الفرق بين المراجعتين لصفحة: «برنامج انتخابي ملك جمهوري»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب''''<center>برنامج انتخابي ملك جمهوري</center>''' يشعر الواحد هذه الأيام أن الرئيس مبارك ملك لديه برنام...')
 
ط (حمى "برنامج انتخابي ملك جمهوري" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:٢١، ١٣ نوفمبر ٢٠١٠

برنامج انتخابي ملك جمهوري


يشعر الواحد هذه الأيام أن الرئيس مبارك ملك لديه برنامج انتخابي، ويبدو أنه أول ملك جمهوري عرفه التاريخ، فكلما نطق أي مسئول الآن فإنه يحرص سواء لتأمين نفسه وتحصين مكانته أو لدرء التهمة ودفع المسئولية علي أن يذكر في جمل لحوحة ومقيتة قبل أي تصريح أو رأي أن ما يفعله إنما يقوم به طبقًا لبرنامج السيد الرئيس الانتخابي وبناء علي توجيهات وتماشيًا مع سياسة واستجابة لإرشادات البرنامج الانتخابي للرئيس (لاحظ ليس برنامج الحكومة ولا الحزب، بل برنامج الرئيس، ولاحظ أن هذا البرنامج يذاع عبر الأربعة والعشرين ساعة، وكأنه من ظواهر وخوارق الطبيعة، ومع أن الرئيس ملك متوج وحاكم فرد ومطلق اليد تمامًا في فعل أي شيء في البلد متى أراد وكيفما أراد إلا أنه أكرمنا ببرنامج انتخابي يذكره كل مسئول، مع كل همسة ولفظة وكلمة في تصريحاته وخطبه، ويبدو الأمر علي أحد وجوهه ولاءً من هذا المسئول أو ذاك لقيادته التي عينته وأبقته علي مقعده وفي منصبه.

ثم يبدو من وجهة أخري أن المسئول لا يملك من أمره شيئا وإنما هو عبد المأمور (وبلوة مصر ومصيبتها وسر تأخرها وسبب تراجعها أن البلد كلها عبد المآمير، وزير، سفير، موظف مجاري، مهندس بلدية، منادي سيارات، حانوتي، رجل أعمال، مش رجل ومش أعمال، صحفي، كلهم في مصر عبيد المآمير)، ومن ثم لا يمكن أن ترفض أو تهاجم أو تكشف أو تعري فشلاً وخطأً ما يقوم به عبد المأمور؛ لأنه ساعتها يبقي بتضرب في حكمة وعبقرية المأمور ذات نفسه، فيبقي التغني ببرنامج الرئيس الانتخابي محاولة من المسئول لإسكات أي نقد له أو لما يقوله ولما يقوم به، بدعوي أن نقده والاعتراض عليه إنما هو اعتراض علي ما لا يستوجب عندنا إلا الولاء والطاعة والولع بحكمتها وبصيرتها!!

والمشهد كله علي بعضه إغراق في النفاق الذي يبدو وسيلة للتقرب وللتمدد في المنصب والبقاء في الموقع.. ومن المريب أن كل مسئول يبدو مولعًا ومدلها في محبة مسئوله الأكبر أو قيادته العليا، يفعل ذلك مرضاة ونفاقًا وتزلفًا من ناحية، ومداراة وحماية وتغطية لفساده، وليس عجيبًا أن نري اتهامات وشائعات بالرشوة والفساد لشخصيات، بات كل همها ليل نهار الغناء بالتمجيد والتقديس والعبادة للسادة! فالنفاق كما أؤكد هو الابن الشرعي للفساد، صلة وثيقة وقربي لصيقة بين الفاسد والمنافق، فهو نفاق يحمي فسادًا وفساد يستثمر النفاق!

وكما يقول الفذ الراحل دكتور جمال حمدان في كتابه الموسوعي المؤسس (شخصية مصر) إن المؤسف (أن النفاق إن لم يكن الوجه الآخر لأسود صفة وأسوأ سبة وهي الجبن، فإنه تعبير عن انتهازية «الفهلوة» والوصولية الزاحفة، لا غرابة إذن في أن تكون السلطة والحكم والنظام في مصر دائمًا وأبدًا هي أكبر دعاة الاعتدال المصري المزعوم وأشد المهللين المحبذين المزينين له ومحترفي التغني المخادع الماكر به.

ذلك لأن هذا الاعتدال المرضي ليس فقط ضمان البقاء المطلق لهم، ولكن أيضا ضمان التسلط والسيطرة المطلقة. فمجتمع هذا النوع من الاعتدال العاجز هو مجتمع بلا صراع، ومجتمع بلا صراع هو مجتمع من العبيد أو قطيع من الأقنان).

وبصرف النظر عن مدي أهمية أو نجاح أو فشل تنفيذ برنامج الرئيس، فكل ما يشغلني الآن متي سيجدون ريموت كنترول ويحولون المحطة عن برنامج الرئيس؟!