شيء حلووجميل في البر دا برك يا مصر إحكيلنا عن يوم الجمل والخيل بيرمح في الميدان نطق الحجر فإدينا قال والله عال , يا صاحبي قوم شد الرحال يا صاحبي قوم لم الرجال من أرضها قوم يالا خدلك كام حجر إرجم بها مليون شيطان بيسندّوا عرش إبليس الكبير , عرشه اللي خوخ من زمان , هنا شفت بركان الغضب ينضح لهب يحرق قلوب الفاسدين المفسدين السراقين الكحل من رمش العيون الهباشين الأكالين مال النبي سيدهم غبي جبارعنيد , والساعة واقفة مسمرة رعب وزهول قول يا ألم واحكي اللي كان , وسط الزحام إسعاف تزغرد معلنة زفة شهيد تنزل ملايك من السما واخداه عريس مستني ليلة دخلته, والحور بتضحك ضحكه حلوه والمعازم انبيا , عين بتبكي وعين بتضحك تحسده تعظيم سلام لاسم الشهيد زينة الشباب عبد الكريم أحمد رجب ابو قلب أصفى من الدهب زي الحليب والوش كان زي القمر وحكايته أعجب من العجب قبليها كان دايما يقول درويش يا صاحبي امتى هنروح الميدان درويش يقوله يا عبد الكريم الصبر طيب بكرة راح يطلع نهار ويروح يرابط في الميدان هوه واخوه زي الاسد فوق كوبري عبد المنعم رياض يلقى بهاء أبو نصر واقف منتظر صاحبه بباب جنة عدن سلملنا على أخوك بهاء أبو نصر واقف منتظر كله اشتياء , تبكي شباب غض وطري هانوا عليه المفتري على شعبه وحش وعنتري أبو قلب مخلوق من حجر شفت الرصاص في الناس بيحصد فيها حصد يطلع نهاره ولسه برضه كلابه تنهش لحمنا هو انت إيه دراكولا بيه مصاص دماء مبترتويش من دمنا , شفت الحريم صوتها انطلق على كلمة واحدة تقول يارب أنت القوي دبرلنا وكمان هناك شفت الهلال حضن الصليب والسمفونية مبدعة صوت الجرس ويا الأدان , ألمح عجوز جاي يجري من آخر بلاد الشقيانين العرقانين عمال يبوس المجروحين يمسح دموع المقهورين دنس الفقي آل إيه يقولك نكتة بايخة فأصلها, دول يابا ناس من برة تقبض بالدولار من الأمريكان وفي وسطهم ناس من حماس أو من إيران ويأكلوهم كنتاكي أوماكدونال آل ثوره آل ياعم دول حبة عيال آه يا دنس طبال وجايب فرقته آل يعني كان عبرالقنال يا صاحبي ماتوا اللي اختشوا جرى إيه يا خال تلج الرصيف كان فرشنا , لجلك يا مصر يا أمنا , ياما بتنا ليله على الخوا , واللقمة نقسمها سوا , لو طال كمان منع الهوا , يا حزب واطي ومفتري ساعت حسابك قربت والدم فار من فجرهم خلوكي يا أطهر بلد صالة قمار في القدس حاصر أهلنا وعلّى الجدار والصمت بعد اليوم دا عار والشعب راح أخد القرار بكفاية عيشه كلها زل ومراريا مصر قومي وكبري في القلب نار راجع لها موسى وهارون بعصايته راح يخسف قارون ويا هامان والسامري ويردها عالفطرة تعبد ربها , يوسف كمان راجع لها ويا المسيح ينشلها من السبع العجاف راجع كمان الشافعي و ليث بن سعد ومعاه صلاح يحضن قطز وفإيده عمرو , وكمان عرابي عالحصان بتونسك نظرة عنيه , قومي ارجعي لسنة محمد وابتدي العهد الجديد , يامصر قومي اطهري واتحرري يجعل بلادك كلها دايما عمار.


معوض كرم الدين معوض (الدقهلية)

اتفقنا أنا وبعض اصدقائى يوم الخميس 3/2/2011 على أن نذهب إلى القاهره غداً الجمعه 4/2/2011 قاصدين ميدان التحرير وبالفعل صلينا الفجر كلٌ فى مسجده وبدأنا نتوجه الى القاهره بينما نحن قبيل كفر شكر من ناحية الدقهليه إذ بأحد الإخوان وهو واضح من ملامحه أنه من الإخوان يوقف سيارتنا ويقول لنا انزلوا وسيروا على اقدامكم حتى تتمكنوا من أن تعبروا لأن البلطجيه ناصبين كمينا بعد أمتار وبالفعل نزلنا من السياره فوجدناهم واقفين ومعهم السيوف والسكاكين الكبيره ولا يريدون أن يعبر أحد فلما وجدوا عددنا يزيد بدأ يصيح أحدهم باعلى صوته (مفيش حد من الاخوان هيروح التحرير) ويشير بالسيوف وبعد قليل تمكنا من العبور بفضل الله ووجدنا بعض السيارات كانوا قد اعطوا لهم الرخص فوجدنا ممن أعرفهم سياره من طلخا وسياره من بهوت كان بها الاخ احمد حسن والحمد لله اخذوا الرخص وللاسف عادوا الى المنصوره يكملون ثورتهم فلم يتمكنوا هم من العبور واكملنا نحن المسير وباقى الطريق كان آمنا حتى وصلنا الى الطريق الدائرى ما بين الدائرى والمؤسسه قريه أو عزبه لا اعرف اسمها وجدنا بلطجيه من جديد وجدناهم كثير معهم أسلحه متعدده كالطبنجات والسيوف والسكاكين والشوم ومعهم أيضا زجاجات بها بنزين حارقه يولعونها ثم يقذفونها علينا وكربون كثير يفرقعونه حتى نخاف ويخرجوا أهل القريه أو العزبه علينا فغلقوا الطريق ومنعوا أى أحد من أن يعبر وبدأوا يكسرون السيارات ولا يسمحوا لاحد بالمرور فبعد أن توافدت أعداد علينا دخلنا عليهم فقذفونا بالزجاجات وبدأ الضرب فحاولنا أن ندافع عن انفسنا بالطوب فبدأو يجروا أمامنا كالفئران واستشهد أربعه من الشجعان وأصيب العشرات وكان ممن أعرفهم من المصابين الاخ/ شوقى مصطفى جنينه وتركت إخوانى بعدما رأيت الموقف هكذا وتمكنت من الدخول الى قريه أخرى من على الأراضى الزراعيه ناحية اليسار بعدما رأيت البعض يدخلها وتمكنت بفضل الله أن أركب من هذه القريه وأصل إلى المؤسسه ولم أركب ناحية التحرير بل ركبت عبود على أن أذهب إلى السيده عائشه فى رحله تمويهيه ومن هناك الى اتجاه حلوان ثم الى التحرير فركبت فإذا بأحد المخبرين من أمن الدوله رغم أن أمن الدوله وقتها كان شبه مختفى يوقف الأتوبيس وينظر فى البطاقات فوجد بطاقتى دقهليه الوحيد فأنزلنى وأخذنى وكان معى أقلام خط كنت قد أخذتها حتى أكتب لافتات فأنا أجيد الخطوط العربيه وكان معه حوالى 5 أو 6 فى الكمين وكانوا يحملون الطابنجات وفتشونى وأثناء التفتيش اتصل بى والدى فرد هو عليه وقال له : ((انا رايح التحرير)) واغلق المكالمه ثم واصل التفتيش فرن الموبايل مره اخرى وكان يقرأ فى ورقه أخذها من جيبى فقلت له هات أرد عليه واطمئنه فأعطانى الموبايل ورديت على والى وقال لى (في ايه) قلت له (وخدنى وانا رايح الشغل بيقولوا لى تعالى معانا) فقال على فين فقلت له (معرفشى) واغلق الخط وأخذ الموبايل وأغلقه بعد ذلك وبينما هم يفتشوننى إذ وجدوا فى جيبى الأقلام وأوراق أخرى كانت ورقه منهم مكتوب فيها تعريف الحاكم المسلم والحكومه المسلمه وغيرها من العناوين كنت قد قرأت فيها وكتبت عناوينها فقط وبخط يدى فأخذوها وأخذوا الأقلام وأخذنى اثنان منهم فى سياره ميكروباص ومعهم السائق واتجهوا بى الى معسكر للشرطه العسكرية تابع للجيش على الكورنيش بجانبه مقر لأمن الدوله حيث كان قد أحرق وسلمنى للمعسكر فأدخلونى واستلموا أماناتى الموبايل والأقلام وبينما هو يسلمهم الامانات يقول لهم (خد ده الخطاط بتاعهم ياباشا) وادخلونى الى الميس وهو مكان لطعام الجنود تقريبا فوجدت به حوالى 70 فردا ويحرسنا جنود المعسكر وكان فى جيبى ورقات اخرى مثل صديقتها لم يروها فقال لى أحد من فى العنبر ستعرض على أمن الدوله بعد نصف ساعه فحاولت أن اتخلص من الورقات التى معى فرآنى أحد اجنود فصاح اخرج ما فى جيبك فقلت له راشتات وكان معى 3 روشتات كنت كاشف على أسنانى فإذا بأحد الجنود على كتفه نجمتان وهو كبير السن تابع للجيش يصيح هو الآخر ويقول تعالى ارفع ايدك فرفعت ربع رفعه فقال ارفع فزدت فى الرفعان قليلا فصاح وقال (ارفع) كل هذا للتفتيش فصحت انا الآخر وقلت له (مش رافع مش طلعت كل اللى معايا) فإذا بقائد المعسكر يدخل ويصيح (فى إيه - فى إيه) فقلت له بصوت صائح (دى رابع مره يفتشونى فيها) ولم يضربنى احد فقال القائد (احنا مبنضربشى حد محدش يضرب حد خد فلوسك وحاجتك) فأخذتها ووضعتها فى جيبى وجلست وبدأ يفتش باقى من فى العنبر وجلسنا جميعا وأعطانى بطارية التليفون كانت احتياطى معى فقال لى أحد الجنود ما اسمك (حتى يضع ما أاخذه منى فى الامانات باسمى فقلت له معوض كرم الدين معوض فسمعنى من بالعنبر ومنهم من عرفنى من الاسم فكان من الدقهلية الكثير فنصحنى بعضهم بألا أتعصب فاستجبت لهم فكان معى د/........ طبيب بيطرى من بلقاس وأ/صفوت البكريى كان مرشح لمجلس الشورى ويعمل فنى أشعه بالجامعه وأ/ محمد فتحيى معوض المحامى بالمنصوره وا/محمد الحلوجي المحامى أيضا والاستاذ أحمد العباسي وأبوه أيضا تقريبا أ/محمد العباسي قطور غربية وا/أحمد الطنوبي من كفر الشيخ ومحمد ابراهيم مبارك من المنصوره وكان قائد المعسكر شبه متساهل معنا فسمح لنا بان نصلى الجمعه وباقى الصلوات فى الساحه وارسل ضابط وجنديان ليأتوا لنا بالاكل ولم ياتوا الينا الا بعد المغرب وسمح لنا بأن نشاهد التلفاز على القنوات الحكوميه فقط وكان من بيننا رجل لا يعرف الا أن اسمه سعوديى فقط ولا يعرف غير ذلك وكان أيضا رجل اخذوا منه الموبايل فوجدوا رساله من شركة موبنيل (ابعت رساله ل........ واكسب....... فقالوا له انت عميل لأمريكا) وأخذوه وكان هناك عنبر أو اثنين مملوئين أيضا فكان عددنا جميعا حوالى 148 معتقلا وعرفت أن معظم ان لم يكن كل المعتقلين موجودين من قبلها بيوم اى يوم الخميس وكان من بين المعتقلين 8 أجانب منهم 1 فلسطينى 2 سوريين 4 ربما إندونسيين 1 سودانى وأفرج عنا جميعا عدا 2 السوريين قيل أنهم مسكوا ومعهم منشورات خطيره وعرفت من أحد الاخوه أن أمن الدوله ضرب عليهم نار الخميس ليلا وهم بالساحه فالساحه مكشوفه لمبنى أمن الدوله بشبرا ووزعونا فى عنابر أخرى وقت صلاة العشاء أملا فى المبيت وأيقنا أنا بائتون وكنا منتظرين الساعه الثامنه فلقد وعدنا القائد أنه فى الثامنه إن لم يأتيه تعليمات سيأتى لنا بالموبايلات لنطمئن أهالينا وفى الساعه الثامنه أى بعد أقل من ساعه وجدنا جنديا منهم يقولون كلٌ ياخذ أماناته فأخذنا كلٌ موبايله وطمأنا أهلنا وانتهت الحكايه بفضل الله وكان هذا مما حدث لنا فى أثناء الثوره المباركه.

شهادة شاب أخر من شباب الإخوان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..... أما بعد

فالله الحمد والمنة كنت من أوائل من اشتركوا في هذه الثورة المباركة يوم 25 يناير الساعة 1 ظهرا في جامعة الدول العربية وذلك لسببين مهمين :-

الأول :- أن مسؤولي في الاسرة هو من دفعني على ذلك وواعدني وأفراد اسرتي وصاحبنا في هذه المظاهرة. الثاني :- للقرب بيني وبين مكان الانطلاق حيث انني اسكن في امبابة.

ولا أحسب السبب الأهم طبعا هو استعدادي كفرد في الإخوان المسلمين للنزول والإيجابية حتى وان لم يصدر تكليف فهذا ما تربينا عليه في هذه الجماعة المباركة.

وبعد 15 دقيقة فقط أدركت انني لست في مظاهرة عادية من مشاهدتي لوجوه اعتدت أن أراها في الجامعات والمقاهي والشوارع فقط وليست لها اي تجربة ولا خبرة في نزول الشارع الا وانه ولاحقاق الحق كانت تعلوهم نظرة تحدي وكانوا يتكلمون بالهجة الواثق من النصر .

وبدأت ألحظ شيئ عجيب وهو نوع اخر من الهتافات كنت أمنع منها سابقا فلم اندفع للترديد ورائها في البداية مثل ((يسقط يسقط حسني مبارك )) (( يا مبارك يا عميل ربك فوق الكل كبير )) (( عيش حرية عدالة اجتماعية )) (( حرية – حرية ))

ثم بدأت الحظ شيئ أعجب هو مخاطبة من يتفرجون في البيوت بالهتافات التحريضية (( أنزلوا من بيوتكم عشان أجيب حقوقكم ))

ثم ما هو اعجب من كل شيئ اشخاص باسبيرهات يكتبون على الحيطان M0ubark ----Game is over)) وهنا أدركت انه لا مفر وبدأت اتجاوب جدا من الهتافات وخصوصا عند وصولنا امام هيئة المصل واللقاح وطبعا الامر ما سلمش من عساكر وزبانية الامن المركزي اللي أمطرونا بوابل من العصي والركل بس الحمد لله وصلنا لميدان التحرير وحينها أحسست بالنصر والفتح لأول مرة تفرض المظاهرة رأيها وخط سيرها على الأمن ؟؟؟؟؟ !!!!! وعند صلاة العصر بدأ الاشتباك حيث أخرجوا علينا سيارات المطافئ ترش علينا المياه ( الضغط العالي)) ونحن نصلي وحينها صعد أحدهم الى اعلى السيارة وآخر ورائه ليتدافعوا فوق السيارة وهي تسير بسرعة ويسقطا ارضا قريبا جدا من عجلات السيارة ولا أدري حتى الان من الاول ومن الثاني وهل هما أحياء ام أموات .

ثم بدأ الإشتباك وقد بدأ برمي الحجارة على الأمن وهذا أيضا ليس في تقافتنا كإخوان أبدا ..... وفي هذا اليوم لم أامسك بطوبة نهائي ثم بدأت الغازات المسيلة للدموع والمطحنة اشتغلت فمرة يهجموا ومراااااااااات احنا اللي نهجم حتى أسر المتظاهرون عسكري من الأمن المركزي واوسعوه ضربا فصرخت فيهم وبعض إخواننا اتركوه هيموت فزمجر المتظاهرون انتو معانا ولا معاهم دول ولاد ...... عايزين ضرب الجزم وهنا حاول زملائه فك أسره بالهجوم ولكن الضايط الغبي رمى قنابل علينا وعليهم فبقت معجنة هما بيكحوا واحنا فينا اللي أصيب بحلات اغماء والضرب من كل حتة ... حتى كثر المصابين والكل يصرخ دكتور محدش يركب عربيات الإسعاف وظللنا كذلك حتى المغرب وبعد صلاة المغرب هدأ كل شيئ تماماً الا أن فرقة الأمن ما زالت تقف بجوار الجامعة الامريكية وفي حديث بيني وبين احد الجنود الغلابة قال لي بالنص ((انتم هتموتونا يا بيه فرددت عليه إيه الهبل ده لا طبعا أوعوا بس انتوا اللي تعملوها فرد هو انتوا هتمشوا امتى فقلت مش عارف والله فأجاب وكأنه ذبحني أصلي جعان جدا ولم آكل من صباحية ربنا وعربية التعيين مش عارفة تخش فتعاطفة معه كثيرا وذهبت أبحث له عن مأكل فلم أجد فالميدان كله مغلق .

وعند العشاء وأما كشري هيلتون لاحظت أن أحدهم تهاوى بجانبي والكل يصرخ عايزين دكتور الواد بيموت وحضر أحد المتظاهرين (طالب في كلية الطب) وبدأ يتحدث عن المصاب مع بعض زملائه ولأني أفهم انجليزي كويس لا حظت أنهم يقولون أنه يحتضر ولا أمل فأسرعت وأحضرت عربية إسعاف كانت واقفة بجوار عمر مكرم وعرضت أن أركب معه إلا أن الدكتور رفض وذهب هو. على فكرة المصاب (شاب عمره بين 15 / 17 سنة يحمل شنطة وراء ظهره قصير القامة منزل البنطلون على وسطه وروش)

وظللنا نتجاذب أطراف الحديث مع المتظاهرين فهذا شيوعي وهذا ناصري وذاك من كفاية وهذا مثلي من الاخوان وهذا لا يعرف عن السياسة أي شيئ وعندما جن المساء بدأنا نسأل انفسنا الى متى سنظل الى هنا ؟

وفي تمام التاسعة والنصف هممنا ومن معي من الاخوان بالانصراف وفور وصولنا سمعنا بأنباء عن اشتباكات بين الامن والمتظاهرين فندمنا كثيرا على تركنا الميدان وأقسمنا أن نعود غدا.


حكايات أطفال ثورة التحرير .. البراعم يسجلون ملحمة

تحقيق: هبة عبد الحفيظ

  • يوسف قاد مظاهرة بالميدان وألف أغنية ضد مبارك.
  • جودي أحمد (3 أعوام) أصغر قائدة بميدان الثورة.
  • سهيلة وثقت الأحداث وتطالب بطفل في البرلمان.
  • الأمهات: تربية "التحرير" باهرة وغرس عملي للقيم.

كانت ثورة 25 يناير شعبية بحق فقد شارك بها قطاعات الشعب كله حتى الأطفال الذين قادوا مظاهرات إلى ميدان التحرير، واعتصموا به حتى تنحى حسني مبارك، وابتكروا وسائل عدة لإذكاء روح الثورة، وحث المصريين إليها، بل شاركوا في التوثيق وكتابة تاريخها.

(إخوان أون لاين) التقى عددًا من أطفال التحرير ليسجل أدوارهم في الثورة والجوانب التي تألفت منها شخصياتهم الرجولية مع طفولتهم البريئة.

ثورة المدارس

يوسف نادي إسماعيل، (9 أعوام)، عرفه ميدان التحرير قائدًا لمظاهرات كبيرة يهتف خلفه المعتصمون المعجبون بفصاحته وذكائه، سألناه عن هدفه من النزول إلى التحرير فقال: "أن أحرر أرضي وأجعل بلدي أحسن البلاد، ولكي أحارب الفساد والرشاوى وتعذيب المسجونين".
ويضيف أنه تأثَّر كثيرًا بما رأه في التحرير فأصبح أكثر شجاعةً وإيجابيةً، ما بدا حين قاد مظاهرة في مدرسته لاسترداد حصة النشاط، والتي اعتادت المدرسة أن تجعلها حصة لتكريم الطلاب، وبالفعل استجابت إدارة المدرسة لطلباتهم وأعادت إليهم حصة النشاط.
وعن أطرف المواقف التي حدثت معه في التحرير يخبرنا يوسف أنه قام هو وأصدقاؤه بتأليف أغنية، وقام الناس بترديدها خلفهم مطلعها "جدوا مبارك رايح فين.. هيرحل كمان يومين".

تربية ميدانية

وتؤكد إيمان سمير مُدرِّسة يوسف أنه أصبح أكثر إيجابيةً وحرصًا على التفوق أكثر من ذي قبل، وكان أول طالب يتقدم بطلب لإنزال صورة الرئيس السابق من على جدران الفصول. وتتفق معها والدة يوسف، والتي تقول إن ميدان التحرير كان بمثابة تربية ميدانية للأطفال، غيَّرت من شخصيات أبنائها، بنسبة 180 درجة.
وتدعو القائمين على العملية التربوية وخصوصًا الآباء والأمهات بضرورة تغيير طريقة تربية وتوجيه الأطفال بعد الثورة؛ لتكون تربية بالقدوة وبطريقة عملية، فيجرب الطفل بنفسه بدلاً من الاكتفاء بالحديث عن مفاهيم مجردة كالشجاعة والإيجابية، والتي لن يستطيع أن يدركها إلا عندما يراها ويجربها بنفسه.
وتطالب المسئولين بضرورة توفير الدعم اللازم لاكتشاف وتنمية مواهب الأطفال، من خلال توفير أماكن ممارسة الرياضات المتنوعة، والمسارح وقاعات الاحتفالات في كل منطقة سكنية ومن خلال أيضًا الاهتمام بالبحث العلمي.
توجهنا إلى بيت الطفلة المعجزة كما يصفها الجميع، وهي جودي أحمد التي تبلغ من العمر ثلاثة أعوام فقط، وتقول والدتها إن جودي كانت تدرك جيدًا دوافع الثورة، وأسباب تجمهر الناس في ميدان التحرير.
وتضيف: أنا ووالدها قمنا بتبسيط المعلومات؛ حتى تستطيع أن تدركها، حتى كانت جودي من المشاركات في الميدان، بل إنها قادت إحدى المجموعات، وهي تهتف والشباب يهتفون خلفها ويقبلون يدها.
وعندما تحدثنا إليها بدت جودي أكبر من سنها بالفعل، وسألناها بماذا هتفت في التحرير قالت "تحيا مصر، الله أكبر، الجيش المصري بتاعنا أهو، وتضيف: "رحت التحرير، ومعايا علم مصر عشان بحب مصر.. وعشان حسني مبارك وحش.. وأنا عاوزة أخلي الناس الوحشة تمشي والحلوين يمسكوا البلد".
وعندما سألناها عن أحلامها لمصر قالت: "مصر هي بلادنا.. وأنا عاوزة أساعدها وعاوزة يكون فيها باسكت.. والشارع بتاعها يبقي نظيف".

دفتر توثيق الثورة

أما سهيلة الزعفراني الطالبة بالصف الأول الإعدادي، فهي شخصية فريدة من نوعها تعبر عن ذكاء وابتكار الشعب المصري، تقول: في البداية كنتُ خائفةً، ولكن بعد أن نزلت للميدان أطمأننتُ وشعرت أن الناس كلها بتحميني.
وتستطرد قائلةً: "دوري كان يتمثل في الدفتر، وهو ما أطلقه عليَّ الناس في ميدان التحرير كلما رأوني قالوا "البنت بتاعت الدفتر جت"، فلم يكن أحد يعلم اسمي ولا سني، وكان هدفي وقتها أن يتعدى كُتَّاب الدفتر الألف شخص، وهو ما قد كان بالفعل".
وتشرح لنا فكرة الدفتر فتقول: "أردتُ أن أقوم بعملية توثيق لما يحدث في الميدان حتى لا ينساه الناس بمرور الزمن، ولمواجهة الإشاعات التي كان يروج لها الحزب الوطني، ففكرتُ في عمل دفتر أقوم بتمريره على أكبر عددٍ ممكن من الثوار في ميدان التحرير ويقومون هم بكتابة مشاعرهم ومطالبهم في هذا الدفتر، وبالفعل بدأت ووصل عدد الأشخاص الذين كتبوا في الدفتر في أول يوم إلى 250 شخصًا، وكان أول من كتب في الدفتر هو د. سليم العوَّا، ليتعدى عدد الكاتبين فيه بعد ذلك الألف بعد نهاية الاعتصامات، وأتمنى أن يُدرَّس هذا الدفتر في مادة التاريخ.
وتستكمل: "تعلمتُ في ميدان التحرير تقبُّل الآخر، وأنه لا فرقَ بين مسلم ومسيحي"، مستنكرةً ما يحدث الآن من محاولات لإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين؛ حيث إن ما رأته في التحرير يثبت أن هناك وحدةً وطنيةً قوية بين المسلمين والمسيحيين لن يستطيع أحد أن يهددها".
وتسترسل قائلةً: "إنني تعلمت أيضًا الصبر، فكلما رأيت مبارك يتمسك بالحكم رأيت الثوار أشد صبرًا ومثابرةً وتصميمًا على تحقيق الهدف فتعلمت ذلك منهم".
وعن أكثر المواقف التي أثرت فيها، فتقول عندما كان المسلمين يصلون رأيت رجلاً مسيحيًّا عند الدعاء يصلي بصلاته، ويؤمن على ما يدعو به الإمام في الصلاة.
وتقترح أن تكون هناك مادة دراسية تدرس فيها الشئون السياسية بالمدارس، وأن يتعهد النظام بمؤسساته الأطفال بالتوعية السياسية حتى يخرج منهم بعد ذلك متحدثون سياسيون على وعي بما يحدث في البلاد وفي العالم، وأن يكون للأطفال من سن 11 سنة صوت انتخابي في كل الانتخابات، وأن يكون هناك نائب للأطفال في مجلس الشعب عن كل محافظة ويقوم أطفال المحافظة بانتخابه عن طريق صناديق الاقتراع.

"مصر بتاعتنا"

حق بلدي عليَّ، هكذا أجاب عبد الرحمن حمدي (12 عامًا) حين سألناه عن دافعه للاعتصام بميدان التحرير، ويحكي عن مشاركته فيقول: شعرتُ مع الحراكِ السياسي بدوري الكبير تجاه مصر فتحركتُ سريعًا بالنزول في مظاهرات المنطقة التي أسكن فيها، ثم كتبت بعض اللافتات بمساعدة أبي وأمي، وأختي جهاد ونزلت بها إلى ميدان التحرير، وأخذتُ أهتف مع غيري من المصريين أرفع راسك فوق أنت مصري"، "مش هنمشي.. هو يمشي".
ويتابع: كنت قبل الثورة شخصًا عاديًّا حياتي ما بين المدرسة والواجبات المدرسية واللعب في الشارع مع أصدقائي، لا أهتم ببلدي ولا أجد لي دورًا فيها، أما بعد الثورة فقد أصبحت مصر "بتاعتنا وملكنا"، فلي دور فيها فهي تحتاجني، وقررت أن أكون شخصًا إيجابيًّا، وقد وقفت وتحدثت إلى ضباط الجيش وضرورة مساهمتهم بقوة في صنع البلد ودون أي خوف.
ويضيف قائلاً إن كل شخص له حق لا بد أن يطالب به ولا يسكت عليه أو يخاف، فالرابح في رأيي هو مَن يتحدث لا مَن يسكت، مؤكدًا أنه الآن يهتم بالسياسة ومتابعة الأخبار والتحليلات السياسية.
ويناشد الجميع أشخاصًا وحكومات ألا يعاملوهم كأطفال فقد اعتمد نجاح الثورة- على حد وصفه- على الشباب والأطفال، مشيرًا إلى أنه ليس منطقي بعد الثورة أن يعاملهم أحد على أنهم أطفال، بل لا بد أن يعتمد عليهم في الإصلاح والنهوض بمصر.

مشاريع الطفولة

وتوضح أم عبد الرحمن أن الثورة أحدثت طفرةً في سلوكيات وقناعات أبنائها وحبهم للبلد فقد تطوعوا لعمل مشروع لتنظيف المنطقة السكنية، وقاموا بتجميع النقود من الجيران وتجميل الشوارع والأرصفة.
وتوجَّه رسالةً إلى الأمهات اللاتي لم يذهب أطفالهم إلى ميدان التحرير، تناشدهم فيها أن يحرصوا على أن يشاهد أطفالها مشاهد الثورة المسجلة كاملةً، ثم تبحث عن إحدى الجمعيات أو الجهات التي تهتم بالعمل العام حتى يشارك أطفالها فيه؛ وذلك حتى يشعر هؤلاء الأطفال أنهم شاركوا في الثورة، ويكون لهذا الشعور بالغ الأثر في نفوسهم، وفي مستقبلهم ومستقبل بلادهم.
وتطرح بعض المشاريع التي ابتكرها أطفال المدرسة التي تعمل بها، أبرزها مشروع تنظيف الشوارع ودهان الأرصفة، ومشروع كروت خصم لأسر الشهداء، وتقول إن الطالبات اتفقن أن ينزلن بصحبة أحد المعلمين إلى موقف الميكروباصات ويعرضون عليهم عمل خصم لأسر الشهداء، وذلك عن طريق إعطاء أسرة الشهيد بعض الكروت ليسلموها للسائق فيخصم لهم مبلغًا من المال ثم يذهبون إلى السائق في آخر الأسبوع، فيأخذوا منه الكروت ويعطوه المبلغ الذي قام بخصمه لأسر الشهداء.
وتستطرد في عرض مشروع آخر هو مجلة إعلامية، يقوم الأطفال بإصدارها تحت إشراف المدرسة يقومون فيها برصد الأخبار، وعمل تحقيقات صحفية عنها ثم يقومون بتوزيعها على جماهير المحافظة كنوعٍ من التوعية والمشاركة المجتمعة.

مقاومة الظلم

رقة طفولتها لم تتأثر برجولة الميدان والاعتصام، فجمعت كلمات غفران يحيى (10 أعوام) بين الرقة والبراءة المختلطة بالحزن والفرح لاستشهاد خالها إبَّان الثورة، وتقول: نزلت إلى التحرير بصحبة والدي لأننا كنا عايشين في ظلم، ورفعت لافتة مكتوبًا عليها "مبارك ارحل".
وتؤكد أنها تعلمت من الثورة النظام والتعاون، وأنها تريد أن تعلم الناس أن يقاوموا الظلم
وتضيف: "أنا فخورة بخالو جدًّا".

أمنية الشهادة

ولم تحزن آلاء أحمد (15 عامًا) سوى على أمنيتها في الشهادة بالميدان، حيث اعتصمت لأيام مجتهدة في توزيع الطعام والمياه، والوقوف في لجان التفتيش؛ وتقول في التحرير تعرفتُ على كثيرٍ من الناس المحترمة ورأيت مصر كما لم أرها من قبل.
وعما تعلمته من الثورة تقول: "تعلمت أنه ليس هناك فرق بين غني وفقير وبين مسلم ومسيحي، وكبير وصغير، كما تعلمت المساواة بين الناس، وتعلمت تحمل المسئولية من خلال الأدوار التي كنت أقوم بها في الميدان، كما تعلمت الصبر، واحترام آراء الآخرين، والثقة في قدراتي، وأني أستطيع أن أقدم الكثير لنفسي وبلدي".
وتحلم أن تسبق مصر اليابان، وغيرها من الدول المتقدمة، وأن تسود أخلاق ميدان التحرير كل شوارع وميادين مصر.

تطوير نفسي

وتروي سلمي محمد البلتاجي (9 أعوام)، أنها شاركت مع أسرتها بالكامل في الثورة طول 15 يومًا، وهتفت معهم، وداوت الجرحى؛ حتى تتغير مصر، وتضيف أنها عندما ذهبت إلى المدرسة قال لها الجميع "يا بختك كنا نتمنى أن نكون معاكي".
وتضيف أنها وزميلاتها يسعون إلى تطوير أنفسهن وخصوصًا في المذاكرة وفي التطبع بالسلوكيات التي سادت في ميدان التحرير مثل الإيجابية والتعاون واحترام الجميع.

مصر بلدي

أما محمد سامح طالب بالصف الثاني الإعدادي فيقول إن أكثر المشاهد التي غيرته جذريًّا، وجعلته يحب بلاده، ويتحرك لصالحها هو أحد الرجال الذي رآه في ميدان التحرير، وكان يبكي بحرقة شديدة، لم يرها أبدًا في حياته ويقول بأعلى صوته "مصر يا أم.. ولادك أهُم.. دول علشانك شالوا الهم".
ويستطرد قائلاً: "عندما رأيته أحسست وفهمت أن مصر مثل أمي، وأنها تتعرض لظلم شديد، وعلى أن أتحرك لأرفع عنها هذا الظلم، وبدأت أسأل أبي وأقاربي الكبار عن أسباب هذه الثورة، وما هو هذا الظلم والهم الذي يعانيه الناس؛ حيث إنني لم أكن أهتم سابقًا بالسياسة، وعلمت أن هناك ظلمًا وسرقةً وتقصيرًا في التعليم والصحة، وتوفير فرص العمل للشباب، وعدم وجود مساواة، ومنذ أن فهمت بدأ ترددي أنا وأسرتي يزيد على ميدان التحرير".
ويصف مشاعره في الميدان متأثرًا بأنه رأى وتعلم منهم التعاون، وعدم وجود فروق بين الناس، فمن يحتاج لشيء يجد من يعطيه له في ثانية- على حد تعبيره- بالإضافة إلى شعوره بالشجاعة؛ حيث وجد أن الجميع يحرص على سلامته، وأن الجيش أيضًا معهم، وأنهم أصحاب الحق.
ويحلم محمد بشوارع نظيفة خالية من المهملات، وأن يجد فرص عمل عندما يتخرج هو وغيره من الشباب، وأن يحاكم كل من أفسد وظلم في الفترات الماضية.

اعتصام اعتصام!

بين الحين والآخر تجهر فاطمة 15عامًا، إيمان 12عامًا، وأسماء 10 أعوام، وجهاد شعبان محمد 8 أعوام، بالحنين لبيتهم الثاني وخيمتهم في ميدان التحرير؛ حيث اعتصمن بصحبة والديهن حتى تنحى الرئيس، وحملن معهن طلبات المصريين كلها مع أخرى تبحث لهم عن مدرسة نظيفة وحق في تعليم حقيقي.
تقول أسماء كنا في خيمتنا نشعر أننا في أفضل مكان في مصر وأننا نقوم بأفضل عمل في الدنيا، وعن تأثير الثورة على حياتهن.
وتؤكد إيمان: "تعلمت من ميدان التحرير ألا أخاف من أحد مهما كان منصبه، طالما أن الحق معي".
وتستطرد: وعندما قررت مدرستي إضافة حصة ثامنة على الحصص الأساسية، ورأيت أن هذا القرار سيؤثر بالسلب عليَّ وعلى زميلاتي قمت بدعوة زميلاتي بعمل اعتصام أمام مكتب المديرة وبالفعل استجابت لنا وقامت بإلغاء الحصة الثامنة وكنا سعداء بذلك".
أما فاطمة فتؤكد أنها تعلمت الكثير من القيم في التحرير، مثل الإيثار الذي تنافس عليه الجميع في التحرير، فالكل كان يفضل غيره على نفسه في الطعام والمياه، ووحدة الهدف، فلم تكن هناك مطالب فردية فالجميع لا يردد سوى إسقاط النظام والحرية والعدالة الاجتماعية، والصبر على تحقيق هذا الهدف بالرغم من التحديات الكبيرة التي كانت تواجههم.

الثورة مستمرة

أما هاجر (8 أعوام) وجهاد نادي (11 عامًا)، فتؤكدان أن الثورة لم تنتهِ بعد، حيث إن فض الاعتصام جاء ليعطي الفرصة للحكومة الجديدة أن تنفذ مطالب الثورة، مؤكدتين أن الثورة الآن تأخذ الدور الرقابي؛ حتى تنتهي هذه الفتره المهمة، على حدِّ قولهما.
وتضيفان أنه إذا تم التلاعب بهذه المطالب فسيعودون مرةً أخرى إلى الميدان؛ لأنهم هم أكثر الناس من يهمهم مستقبل البلد لأنهم هم قادة وصناع الغد.