انقلاب زيمبابوي.. موجابي أسوأ أم السيسي؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
انقلاب زيمبابوي.. موجابي أسوأ أم السيسي؟


كتب: سيد توكل

(16 نوفمبر 2017)

مقدمة

ربما لم تبلغ شهرة ديكتاتور زيمباوي المخلوع روبرت موجابي شهرة العقيد معمر القذافي أو السفيه عبدالفتاح السيسي، فعلى الرغم من أن "موجابي" ديكتاتور فريد من نوعه، يحكم منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلا الشهرة التي حققها السفيه عبدالفتاح السيسي بالقمع والدم والخراب الاقتصادي في 4 سنوات انقلاب، تجعله يتصدر المشهد الإفريقي الأسوأ بجدارة.

وعلى طريقة هروب المخلوع زين العابدين بن علي في تونس، أفادت شبكة "سكاى نيوز البريطانية"، نقلا عن زوجة موجابى، قولها، بأن زوجها غادر البلاد متجها إلى دولة ناميبيا.

وعلى طريقة 30 يونيو 2013 في مصر، استولى جيش زيمباوبوى على السلطة فى البلاد، صباح يوم الأربعاء، بعد سيطرته على مقر التليفزيون الرسمى فى العاصمة "هرارى"، وانتشاره فى شوارع زيمبابوى، بعد ساعات من تصريحات قائد القوات المسلحة، التى أكد فيها استعداده للتدخل لإنهاء حملة تطهير ضد أنصار نائب الرئيس المقال إمرسون منانجاجوا.

السيسي الأسوأ

وصفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، ضمن حديثها عن اعتقال المحامي إبراهيم متولي، وعن جريمة قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، السيسي بالديكتاتور، داعية إلى نبذه وواصفة ما يقوم به بجرائم تفوق ما كان يقوم به نظام حسني مبارك.

ومهدت الجوقة الإعلامية والدينية المرتبطة بالعسكر، التي تتميز بقدرتها السريعة على نقل أدوات تهليلها بين حاكم وآخر، الطريق أمام السفيه عبدالفتاح السيسي، لإعلان نفسه حاكمًا مطلقًا. ولم ينتظر هو نفسه طويلاً، حتى بدأ يخضب أرض تلك الطريق بدماء أبناء شعبه المعارضين لحكمه، كي يستحق بجدارة لقب ديكتاتور، يَعرف أنه لا يمكن له أن يتكرس إلا كما تكرس من سبقه من ديكتاتوريات، بتحقيق انتصارات على أبناء شعوبهم.

وإن كانت مجموعة الإجراءات والممارسات القمعية التي اتخذها السيسي تكرسه ديكتاتورًا ناجحًا فإن الإجراءات الاقتصادية وغياب الإنجازات على هذا الصعيد تكرسه فاشلاً في إدارة شئون البلاد وتلبية حاجات أهلها المعيشية.

ولكن.. أن يكون الديكتاتور ناجحًا أو فاشلاً، فهي حالة تحمل تناقضين، تبين في عصرنا الحديث إمكانية ردم ما بينهما، فقد يكون الديكتاتور ناجحًا في تسييد حكمه، لكنه يفشل، في الوقت عينه، في تحقيق نجاحات اقتصادية أو اجتماعية، أقل ما يمكن القول عنها إن بلاده كانت سائرة في طريق التطور الطبيعي للوصول إليها.

ديكتاتوريان بالجوار

وعن حكمه، يقول منتقدو "موجابي" إنه يقوم بتشديد قبضته على السلطة، بإدخال تعديلات على مؤسسات الدولة، وتزوير الانتخابات البرلمانية التي جرت عام ‏2000،‏ وانتخابات الرياسة عام 2003، وهو ما دعا قوى معارضة إلى مقاطعة انتخابات اختيار أعضاء مجلس الشيوخ التي جرت أواخر نوفمبر 2005، ووصفوها بأنها "مهزلة".

استعرض موقع "فوربس" الأمريكي، أبرز الحكام الديكتاتوريين عبر التاريخ، والذين حكموا بلادهم بطريقة لا تتماشى مع الديمقراطية وقوانينها عبر العالم. وقد شملت القائمة معمر القذافي، رئيس ليبيا السابق، وكانت نهايته الموت بطريقة شنيعة، وبشار الأسد، والديكتاتور الأخير في أوروبا، رئيس روسيا البيضاء، الكسندر لوكاشينكو.

المصدر