الشاطر مرسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الشاطر مرسي


بقلم: عزة مختار

انتهت التمثيلية الحمقاء الذي قام بها العسكري والفلول بزرع المشبوه المكروه عمر سليمان بين مرشحي الرئاسة في الوقت الأخير من تقديم المرشحين أوراقهم بتوكيلاتهم الصحيحة، ليندس عمر سليمان بينهم حاملاً بين يديه أوراقًا مشبوهة كتاريخه الأسود المدنس بدماء الكثير من الأبرياء، والمدنس كذلك بعلاقات مشبوهة مع الكيان الصهيوني في تل أبيب والبيت الأسود بواشنطن، وهو في الحقيقة لم يعد يصلح للترشح إلا في تل أبيب، فهو الأحرص على مصالحهم ربما أكثر ممن يتواجدون في الكنيست الصهيوني.

وتعجب الشعب من هؤلاء الذين يجب أن يكونوا في طره الآن مع زملائهم المجرمين كيف يجرءون على التقدم للترشح لمنصب رئاسة مصر بعدما لفظهم الشعب وبذل في طردهم دماءً عزيزة لخيرة شباب بلادنا؟.

كيف يجرءون وما زالت البنوك مكدسة بأموال المصريين التي سرقوها وما زالوا يريدون المزيد؟

كيف يجرءون وما زالت الحوادث تتكرر كل يوم تكبد المصريين الخسائر الضخمة بسبب عبثهم في أمن البلاد بإثارة الفتن والقلاقل مما يوحي للمواطن البسيط الذي لا يطمع سوى أن يسير في شارع آمن، وينام وهو ليس خائفًا على ذويه، يوحي له بأن السبب لما يعانيه هو الثورة والحرية التي خلفتها، وأنه قد آن الأوان ليد قوية تحكم حتى لو كانت يدًا سارقة أو يدًا ما زالت تقطر دمًا من دماء الأبرياء.

يزداد عجب المواطن البسيط إذ كيف يحكمه هؤلاء مرة أخرى ونحن ما زلنا نعاني منهم في حكومة هزيلة منقادة لا تعمل في صالح البلاد والعباد، بل هي مجرد ستار تنفذ إرادات أخرى لتذكرنا بالعهد الغابر ببياناتهم المضروبة، وتصريحاتهم الجوفاء، وتشددهم بالعسكري ضد الشعب الذي طالما عانى منهم ومن أمثالهم، ثم تحدث المفاجأة السخيفة وتتضح حقيقة التمثيلية الهزيلة، لقد جاءوا بعمر سليمان المشبوه كي ينزعوا به الشرفاء تحت ستار أنهم قد ذهبوا بحبيبهم وزميلهم وليس فقط المهندس الرائع خيرت الشاطر.

ويبدو أن الأمر قد أصابهم بالهلع، إذ كيف يحكمهم رجل مثل الشاطر، سوف يعريهم بمشروعاته التنموية وبيده النظيفة وبحلوله السريعة المستمدة من الركون إلى جانب الله عزَّ وجلَّ، ثم إلى الركون إلى سواعد شباب مصر من رجال ونساء، أولاد وبنات، برقت أعينهم أملاً حين استمعوا إلى أحاديث الشاطر وحلوله المنطقية، فتصرفوا بسرعة وبدون ترتيب ليظهر الأمر في صورة فجة لا يحتملها عقل ولا منطق، بصورة أشعرت المصريين بمرارة وغصة وخوف من نوايا سيئة تظهر شيئًا فشيئًا من استبعاد الشرفاء من أبناء هذا الوطن.

التهمة: قلب نظام الحكم، أي حكم أيها الخماسي الخائن؟

إن كان هو الحكم الذي أسقطه الشعب فهو يستحق عليه التكريم لا الإبعاد، وإذا كان حكمكم فعندكم حق؛ لأنه كان سيسقطكم ويكشفكم أمام الشعب الحر الذي يتعطش لأمثاله ويمل من أمثالكم، تمت التمثيلية الهزلية وأعلن الشاطر عن تأييده المطلق لأخيه الدكتور المهندس محمد مرسي؛ لتظهر عظمة أخلاق لم يشهدها الكثيرون، وليظهر إخلاص لا نزكيه عند الله ونحسبه كذلك، وليضرب درسًا أعظم في الوطنية المبدعة، فلا اعتراض إلا على ما يضر بأمن مصر، ولا اعتراض إلا على ما يهدد ثورة المصريين، ويسلِّم الشاطر الراية للمرسي، راية مشروع التغيير ومشروع النهضة وأمل المصريين في حياة أفضل، إنه ليس مشروع الشاطر ولا مشروع مرسي، وحتى لو ذهب الاثنان، فكل فرد في جماعة الإخوان المسلمين سوف يحمل على عاتقه هم تنفيذ هذا المشروع، ولو كان آخر فرد في الجماعة.

إنهم وإن أبعدوا الشاطر خيرت عن مشروع الرئاسة ليكون على رأس السلطة التنفيذية التي تتيح له تقديم أكبر خدمة ممكنة لهذا الشعب، فقد تركوا الشاطر مرسي ليحمل عن أخيه وليساعده الجميع فيه ابتداءً من أكبر فرد في جماعة الإخوان المسلمين إلى أصغر طفل من شعب مصر يأمل في كرسي يليق به في مدرسة.

اليوم اتضحت الرؤية وأصبح لزامًا على الجميع أن يعترف للجماعة بأنها كانت على صواب في النزول بمرشحين وإلا لكانت جريمة في حقِّ مصر عدم ترشيح أحد منها، ظهرت نية العسكري والفلول بأنهم لن يستسلموا بسهولة، ولن يتركوا حكم البلاد للمدنيين إلا إذا شعروا بجدية الشعب في المطالبة بحقوقه لآخر لحظة، وبالتمسك بسلمية الثورة لآخر لحظة، ورسالتي لإخواني وأخواتي أن يسيروا أعزة، ويحدثوا الناس عن مشروعهم التنموي والنهضوي بفخر، بعدما أثبتت الأيام صدق حدسهم وسلامة قراراتهم.

رصيدنا عند الناس يسمح بالحديث إليهم والوقوف بينهم، فنحن لسنا عنهم غرباء، بل نسيج من نسيجهم، فهم آباؤنا وأمهاتنا وأبناؤنا وإخواننا، لن ندعو لخيرت الشاطر ولا للشاطر مرسي، بل سندعو إلى المشروع الذكي الذي يحمله كل هؤلاء الشطار.


[email protected]

المصدر