بعد انهيار قلعة الغزل والنسيج.. إفلاس 400 مصنع حتى 2017

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بعد انهيار قلعة الغزل والنسيج.. إفلاس 400 مصنع حتى 2017


بعد انهيار قلعة الغزل والنسيج.jpg

كتب: يونس حمزاوي

(14 سبتمبر 2017)

مقدمة

"لم نشهد خراب بيوت وإفلاسا وضيقا في الرزق كما نعاني هذه الأيام وكان 2017 هو العام الأسوأ على الإطلاق"، بهذه الكلمات لخص أصحاب مصانع الغزل والنسيج بمدينة المحلة التي كانت قلعة الصناعة أحوالهم البائسة ومأساتهم المتواصلة منذ انقلاب العسكر في يوليو 2013م على أول رئيس مدني منتخب، وإجهاض المسار الديمقراطي الذي أثمرته ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011م.

إغلاق "400" مصنع

وكشف المهندس أحمد أبوعمو، رئيس رابطة الغزل والنسيج، أن العام الماضى فقط شهد إغلاق أكثر من 400 مصنع غزل ونسيج.

ويضيف في حسرة وألم:

"عمال هذه المصانع تحولوا إلى بلطجية وعواطلية عن العمل، وكثير منهم عملوا "باعة جائلين".

وينتقد "أبوعمو" قيام الحكومة بإنشاء 4 مدن لصناعة الغزل والنسيج، فى الصعيد وبدر وغيرهما، مؤكدا أنها لم تكن خطوة محسوبة بحسب تقديره؛ لأنهم يبنون "كل شىء من الصفر".

يقول "أبوعمو" بحسب الحوار الذي أجرته معه اليوم صحيفة "الوطن":

"فى عام 2016 أغُلق أكثر من 400 مصنع غزل ونسيج، منها مصانع كان تضم مئات العمال، التى قاومت كثيراً فى ظل تكبد خسائر مالية متكررة، ولكنها لم تتمكن من الصمود، كثير من أصحاب المصانع قاموا بهدمها ودخلوا مجال الاستثمار العقارى لأن نسبة الربح به 100%، ولا يتطلب كل هذا الجهد والمعاناة، أما العمال فبعضهم تحول إلى بلطجية وعاطلين عن العمل، وكثير منهم عملوا كباعة جائلين، والبعض الآخر توجه للعمل فى أى مهنة أخرى.

أما عن أوضاع أصحاب المصانع ، فيضيف أن منهم مهددين بالسجن، وهناك من جنوا بالفعل وماتوا قهراً داخل السجون، بعدما تراكمت عليهم ديون وفوائد البنوك وعجزوا عن الوفاء بها، وحالياً توجد المصانع التى تم بناؤها فى العشوائيات، وتقوم بسرقة الكهرباء وليس عليها أى ضرائب، وتتسبب فى خسارة المصانع الكبرى التى تلتزم فى دفع الضرائب والتأمينات والكهرباء وغيرها، كما يعانى أصحاب المصانع من الركود فى السوق المحلية، وتضاعف أسعار المواد الخام التى نستوردها من الخارج، بالإضافة إلى ضرائب النقل، و"تعويم الجنيه".

فساد مناخ الاستثمار

الأخطر في تصريحات رئيس رابطة الغزل والنسيج، هو انتقاده لبيئة ومناخ الاستثمار في مصر حاليا، مؤكدا أنه أغلق مصنعه في المحلة على الرغم من أنه كان من أكبر 5 مصانع في المدينة.

ويضيف

"لا يوجد أى شخص عاقل حالياً يبدأ مهنته فى هذا المجال، لأنه سيشترى أرضاً وماكينات ويلتزم بمرتبات عمال، ولا يعرف إذا كان سيربح أم يخسر فى ظل تغير أسعار كل شىء".

وحول حل الأزمة يؤكد "أبو عمو" أن المسئولين للأسف ينظرون إلى اقتراحات أصحاب المصانع والخبراء بتعال وعدم اكتراث، مشيرة إلى أن مصر تعاني من "تشتت المسئوليات"، فهناك جزء من مشكلتنا مرتبط بوزارة الزراعة وإنتاج القطن المصرى، وجزء آخر متعلق باستيراد دعم التصدير وغيره من وزارة المالية، وجزء ثالث متعلق بوزارة الصناعة، وآخر مرتبط بوزارة الاستثمار، وكأن دمنا قد أُهدر بين القبائل.

وينتقد رئيس رابطة الغزل والنسيج، قيام الحكومة ببناء 4 مدن لصناعة الغزل والنسيج، فى الصعيد وبدر وغيرهما، مؤكدا أنها لم تكن خطوة محسوبة، لأنهم يبنون كل شىء من الصفر، وكان بإمكانهم توفير الكثير، والنهوض بشركات قطاع الأعمال المتوقفة، التى يوجد بها بالفعل عماله مدربة وطرق وخبرة وبنية تحتية مثل شركة "مصر للغزل والنسيج".

"2017" الأسوأ على الإطلاق

ويؤكد أصحاب مصانع وعمال بأن عام 2017 هو الأسوأ على الإطلاق، يقول سمير غنام، صاحب مصنع غنام للنسيج، "نعمل فى مجال الغزل والنسيج منذ 100 عام، القطاع يمر حالياً بظروف عصيبة، لم يشهدها من قبل، المادة الخام الرئيسية بالنسبة لنا هى غزول القطن، وتم إهمال زراعته، وبالتالى أجبرونا على استيراد كافة المواد الخام من الخارج، التى تضاعف سعرها خلال الفترة الأخيرة".

ويضيف "غنام" أن

"سعر كيلو القطن تخطى 100 جنيه لبعض الأصناف، كما تضاعفت أسعار المواد الخام المتعلقة بالصباغة وتجهيز الأقماش". ويتابع "تركت شغلى كمعيد فى كلية هندسة إسكندرية قسم الغزل والنسيج، علشان أشتغل فى بيزنس العيلة، لكن المهنة بتخسر بشكل كبير جداً".

ويوضح غنام أنه تعرض خلال العام الماضى لأكبر الأزمات فى الصناعة على الإطلاق، حيث لم يتمكن من استيراد المواد الخام. أما صاحب مصانع الصياد للملابس الجاهزة فيؤكد أنه يعمل فى صناعة الملابس منذ أكثر من 40 عامًا، وخلال الفترة الأخيرة شهدت الصناعة تحديات لم تواجهها من قبل فعام 2017 هو الأسوأ على الإطلاق.

وتلخص إحدى القيادات العمالية فى مدينة المحلة الأزمة مضيفة:

"المهنة دى كانت فاتحة بيوت الناس كلها عمال رجالة وستات، ودلوقتى أصحاب المصانع بيقفلوا وبيبيعوا الأرض".

المصدر