انتخابات الجامعات..مسرحية رديئة برعاية أمنية وسط عزوف الطلاب
كتب:حازم الأشموني
مقدمة
انطلقت انتخابات اتحاد الطلاب بالجامعات المصرية، أمس، وسط أجواء سيئة وإشراف أمني كامل على العملية من بدايتها لنهايتها، حتى تحولت إلى مسرحية رديئة صادرت حق الطلاب في اختيار من يمثلهم.
هذه الإجراءات والقيود الحديدية دفعت معظم الطلاب إلى الترحم على انتخابات الطلاب بعد ثورة يناير 2011م وقبل انقلاب العسكر في 30 يونيو 2013م، حيث شهدت الجامعات تنافسا كبيرا بين القوائم التي كانت تعكس التيارات السياسية والفكرية في المجتمع، وسط منافسات شرسة أسفرت عن أعظم انتخابات شهدها الطلاب طوال تاريخ الجامعات المصرية.
لكن هذه الأيام الجميلة تحولت إلى أحلام صادرها العسكر بممارسة أبشع أنواع الاستبداد والديكتاتورية ومصادرة حق الشعب في اختيار ممثليه، سواء في الرئاسة أو البرلمان أو حتى الاتحادات الطلابية.وأعلنت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بحكومة الانقلاب، يوم الخميس 23 نوفمبر، الجدول الزمنى لانتخابات الاتحادات الطلابية بالجامعات المصرية.
وحددت الوزارة فتح باب الترشح لانتخابات الاتحادات الطلابية، أمس 29 نوفمبر، على أن تعلن القوائم في 3 ديسمبر المقبل، وتتلقى لجنة الانتخابات الطعون في 4 ديسمبر و5 ديسمبر، على أن تعلن الكشوف النهائية 6 ديسمبر.
وتبدأ الدعاية الانتخابية فى الكليات الخميس 7 ديسمبر ، وتبدأ الجولة الأولى للانتخابات 10 ديسمبر المقبل، وجولة الإعادة 11 ديسمبر، و12 ديسمبر تجرى انتخابات أمناء اللجان ومساعديهم، و13 ديسمبر انتخابات رئيس الاتحاد على مستوى الكليات. وتنتهي الجولة الانتخابية فى 14 ديسمبر، بانتخاب أمناء اللجان ومساعديهم ورئيس الاتحاد على مستوى الجامعة.
عزوف الطلاب عن الترشح
وأفادت مصادر طلابية بأن اليوم الأول لفتح باب الترشح شهد إقبالا ضعيفا وعزوفًا من الطلاب؛ بسبب الجدول الزمني للانتخابات الذي وضعته وزارة التعليم العالي، والذي يضمن وصول الطلاب "الأمنجية" للجان الاتحاد بالتزكية، إضافة إلى عدم ثقة معظم الطلاب في إجراء انتخابات نزيهة في ظل حكم عسكري ديكتاتوري، وقبضة أمنية تصادر كل الأصوات الحرة الرافضة لانقلاب العسكر، وسياسات رئيس الانقلاب التي فرطت في تراب الوطن ببيع جزيرتي "تيران وصنافير، وإهدار حقوق مصر المائية في مياه النيل أمام تلاعب إثيوبيا.
كما يعزو البعض عزوف الطلاب إلى سيطرة التكتلات الموالية للأمن على المشهد الانتخابى، موضحة أنه "توجد قناعة لدى الطلاب بأن أسماء رؤساء الاتحادات واللجان المقبلة معدة بالفعل قبل إعلان موعد إجراء الانتخابات، كما أن تحديد يوم واحد للسحب والتقديم يضعف العملية الانتخابية، خاصة أن الفترة السابقة لإعلان موعد الانتخابات لم تكن كافية، ورفعت بعض الكليات شعار "لم يتقدم أحد"، وقال أحمد عبد الحافظ، المنسق الإعلامى لجامعة سوهاج، إن "اليوم الأول لم يشهد تقديم أى طالب لأوراق الترشح".
انتقاد الخريطة الزمنية
وأصدرت اتحادات بعض الجامعات، بيانات لانتقاد الخريطة الزمنية للانتخابات الطلابية، وبنود اللائحة، معتبرة أن وزير التعليم العالى يسعى لأن تجرى الانتخابات فى أضيق الحدود، خاصة أن هناك بنودا فى لائحة 2017، تعيد بنود لائحة 2007 التى سبق الاعتراض عليها، من بينها شرط اكتمال النصاب بالأغلبية المطلقة فى اليوم الأول، و20% أو 1000 طالب فى اليوم التالى، مع تعيين جهة الإدارة لأعضاء الاتحاد حال عدم تحقق الشرط، بالإضافة لإلغاء اتحاد طلاب مصر.
وتؤكد المصادر الطلابية أن الجدول الزمني للاتحادات الطلابية وضع بعناية ليضمن أن تجرى الانتخابات دون طلاب، مشيرة إلى أنها تعقد مع نهاية الفصل الدراسى الأول، وانشغال طلاب الكليات النظرية بالاستعداد للامتحانات، ووجود طلاب الكليات العملية فى الامتحانات العملية بالفعل
ما يتعارض مع مبرر دفاع الوزارة عن شرط اكتمال النصاب القانونى، بشأن سعيها إلى توسيع المشاركة الطلابية، ووصف البيان الجدول بأنه "قطار سريع"، نظرًا لإجرائه الانتخابات فى 5 أيام متواصلة، واعتبرت أن "الجدول الحالى محاولة من الوزارة للعودة إلى أجواء ما قبل 2011".
شروط وقيود غير مسبوقة
وتشهد مسرحية انتخابات اتحاد الطلاب هذا العام شروطًا هي أقرب للقيود منها إلى الشروط، منها: "لا للأحزاب، لا للانتماءات، لا.. لا..".. قائمة طويلة من الممنوعات، عادت بها انتخابات اتحاد الطلاب فى جميع الجامعات، بعد غياب 3 سنوات، لائحة صارمة تحمل قوانين ترفضها الغالبية الساحقة من الطلاب، معللين ذلك بأنها مقيدة لحريتهم، ولا تتناسب مع طريقة فكرهم، متخوفين من تهميش دورهم وسلب صلاحياتهم.
هذه الشروط دفعت كثيرًا من الطلاب إلى العزوف عن الترشح والمشاركة في مسرحية معلومة النتائج مسبقا.
المصدر
- تقرير: انتخابات الجامعات..مسرحية رديئة برعاية أمنية وسط عزوف الطلاب بوابة الحرية والعدالة