الفاينانشال تايمز: الدراما سلاح النظام الأخير لمواجهة الإخوان
كتب- سامر إسماعيل:
أكدت صحيفة (الفاينانشال تايمز) البريطانية أن السلطات المصرية لجأت إلى الدراما كسلاح أخير لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل القوة المعارضة الكبرى في مصر، وذلك في محاولة واضحة من قبل النظام لمنع تكرار فوز نواب الجماعة بالمكاسب التي حصلوا عليها في الانتخابات التشريعية عام 2005م، بعدما حصدوا 20% من مقاعد مجلس الشعب.
وأشارت الصحيفة- في تقرير لها- إلى أن مسلسل "الجماعة" الذي يذاع حاليًّا على التليفزيون المصري وعدد من القنوات الفضائية؛ جاء لتشويه صورة جماعة الإخوان المسلمين قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري بعد 3 أشهر، وذلك من خلال تصوير مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا على أنه عنيد وسياسي وانتهازي؛ يسعى لاستخدام العنف في سبيل إقامة الدولة الإسلامية!.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة أن توقيت عرض المسلسل متعمَّد، ويريد زرع فكرة أن الجماعة عنيفة، كما يحاول إظهار أن الخلط بين الدين والسياسة عيبٌ يجب التخلص منه والفصل بينهما.
وأوضحت الصحيفة أن النظام عمد إلى عرض المسلسل طوال اليوم وفي شهر رمضان بالخصوص؛ حيث تجتمع الأسر لمشاهدة التلفاز؛ لضمان المشاهدة الواسعة للمسلسل من قبل المصريين.
وقالت إن المحللين والمراقبين انتقدوا المسلسل لتركيزه على دور التنظيم الخاص بالجماعة، والذي تمَّ حلُّه بعد سلسلة من أعمال القمع التي تعرَّضت لها الجماعة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، في حين يغفل أن الجماعة لم تتورَّط في أية أعمال عنف منذ أن اتخذت قرارًا إستراتيجيًّا منذ 50 عامًا بتبنِّي الحلول والأساليب السلمية.
وأوضحت أن الجماعة دخلت أغلب الانتخابات التي أُجريت في مصر خلال 25 عامًا الماضية، على الرغم من حملات القمع والاعتقالات التي لاحقت أفرادها؛ حيث اعتمدت الجماعة في خوضها الانتخابات على المؤسسات الخيرية التي تمتلكها والتي توفِّر لها دعمًا شعبيًّا قويًّا.
وأضافت الصحيفة أن المسلسل ربما يؤثر سلبًا فقط في الليبراليين واليساريين، لكنه سيرسل رسالةً إيجابيةً عن جماعة الإخوان لجمهور كبير من المشاهدين؛ الذين رأوا من خلال المسلسل أن جماعة الإخوان تدافع عن الإسلام وتحرص عليه.
المصدر
- خبر:الفاينانشال تايمز: الدراما سلاح النظام الأخير لمواجهة الإخوانإخوان أون لاين