المقاطعة سلاح مشروع ضد أعدائنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


كتب حسام محمود

المقاطعة

- 95 مليار دولار خسائر العدو الصهيوني بسبب المقاطعة

- المقاطعة نموذج للاعتماد على الذات وإحياء روح المقاومة

في إطار أسبوع المقاطعة والتي أعلنت عنه النقابات المهنية، المقاطعة سلوك ناتج عن عقيدة فهى أقوى الأسلحة التي ترفعها الأمة العربية والإسلامية في مواجهة الأعداء، وقد استطاعت بهذا السلاح تكبيد العدو الصهيوني والأمريكي خسائر فادحة، فقد وصلت خسائر العدو الصهيوني من جرَّاء هذا المقاطعة إلى 95مليار دولار منذ بدء انتفاضة الأقصى قبل أربع سنوات.

هذا ما أكد عليه المشاركون في الندوة التي نظمتها نقابة الصيادلة السبت 2/10/2004 م، مشيرين إلى أن المقاطعة سلاح مشروع لاسترداد الحقوق وطرد المحتلين، كما طالبوا بوضع المناطق الحرة على أجندة المقاطعة، وشددوا على ضرورة استمرار المقاطعة لما حققته من خسائر في جانب العدو ومكاسب للأمة فهي نموذج تنموي للاعتماد على الذات وإحياء روح المقاومة .

كما طالب المشاركون بمقاطعة نجوم الكرة والفن والذين يقومون لإعلان عن المنتجات الأمريكية الصهيونية ووضع أسمائهم في قوائم تطلق عليها القوائم السوداء.

المقاطعة نوعان

من جانبه أكد الدكتور أحمد السيد النجار- رئيس تحرير التقرير الاقتصادي الإستراتيجي بالأهرام- أن المقاطعةَ نوعان؛ مقاطعة داخل الدولة وهو اتخاذ الشعوب موقفًا مخالفًا عن الدولة، ومقاطعة بين الدول وهي التي تأخذ شكلاً رسميًّا.

وأشار النجار إلى أنَّ سلاح المقاطعة أكثر من استخدمه هي الولايات المتحدة الأمريكية، فقد استخدمته 70 مرة منذ الحرب العالمية الثانية، وكانت أكثر الدولة التي فرضت عليها أمريكا مقاطعةً وحصارًا هي كوبا والسودان وإيران وكوريا الشمالية، وكان الأفظع هو الحصار الذي تمَّ للشعب العراقي، والذي أودى بحياة ملايين الأطفال والمرضى؛ فكان حصارًا هدفه إذلال الشعب وليس النظام.

أيضًا الكفار حاصروا المسلمين بمكة بعدم الشراء والبيع لهم، كذلك الصهاينة عندما أتوا لفلسطين، وكانوا مجموعات كانوا يقاطعون البضائع الفلسطينية، وبعد ذلك يتهمون مَن يستخدمون سلاح المقاطعة بأنهم إرهابيون ومتطرفون وانعزاليون.

وأضاف النجار أن العرب والمسلمين إذا كانوا يستخدمون المقاطعة فهذا حقهم لإسترداد أرضهم وللدفاع عن كيانهم أما المقاطعة التي تسخدمها أمريكا فهي نوع من البجاحة، وهي بالنسبة لهم ليست من أجل الدفاع عن حق ولكن تعبيرًا عن القوة والبلطجة، وأشار إلى أن المقاطعة للكيان الصهيوني والأمريكي شيء مشروع نتيجة للسلوك الأمريكي والصهيوني المعتدي، لكن هناك فصل تامٌ بين الشعوب العربية والحكام عند الحديث عن المقاطعة، فهناك كم كبير من السلع التي يجب مقاطعتها ولكن الدولة تستورها، وكذلك لا تقوم المقاطعة فيها بالوجة الكافي.

وأكد النجار أنَِّ العدو الصهيوني اعترف في تقاريره أنَّ الخسائر جرَّاء المقاطعة بلغت90 مليار دولار، أمَّا التقديرات العربية فتوكد أن الخسائر 95 مليار دولار، وشدد النجار على أن المقاطعة لها مردودها السياسي لتذكير الشعوب بأن هناك كيانًا اغتصب أرضنا، وكذلك إبقاء القضية حية في ذاكرة الأمة، وما حدث مع مجموعة سنسبرى وشركة كوكا كولا التي تخسر خسائر فادحة يوميًّا، ولكنها تعتمد على هبات الشركة الأم والتي ترغب في الوجود داخل مصر خير دليل على أنَّ الأمة بدأت تستيقظ من ثباتها.

وتساءل التجار ماذا فعلنا نحن من أجل المقاطعة؟ وأجاب بأن هناك مشكلة حقيقية داخل المجتمع، فالمفترض أن المقاطعة في مصلحة الرأسمالية الوطنية، ومَن بقي من الرأسمالية غير المشروعة والقادمون من عالم الاقتصاد الأسود وهم تجار المخدرات وأصحاب ثقافة القبضة الواحدة، لكن للأسف هؤلاء غير ملتزمون بالوطنية، فهم يعملون من أجل مصالحهم الشخصية دون الوطنية، وللأسف هؤلاء يتحكمون في الأسواق الآن، ففي مصر ليس لدينا رأسمالية لديها الثوابت الوطنية التي لدى الشعب المصري حتى تُقيم مشروعات من أجل مصلحة الشعب ولتفعيل سلاح المقاطعة.

وتطرق التجار إلى ضرورة تفعيل المقاطعة عن طريق إنتاج سلع نصنعها، ونحن لدينا تاريخ صناعي كبير فنحن أسبق من اليابان في التصنيع فلتكن تجربة المقاطعة لإعادة هيكلة النظام الصناعي المصري.

المناطق الحرة

وأشار إلى خطورة المناطق الحرة في بورسعيد والعاشر من رمضان ومدينة نصر، لأنها ستؤدي إلى التعامل بشكل مباشر مع سلع العدو الصهيوني والأمريكي مثلما حدث في الأردن، وهذه الخطوة أخطر ما يمكن في مراحل التطبيع؛ لأن رجال الأعمال ساعتها سيستخدمون جزءًا كبيرًا من المكونات الصناعية الصهيونية، وسيتم توظيف الصهاينة مع حصولها على كميات كبيرة من العائد، وستكون مورد لكثير من الفنيات والمواد الخام؛ نظرًا لتقدمها فأي تعامل مع الكيان الصهيوني سيكون في صالحه، وسيكون له السطو على التقنيات والتكنولوجيا إذا لم يحصل عليها بشكل مباشر، ولا توجد مقارنة بيننا وبينه بالنسبة للتقنيات الحديثة فأي تعاون أو تلاقي سيكون هو الكاسب والعرب والمسلمين هم الخاسرون.

وشدد النجار على ضرورة أن يكون موضوع المناطق الحرة في صدر موضوعات لجان المقاومة؛ لأن ذلك سيكون خطرًا شديدًا علينا؛ لأن القدرات العلمية بيننا وبينهم كبير، وستكون القيمة لهم؛ فقد حصل العدو الصهيوني على 475 مليار دولار من دول العالم، فأمريكا أعطتهم10 مليار دولار في صورة أموال سائلة أو مساعدات غير مربوطة في حين التي تخصصها لمصر هي مساعدات مربوطة وقيمتها أقل مما تعلنها مصر، كذلك ألمانيا صنعت بنية أساسية صناعية وخدمية للصهاينة تعويضًا عن ما فعله هتلر بهم كل هذا جعلها دولة علمية متقدمة تكفل لها السيطرة والهيمنة إذا ما أقامت علاقة مع دول العالم، وخاصة دول العالم العربي والإسلامي.

سلوك وعقيدة

حقيقة المقاطعة

أما عبد الحافظ الصاوي الباحث الاقتصادي فأكد أنَّ المقاطعة عبارة عن سلوك ناتج عن العقيدة، وهذا ما يتضح عند المقارنة بين موقف العرب في 73 وما حدث في النفط وموقف العرب الآن وأن النفط خارج المقاطعة.

وأشار عبد الحافظ إلى أهداف المقاطعة وهي إحداث تغيير معتدل نسبيًّا في ظروف الدولة، فنحن نريد توصيل رسالة وهي أن العدوان لن يمر بسهولة، وإذا كان العمل العسكري قد نُحِّي جانبًا، فهناك أعمال أخرى أيضًا مثل ضرب استقرار الدولة المستهدفة وإعاقة الإمكانيات العسكرية.

وأضاف أنَّ هناك تحدياتٍ تواجه المقاطعة؛ منها ضعف البنية الاقتصادية لبلدان العالم العربي فالتقارير العالمية تُشير إلى أن هناك 48 دولة الأشد فقرًا على مستوى العالم منهم 34 دولة عربية وإسلامية, أيضًا طبيعة الصناعة التي يغلب عليها الصناعات الإستخراجية لا التحويلية، واستيراد العدد والآلات وغياب صناعة المصانع وارتفاع نسبة الديون المحلية والخارجية، بالإضافة إلى أنَّ تجارب الأسواق العربية المشتركة يتمُّ الالتفاف عليها بمشروعات ثنائية واتفاقات جانبية.

والحل- كما يطرحه عبد الحافظ- هو الانتقال من مرحلة الكلام للمرحلة العملية؛ وهي إيجاد مشروعات لمَن يخرج من المشروعات الأجنبية بسبب المقاطعة والمشاركة في إيجاد حلول واستمرار قضية المقاطعة في عقلية الرأي العام والمساهمة في إيجاد أسواق مال لتمويل المشروعات مع أن أسواق المال لها تجارب سيئة لدى العرب وإقامة المشروعات التي تساعد على النمو الاقتصادي وحل مشكلة البطالة.

المصدر : إخوان أون لاين