الصفعة الثانية على وجه حكومتنا النظيفة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٦:٢٣، ٦ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات) (حمى "الصفعة الثانية على وجه حكومتنا النظيفة" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الصفعة الثانية على وجه حكومتنا النظيفة



بقلم: المستشار محمود الخضيري


المثل الذي يطلق على من يدافع عن ملك فاسد بأنه ملكي أكثر من الملك هو مثل ينطبق تماما على ما قامت به الحكومة المصرية من منع قافلتي الإغاثة الإنسانية التي حاولت أن تنطلق من مصر إلى معبر رفح لمحاولة كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، هذا في الوقت الذي نجحت فيه سفينة الإغاثة الثانية القادمة من قبرص في اختراق هذا الحصار والوصول إلى غزة وسمحت لها الحكومة الإسرائيلية باختراق هذا الحصار، وهنا يمكن أن يثور سؤال وهو في الحقيقة يثور فعلا وقد تردد على عدة مرات هل مصر وهي تحول دون قوافل الإغاثة المتحركة من مصر تعمل لحساب إسرائيل والحكومة الأمريكية فقط أم أنها تعمل لحساب نفسها أيضا؟ والحقيقة التي يجب علينا أن ندركها أن الحكومة المصرية إذا كانت تعمل لحساب إسرائيل وأمريكا فقط في فرض هذا الحصار لوجدت المبرر لرفعه والسماح بكسره بعدما قامت إسرائيل بذلك محتجة بأنه إذا كانت إسرائيل صاحبه فكرة فرضه والمستفيدة الأولى منه لم تقف في مواجهة محاولات كسره بعد أن سمحت بذلك مرتين فلا يقبل أن يطلب منها أن تقف في وجه المحاولات المنطلقة من أراضيها ولكن يبدو أن الحكومة المصرية باشتراكها في فرض هذا الحصار وقيادته تعمل أيضا لحساب نفسها وهو خوفها من أن تنتقل عدوى الحرية والديموقراطية ونزاهة الانتخابات التي تمت في فلسطين إلى مصر فيكون مصير الحكومة الرشيدة وقياداتنا السياسية أن تترك مقاعدها وتلقى في غياهب النسيان، نجاح حكومة حماس في غزة وتغلبها على الحصار الخانق المفروض عليها يرسل رسالة إلى جميع حكام العرب أن الديموقراطية التي يدعون أن شعوبهم غير مؤهلة لممارستها قد نجحت في تجربتها في غزة وفي فلسطين المحتلة رغم قسوة الاحتلال وهي بالتالي تجربة يمكن أن تنجح في مصر وفي غيرها من البلاد العربية، ولا يمكن تفسير القسوة والقوة التي تواجه به الحكومة المصرية قافلة إغاثة إنسانية من التحرك على أرض مصرية وحشد القوات بهذه الكثافة ضد أفراد عزل لم يصدر منهم ما يخل بالأمن والنظام وهم أحرص الناس على ممتلكات بلدهم وإخوانهم لا يمكن تفسير ذلك إلا بدافع شخصي من الحكومة المصرية التي تخشى تحرك أي فئة من الناس في تجمع يقول لا للحكومة فيما تقوم به من أفعال تسيء إلى الوطن والمواطنين ،

ولكن هل تفلح محاولات الحكومة هذه في منع تحرك أصحاب الضمائر الحية في مصر وغيرها من البلاد العربية والإسلامية والأوروبية لنجدة إخوانهم المحاصرين في غزة ؟ أقول إن ذلك لن يفلح ولن تقف محاولاتنا في ذلك إلى أن يتحقق فك الحصار عن إخواننا في غزة وأقول لحكومتنا النظيفة أن محاولاتها منع انطلاق قوافل الإغاثة قد زادت من شعبية وفاعلية هذه القوافل وليس أدل على ذلك من مقارنة أعداد المشاركين في القافلة الأولى بالنسبة لأعداد المشاركين في القافلة الثانية وأعتقد أنه عندما يتم الإعداد والدعوة إلى المشاركة في القافلة الثالثة إن شاء الله سيكون العدد أضعاف المرتين السابقتين ولن يمنع الإرهاب والوعيد و التهديد الناس من المشاركة في القافلة القادمة إن شاء الله.

ترى ماذا تقول الحكومة لنفسها وماذا يقول الناس والعالم عنها عندما يرون إسرائيل لا تقف في وجه محاولات كسر الحصار في حين تجرد الحكومة رجالها البواسل لكي يقفوا متحفزين في وجه هذه القوافل الإنسانية ؟ وترى ماذا يكون شعور رجال الشرطة الشرفاء المشاركين في إحكام الحصار على هذه القوافل التي ما قصد بها إلا إغاثة إخواننا وتطهير وجه الحكومة مما علق به من درن من جراء هذه الأفعال الشائنة الكثيرة التي تقوم بها بلا حياء أو خجل، يسأل البعض مال مبال حكومتنا قد تبلد حسها ولم تعد تقيم وزنا إلى ما يقال عنها أو يوجه لها من نقد ؟

من يريد أن يعرف الفارق بين الديموقراطية والديكتاتورية والحكومة المستقلة والحكومة التي لا تملك قراراها والحكومة المستقرة والحكومة الخائفة المذعورة فلينظر إلى ما حدث مع القافلتين القادمتين من قبرص ونجاحهما في كسر الحصار وما فعلته معها حكومة إسرائيل والحصار والمنع الذين قوبل بهم القافلتين المصريتين ومنظر قوات الأمن وهي تحاصر المشاركين فيهما وتقبض على البعض وتأخذهم رهينة حتى يتم فض القافلتين وعودتهما من حيث أتيا، ترى إذا كانت الحكومة المصرية تشعر بأن ما تقوم به في مصر من الحيلولة دون محاولة كسر هذا الحصار صحيحا وتصرفها فيه سليم فلم كانت تمنع تصوير ما يحدث وتحاول مصادرة الكاميرات التي ترصد ما يحدث وتشتد أول ما تشتد على الصحفيين والمصورين ؟ إن ما يقوم به الصحفيون والمصورون ما هو إلا رصد لواقع يحدث فلم الخوف من رصده وإطلاع الناس عليه ؟ أليس ذلك دليلا على شعور الحكومة إن ما تقوم به عيب وعار في حقها وذلك تطبيق لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الإثم ما حالك في صدرك وخفت أن يطلع عليه الناس" فالحكومة تخاف من إطلاع الناس على ما تقوم به من أفعال يخجل منها الإنسان العادي ولذلك فهي تحاول منعه ومنع تصويره عندما يحدث ويقوم بعض رجالها البواسل بذلك وبعضهم من ذوي الضمائر يكونون خجلى مما يقومون به.

ترى ما سيكون عليه موقف الحكومة المصرية لو كررنا المحاولة عن طريق قبرص وتمكنا من اختراق الحصار ووصلنا إلى قطاع غزة ؟ أعتقد أن الحكومة المصرية ستقف في هذه الحالة مفاخرة متباهية بمقدرتها عل إحكام الحصار ومنع القوافل رافعة يدها بعلامة النصر إزاء إسرائيل قائلة لها نجحت أنا فيما فشلت فيه أنت.

عجبت بشدة من تصريح الرئيس محمد حسني مبارك المنشور في صحيفة الأهرام يوم الثلاثاء 28 أكتوبر بدعوته الاتحاد الأوروبي بدعم الفلسطينيين في حين تحكم حكومته الحصار عليهم، أم أنه يقصد بالفلسطينيين أبو مازن ومجموعته فقط ولكنه يخجل من أن يقول ذلك وترى ماذا سيقول الأوروبيون عندما يسمعون هذا النداء ؟

قوافل الإغاثة لابد أن تستمر حتى وإن كان مصيرها ذات مصير القوافل التي مضت لأن هذه المحاولات تذكر الناس بمأساة شعب محاصر بلا ذنب جناه سوى أنه اختار بحرية حسدناه عليها في حينها وشكرنا الرئيس الفلسطيني على إتاحة الحرية لشعبه في الاختيار وهو ما يخاف منه بقية الحكام العرب إلا إنه شأنه شأن الحكام العرب لم يستطيع أن يصمد أمام هذه النتائج عندما اصطدمت بمصلحته الشخصية وقاد الحصار على شعبه الذي يريد منه أن يسمح له بالاستمرار في الحكم رغم ما يعانيه في ظل وجوده.

لا يليق أن يكون النشطاء الأوروبيون أكثر إصرارا وعزما وتضحية في سبيل كسر الحصار عن إخواننا في غزة من العرب، أنهم يقومون بذلك بدافع إنساني ونحن نقوم به بدافع إنساني وأخوي وديني ووطني لأن في ضعف أخواتنا في فلسطين تقوية للعدو الصهيوني، والفلسطينيون هم خط الدفاع الأول ضد هذا العدو الذي انقلب فجأة إلى صديق نحتضنه ونثق بكلامه ونمده بالعون ونحارب اخوتنا ونقتلهم من أجله. أيها الحكام العرب إن العدو الصهيوني رغم قبلاته وأحضانه يحتقركم لأنكم تخونون أوطانكم واخوتكم والعدو لا يثق فيمن يخون إخوانه ووطنه لأنه في الأول والأخر خائن يمكن أن يخون كل إنسان في سبيل مصلحته.