النظام الخاص حقائق وافتراءات فى تاريخ الإخوان المسلمين الحلقة الثالثة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
جهاد النظام الخاص للإخوان المسلمين فى حرب فلسطين 1948م

مدخل تاريخي

قبل أن نتناول دور النظام الخاص للإخوان المسلمين فى حرب فلسطين نقرر أنه من الصعب تحديد دور النظام الخاص بعيدا عن الإخوان الذين شاركوا فى الحرب

،نظرا لأن النظام الخاص كان بطبيعته سريا وأفراده غير معروفين ،لكن على أى حال فإن أفراد النظام الخاص اشتركوا فى الحرب ضمن المتطوعين الذين أرسلهم الإخوان للحرب فى فلسطين ،

ومن هنا فإن ما يسطر للإخوان من بطولات على أرض فلسطين ،فقد أسهم فيه النظام الخاص بنصيب وافر، ولا يدفعنا ذلك إلى القول بأن الإخوان الذين شاركوا فى حرب فلسطين كانوا جميعا من النظام الخاص ،فلم تكن القوة التى أرسلها الإخوان هى من النظام الخاص فقط ، فالإخوان يربون أفرادهم على الجهاد المستمر

،وعندما اشتددت المعارك فى فلسطين أعلن الإخوان عن فتح باب التطوع للجهاد فى فلسطين ،وكان الإمام الشهيد المتطوع رقم (1).

ولذلك نقدم جهاد أفراد النظام الخاص فى حرب فلسطين 1948 م مع جهاد الإخوان فى الحرب ،وقبل أن نتناول جهاد الإخوان فى فلسطين لابد أن نتعرف بإيجاز على:

  • أولا: الأحوال فى فلسطين قبل الحرب.

أولا : فلسطين قبل حرب 1948

ظلت فلسطين تابعة للدولة العثمانية طيلة أربعة قرون، ولم تتغير الصورة الإدارية والعسكرية لها عما كانت عليه أيام المماليك، وفي السنوات الأخيرة من العهد العثماني كانت فلسطين من الناحية الإدارية

وفي عام 1896م قام تيودور هرتزل باقتراح حل للمشكلة في كتابه – دولة اليهود

– حيث اقترح تأسيس وطن قومي لليهود في الأرجنتين أو فلسطين، وفي عام 1897م عقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في سويسرا حيث أصدر برنامج بازل في استعمار فلسطين، وتأسيس الحركة الصهيونية العالمية، وفي عام 1902م اقترح هرتزل على السلطان إنشاء جامعة يهودية في القدس،

فرفض ذلك ، فأرسل له هرتزل رسالة يعرض عليه قرضًا من اليهود يبلغ 20مليون جنيه استرليني، مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومنح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكمًا ذاتيًا، ورفض السلطان عبد الحميد ذلك بشدة.

وفي عام 1917م، وأعطى بلفور لليهود وعده بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين في 2/11/1917م، وكان عدد اليهود في ذلك الحين لم يتجاوز 56ألفًا مقابل 644ألف فلسطيني، أي بنسبة 8% إلى 92% ولم تتعد نسبة الأراضي التي يملكها اليهود 2% سنة 1917م من أرض فلسطين.

أنظر: بهاء فاروق: فلسطين بالخرائط والوثائق – الهيئة المصرية العامة للكتاب صـ64.

وصدقت عصبة الأمم على مشروع الانتداب البريطاني على فلسطين بتاريخ 27/7/1922م، وتم الاحتلال الانجليزي لفلسطين فى 29/9/1922م لتنفيذ المشروع الصهيوني، فبدأت بتعيين إدارة إنجليزية أغلب موظفيها من اليهود، أو من الإنجليز الذين اشتهروا بعدائهم للعرب، فعينت السير "هربرت صموئيل" اليهودي مندوبًا ساميًا لها في فلسطين، وعينت "نورمن بنتويتش" اليهودي نائبًا عامًا للحكومة، وتركت له سن التشريعات والقوانين التي تسير عليها الإدارة وملأت المناصب الكبرى بالموظفين اليهود. مما أدى إلى ثورات واضطرابات في فلسطين.

ومنحت حكومة الانتداب لليهود كثيرًا من المشاريع المهمة، كشركة الكهرباء الفلسطينية، وشركة استغلال معادن البحر الميت،

مما أثر في نمو الصناعات التي يسيطر عليها اليهود، وكان إيذانًا لبريطانيا بأن تفرض ضرائب باهظة على الواردات التي تدخل إلى فلسطين عن طريق التجارة الدولية، فأدى ذلك إلى احتياج الأسواق الفلسطينية إلى الصناعات المحلية اليهودية.

أنظر بهاء فاروق: فلسطين بالخرائط والوثائق – الهيئة المصرية العامة للكتاب صـ17. ثم فتحت باب الهجرة على مصراعيه حتى زاد عدد اليهود أضعاف ما كان عليه قبل عهد الانتداب، وعمدت حكومة الانتداب البريطانية إلى سن التشريعات والقوانين التي تكفل انتقال الأرض العربية إلى اليهود عن طريق الضرائب الباهظة التي أثقلت كاهل الفلاح العربي،

في حين لم تؤثر على الفلاح اليهودي لاختلاف المستوى في المال والإنتاج، فإذا أضفنا إلى ذلك المبالغ الخيالية التي كان يعرضها اليهود لشراء أرض العربي، نعلم إلى أي حد وصل الضغط البريطاني على العرب في فلسطين، وزاد من خسة ونذالة الدور البريطاني في تنازل حكومة الانتداب لليهود عن الأملاك الأميرية ومعظم الأراضي، البور حتى بلغ ما وقع في يد اليهود من جراء ذلك حتى عام 1938م أكثر من 22% من مجموع الأراضي بينما كانت أملاكهم قبل الانتداب لا تزيد عن 3% من مجموعها.

أنظر:بهاء فاروق: فلسطين بالخرائط والوثائق – الهيئة المصرية العامة للكتاب صـ 15.

وفي عام 1936م قام الفلسطينيون بإضراب عام وشامل لمدة ستة أشهر نظمته اللجنة العربية العليا بقيادة الحاج أمين الحسيني، احتجاجًا على مصادرة الأراضي والهجرة اليهودية وانتهى بتدخل ملوك العرب لحل القضية إلا أن الانجليز أخلفوا وعودهم مع الحكام العرب.

أنشأ اليهود منظمات عسكرية، وكان تشكيلها على أساس حرب العصابات كان من أشهرها جيش الهاجانا "حراس المستعمرات" ولقد ساعده على استكمال تدريبه اشتراك بعض وحداته في حروب الصحراء خلال الحرب العالمية الثانية تحت اسم "الفيلق اليهودي"،

وكانت كل القوات العسكرية اليهودية مندمجة في هذا الجيش حتى قامت الاضطرابات العربية في فلسطين عام 1936م وحدث خلاف بين زعماء هذه الوحدات فنشأت عن ذلك جماعات متطرفة كانت تميل إلى العنف والإرهاب، وهي التي عرفت فيما بعد باسم "أرجون زفاني ليومي" وجمعيةاشترين الأربعين والتي قامت بالدور الرئيس في أعمال الإرهاب التي شنها اليهود على البريطانيين في أواخر حكمهم.

وساعدت الحكومة البريطانية على توالي التحصين والتسليح على مستعمرات اليهود وقراهم المنعزلة والمتميزة عن العرب، كما ساعدت على إقامة مصانع الذخيرة والأسلحة الصغيرة، كتلك التي أقيمت في "ناتلينا" و"الياجور" وإلى مثل هذه المصانع كانت تهرب أجزاء السيارات والدبابات من شتى بقاع العالم، فتركب وتخبأ في الأماكن المعدة لهذا الغرض.

أنظر بهاء فاروق: فلسطين بالخرائط والوثائق

الهيئة المصرية العامة للكتاب صـ 24.

6-استخدام أفظع أساليب القتل والتعذيب ضد العرب في فلسطين:

بعد أن خيبت بريطانيا آمال العرب في استقلالهم، وعدت اليهود بتهيئة الظروف أمام زرع الكيان الصهيوني في فلسطين، علم عرب فلسطين أنهم لن يحصلوا على حقوقهم أو بعضها منها إلا بالقوة، فقاموا بعدة ثورات دامية، ومعارك عنيفة مع قوات الاحتلال فاستخدم الإنجليز ضدها أفظع الوسائل لقمعها والتنكيل بمن يؤججون نارها.

وأمام هذه الأساليب الوحشية من البريطانيين أصدر الإخوان كتابًا يصف الحالة من خلال الوقائع وهو كتاب "النار والدمار في فلسطين الشهيدة" حيث تحدث الكتاب عن خمسة أساليب يستعملها الإنجليز بوحشية في فلسطين وهي:

1- تعذيب الأحياء.

2- التمثيل بالأموات.

3- انتهاك الأعراض.

4- انتهاك الحرمات الدينية.

5- النسف والتدمير.

راجع كتاب النار والدمار فى فلسطين الشهيدة،قد احتوى على أنواع بشعة من التعذيب قام به الإنجليز ضد الفلسطينيين .

وخول قانون الطوارئ الذي فرضه الإنجليز على فلسطين المحاكم العسكرية بالحكم بالموت على كل من أطلق رصاصة ولو لم تصب أحدًا، بل على كل من حمل رصاصة أو قطعة من سلاح أو مفرقعة، حتى بلغ عدد الذين أعدموا شنقًا في سجن عكا 148 شهيدًا.

فمنذ صدور مشروع تقسيم فلسطين بين العرب واليهود الذي أصدرته لجنة بيل في يوليو 1937م، ومع تزايد الاعتداءات اليهودية على شعب فلسطين تصاعدت حدة المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات التي اشتعلت في قرى ومدن فلسطين، وعلى نطاق واسع،

وتنظيم أكثر دقة مما سبق، وعزيمة أقوى وأشد. وبلغ عدد المحكوم عليهم بالسجن أكثر من 2000 من الشيوخ والشباب والنساء، كما نسفت السلطات أكثر من 5000 بيت، وبلغ عدد من اعتقل لمدد مختلفة نحو خمسين ألفًا، وجاوز عدد الشهداء ثلاثة آلاف، كما جاوز عدد الجرحى سبعة آلاف.

أنظر: أكرم زعيتر: القضية الفلسطينية، دار المعارف، مصر، 1955م، ص(121).

وأخذ الإنجليز يمكنون لليهود حتى انسحابهم من فلسطين فى 14/5/1948 ؛

ليعلن اليهود فى نفس اليوم قيام دولتهم أو حسب الراوية الإسرائيلية (إعلان استقلال إسرائيل )ليرفع العلم الإسرائيلي فى اليوم التالى على أرض فلسطين .

ثانيا: موقف العرب من القضية الفلسطينية قبل الحرب

يقول محمد حسنين هيكل:

ولم تكن النظم الحاكمة فى العالم العربي قادرة على فهم ما يجرى قرب حدودها على خطوط الهدنة مع إسرائيل.

ومن المؤكد أنه لم تكن هناك – خصوصا فى مصر – نظرة عميقة إلى طبيعة الفكرة الصهيونية ذاتها, ولا إلى الظروف الإقليمية التى أصبحت فيها إسرائيل واقعا قائما, ولا كان هناك التنبه الكافى إلى طبائع الصراع معها, ولا إلى أساليب إدارته فى المناخ الدولى المستجد, والذى راحت فيه الهيمنة الأمريكية تؤكد نفسها يوما بعد يوم.

كانت دوائر الحكم فى مصر – القصر الملكى ومعظم الأحزاب السياسية – لا تعرف مافيه الكفاية عن الحركة الصهيونية وكان النظر إليها فى الفترة التى أعقبت الحرب مباشرة متأثرا بطابع إنسانى, لم يكن له فى حقيقة الأمر مبرر.

وكانت معظم المعلومات لدى دوائر الحكم تجىء من الحاخام" حاييم ناحوم" (أفندى) حاخام اليهود فى مصر و" أصلان قطاوى" (باشا) وهو أبرز أفراد الجالية اليهودية فى مصر, وكان عضوا فى مجلس الشيوخ المصرى, وكانت زوجته وصيفة شرف لملكة مصر.

وكل من هذين الرجلين كان يصور الحركة الصهيونية على أساس أنها مجرد تنظيم ليهود لاجئين من جحيم النازى, يبحثون عن مأوى يستطيعون العيش فيه بسلام .

أنظر: جريدة الأهرام 15أكتوبر 1985م.

بعد قرار التقسيم اجتمعت الدول العربية في القاهرة بين 8 و 17 ديسمبر 1947 وأعلنت أن تقسيم فلسطين غير قانوني وتقرر أن تضع 10.000 بندقية و 3000آلاف متطوع (وهو ما أصبح يعرف بجيش الإنقاذ) بينهم 500 فلسطيني ومبلغ مليون جنية في تصرف اللجنة العسكرية الفنية.

أنظر: موقع الموسوعة الحرة : حرب 1948.

ومعني هذا أن مصر حكومة وشعبًا أصبحوا معزولين تماما عن الأمة العربية ، وأخطر ما في هذا العزل أنهم عزلوا قلبًا وشعورًا وعاطفة وليس أدل على ذلك من تصريح محمد محمود رئيس وزراء مصر سنة 1938 عندما سأله صحفى عن فلسطين فقال : أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين .

ومن ناحية أخرى نجد صحيفة المصرى الوفدية التى عقدت حكومتها اتفاقية 1936 تساند الانجليز المحتلين أثناء الحرب العالمية الثانية ،فتنشر مساوىء النازية أعداء الانجليز

ـ و تصفها بالحليفة ـ فتظهر ما تفعله النازية من قتل وتشريد لليهود ،وكأنها بذلك تبرر الهجرة اليهودية إلى فلسطين واقتلاع شعب من أرضه ليعيش اليهود المضطهدين ، وتجعل من يقرأ تلك الأخبار يتعاطف معهم.

ولذلك فقد سعى الإخوان إلى كسر عزلة مصر عن أخطر قضايا الأمة ،وعملوا على توعية الشعب بالقضية حتى صارت قضية فلسطين قضية عامة في مصر يتألم لها قلب كل مصري ، ويكره الانجليز من أجلها .

وانظر إلى تصور قادة العرب للمعركة، يقول كامل الشريف:

وحتى سمعنا أحد المسئولين العسكريين في جيش عربي كبير يقول للوحدات العسكرية الزاحفة أنها ذاهبة في ((نزهة عسكرية)) إلى ((تل أبيب)) لا أكثر وحتى يقطع على الضباط دهشتهم قال لهم :

إن الناس في قريته حين يقيمون الأفراح والليالي الملاح يطلقون الرصاص في الهواء دليلا لفرحهم وعلامة لابتهاجهم وإن الأسلحة التي معكم تكفي جدا لهذه المهمة الهينة اللينة.

قال هذا الكبير المسئول هذا الكلام أو معناه لوحدات جيشه الزاحف بينما كان كبير مسئول في دولة عربية أخرى يقول لمراسلي الصحافة وهو يهم بإصدار الأوامر لجيشه ببدء الزحف :

إن دخول الجيوش العربية كلها لم يكن في الواقع إلا لتقصير أمد الحرب وإنهائها بسرعة ولما سأله الصحفيون عن مدى قدرة اليهود العسكرية وإلقائها في قاع البحر في مدة لا تتجاوز أسبوعا واحدا لاشك في أن العبارات التي فاه بها العسكريون المسئولون عند بداية الحرب والحوادث التي جاءت بعد ذلك تدل على درجة مهارة المخابرات الحربية في الجيوش العربية وعلى مدى صحة المعلومات التي لديها عن نشاط الصهيونيين ومدى استعدادهم.

ولو وقف الأمر عند حد هذه التصريحات الكلامية لقلنا: إنها من باب التشجيع ورفع الروح المعنوية لدى المحاربين ولكن الخطط العسكرية والطرق التي نفذت بها والتدابير والأسلحة التي جابهنا بها العدو كلها تدل دلالة واضحة على استهتار بالغ بالعدو وجهل مطبق بخططه وقوته وتدل أيضا على أن جيوشنا دخلت الحرب على أنها (نزهة عسكرية( فعلا وأن الأسلحة والذخائر لم تكن في الواقع إلا بالقدر الذي يكفي لإقامة الأفراح والليالي الملاح!

انظر إلى أى حد بلغ بالعرب الجهل بالعدو ، ومن هنا فإن الخطأ أولا وأخرًا في عدم استعداد هذه الجيوش استعدادًا يكفل لها أداء مهمتها ، وجهلها المطبق بقوي العدو الذي تحاربه .

والخطأ بعد ذلك خطأ الزعماء السياسيين الذين لم يدخلوا في حسابهم هذه الهيئات الدولية ومدي خضوعهم .

وكان النقراشي باشا رئيس الوزارة المصرية من أشد ممثلى الدول العربية حماسة لعدم اشتراك القوات الرسمية لهذه الدول فى القتال .....

وما كان للدول العربية الأخرى أن تخالف مصر فى هذا القرار وهى تعلم أن مصر أكثر عددا وأوفر مالا....وبقى هذا القرار محترما وبقيت الدول العربية الى يوم 11مايو سنة 1948مقتنعة بأن قوات المتطوعين كافية لمنع تنفيذ قرار التقسيم .

وفى هذه الأثناء كان المتطوعين يسافرون من مصر ومن البلاد العربية إلى المسجدالأقصى تدفعها أكثر الأمر عاطفة دينية مشبوبة .

وهذه العاطفة هى التى أدت بكثير من الإخوان المسلمين لينضموا إلى صفوف هؤلاء المتطوعين ،وليعاونوا الفلسطينيين للدفاع عن وطنهم.

أنظر: محمد حسين هيكل مذكرات فى السياسة المصرية ج3 ص 41 ـ 42 .


ثالثا:جهود الإخوان فى سبيل فلسطين قبل الحرب

إن قضية فلسطين عند الإمام الشهيد حسن البنا هي قضية محورية، لأنها في المقام الأول قضية الإسلام وأهله، فهي: قلب أوطاننا وفلذة كبد أرضنا، وخلاصة رأس مالنا وحجر الزاوية في جامعتنا ووحدتنا، وعليها يتوقف عز المسلمين أو خذلانهم على حد تعبيره.

وكان من نتائج هذا التصور الواضح الحاسم أن الإمام الشهيد رفض المحاولات التي طرحت "للتفاوض" أو "للتقسيم" بدءًا من عام 19361937م حتى عام 19471948م.

لقد بذل الإخوان جهودا كبيرة فى سبيل التوعية بالقضية الفلسطينية فى وقت لم يدرى فيه الشعب العربي عن فلسطين شيئا عن المخططات التى تحاك للاستيلاء على أرض فلسطين حتى الحكام العرب أنفسهم كانوا فى عزلة تامة عن القضية ،فقد سعى الاحتلال إلى عزلة مصر عن الوطن العربى وقضاياه ،

وأصبح الشعب الفلسطيني يواجه الانجليز واليهود معا ،ويوضح ذلك محمد حسنين هيكل بقوله:

وحين وضحت نيات السياسة البريطانية في فلسطين أخذ الإخوان يعقدون المؤتمرات تباعا ويبينون للشعوب والحكومات حقيقة هذا الخطر الذي يهدد كيانهم ومستقبلهم حتى نجحوا في إشراك العالم الإسلامي كله في هذه القضية وباتت قضية المسلمين والعرب لا قضية أهل فلسطين وحدهم.كامل الشريف : الإخوان المسلمون فى حرب فلسطين.

وقد تصدى الإخوان للمشروع الصهيونى فى فلسطين بالوسائل الآتية:

مسألة شراء الأرض بفلسطين

إن اليهود يحاربون الفكرة الإسلامية بذهبهم، وإذا تمكنوا من شراء أرض فلسطين صار لهم حق الملكية فقوي مركزهم وزاد عددهم، وبتوالي الأيام تأخذ المسألة شكلاً آخر وقد نظم اليهود هذه الحركة وجعلوا لها صندوقًا خاصًا يجمعون فيه الاكتتابات، لهذه الغاية.

والجمعية تكتتب مبدئيًا في هذه الفكرة بخمسة جنيهات مصرية ترسلها إذا قرر المؤتمر ذلك على أن تتوالى بعدها الاكتتابات،

ولا يضحك حضراتكم هذا التبرع الضئيل فالجمعية تقدر الفكرة، وتعلم أنها تحتاج إلى الآلاف من الجنيهات ولكنها جرأت على ذلك إظهارًا لشدة الرغبة في إبراز الفكرة من حيز القول إلى حيز العمل.

تأليف اللجان في كل البلاد الإسلامية للدفاع عن المقدسات

كذلك تقترح الجمعية أن يعالج المؤتمر موضوع تأسيس لجان فرعية لجمعية رئيسية مركزها القدس أو مكة وغايتها الدفاع عن المقدسات الإسلامية في كل أنحاء الأرض، وتكون هذه اللجان الفرعية كلها مرتبطة تمام الارتباط بالمركز العام.

دعوة المسلمين جميعًا إلى القنوت في الصلاة من أجل فلسطين

لم يغفل الإخوان التضرع لله من أجل فلسطين، فاقترح مكتب الإرشاد ما يلي:

ولهذا يقترح مكتب الإرشاد العام أن يقنت المسلمون في الركعة الأخيرة من كل صلاة بعد الركوع قنوتًا يدعون فيه بنصرة أهل فلسطين وخذلان أعدائهم ومناوئيهم،

ولتكن صيغة هذا القنوت على هذا النحو مثلاً: "اللهم غياث المستغيثين وظهر اللاجئين ونصير المستضعفين،

انصر إخواننا أهل فلسطين، اللهم فرج كربتهم، وأيد قضيتهم، واخذل أعداءهم، واشدد الوطأة على من ناوأهم، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف، وارفع مقتك وغضبك عنا يا رب العالمين،

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم".

وفي قنوت الصبح أو الوتر الدعاء المأثور ويزاد عليه ما في هذا المعنى المتقدم لعل الله تبارك وتعالى يستجيب لنا ويؤيد إخواننا بروح منه،

وسيأخذ المكتب نفسه ومن تبعه بهذا الهدي حتى تنكشف الغمة وتعود السكينة والله حسبنا ونعم الوكيل.

انظر جمعة أمين عبدالعزيز، أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

- مشروع أسبوع فلسطين الشهيدة سبتمبر 1938:

في شهر سبتمبر قرر الإخوان المسلمون القيام بحملة مكثفة للدعاية لفلسطين، وجمع التبرعات لصالح المجاهدين، فأعلنت اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين عن بدء مشروع أسبوع فلسطين، وأصدرت نداء بهذا الخصوص نشرته النذير عن اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين بدار الإخوان المسلمين".

جريدة النذير، العدد (17)، السنة الأولى، 24 رجب 1357ه- 19سبتمبر 1938م، ص(22).

وكان الإخوان عند حسن الظن بهم، فبدأت حركتهم الجادة والمتحمسة لنصرة القضية، وبدأت الترتيبات العملية لهذا المشروع "يوم فلسطين"، ونشرت النذير هذا النداء:

"جميع جنود الإخوان المتطوعين للدفاع عن فلسطين مدعوون للاجتماع بالدار في مساء الثلاثاء 21 رجب سنة 1358 لتنظيم جهودهم". جريدة النذير، العدد (29)، السنة الثانية، 21 رجب 1358ه- 5 سبتمبر 1939م، ص(9-10)

وقد ركزت جماعة الإخوان المسلمين على وجه الحصر تقريبا حركة الجهاد إلى الصهيونية واليهود....و نشرت صحيفة النذير عمودا منتظما يسمى خطر اليهود فى مصر.

نشروا فيه أسماء وعناوين رجال الأعمال اليهود ناشري الصحف فى أنحاء العالم.

the Brotherhood was almost exclusively focused on Zionism and Jews.... Their newspaperal-Nadhir published a regular column called 'The danger of the Jews of Egypt'. They published the names and addresses of Jewish businessmen and the publishers of allegedly Jewish newspapers al over the world. Adrian Morgan  : Muslim Brotherhood's Long-Standing War On The West; Part 2, Islam Watch , 09 June, 2007

نشاط الجماعة السياسي لنصرة القضية

لم يقف دور الإخوان المسلمين عند الدعم المادي للقضية الفلسطينية، بل تجاوز ذلك إلى الدعم السياسي محليًّا ودوليًّا من خلال إرسال الخطابات والبرقيات والمذكرات إلى ولاة الأمور، وتنظيم المظاهرات والمسيرات، وإقامة المحافل والمؤتمرات.

أنظر: جمعة أمين :أوراق من تاريخ الإخوان ج3

المظاهرات والمسيرات

كذلك كانت المظاهرات والمسيرات إحدى صور النشاط السياسي التي قام بها الإخوان دعمًا لقضية فلسطين المسلمة، وكان الغرض منها توعية الرأي العام وإثارة اهتمامه تجاه قضية فلسطين، ومواجهة روح السلبية والانعزال الموجودة لدى أفراد الشعب، والضغط السياسي على الحكومات القائمة ودفعها لاتخاذ موقف إيجابي تجاه القضية، والدعم المعنوي للمجاهدين في فلسطين وإشعارهم بالاهتمام والتعاطف الذي تلاقيه قضيتهم من إخوانهم في مصر. ومن أهم تلك المظاهرات ما يلي:

• مظاهرات الإخوان في 14/6/1938حيث أعلن الإخوان عن تنظيم مظاهرة يوم الثلاثاء الموافق 15 ربيع الثاني 1357، وساروا في موكب حافل اخترق شوارع عماد الدين وميدان سوارس والمدابغ وفؤاد الأول، وكانوا يرددون هتافات كلها حماسة وقوة ويقين بالنصر، منها:

"عاشت فلسطين العربية"، "النصر لفلسطين والموت للصهيونية"، "فلسطين العربية لن تتجزأ"... "

الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد".

جريدة النذير، العدد (4)، السنة الأولى، 21 ربيع الثاني 1357ه- 20 يونيو 1938م، ص(13-15).

ولقد كانت هذه المظاهرات أول تنبيه لأذهان الشعب المصري في القرى والمدن نحو قضية فلسطين بعد أن كان التنبيه مقتصرًا تقريبًا علي القاهرة ولكن التنبيه في هذه المرة جاء تنبيهًا قويًا مثيرا أغني عن كثير من وسائل التنبيه السابقة التي اختصت بها العاصمة .

وكما أن هذه المظاهرات كانت كسبًا رائعًا لقضية فلسطين.

محمود عبد الحليم :الإخوان المسلمون :أحداث صنعت التاريخ ج1 الفصل الثالث : مهاجمة الانجليز واليهود والانطلاق بالقضية الفلسطينية ،نسخة الكترونية .

• مظاهرات الإخوان في جميع أنحاء البلاد الجمعة 29/7/1938.

كما قام الإخوان المسلمون بمظاهرات عمت أنحاء البلاد ردًّا على التصريح الخطير الذي أدلى به رئيس الوزراء وقال فيه:

"إنني رئيس وزراء مصر لا رئيس وزراء فلسطين"، فأصدر الإمام "البنا تعليماته لجميع شعب الإخوان المسلمين بعمل مظاهرات احتجاجًا على ما تضمنه هذا التصريح الذي يضعف من موقف المجاهدين الفلسطينيين، ويباعد بينهم وبين إخوانهم العرب والمسلمين في كل مكان" عباس السيسي:

في قافلة الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1423ه- 2003م، ص22.

وهكذا كانت جهود الإخوان في معركة تحرير فلسطين ، فقد عملوا على رفع مستوى وعي المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي وتعيد لهم روح النضال والكرامة.

thbattletoliberatePalestine,theyservedtoraisetheconsciousnessofMuslimsallovertheIslamicWorld and restore to them the spirit of struggle and dignity. Adrian Morgan  : Muslim Brotherhood'sLong-StandingWarOnTheWest;Part2,IslamWatch,0June, 2007

وساندت أمريكا الهجرة اليهودية وإقامة دولة يهودية فى فلسطين ويتضح ذلك من البيان الانتخابي للحزب الديموقراطي الذي جاء فيه:

"إنا نؤيد فتح أبواب فلسطين بدون قيد ولا شرط لهجرة اليهود والاستعمار اليهودي، ونؤيد كل سياسة تؤدي إلى إنشاء دولة يهودية ديموقراطية حرة في تلك البلاد"، وقد سبقه بيان مماثل للحزب الجمهوري، ثم تبعتهما تصريحات ديوي وروزفلت المرشحين للرئاسة علقت المجلة بقولها:

"لقد أساءت أمريكا إلى نفسها بهذه السياسة الصهيونية..

ولا يشفع ما قيل من أن هذه البيانات هي من قبيل الدعايات الانتخابية، وأن الغرض منها كسب أصوات اليهود في أمريكا.

مجلة الإخوان المسلمين نصف الشهرية، العدد (41)، السنة الثانية، 23 شعبان 1363- 12 أغسطس 1944، ص(5-6).

وبعد الحرب العالمية الثانية انضمت أمريكا بقوة لتنفيذ المشروع الصهيونى وتكونت اللجنة الانجلو أمريكية للتحقيق فى الوضع فى فلسطين ، وطافت هذه اللجنة بالبلاد العربية متظاهرة بأنها لجنة تبحث عن العدالة بالاستماع إلي أطراف النزاع وقد حضرت إلي مصر وعقدت في القاهرة جلستين ،

وكانت جلستها الأخيرة في 5/3/1946 وقد استمعت في هذه الجلسة إلي السيد مراد البكري ، وعبد المجيد صالح باشا ،وصالح حرب باشا ، والدكتور منصور فهمي باشا ،

وحسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين ، وبعد أن استمعت إلى الأطراف أصدرت تقريرها فى 20/4/1946 توصى بهجرة 100.000يهودى إلى فلسطين.

أنظر: محمد فيصل عبد المنعم :أسرار حرب 1948 ،الباب الثالث ص 147 pdf.

ومحمود عبدالحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ،ج1،الباب الرابع : في ميدان الحلمية الجديدة،الفصل الثاني : في قضية فلسطين ،نسخة الكترونية موقع إخوان ويكي.

ثم تولت إصدار قرار التقسيم الذى صدر عن الأمم المتحدة فى 29/11/1947بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس ، وكان التقسيم كالتالي :

56 % لليهود ، 43 % للعرب ، 1% منطقة القدس (وهي منطقة دولية ووضعت تحت الانتداب بإدارة الأمم المتحدة) وقد شمل القرار على الحدود بين الدولتين الموعودتين وحدد مراحل في تطبيقه وتوصيات لتسويات اقتصادية بين الدولتين.

انظر موقع الموسوعة الحرة : حرب 1948.

وقد كان صدور قرار التقسيم أشعل النار فى الجماهير العربية ،وقاد الإخوان مظاهرة مصر الكبرى لتأييدفلسطين في 15/12/1947،وخطب الإمام البنا ،ومما جاء فى كلمته :

" .... وقد عاهدنا الله أن نموت كرامًا أو نعيش كرامًا .

إنني أعلن من فوق هذا المنبر أن الإخوان المسلمين قد تبرعوا بدماء عشرة آلاف متطوع للاستشهاد في سبيل فلسطين .. وهم علي أتم استعداد لتلبية ندائكم ".

انظر محمود عبدالحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ

،ج1،الباب الرابع : في ميدان الحلمية الجديدة،الفصل الثاني : في قضية فلسطين ،نسخة الكترونية موقع إخوان ويكي. وقد أدركت جماعة الإخوان المسلمين أن قرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين 1947 بأنه مؤامرة دولية التي يقوم بها الأميركيون والروس والبريطانيين ، تحت تأثير الصهيونية ، أرسل الإخوان المسلمين10.000 مقاتل إلى إسرائيل في 1948م.

The 1947 decision by the UN to partition Palestine was denounced by the Brotherhood as an "international plot carried out by the Americans, the Russians and the British, under the influence of. The Muslim Brotherhood sent 10,000 fighters to Israel in 1948. Adrian Morgan : Muslim Brotherhood's Long-Standing War On The West; Part 2, Islam Watch , 09 June, 2007

الجيوش العربية و حرب فلسطين 1948م والعصابات الصهيونية

تكونت العصابات اليهودية فرقا عسكريا مدربة على أعلى مستوى ومسلحة بأحدث الأسلحة ،وهى:

البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والتى كانت أساس الجيش الاسرائيلى ، إذ بعد نشوب الحرب مع العرب وحدها بن جوريون تحت اسم جيش الدفاع الإسرائيلى .

وفي تقرير للجنة انجلو-أمريكية عام 1946 قدر حجم القوة العسكرية الصهيونية 62.000 مقاتل، وكانت القيادات الصهيونية قد شرعت في إعداد خطط عسكرية تفصيلية منذ مطلع عام 1945 توقعا للمواجهة المقبلة .

وعن الجيوش العربية التى اشتركت فى حرب فلسطين 1948م يجب أن نتعرف على اسم الدولة وعدد القوات والأسلحة المستخدمة، والفرق العسكرية، و القائد العام.

الجيوش العربية التى اشتركت فى حرب فلسطين 1948

الدولة

عدد القوات

الأسلحة المستخدمة

الفرق العسكرية

القائد العام

مصر

  • 10.000 جندي
  • لواء آلي واحد.
  • لواء مجهز ب 16 مدفع عيار 25لواء مجهز بثمان مدافع عيار 6.
  • لواء مجهز بمدفع آلي متوسط
  • خمس ألوية مشاة
  • 4500 جندي
  • بطاريتان مدفعية كل واحدة بأربع مدافع 25 رطل جميعها بريطانية الصنع
  • 4 أفواج
  • جلوب باشا
  • 1876 جندي
  • سرية من 17 عربة
  • العقيد عبد الوهاب الحكيم
  • سرية من 17 عربة مصفحة طراز مارمون .
  • سرية من 17 عربة مصفحة 6 مصفحات مارمون و11 مصفحة دودج .
  • سرية دبابات رينو آر-35 من 13 دبابة .
  • سرية مشاة محمولة (140 جندي).
  • كتيبة مدفعية من عيار 75 مم.
  • عبدالوهاب الحكيم

900جندى

  • كتيبتان مشاة في كل كتيبة 3 سرايا بنادق وكل سرية 3 فصائل وتضم الكتيبة الواحدة 450 جندي وتضم كل كتيبة على فصيلة مدفعية هاون ومدافع رشاشة.
  • بطارية مدفعية من 4 مدافع عيار 105 ملم. 4عربات مدرعة.
  • 4 دبابات خفيفة 7 طن
  • العميد فؤاد شهاب
  • 2500 جندي
  • كتيبة مدرعة و36 دبابة خفيفة.
  • كتيبة مدفعية ميدان و12
  • مدفع 25 رطل. بطارية مدفعية مضادة للطائرات
  • فوج مشاة ميكانيكي.
  • فوجان مشاة
  • العميد محمد الزبيدي

المجموع 19776 جندى

أما عن الجيش الأردني :

كان هناك حوالي خمسين ضابط بريطاني يخدم في الجيش العربي الأردني، وقد رافق الجيش العربي فريق من الصحفيين الأجانب من ضمنهم مراسل مجلة التايم، وقام جلوب باشا القائد الانجليزي للجيش الأردني بتقسيم القوات الأردنية كالتالي:

(الوحدة العسكرية، القائد، الرتبة، المنطقة العسكرية)

القائد العام للجيش العربي الأردني جون باجوت جلوب جنرال (فريق أول)القيادة العامة (الزرقاء)

القائد الميداني: نورمان لاش بريجاديير (عميد)

اللواء الأول ويتضمن الفوجين الأول والثالث ديزموند غولدي كولونيل (عقيد) منطقة نابلس العسكرية

الفوج الأول: بلاكدين كولونيل (عقيد) منطقة نابلس العسكرية

الفوج الثالث: ويليام نيومان كولونيل (عقيد) منطقة نابلس العسكرية

اللواء الثاني ويتضمن الفوجين الخامس والسادس سام سيدني أرثر كوك بريجاديير (عميد) قوة دعم

الفوج الخامس: جيمس هاوكن ميجور (رائد) قوة دعم

الفوج السادس عبد الله التل ميجور (رائد) منطقة القدس العسكرية


اللواء الثالث ويتضمن الفوجين الثاني والرابع تيل أشتون كولونيل (عقيد( منطقة رام الله العسكرية

الفوج الثاني سليد ميجور (رائد) منطقة رام الله العسكرية

الفوج الرابع حابس المجالي لفتنانت كولونيل (مقدم) اللطرون، اللد والرملة

اللواء الرابع أحمد صدقي السيد كولونيل (عقيد) قوة دعم: رام الله, الخليل, والرملة.

معارك النظام الخاص فى فلسطين

أصبح في فلسطين نوعان من القوات العربية :

النوع الأول : المتطوعون وهم متطوعو الإخوان المسلمين والمتطوعون من ضباط الجيش المصري الذين استقالوا من الجيش والمتطوعين من البلاد العربية .

وكان من أبرز هؤلاء الضباط القائمقام (العقيد) أحمد عبد العزيز الذي ارتضاه الإخوان قائدًا لهم لما كان يمتاز به من الإيمان والشجاعة والتضحية والجرأة الخارقة ..

والنوع الآخر هو الجيوش العربية".

أنظر محمود عبدالحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ،ج1، الفصل الثاني : فلسطين، نسخة الكترونية موقع إخوان ويكي.

الإخوان يدربون الفلسطينيين على القتال

"وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أخذ الإخوان يعملون للقضية عملا إيجابيا فأرسلوا وفودا من دعاتهم وشبابهم يؤلبون العرب ويستحثونهم للكفاح ويتولى نفر منهم تدريب الشباب الفلسطيني تدريبا سريا ولقد نجحوا في ذلك إلى حد بعيد حتى أصبحت شعبهم ودورهم هي مراكز القيادة وساحات التدريب".

أنظر كامل الشريف :الإخوان المسلمون فى حرب فلسطين ،نسخة الكترونية موقع إخوان ويكي.

وقد بدأ اتصال الإخوان العسكرى عقب الحرب العالمية الثانية ممثلا فى تدريب الجوالة الفلسطينية على القتال ،وأرسلوا لتلك المهمة العسكريين من الإخوان"وكان من أبرز هؤلاء الفنيين الصاغ محمود لبيب الضابط المتقاعد الذي كرس جهوده في خدمة الجماعة وأصبح فيما بعد «نائبًا للشئون العسكرية» للمرشد العام، وقد أرسل لفلسطين للمساعدة في تدريب المجموعات المدنية تدريبًا عسكريًا.

وفي عام 1947م وطلبت السلطات البريطانية منه ومن أعضاء آخرين مغادرة فلسطين لما عرفت حقيقة مهمتهم.

انظر ميتشل : الإخوان المسلمون ،ترجمة : عبد السلام رضوان،

الفصل الثالث فلسطين ،نسخة الكترونية موقع إخوان ويكي.عدد الإخوان فى حرب فلسطين

ساند الإخوان القضية الفلسطينية فى وقت مبكر بجميع الوسائل الإعلامية والسياسية والمالية ؛

فكتبوا فى صحف الإخوان وخطبوا فى المساجد والجماهير والمنتديات فى التعريف بالقضية وسلكوا فى سبيل ذلك جميع الطرق ، وقاموا بمخاطبة الزعماء ورجال السياسة فى مصر والدول العربية ،

وقاموا بجمع التبرعات .....إلى غير ذلك مما سبق الإشارة إليه.وعندما اشتدت المؤامرة على فلسطين أعلن الإمام البنا عقب قرار التقسيم فى المظاهرة الكبرى التى قادها الإخوان فى 15/12/ 1947عن استعداد الإخوان للجهاد فى فلسطين بقوله :"

لبيك فلسطين .. دماؤنا فداء فلسطين وأرواحنا للعروبة يا زعماء العرب ... يا قادة الأمة العربية .. إنني أنادي المجاهدة ، الحجاز وسوريا والعراق وشرق الأردن ولبنان وأبناء وادي النيل وكل عربي يجري في عروقه دم العروبة الحر ؟ أيها الزعماء ... أنتم القادة ... وهؤلاء الجنود ... قد وقفوا دماؤهم لدفاعكم المقدس .. إن هذا الشباب ليس هازلا .. ولكنهم جادون .. عاهدوا الله وعاهدوا الوطن علي أن يموتوا من أجله .

وإن كان ينقصنا اليوم السلاح فسنستخلصه من أعدائنا ونقذف بهم في عرض البحر .. لقد تألبت الدنيا تريد أن تسلبنا حقنا ، وقد عاهدنا الله أن نموت كرامًا أو نعيش كرامًا .

إنني أعلن من فوق هذا المنبر أن الإخوان المسلمين قد تبرعوا بدماء عشرة آلاف متطوع للاستشهاد في سبيل فلسطين .. وهم علي أتم استعداد لتلبية ندائكم".

انظر: محمود عبد الحليم :الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ،ج1،موقع إخوان ويكي وبدأت حركة التطوع عن طريق المركز العام وكان يشرف على تنظيمها المجاهد الكبير المرجوم (الصاغ محمود لبيب ) وكيل الإخوان المسلمين وقائد وحداتهم العسكرية.

أنظر كامل الشريف : الإخوان المسلمون فى حرب فلسطين ،نسخة الكترونية موقع إخوان ويكي .

وإذا كان البنا ذكر استعداده لإرسال عشرة ألاف متطوع بما يعادل عدد الجيش المصرى الذى اشترك فى الحرب وكان يبلغ عشرة آلاف جندى،

وهذا التصريح منه جعل المراجع العربية والأجنبية تذكر أن الإخوان شاركوا فى حرب فلسطين بعشرة ألاف ،، فنجد أدريان مورجابى يذكر أن الإخوان أرسلوا 10000 مقاتل إلى فلسطين في 1948 .

10,000 fighters to Israel in 1948. Brotherhood sent Muslim Brotherhood's Long-Standing War On The West; Part 2, Islam Watch: byAdrianMorgan وكذلك الموسوعة الحرة . ويكيبيديا، الموسوعة الحرة فى مادة :حرب 1948م، غير أن هذا لم يحدث.

وتصريح من البنا بإرسال هذا العدد من المتطوعين المجاهدين أذهبته حكومة النقراشي أدراج الرياح ،فشددت على المتطوعين ولم تسمح لهم بالعبور إلى فلسطين .

وظن الإخوان أن عهد التضييق والإرهاب قد انتهي بانسحاب الإنجليز وأنهم يستطيعون الآن إدخال قواتهم دون خوف أو وجل وأن الوقت قد آن ليفي مرشدهم العظيم بوعده فيدخل إلى فلسطين عشرة آلاف مجاهد كدفعة أولى كما سبق له أن قرر في برقيته المشهورة التي بعث بها إلى زعماء الدول العربية في اجتماعهم (بعالية).

ظن الإخوان ذلك ولكن جاءت الحوادث لتخلف ظنهم وتقنعهم أن سياسة الإنجليز باقية وإن انسحبت جنودهم من الميدان وأنهم لا يزالون يحركون سياسة الحرب من وراء ستار،

فقد طلب الإخوان إلى حكومة النقراشي السماح بإدخال فوج من مجاهديهم ليرابط في الجزء الشمالي من صحراء النقب فرفضت الحكومة هذا الطلب وأصرت على عدم السماح لهم بذلك مما اضطر بعضهم إلى طلب السماح لهم بالقيام في رحلة علمية إلى (سيناء) فوافقت حكومة النقراشي بعد إلحاح شديد وحضرت تلك المجموعات إلى سيناء وتسللت منها إلى فلسطين سراً حيث لحقت بها دفعات أخرى تسللت بطرق مختلفة ،

ويوضح كامل الشريف تلك الصعوبات بقوله :"

ولقد حاولت بنفسي دخول البلاد في نوفمبر (1947) فوجدت صعوبة كبيرة وأرغمت على العودة أكثر من مرة حتى اضطررت إلى قطع مسافة طويلة سيرا على الأقدام وظللت أنتقل بحذر حتى استقر بي المقام في مدينة (يافا) وكانت الحركات العسكرية قد بدأت تتسع وتزيد حدتها.

ثم يوضح المفارقة العجيبة فبالغم من القيود التي كانت تفرض على المجاهدين كان الإنجليز يدربون اليهود على القتال بقوله:

ظلت هذه الحالة قائمة على أشدها فالإنجليز يطاردون المجاهدين العرب ويحرمون عليهم القيام بالغارات على المستعمرات وتشترك مدرعاتهم في حماية القوافل اليهودية وتتعاون معهم فعلا في كثير من المعارك ولقد شاهدت بعيني خلال شهر ديسمبر عام 1947 عددا كبيرا من الضباط الإنجليز يدربون فتيانا وفتيات (الهاجاناه) على أعمال العصابات في (وادي النطرون) على مقربة من القدس وأخيرا يختم الإنجليز احتلالهم البغيض بتسليم اليهود أمهات المدن والموانئ العربية كما حدث ليافا وحيفا وعكا وغيرها من المدن والموانئ.

أنظر كامل الشريف :الإخوان المسلمون فى حرب فلسطين ،نسخة الكترونية، موقع إخوان ويكي.

على أى حال فقد نجح الإخوان المسلمون في دخول فلسطين عبر الحدود فى أكتوبر 1947بالرغم من الخطط التي فرضها الاستعمار وأذنابه ولم تمض أسابيع ليلة على بداية الصدام حتى حمل الإخوان لواء الجهاد الشعبي ونجحوا في إدخال عدد كبير من خيرة شبابهم من مصر

وسوريا وشرق الأردن ….. وهذه القوات المتطوعة وإن كانت خليطا من الإخوان وغيرهم من الشباب المصري الحر ممن لا يكفر سعيهم ولا ينكر جهادهم إلا أن الكثرة الساحقة من الإخوان فيها قد طبعتها بطابع الدعوة الخاص.

وبذل الإخوان جهودا ومخاطر كبيرة فى الدخول إلى فلسطين ،فكان الانجليز إذا أمسكوا أحدا من المتطوعين ، فكانوا إما أن يلقوه فى السجن دون محاكمة ويصبح فى طى النسيان أو أن يسلموه لليهود.

نرجع مرة أخرى فيحدد الأستاذ محمد حسنين هيكل عددهم فى هذا الوقت المبكر من القتال بقوله :"

وكان للإخوان المسلمين فى ذلك الوقت 123 متطوعا يعملون مع فصائل تنظيمات تابعة للحاج أمين الحسيني مفتى فلسطين تعمل من منطقة غزة.

أنظر: العروش والجيوش الفصل الثالث يوميات الحرب pdf

وقد شارك من الإخوان السوريين حوالي 100 أخ ، بقيادة المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا مصطفى السباعي، وفى الأردن تفاعل سكان شرق الأردن مع حرب الأردن،

وشكل الأردن هناك لجنة لجمع التبرعات والمساعدات، كما فتحوا باب التطوع للمشاركة في الأردن، وكان تجاوب الناس رائعاً،

فيذكر محمد عبد الرحمن خليفة أنه عندما فتح باب التطوع في شعبة السلط سجل أكثر من ثلاثة آلاف شخص أنفسهم.

وتكونت من إخوان منطقة عمان وما حولها سرية متطوعين تضم نحو 120 مجاهداً من الإخوان المسلمين، وسميت باسم سرية أبي عبيدة وقد تولى قيادتها الإخوانية الحاج عبد اللطيف أبو قورة المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن ،

ولم يسمح للإخوان فى العراق بإرسال أكثر من 500 متطوع ،

كما أن طه الهاشمي قال لرئيس الجمعية "إذا أرسلتم مدداً آخر من المتطوعين أعدتهم إلى بغداد على نفقة الجمعية!!" فاكتفت الجمعية بعد ذلك بإرسال التبرعات، وقد كان الإخوان من أبرز وأنشط عناصر هذه الجمعية، وقد وصلت كتيبتا الحسين والقادسية من متطوعي العراق (كل واحدة تتكون من 360 مقاتلاً) إلى فلسطين في مارس 1948.

أنظر: موقع المركز الفلسطيني للإعلام :

مقابلات وتقارير ، حرب1982

وإذا كنا لا نستطيع التحديد الدقيق لعدد الإخوان المتطوعين فى هذه المرحلة، فإننا لا نجاوز الحقيقة إذا قلنا إن أفواج الإخوان الذين دخلوا فلسطين حتى قبل دخول الجيوش العربية لا يتجاوز المئات، وكانوا كتيبتين واحدة دخلت عن طريق رفح والأخرى عن طريق قطنة بسوريا من إخوان مصر غير الإخوان في باقي الدول كالأردن والعراق وسوريا وليبيا ولبنان وغيرهم من الإخوان الذين شاركوا من الدول المختلفة.

وتحت الضغط الشعبى فى مصر سمحت حكومة النقراشى لهم بالتدريب تحت إشراف الجامعة العربية ، يقول ميتشل:"

ولم توافق حكومة النقراشي بصورة رسمية على الخطة في ذلك الوقت، إلا بأن يتم تدريب المتطوعين تحت إشراف أحد ضباط الجيش.

ونظمت الجامعة العربية من ناحيتها حركة المتطوعين في جميع أنحاء العالم العربي بما في ذلك شمال أفريقيا، وزودت كل من جاء منهم بالسلاح والتدريب.

وأضاف الإخوان، بمبادرة منهم على المستوى الشخصي والجماعي،

المزيد إلى المخزون المتزايد من الأسلحة فضلا عن تدربهم وتسليحهم الخاص، وهو البرنامج الذي كان من الواضح أن ضباطا من أعضاء الجهاز السري قد أشرفوا على تنفيذه."

أنظر: ميتشل : الإخوان المسلمون ،ترجمة : عبد السلام رضوان،نسخة الكترونية موقع إخوان ويكي،

وموقع المركز الفلسطيني للإعلام : مقابلات وتقارير ، حرب 1982.

وتألفت ثلاث كتائب من المتطوعين يقدر عددها بـ600 مقاتل، نصفهم تقريباً من الإخوان المسلمين، وقد طبعوا هذه الكتائب بطابعهم الخاص، وكان أبرز قادة هذه الكتائب أحمد عبد العزيز وعبد الجواد طبالة.

أنظر موقع المركز الفلسطيني للإعلام : مقابلات وتقارير ، حرب 1982.

ومن هنا فإن حكومة النقراشى وقفت سدا منيعا بين الإخوان والجهاد إلى فلسطين ولم يستطع الإخوان إرسال العدد الذى وعدوا به مما يجعلنا نحدد تقديرا بناء على المعلومات المتقدمة بأن عدد الإخوان الذين اشتركوا فى حرب فلسطين سنة 1948من مصر وسوريا والأردن والعراق يقدربـ ( 2000) ألفى متطوع .

أما أسلحة الإخوان التى اشتركوا بها فى المعركة، فكانت هذه القوات مزودة بالأسلحة الخفيفة كالبنادق والرشاشات وعدد قليل من المدافع القوسية ومدافع من عيار رطلين تحملها سيارات عادية غير مصفحة.

انظر: مذكرات أحمد عبد العزيز ص 14 نسخة PDF

وكان الإخوان عندهم 30 بندقية ورشاش و2 ستن، وقد كانوا يهبون لنجدة المواقع كلما دعت الحاجة،انظر موقع المركز الفلسطيني للإعلام : مقابلات وتقارير ، حرب 1982.

وبالطبع ، فإن هذا السلاح لا يتناسب مع المعركة التى يمتلك فيها اليهود أحدث الأسلحة فى ذلك الوقت من أوربا وأمريكا ،لكن الإخوان يقدمون كل ما لديهم من قوة ، وإن كانت بسيطة ، فإنهم يؤمنون بأن النصر من عند الله .

وكيف يحصلون على الأسلحة والمعدات الثقيلة وهو متسللون خفية إلى فلسطين . أما من حيث التدريب ، فنقول :

إنه بالرغم من أن أعضاء النظام الخاص للإخوان المسلمون مدربون إلا أن العصابات الصهيونية كانت أفضل منهم تدريبا وخبرة فى فنون القتال ، فقد قاتلوا فى الحرب العالمية الثانية بجانب الانجليز، وكان الانجليز أنفسهم يدربونهم ، وشاهد اليهود الخطط الحربية تطبق عمليا فى ميدان القتال وتدربوا على جميع الأسلحة الحديثة وامتلكوها ،أما الإخوان فلم يتح لهم ذلك ،

فكانوا يجمعون الأسلحة من مخلفات المعارك فى الحرب العالمية الثانية ويجرون تدريباتهم بسرية تامة ،لكن بالرغم من نقص الإمكانات المادية إلا أنهم لم يتخلوا عن واجبهم فى الدفاع عن مقدساتهم فهم يحبون الشهادة فى سبيل الله كما يحب أعداؤهم الحياة.

تابع الجزئين الأخرين:


للمزيد عن النظام الخاص

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخري

وصلات فيديو