المتلاعبون بالعقول والعابثون إلى أين؟!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٢:١١، ١١ يونيو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "المتلاعبون بالعقول والعابثون إلى أين؟!" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المتلاعبون بالعقول والعابثون إلى أين؟!
توفيق الواعي.jpg

بقلم د. توفيق الواعي

أكاد أُجزم أن حفنة من الدجالين يقودون العالم إلى الهاوية، وأكاد أُقرر أن عصابة من الأفّاكين تتلاعب بالأمم والشعوب تتهم من تشاء وتُجرِّم مَن تريد، وتغتصب ما تحب، وتفعل ما تهوى ثم تتدخل وتزمزم وتطلق البخور وتحرك الدُمى حتى يُخيَّل للناس من سحرهم أنها تسعى، قالوا: الإرهاب ولا أحد يعرف إلى الآن تعريفًا له أو يريد المحاولة، وسميت كل المشكلات في العصر إرهابًا، مَن يتحارب أو يتظاهر ضد الفساد والظلم إرهابي، مَن يحاول استرداد أرضه وتحرير شعبه إرهابي من يقول كلمة الحق إرهابي، واستغل ذلك كثيرًا من الفُسَّاق وأصحاب النفوس المريضة وفرحوا له واختلط الحابل بالنابل وكانت الكارثة.

وقبل أن يفيق الناس من هذه الكارثة اخترع هؤلاء المتلاعبون بالعقول فريةً أخرى وأطلقوا لنا كذبةً جديدةً، وتوالدت وأفرخت حتى أصبحت دويًّا عالميًّا وهي أسلحة الدمار الشامل أو النية في استيرادها واستعمالها، والغريب أن هؤلاء المتلاعبين- وهم الذين يملكون هذه الأسلحة- هم الذين يهدددون بها البشرية، كما أنهم هم الذين يملكون من أسلحة الدمار المتطورة التي تحملها الطائرات والصواريخ والبوارج الحربية والمدمرات ما يعجز الناس عن وصفه.

ورغم انكشاف الدجل ومعرفة الخديعة تظل تلك الأبواق الكذابة تردد الإفك ولا تمله فقد غُزِيَ العراق بهذه الأسباب، ولا تزال ثقافة الكذب تردده بغير حياء لتغطي على ثقافة أكبر منها، وهي المصلحة والخداع التي نجدها متفشية في مجتمعات الدجل وعند تجار الحروب.

تسعة استنتاجات في وثيقة الحكومة البريطانية عن أسلحة الدمار الشامل في العراق لم يثبت أي استنتاج منها، بل ثبت خطأ كل هذه الاستنتاجات التي تقرر أن العراق يمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية، ومستمرٌ العمل لتطوير أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى أساسها طراز سكود، وقدرته على استعمال أسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقةً وغير ذلك.

ثبت أيضًا خطأ ما قاله وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسيفلد" بأن عند إدارته أدلة لا يخترقها الرصاص، بمعنى أنها أكيدة وثابتة على أن "صدام" عنده أسلحة دمار شامل، وأن له علاقة وطيدة بالقاعدة، ولم يثبت كل ذلك، ولكن الثابت الأكيد أن الصهيونية هي التي تقوم باختراع تلك الأكاذيب التي لا تمل من تردادها، واتهام الشعوب العربية والإسلامية بها.

فبعد غزو العراق نشط الكيان الصهيوني في توجيه التهم إلى سورية وإلى حزب الله، فسورية عندها أسلحة دمار شامل وتؤوي الإرهاب ومكاتب لحماس والجهاد الإسلامي وتساند حزب الله، وقامت أمريكا ولم تقعد تهدد وتشترط وتراقب وتأمر سورية بأن تتأدب وتنفذ كل ما يُملَى عليها من أوامر وإلا فقد رأت ما يُفعل وما فُعل، ولابد عليها من تنفيذ الأوامر الصهيونية دفعةً واحدةً وليس بالتقسيط، وانطلقت التهديدات إلى إيران وتوالت الاتهامات بأنها تملك برنامجًا نوويًّا سيؤدي إلى امتلاك قنبلة نووية.

وقد دبَّجت ذلك وأكبرته الجريدة الليكودية الأمريكية "واشنطن تايمز" التي اعتادت ترديد أكاذيب الكيان الصهيوني وتعزيزه، وظن الكيان الصهيوني أن هذا هو عصره، وأن الإدارة الأمريكية خاتم في أصبعه فترك لخياله العنان، خاصةً وأنه يتحرك في فراغ في الأمة، ويتعامل مع سلطات لا "تهش" ولا "تنش"، فأخذ يصدر القرارات ويُبعثر الأوامر هنا وهناك، فأصدر الكنيست الصهيوني قرارًا باعتبار الضفة الغربية وغزة أرضًا صهيونيةً وليست محتلةً ليهزأ بما يُسمى خارطة الطريق المعوج.

كما أصدر قرارًا بجعل مدينة القدس تحت السيادة الصهيونية مدى الحياة، وقرارًا آخر يمنع حق العودة لخمسة ملايين فلسطيني في الشتات، وقرارًا ببناء السور الأمني الذي يستولي على أراضي الفلسطينين بالقوة ويضمها إلى الكيان الصهيوني ، كما طالب بتفكيك بنية المقاومة الفلسطينية، ونزع أسلحتها واعتقال مجاهديها، وطالب بأن يكون للكيان الصهيوني نصيب في نفط العراق وفي كعكة الإعمار، وطالب بالقبض على حراس "عرفات" واعتبارهم مطلوبين للعدالة في الكيان الصهيوني مع عدم رفع الحصار عن "عرفات"، كما طالب- ولبَّى ذلك رغم كل صوت معارض من العرب أو من غيرهم- أن يختار "أبومازن" رئيس وزراء و"دحلان" وزيرًا للقمع، وتختار له وزراؤه حتى يتعطف "شارون" بمقابلتهم والحديث معهم، وكل هذا لا يحدث في العالم إلا عندنا، فأي عصر نعيش وأي دول نحن؟!

وبعد فقد قامت الشعوب، قام الشعب العراقي وقام حزب الله، والمقاومة الفلسطينية مازالت قائمةً، فما رأى الكيان الصهيوني ومن وراءه في الحاضر والمستقبل ودولة الإسلام تنتفض:

لك الله يا دولة الخالدين لقد أوشك البغي أن يهمدا

نشرنا دمانا الزكية نورًا يُضيء الظلامَ ويجلو الهدى

ففي كل قطر لنا شهداء تعيث الحراب بهم والمدى

ومن كان أكرم منا عطاءً ومن كان أبيض منا يدا

وهل عرف الدهر فينا جبانا إذا هتف الحق يخشى الردى

ومن غيرنا يستجيب النداء ويبعث في الخافقين الصدى

نريد السلام ولكننا نكافح من ضل أو أفسدا

ونُجلي عن الشعب كيد الطغاة وندفع عنه شرور العدا

ونمضي وفوق جباه الشباب حداء البطولة يروي الصدا

وبعد فلعل المتلاعبين قد تلاعبوا بأنفسهم فقط، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30).

المصدر

قالب:روابط توفيق الواعى