العالم الوجيه الشيخ محمد نصيف(1302 ـ 1391هـ = 1884 ـ 1971م)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
العالم الوجيه الشيخ محمد نصيف

المستشار عبد الله العقيل

مولده ونشأته:

هو محمد بن حسين بن عمر بن عبدالله بن أبي بكر بن محمد نصيف، وُلد بمدينة جدة في الثامن عشر من شهر رمضان المبارك 1302هـ الموافق لعام 1884م في بيت علم وأدب وريادة، وهو من علماء جدة ووجهائها، بل إنه كان عين أعيانها، كما يصفه الشيخ علي الطنطاوي، ينتسب إلى قبيلة حرب، وكان والده كبير أعيان جدّة أيام الحكم العثماني، وكان منزله موئل كبار زوّار جدة ومكة المكرمة، وكان قصره هو القصر الوحيد الذي ينزل به كبار المسؤولين وضيوف الدولة.

وقد حلّ فيه الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود لأخذ البيعة على العلماء والأعيان من أهل الحجاز، كما نزل به آخر خلفاء بني عثمان ـ السلطان محمد وحيد الدين ـ الذي غدر به الطاغية أتاتورك.

مات والده وهو صغير فتولى تربيته ورعايته جدّه عمر، الذي هيأ له الجو العلمي والبيئة الصالحة، ومن أبرز الشيوخ الذين تتلمذ عليهم الشيخ عبد القادر التلمساني، قرأ عليه أبواباً من التوحيد والفقه والتفسير. والشيخ أحمد بن إبراهيم ابن عيسى، والشيخ أحمد النجار من علماء الطائف، والشيخ محمد حامد من علماء جدة، وغيرهم كثير.

وكان مولعاً بالقراءة، كما كان يعنى بجمع الكتب الأمات من المراجع والمخطوطات حتى أصبحت مكتبته من أشهر المكتبات الخاصة في العالم الإسلامي لاحتوائها على أكثر من ستة آلاف مجلد في مختلف علوم الدين والدنيا. وكانت مفتوحة للعامة ينهلون مما في خزاناتها من المراجع والكتب، كما اهتم بنشر الكثير من الكتب السلفية التي كانت توزع بالمجان.

وكان الشيخ محمد نصيف مرجعاً للباحثين وطلاب العلم وكل من يسأل عن نسب أهل الحجاز. وقد أجمع الناس على محبته لما كان يتحلى به من الصفات الكريمة والأخلاق الفاضلة.

يقول الشيخ علي الطنطاوي: «وصلنا جدة بعد أن وصلت أرواحنا إلى التراقي في رحلة بالسيارات من دمشق إلى مكة، امتدت ثمانية وخمسين يوماً، اعتسفنا فيها الصحراء، وواجهنا فيها الموت.

توجهنا حين وصلنا جدة إلى دار الأفندي الشيخ محمد نصيف، وكانت داره محطة لكبار الحجاج من أهل العلم وأهل الصدارة في كل بلد، وكنت أعرف عنه الكثير من خالي محب الدين الخطيب ومن الشيخ بهجة البيطار فلما التقينا وجدت الشيخ محمد نصيف أنبل وأفضل مما سمعت عنه، كان نبيلاً أصيلاً لا متكلفاً، كان النبل طبعاً فيه لا تطبعاً، فلو أراد العدول عنه لما استطاع.

وكان عالماً بالحجاز وأهله وحكامه، فكأنه تاريخ يمشي على قدمين، يعرف الدول والناس كما يعرف الكتب، وعنده مكتبة من أنفس ما عرفت من المكتبات، ولقد عرفت مكتبة أستاذنا محمد كرد علي في دمشق وإسعاف النشاشيبي في القدس وأحمد تيمور باشا، وأحمد زكي باشا في مصر، ومكتبة ندوة العلماء في «لكنو» في الهند، ومكتبة الحاج حمدي الأعظمي في بغداد، ومكتبات لا أحصيها الآن، فوجدت مكتبة الشيخ محمد نصيف من أكبرها وكانت مكتبة مفتحة الأبواب ـ مثل مائدته ـ لكل قادم».

دائرة معارف ناطقة:

وقال عنه أمين الريحاني في كتابه «ملوك العرب»: «إن الشيخ محمد نصيف دائرة معارف ناطقة، يجيب عن السؤالات التي توجه إليه ويهدي إلى مصادر العلوم الأدبية والتاريخية والفقهية».

وقال عنه الشيخ محمد بن مانع: «لم نعلم في الحجاز رجلاً يساويه في الكرم وحسن الخلق».

وكتب عنه العلاّمة السيد محمد رشيد رضا في مجلته (المنار) فصلاً كاملاً بعنوان «محمد نصيف نعم المضيف».

وقال عنه الشيخ زهير الشاويش: «إن محمد نصيف كان يملأ الدنيا، وهو الرجل الكبير في كل مراحل حياته، لقد كان يصل ويواصل كل أحبابه في جدة، والحجاز وفي كل مكان وليس هناك مكتبة عامة أو خاصة عرف أصحابها الشيخ محمد نصيف وليس فيها كتاب أو كتب هدية منه».. انتهى.

معرفتي به:

بدأت معرفتي به عام 1375هـ 1955م حين توجهتُ مع زملائي مدرسي مدرسة النجاة الأهلية في الزبير إلى الحج ، وهناك التقيناه في منزله فأحسن استقبالنا وبالغ في إكرامنا وإهدائنا الكثير من الكتب، ورأينا فيه من الصفات والشمائل ما ذكرنا بالسلف الصالح من العلماء العاملين الذين يزينهم التواضع وتكسوهم المهابة ويفيضون الخير على كل الناس.

هذا هو اللقاء الأول بالشيخ محمد نصيف، وكنت قبله أقرأ مقالاته وتعليقاته وأخباره في مجلة (المنار) لمحمد رشيد رضا، ومجلة (الفتح) لمحب الدين الخطيب، وكانت له صلة طيبة بالإمام الشهيد حسن البنا الذي تولى إصدار مجلة (المنار) بعد وفاة الشيخ محمد رشيد رضا، بناءً على طلب الورثة، فأصدر منها خمسة أعداد ثم توقفت.

ولما التحقت بالعمل بوزارة الأوقاف الكويتية مديراً للشؤون الإسلامية وأنشأنا لجنة إحياء التراث الإسلامي ولجنة الموسوعة الفقهية، كتبت إليه في 6 رجب عام (1385هـ 30/10/1965م) أقول: «إن من أهداف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت إحياء التراث الإسلامي، وذلك بطباعة المخطوطات الإسلامية النادرة التي امتازت بدقتها العلمية وأهميتها في الثقافة الإسلامية، لذا يرجى التكرم بتزويدنا بأسماء الكتب المخطوطة التي تعتمدونها ومدى استعدادكم للتحقيق فيها والتعاون معنا في هذا المجال».

مكانته ومنزلته:

وكان الشيخ محمد نصيف على صلة وثيقة بعلماء الإسلام داخل المملكة وخارجها، تميز بفراسة في معرفة الرجال، ومن كلامه في إنصاف بعضهم وصفه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بأنه: «جبل علم يُخيف من حوله»، ووصفه الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ بأنه: «ملك آل الشيخ»، ووصفه الشيخ محمد بهجة البيطار بأنه: (بهجة الشام)، ووصفه الشيخ مصطفى السباعي بأنه: «يطيع من كان عليهم أن يطيعوه».

كما كان الشيخ محمد نصيف مقدَّراً من ولاة الأمر غاية التقدير، كان الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، وولداه الملك سعود والملك فيصل، يبالغون في إكرامه ويزورونه في بيته، ولقد أمر الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز بشراء «قصر نصيف ومكتبته» وجعلهما ملكاً للدولة وإبقائهما أثراً وتاريخاً، يسميان باسم نصيف، وما زال الأمر كذلك إلى يومنا هذا حيث كتبت لوحة: «وزارة المعارف ـ إدارة الآثار والمتاحف ـ مكتب الآثار بجدة ـ بيت نصيف».

وقد أهدى حفدة الشيخ محمد نصيف مخطوطات مكتبته إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

ومن أولاده: الشيـخ حسين الذي تولى رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجدة، والشيخ عمر الذي كان مديراً لأوقـاف جدة ورئيسـاً لبلديتهـا وهو والد الدكتور عبدالله عمـر نصيف مدير جامعة الملك عبد العزيز ثم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ثم نائب رئيس مجلس الشورى السعودي.

وإنني لأعتبر فترة تولي د. عبدالله نصيف أمانة رابطة العالم الإسلامي العصر الذهبي للدعوة الإسلامية، فقد عمّت أرجاء الدنيا بفضل جهوده المباركة الخيرة، ولذلك لم أتردد في الالتحاق بالعمل في الرابطة أميناً عاماً مساعداً حين طلب مني ذلك.. وكانت زمالة ورفقة، عرفت فيها الحفيد عن قرب، بعد أن كنت أعرف الجدّ ولا غرو فهذا الشبل من ذاك الأسد.

وحين سُئل الشيخ محمد نصيف من الإذاعة السعودية عن ذكرياته عن اللقاء الأول مع الملك عبد العزيز الذي نزل بدار آل نصيف أجاب:

«من عام 1243هـ إلى 1344هـ كان أشراف مكة وضيوفهم من ولاة الحجاز ينزلون بدورنا لأن جدي عمر وأبوه عبدالله وأنا محمد بن حسين بن عمر نصيف كنا وكلاء الإمارة بجدة، وكان الملك الراحل عبد العزيز ينزل بدارنا عدّة مرات، حتى بُنيت له القصور فصار ينزل في قصوره الخاصة، ومن الذكريات التي لم أنسها موقف الملك الراحل عبد العزيز آل سعود من المعاهدة الإنجليزية التي عُقدت في جدة في الكشك العلوي من داري، وكان المستر كليتون يريد أن يُدخل فيها أشياء تنافي الاستقلال، فقال له جلالة الملك عبد العزيز: إننا خضنا الحرب، وكانت الدماء إلى ركبنا، فلا أرضى ولا يرضى الجندي الذي خاض المعارك أن تكون المعاهدة مخلة بالاستقلال». (مجلة الإذاعة السعودية العدد (55) شوال عام 1379هـ).

لباقة وهدوء:

تميز الشيخ محمد نصيف بأسلوبه المقنع في الحوار، ولباقته، وهدوئه وتفكيره الرصين، ورباطة جأشه، وسلامة ذوقه، وسعة علمه، وقدرته على توجيه وقيادة مجالس العلم وحصر المساجلات العلمية في مجال الإفادة والاستفادة والابتعاد عن الجدل العقيم أو المراء المذموم والتعصب.

كما كان منظماً في وقته يبدأ يومه بقراءة القرآن الكريم والذكر والدعاء، ثم الجلوس بعد ذلك لأصحاب الحاجات، ثم يتفرغ ـ بعض وقته ـ لضيوفه وجلسائه ويقوم على خدمتهم بنفسه، ثم يلتفت إلى طلابه من محبي العلم، ثم يخلو مع نفسه للنظر في بعض المسائل العلمية التي تحتاج إلى تأمل وبحث ومراجعة وتثبت، وهكذا يقضي نهاره وليله في العلم والتعلم والتلاوة والذكر والقيام بشؤون الناس وحاجاتهم وإكرام الضيوف والزوار والعبادة لله والاهتمام بشؤون الأُسرة.

صلاته بالعلماء:

كانت للشيخ محمد نصيف رحلات كثيرة إلى مصر، وسورية، ولبنان؛ يلتقي علماء وقادة تلك البلاد مع من يفد إليها من العلماء والزعماء العرب فكانت لقاءاته بالسيد محب الدين الخطيب وأحمد محمد شاكر وحسن البنا والشيخ حسنين مخلوف، والشيخ طه الساكت، والشيخ أحمد الباقوري، والشيخ بهجة البيطار، والشيخ ناصر الدين الألباني، والشيخ محمد بن كمال الخطيب، والشيخ علي الطنطاوي، والشيخ مصطفى السباعي، والشيخ زهير الشاويش، والأستاذ سعيد الأفغاني، والأستاذ عصام العطار، والحاج عبد اللطيف أبو قورة، والأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة، والأستاذ أحمد الخطيب والشيخ سعدي ياسين، والشيخ حسن خالد، والشيخ عبد الرحمن عاصم، والحاج محمد أمين الحسيني، والأستاذ سعيد العبار وغيرهم فضلاً عن الذين راسلهم أمثال السيد أبي الأعلى المودودي، والشيخ محمد البشير الإبراهيمي، واللواء محمود شيت خطاب، والأستاذ كامل الشريف، والدكتور تقي الدين الهلالي، ومحمد هاشم الهدية وغيرهم ممن التقاهم عندما نزلوا عنده، وقد كانت بينه وبين الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا (والد الإمام الشهيد حسن البنا) مراسلات كثيرة من عام 1355هـ.

ففي رسالته المؤرخة 7 رمضان 1355هـ يقول محمد نصيف للشيخ أحمد البنا: «.. ويعلم الله أني أحببتكم على الغيب لآثاركم النافعة، وأي شيء أكثر من خدمة السُّنَّة النبوية وإرشاد الأمة الإسلامية بمجلة الإخوان المسلمين، وما بها من نصائح غالية في هدوء وسكون وبُعدٍ عن الجدال بالباطل، فجزاكم الله خيراً. وسلموا على الأستاذ الشيخ حسن البنا، وقد اطلعت على رسائل الإخوان المسلمين المسماة «نحو النور» وسررتُ بها كثيراً، ولم تغادر صغيرة ولا كبيرة من النصائح الغالية للراعي والرعية إلا أتت بها بصورة معقولة مقبولة، مراعية ظروف الأحوال وحال الناس.. والله أسأل أن يكلل أعمالكم بالنجاح، ويوفق رجال الدولة الإسلامية للعمل بما في الرسالة..» انتهى.

كما كانت له علاقات طيبة بعلماء المملكة كالشيخ عبد العزيز العثيمين، والشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ أحمد بن عيسى والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ عبدالله البسام وغيرهم.

قصة طريفة:

جاء في كتاب (محمد نصيف حياته وآثاره) قصة غاية في الطرافة خلاصتها:

«كان محمد نصيف شغوفاً بجمع الكتب حريصاً على اقتنائها لينتفع وينفع بها، وكان أول عهده بالكتب عام 1319هـ حين أرسله جده إلى السوق ليشتري جارية تخدمه ـ أي تخدم محمد نصيف ـ ولما وصل إلى سوق العبيد ومعه حاجب القصر، ومع الحاجب ستة دنانير من الذهب، نظر محمد نصيف نظرة عابرة على الإماء اللاتي وجدن في هذا السوق، فإذا نفسه تشمئز من سوء معاملة الدلالات لهن وامتهانهن لكرامة هؤلاء الإماء، ثم قال في نفسه: إنني لا أريد أن أشتري جارية ربما تكون في يوم من الأيام أماً لأولادي وهي تباع والحالة هذه كما يباع الحُمر والنَّعم، ثم عاد راجعاً من السوق وأمر الحاجب بالذهاب إلى القصر بعد أن أخذ منه الدنانير الست، وفي أثناء عودته مرّ بمكتبة لأحـد العلماء يعرضها ورثته للبيع، فأقدم على شرائها بكاملها ثم عـاد إلى جدِّه وأخبره بما حدث، ففرح بذلك واستبشر خيراً لأنه تفرَّس فيه رغبة جامحة لطلب العلم وتحصيله، ومن ثم أوكل تعليمـه إلى بعض المعلمين البارزين منهم الشيخ محمد باصبرين».

تقدير العلماء له:

وكانت الرسائل التي ترد إليه من العلماء من أنحاء العالم الإسلامي تخاطبه بأسمى عبارات التقدير والثناء لمعرفتهم بمكانته.

كتب إليه العلاّمة المغربي د. محمد تقي الدين الهلالي رسالة يقول في مقدمتها: «إلى الأخ الكريم بقية السلف، وعمدة الخلف، محيي السنة ومميت البدعة الأستاذ السيد محمد نصيف أدام الله ارتقاه وأطال بقاه، حصناً منيعاً لكتاب الله وسُنَّة رسوله».

ووصفه ابن اليمني الناصري المغربي بقوله:

بعلم صحيح ورأي حصيف

قد امتاز شيخ الحجاز نصيف

كما امتدحه الشيخ عيسى بن يحيى بقصيدة جاء فيها:

بجدة طود ينطح النجم في السما

وعون لملهوف إذا الخطب أدهما

له أذعن الأحبار في كل بلدة

محيط علوم لا يبارى إذا طما

سليل نصيف من غطارفة لهم

مواقف سل عنهم تجدهم ضراغما

تفرد عنهم في المعالي محمد

به المجد يزهو ضاحكاً متبسما

هكذا عاش الشيخ محمد نصيف داعية للدين، خادماً للعلم، مكرماً لأبناء السبيل وضيوف الرحمن ناشراً للكتب، مصلحاً بين الناس.

لحظات الموت:

وحين سُئل الحفيد د. عبدالله عمر محمد نصيف عن اللحظات الأخيرة من حياة جده أجاب: «كنت معه في بريطانيا لعلاج ركبته قبل موته بأقل من شهر، وعندما عاد من بريطانيا كان في قمة صحته، ثم فجأة أحسَّ ببعض الضيق، فذهبنا إلى الطائف وهناك قال لنا الأطباء: هذه الشيخوخة ليس لها علاج، وبعد مرور عدة ساعات فاجأنا جدّي بقوله: لا تتعبوا أنفسكم، ثم طلب الأطفال الصغار، فأحسست أنه يشعر بدنو أجله، وعندما جاءت سكرة الموت وكانت والدتي بجواره، قال لنا: اذهبوا بي إلى السرير لعل الأجل قد أتى، وبالفعل خرج من الشرفة ومدد على السرير وصعدت روحه من تلك اللحظة إلى بارئها رحمه الله رحمة واسعة».

وكان ذلك يوم الخميس السادس من شهر جمادى الآخرة عام 1391هـ 1971م بمدينة الطائف ثم نقل جثمانه إلى جدة في موكب مهيب، وقد خرجت جدة كلها لتشييع جنازته، وصلّي عليه بعد صلاة العصر في مسجد المعمار ودفن في مقبرة الأسد في مدينة جدة وكان عمره يناهز التسعين عاماً.

رحم الله شيخنا محمد نصيف وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي به عباده الصالحين وغفر الله لنا وله وجمعنا وإخواننا المسلمين في مستقر رحمته مع الأنبياء، والصديقين، والشهداء، والصالحين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر