المباحث والاخـــوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

لقد نزل الاستاذ الهضيبى رحمه الله مقتديا بسلفه البنا الى القرى والدساكر والكفور تبشيرا بدعوة الاخوان المسلمين رغم سنة ومرضه . وسافر الى سوريا ولبنان واستقبل عند عودته استقبالا شعبيا رائعا مما يدل على ممكانته فى نفوس المسلمين . ولقد كان الاستاذ الهضيبى صارم المظهر فى المجالات ا لعامة إلا أنه كان غاية فى الرقة والمؤانسة والتبسيط فى جلساته الخاصة مع الإخوان . وأذكر أنالسيد " حسن طلعت " رئيس المباحث فى ذلك العهد زار المركز العام ومما علق بذهنى من حديثه مع الأستاذ الهضيبى قوله : " إننى استطعت إيجاد عيون لى فى كل الاحزاب إلا ألإخوان المسلمين فلم أستطع أن أوجد لى عينا فى صفوفهم " .

ومما تعيه الذاكرة أن السيد حسن طلعت الذى آذى وضرب وعذب سلط الله عليه ضابطا من ا لمخابرات ضربه على سلم وزارة الداخلية مقر سطوته لأنه كان يحاول إخفاء بعض الشرائط التى تمس الكثيرين والتى ادعىالسادات أنه حرقها فى أحداث ما سماه بثورة التصحيح فى مايو( آيار ) . وما أظنها إلا موجودة الى اليوم عند من يتخذها وقاية له من الغير إذا ما فكر هذا الغير فى إيذائه هذه الشرائط لا تزال موجودة والله وحده أعلم بما فيها مما يسىء ويضر لقد كان من دعاء الاخوان فى السجون ( اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ) فكان المرشد الأستاذ الهضيبى رحمه الله يبتسم قائلا : " وأنتم لا تعلمون شيئا "

ولما كثرت إفتراءات عبد الناصر وصحفه علىالاخوان المسلمين ومرشدهم وهم فى معتقلهم فى السجن الحربى لا يصرح لهم بالدفاع عن أنفسهم وهو حق من أبسط الحقوق الانسانية لما حدث هذا تمكن الأستاذ المرشد من إرسال خطاب الى جريدة " المصرى " ـ وكانت لا تزال تصدر فى ذلك الحين ـ وفى هذا الخطاب دعا فضيلته رجال الثورة الى المباهلة ! واحتاروا فى معنى المباهلة إذ لم يكونوا يعرفون عنها شيئا الى أن أخرجهم من حيرتهم فضيلة الأستاذ الباقورى فشرح لهم معناها الذى يطلب فيه المتخاصمان من الله أن يجعل لعنته على الكاذبين . ويبدو أن خروج هذا الخطاب من معتقل السجن الحربى سبب حرجا كبيرا لمديره عند رؤسائه فحضر الينا ونحن جلوس تحت ظل شجرة ثائرا وأمر بعودتنا الى الزنازين وحرماننا من طوابير الفسحة تكديرا لنا وطبعا لم يستجب رجال الانقلاب الى هذه المبارزة . مبارزة المباهلة بين يدى الله من غير ما سيف ولا مزراق ولم يكن من أخلاق الهضيبى أن يبيت على ضغن لأحد حتى أنه زار إبراهيم عبد الهادى فى أحد المناسبات التى تستدعى الزيارة شرعا . وكان أحرص ما يكون على الوفاء بمواعيده إذ كان أول من يحضر جلسات انعقاد مكتب الارشاد وآخر من ينصرف منه وباستمرار .

وفىالسنة التى حج فيها منحه الملك سعود هدية فلما قال لرجال القصر : إننى لا أستطيع قبول مثل هذه المنح قيل له : إن هذا الرفض سيسبب ازمة خطيرة لأن الملوك حريصون على أن هداياهم لا ترد لأنهم يعتبرون فى الرد مساسا بمكانتهم الملكية وراح رجالالقصر يلحون عليه فى قبول الهدية إنقاذا للموقف فقبل أخيرا ولكنه أودع الهدية فى خزانة الجماعة تتصرف فيها كما تشاء .


ولم يكن يرضى لنفسه أن تكون مكانته الدينية سببا لجنى المغانم الدنيوية وحتى لا يفتخر أحد مهما كان مركزه أنهمنح مسؤولا إخوانيا مبلغا من المال تحت أى مبرر من المبررات ورغم ذلك فلا يزال هناك من يتهم الاخوان المسلمين بأنهم يتاجرون بالدين !!..

ألا خرست الألسنة التى تتهم الشرفاء كذبا وافتراء .


فهرس الكتاب