انقلاب مصر “يحشر” السودان في خنادق الأزمات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
انقلاب مصر "يحشر" السودان في خنادق الأزمات


انقلاب مصر يحشر السودان.jpg

كتبه:مجدي عزت

(18 فبراير 2018)

في الوقت الذي يحاول السودان تحريك ملفات أزماته الداخلية والخارجية العالقة، قبيل انتخابات الرئاسة العام المقبل، التي ينتوي الرئيس عمر البشير خوضها، يسعى نظام السيسي لخلق مزيد من الأزمات حول البشير؛ سواء بممارسة ضغوط سياسية مباشرة على الخرطوم، عبر التواصل مع واشنطن لتأجيل ملفات إنهاء العقوبات الاقتصادية والسياسية على الخرطوم والتي يقف وراءها اللوبي الصهيوني في المحافل الدولية

والتي صوت مع استمرارها نظام السيسي في وقت سابق بالامم المتحدة، أو بدعم المتمردين في الجنوب السوداني وفي دارفور بالأسلحة المصرية ضد البشير ونظامه، او بتكثيف الوجود العسكري المصري على الحدود المصرية السودانية، بجانب تحريك قوات مصرية اماراتية على الحدود الشرقية للسودان في قواعد عسكرية اماراتية بارتيريا.

كل تلك الضغوط التي يقف وراءها السيسي، يبدو أنها لم تكن كافية للضغط على الحرطوم فسعى السيسي إلى دق الاسافين بين الحركة الاسلامية في السودان ونظام البشير، فسربت بعض الوسائل الاعلامية تامضادة لنظام البشير بعض الأنباء عن قيام الخرطوم بالتلويح لاستبعاد قيادات إخوانية مصرية من السودان، وذلك لتوتير الأوضاع بين إخوان السودان ونظام البشير، وهو أمر حساس قبيل انتخابات الرئاسة السودانية المقبلة.

الأحبار التي سربت جاءت على وقع تقارب سياسي مصري سوداني ترجمه اجتماع وزير خارجية السودان ومدير المخابرات السودانية مع نظرائهم المصريين بالقاهرة الاسبوع قبل الماضي..وأعقبه الاعلان عن اجتماعات مشتركة ولجان للتعاون المشترك في الفترة القادمة.

نفي سوداني

عضو القطاع السياسي للحزب الحاكم، عبد السخي عباس، قال لوكالة الأناضول:

"لا يوجد إسلاميون مصريون بالسودان"، مضيفاً: "ولو كانوا موجودين لحدَّدتهم مصر بالاسم، وطالبت بتسليمهم".

وأشار إلى أن

"الحديث المتداول عن طلب السودان مغادرة الإخوان المسلمين أراضيها، من بنات أفكار وسائل الإعلام".

كانت وسائل إعلام سودانية وعربية أفادت، في وقت سابق من السبت، بأن "الخرطوم طلبت من قيادات حركة الإخوان المسلمين المصرية مغادرة البلاد خلال ساعات، وإلا فستقوم بتسليمهم للقاهرة".

وشدد عباس على أنه

"لا توجد روابط سياسية أو تنظيمية بين (المؤتمر الوطني) وتنظيم الإخوان المسلمين في مصر".

وكانت صحيفة "الشروق" المصرية قد نقلت عن قيادات في جماعة الإخوان، لم تسمها، أن "السلطات السودانية أبلغت مسؤولي الجماعة المصريين الموجودين ضرورة مغادرة أراضيهم، على أن تكون المرحلة الأولى بالصادر ضدهم أحكام في مصر، سواء من القيادات أو الأعضاء".

وبحسب الصحيفة المصرية

"لن تسلِّم السلطات السودانية قيادات وأعضاء الإخوان الصادر بحقهم أحكام لمصر، لكن عليهم مغادرة الأراضي السودانية أياً كانت مواقعهم".

ولم يصدر أي تعليق رسمي عن الحكومة السودانية، بشأن ما تداولته التقارير الإعلامية. وتتهم وسائل الإعلام المصرية الخرطوم بإيواء عناصر في حركة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها القاهرة، منذ ديسمبر أول 2013، "إرهابية".

لكن الخرطوم نفت ذلك مرارًا، بينما تتهم هي مصر بدعم الحركات المتمردة بالسودان، وهو ما نفته مصر أكثر من مرة. وعلى أية حال فإن القرار السوداني تجاه مصر تحكمه معايير سياسية ليس من ضمنها التدخل في شئون البلدان الداخلية، وأن رعايا اي دولة لهم الحق الانساني والقانوني في الاقامة في اية دولة اخرى مالم يمثلوا اية مخاطر على الدولة المضيفة او دول الجوار.

فيما يبقى مصير أفراد مقيمين بصورة شرعية في السودان او غيرها من دول العالم محكوم بالتزامهم بالقوانين المحلية، وحماية القانون الدولي الذي قد يمنحهم حق اللجوء الدولي في أية دولة في ظل التقارير الدولية التي تتحدث عن حجم المجازر التي يرتكبها نظام السيسي ضد المدنيين في مصر، والتي أقرت بدمويته ممثلية الاتجاد الأوربي لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية التي أكدت في تقارير موثقة مؤخرا أن نظام السيسي دموي لا يأمن أي انسان فيه على حياته.

المصدر