الشيخ كمال الخطيب في حديث عن تهويد القدس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


الشيخ كمال الخطيب في حديث عن تهويد القدس

نائب رئيس الحركة الإسلامية بفلسطين 48

يتعرض المسجد الأقصى والقدس الشريف حاليًّا لحملة تهويد واسعة تستهدف طمس الهوية العربية والإسلامية، ويعزز من خطورةِ هذه الحملة مجيء حكومة متطرفة تُعلن مواقفها عن نيتها وخططها لتدمير معالم المدينة المقدسة.

وفي ظلِّ هذه الهجمة الشرسة والبطولات التي أبداها أهل القدس للعالم بأسره، وأثبتوا له أن المشروعَ الصهيوني لن يتحقق إلا على جثثهم، حاور "إخوان أون لاين" الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 للوقوف على آخر المستجدات، وما وصل إليه المخطط الصهيوني، والتعرف على الجهود العربية والإسلامية للدفاع عن الأقصى.. فإلى تفاصيل الحوار:

* في ظل عمليات التهويد المستمرة وارتفاع وتيرتها خلال هذه الأيام، صفْ لنا وضع مدينة القدس ، وإلى أين وصل المخطط الصهيوني لتهويدها؟

تعيش القدس هذه الأيام أحلك الظروف وأسوأ فترةٍ في تاريخها المعاصر؛ وذلك لأن المؤسسة الصهيونية الجديدة جاءت لتلبي المشروع الصهيوني المتطرف، والتي تطالب به جماعات يهودية دينية بشكلٍ مباشرٍ وصريح، وخطورة هذا المشروع أنه لم يعد يعتمد على عنصر الزمن كما كان في السابق، وإنما يتحدث عن خلق واقع جديد لمدينة القدس ، وليس أدل علي ذلك من تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على بقاء القدس عاصمة موحدة وأبدية للكيان الصهيوني.

كما أن ميزة المرحلة الجديدة هي الانسجام الكامل والتام بين المواقف السياسية والجماعات اليهودية المتطرفة، خاصةً أن الجماعات المتطرفة الآن لم تعد جماعات سهلة بل أصبح لها نفوذ واسع داخل المطبخ السياسي الصهيوني ولهم نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة أي أنها تعيش حالةً من "النشوة" وسخرت لها جميع الإمكانات والمحفزات للاستمرار في اعتداءاتها على القدس وأهلها، وعلى المسجد الأقصى .

والأدهى من ذلك أن عناصرَ الخطة الصهيونية قد تكاملت إلى حدٍّ بعيد؛ حيث تم الإعلان عن يوم لاجتياح المسجد الأقصى، وصدرت فتاوى من كبار الحاخامات يباركون ويهيئون جموع اليهود للخروج، كما قامت الشرطة بحمايتهم ومساعدتهم على تسييرهم وتسهيل مآربهم، فضلاً عن توسع حركة بناء الكنس والمعابد اليهودية بمحاذاة المسجد وبناء شبكة الأنفاق تحت المسجد.

* تحدثت كثيرًا عن دور المفاوضات وعلاقتها بتطور قضية القدس ، وخاصةً منذ أوسلو، حدثنا عن هذا الدور بشيء من التفصيل؟ وماذا تقترح على المفاوض الفلسطيني فعله في الفترة الحالية؟

لن أقدم اقتراحات ولن أدخل في نقاشاتٍ مع المفاوض الفلسطيني، أنا لا أريد منه أن يفعل أي شيء سوى أن يعترف بفشله في إيجاد السلام للقدس خاصة ولفلسطين عامة، وعليه أيضًا أن يعتذر للشعب الفلسطيني عن "الطُّعم" الذي ابتلعه بسهولةٍ من خلال موافقته على وضع القدس على جدول الحل النهائي في اتفاقية "أوسلو" المشئومة عام 1993 م، وخلاصة القول إن المفاوض الفلسطيني تسبب في خسارةٍ كبيرةٍ طيلة 16 عامًا من المفاوضات الوهمية أضاعت علينا الكثير من الفرص لاستعادة المدينة المقدسة.

* في ظل تزايد اعتداءات اليهود على أهل القدس ، ما الوضع النفسي لأهالي المدينة؟ وما صحة ما نسمعه عن وصولهم إلى درجةٍ كبيرةٍ من اليأس نتيجة تلك الاعتداءات؟

لا بد من الإشارةِ إلى أن اعتداءات اليهود على القدس وأهلها باتت تُمثِّل حالةً اجتماعيةً لدى أهل القدس نتيجةً لتصاعد وتيرتها في الفترة الأخيرة؛ حيث إن الكيانَ كان يهدم بيتًا أو بيتين خلال شهر، أما اليوم وخلال سنة 2009 م أعطى الاحتلال إخطارات لما يقرب من 1900 منزل لهدمهم، لكن مع ذلك وبكل ثقةٍ وبدون مبالغة تجلى إصرار أهل القدس على الثبات في أرضهم في رفضِ أوامر الإخلاء، وقسمهم بأن المخطط الصهيوني لن يتم إلا فوق جثثهم، بالإضافةِ إلى تنظيم اعتصاماتٍ أمام بيوتهم.

* هل تشعر بتهميش قضية القدس و المسجد الأقصى على الأجندة العربية؟

للأسف نجد حالة من الفتور واللامبالاة، بل حالة من النسيان لمدينة القدس والمسجد الأقصى؛ حيث إنها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، فكيف يعقل أن تكون القدس بهذه المكانة بينما تُترك لتندب حظها بمفردها، حتى إنها لم تستحق من حكام العرب والمسلمين اجتماعًا خاصًّا واحدًا لبحث القضية، ومحاولة حلها وإنقاذ القدس الشريف من براثن الصهاينة المعتدين.

* هل كان للانقسام الفلسطيني أثر في تهميش قضية القدس في الإعلام العربي؟

لا بد أولاً من تأكيد أن قضية القدس ليست للفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية العرب والمسلمين الأولى على مستوى العالم؛ لذلك يتم تعليق التقصير، والتفريط العربي الرسمي على شماعة الخلافات، والانقسام الفلسطيني، وهذا أمر مرفوض تمامًا وموقف غير مسئول، لكن لا شك أن الشعب الفلسطيني هو شعب واحد ويجب عليه في النهاية، أن لا يشغله الانقسام عن الدفاع عن القدس.

النفير العام

* تعددت محاولات الصهاينة لدخول المسجد الأقصى مما استدعى قيادة الحركة الإسلامية وبعض الرموز الإسلامية في مدينة القدس إعلان النفير لحماية المسجد الأقصى ، ماذا لاقت دعوتكم، خاصةً من أهالي القدس وعرب 48؟

أهل الداخل الفلسطيني لبوا نداء الحركة الإسلامية الذي كان أول صوت انطلق للنفير العام، وقد وصلت نحو 100 حافلة إلى المسجد الأقصى سيرتها الحركة منذ صلاة فجر ذلك اليوم، ورغم أن قوات الاحتلال الصهيوني منعت مَن هم دون الخمسين من دخول المسجد إلا أن الشباب- وهم بالآلاف من أبناء الحركة الإسلامية- أصروا على الرباط يفترشون الأرض أمام أبواب المسجد الأقصى حتى ساعات ما بعد عصر ذلك اليوم، كما أن النساء أصررن على رباطهن داخل المسجد وتحديدًا عند باب المغاربة، وهو الباب الذي من المتوقع دخول المتطرفين اليهود منه.

هنا أقول وبكل فخر واعتزاز إن النداء الذي أطلقته الحركة الإسلامية قد لاقى تفاعلاً من الجماهير، وليس معنى ذلك أننا ننكر أصواتًا أخرى كانت هي أيضًا شاركت في حملة حماية المسجد مثل الشيخ عكرمة صبري إمام وخطيب المسجد الأقصى ، ولنا الفخر أن نكون من حماة الأقصى .

* هل تتوقعون تكرار محاولات اليهود المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى؟

** نعم بلا شك، وأنا أقول- لا سمح الله- إننا قد لا نفاجأ إذا أصبحنا على خبر عاجل يتحدث ليس عن مجرد هجوم أو اقتحام للمسجد، إنما عما هو أسوأ من ذلك وهو انهياره، خاصةً أننا جميعًا نعلم أن الجماعات الدينية المتطرفة كانت وضعت خططًا عسكريةً لتدمير المسجد الأقصى ، بل إن وزيرَ الأمن الداخلي السابق آفي ديختر قال إن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى يعادل 8 درجاتٍ على مقياس ريختر مما يعني أن احتمال الاعتداء عليه كل يوم أمر وارد جدًّا.

* ما رسالتك إلى مَن يعيشون خارج فلسطين من العرب والمسلمين، حكامًا ومحكومين؟

على مستوى المحكومين أكدت الانتفاضة الشعبية لجماهير العرب، والمسلمين حول العالم خلال العدوان على غزة أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم وما يحدث لهم ينعكس سلبًا على الحالة العربية والإسلامية ونحن ندعوهم إلى مزيدٍ من الضغط على الأنظمة والحكومات التي تعيش حالةً من "التبلد" وعدم الشعور بالمسئولية.

لا أنكر الأثر الكبير للمواقف الشعبية التي يجب أن تتحرك وهي مواقف في حقيقة الأمر ضاغطة، كذلك لا بد أن يكون لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأزهر الشريف وأئمة الحرمين وعلماء الأمة لهم موقف جاد وسريع لإنقاذ المسجد الأقصى والقدس الشريف، وتضافر هذه الجهود في إطار واحد من الممكن جدًّا أن يشكل عناصر ضغط على الكيان الصهيوني ومَن يعاونه من الدول والقوى حول العالم؛ ليدركوا في النهاية أن المساسَ بالمسجد الأقصى والقدس سوف يقلب المنطقة كلها رأسًا على عقب.

المصدر:فلسطين الأن