بعد سحق معارضيه.. واشنطن بوست: السيسي ينوى البقاء للأبد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بعد سحق معارضيه.. واشنطن بوست: السيسي ينوى البقاء للأبد


هل يقف بزنس العسكر وراء قتل المصريين.jpg

كتبه: Omar Omar

(25 يناير 2018)

مقدمة

بمقارنة كاشفة بين الطاغية عبد الفتاح السيسي، زعيم عصابة الانقلاب، والديكتاتور فلاديمير بوتين رئيس روسيا، يمكن التنبؤ بأن السيسي بعد إجهاض المسار الديمقراطي وسحق المعارضة المنتمية لثورة 25 يناير، يمضى على خطى بوتين وينوي البقاء في الحكم للأبد.

شعبية وهمية

ووجه فلاديمير كارا مورزا، الناشط الروسي في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية (الذي كان قد سُمِّم مرتين من قِبل رجال بوتين)، سؤالا حاسما، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست بعنوان "إذا كان بوتين محبوبا جدا.. فلماذا يخاف من المنافسة؟".

وكتب كارا مورزا ما يلي:

"سيكون من الجيد أن يتذكر أولئك المعلِّقون الغربيون الذين يصدِّقون خطاب الكرملين حول (شعبية) بوتين بين المواطنين الروس، أن هذه الشعبية وتلك المحبَّة المزعومة لم يسبق اختبارها في انتخابات حرة ونزيهة ضد معارضين ذوي مصداقية. وكما قال سيد الشطرنج الناقد لبوتين، غاري كاسباروف، ذات مرة، إذا كان هناك مطعم واحد في المدينة، ويقدم أكلةً واحدةً فقط… فهل يمكن اعتبار تلك الأكلة (رائجة أو محبوبة)؟".

في غياب مؤشرات رسمية موضوعية ذات مصداقية، يُترك المرء للبحث عن أدلة واقعية لإثبات هذه الحماسة الشعبية لحُكم بوتين. بدت إحدى تلك الإشارات من خلال لقاءٍ عُرض في ليلة رأس السنة، حيث عقد ناشطون بمدينة تيومين في سيبيريا الغربية، اجتماعا عاما لدعم ترشيح بوتين للرئاسة، وأُعلن عن هذا الاجتماع في وسائل الإعلام المحلية، ولكن لم يُنظم بالطريقة المعتادة، وأقصد بالطريقة المعتادة هنا، إلزام موظفي الدولة والبلديات بالحضور.

وأدى الأمر في نهاية المطاف، إلى حضور 9 أشخاص هذا التجمعَ الداعم لبوتين في مدينةٍ تعدادها 740000 نسمة!، ولكن يبدو أن قصصا من هذا القبيل تؤكد الحقيقة البسيطة و"البديهية"؛ وهي أن الزعيم الفعلي، المتمتع بدعم شعبي حقيقي، لن يخاف من المنافسة الحقيقية في صناديق الاقتراع.

على خطى بوتين

وبحسب التقرير، يمضى عبد الفتاح السيسي على خطى بوتين تماما، فطريقة بوتين هي الدعوة لإجراء الانتخابات (من المقرر أن تُجرى مسرحية الرئاسة المصرية في الفترة ما بين 26 و28 من شهر مارس 2018)، ثم استخدام الشرطة والجيش للتأكد من أنه لا يوجد أحد يمكنه المنافسة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقالٍ لها، "لا يُعتبر الفريق عنان، البالغ من العمر 69 عاما، منافسا قويا للسيسي، الجنرال السابق من المؤسسة العسكرية المصرية، الذي حكم مصر بقبضة من الحديد منذ عام 2014، بعد فوزه في الانتخابات التي أُجريت ذلك الوقت، بنسبة 97% من الأصوات. ولكن اعتقال عنان يشير إلى مدى استعداد السيسي لتطهير الساحة من المنافسين وإفساح المجال لنفسه".

وتضيف نيويورك تايمز

"إن رؤية السيسي أنه من الضروري القيام بذلك، تُعد رسالة تحذيرية لواشنطن، ما مدى شعبية هذا الرجل إذا كان يخشى من السماح لأي خصمٍ جادٍ بالترشح ضده؟!".

وبحسب الصحيفة، فإنه من المنطقي أن يكون الشخص الذي يحظى بشعبية سعيدا بأن تظهر تلك الشعبية وهذا الحب من خلال فوز انتخابي حاسم ضد منافسيه. في حين يتصرف السيسي كشخص يعرف مسبقًا أنه فقدَ دعم الشعب المصري له.

وتتساءل الصحيفة:

"إذا كان السيسي محبوبًا جدًا، فلماذا يخاف من المنافسة؟!"، وإذا كان يعلم أن شعبيته قد اختفت، فإننا في الولايات المتحدة يجب أن ندرك ذلك أيضا، وهذا ينبغي أن يصل إلى السياسة الأمريكية تجاه نظام السيسي".

وبحسب التقرير، فإنه يبدو واضحا لكل ذي عينين، أن السيسي في نظر المزيد والمزيد من المصريين مجرد جنرال ديكتاتوري آخر، ينوي البقاء في السلطة إلى الأبد، وقمع أي معارضة أو انتقاد، والحكم من خلال الفساد المستشري في البلاد، وتدمير إمكانية إقامة نظامٍ ديمقراطيٍ حقيقيٍ بمصر.

المصدر