السيسي يطور استراتيجية "احنا فقرا أوي" إلى "احنا غلابة"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السيسي يطور استراتيجية "احنا فقرا أوي" إلى "احنا غلابة"


(26/04/2017)

كتب: محمد مصباح

مقدمة

في افتتاح المؤتمر الثالث للشباب، الذي افتتحه قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، بالإسماعيلية، اليوم، واصل السيسي استراتيجية الصدمات التي يبدو أن الشعب المصري أدمنها، بعد سلسلة من سياسات القمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي، التي يعايشها الشعب منذ 3 يوليو 2013.

فوسط حالة من الغضب الشعبي إثر انهيار مستوى حياتهم وتأزم أوضاعهم الاقتصادية مع ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات وانهيار القوة الشرائية للجنية المصري، لم يقدم السيسي أي بارقة أمل للشعب الذي دخل غالبيته في دائرة الفقر، مع توقعات بسلسلة من زيادات الأسعار في الفترة المقبلة، مع تفاقم عجز الموازنة العامة، وارتفاع تكلفة الديون وفوائدها، بما يهدد بإفلاس الدولة المصرية.

وقال السيسي، إن الوضع الاقتصادي الحالي صعب، والأسعار المرتفعة لوسائل المواصلات يعبر عن سوء خدمات الدولة المصرية كلها.. مضيفا: "أنا مبخدعش حد" ، دون أن يقدم حلولا للمواطنين في الأجل القريب أو حتى البعيد.

وأضاف السيسي - خلال كلمته، اليوم الثلاثاء، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات المؤتمر الثالث للشباب المنعقد بالإسماعيلية - "أسرة محتاجة عشان تعيش كويس 10 آلاف جنيه في الشهر، لو جينا وادينالها 300 جنيه بس في الشهر هتاكل وتشرب وتتعلم ازاي؟ أهو ده بقى حال مصر" . متابعا: "الخدمات سيئة في كافة أنحاء مصر وليس في محافظة بعينها"، معازيا ذلك بقوله "علشان احنا غلابة".

وكعادته في اخفاء المشروعات عن "أهل الشر" أردف

"عايزين ترضوا بغلبكم أنا مابرضاش بالغلب وأنا عارف ايه اللي بيتعمل في مصر وأنا موجود معاكم عارفوا كويس مشروع مشروع، هيغريها أه أمال ايه هيكبرها أه امال ايه هيديها فرص استثمار اه امال ايه بس نصبر ونستحمل وبرضوا بقول تاني لكل مزايد وحاقد ومش فاهم احنا مش هنبيع الوهم لشعبنا احنا هنبني بجد وهنعمر بجد وهنعلم بجد واللي هنقدر عليه هنعمله واللي مش هنقدر عليه هنقول مانقدرش نعمله ربنا يقوينا كلنا".

بطل الإصلاحات

وفي محاولة لاصطناع البطولة، قال السيسي:

"كان من السهل ألا نتخذ قرارات الإصلاح الاقتصادي، وأن معظم المسئولين كانوا لا يرغبون في تطبيق إجراءات الإصلاح".

مضيفا:

"أنا قلت للمسئولين الرافضين لفكرة الإصلاح الاقتصادي، هنقعد على خرابها؟، علشان الشعبية والكلام اللي بيقولوه ده لا والله لنقعد على بناها لنسيبها ونمشي، لكن مانقعدش أبدًا على خراب بلدنا، بل ناخد القرار الصعب، والمصريين كانوا على قدر التحدي".

تسريح الموظفين

وفي تكرار لما سبق وأن طرحه السيسي، باستغناء الدولة عن 6 ملايين موظف، من إجمالي 7 مليون موظف يعملون بالقطاع الحكومي، أكد السيسي أنه "لا يستطيع أن يعد الشباب بتعيين أوائل الخريجين، فالقطاع الحكومي في الدولة متكدس بالموظفين ومصر لا تحتاج من القطاع الحكومي سوى 20% فقط من العاملين".

مضيفا:

"إحنا بنحاول نحل مشكلة البطالة، الموضوع مش أنا بس، الموضوع إحنا كلنا، لن يستطيع أحد لا أنا ولا غيري تعيين 800 ألف شاب سنويًا"، مردفا " "ماقدرش أوعد بتعيين أوائل الخريجين، مش هنبيع الوهم".

وهو ما يتصادم مع قرارات صدق عليها قبل أيام بتعيين الالاف الشباب من أعضاء برنامجه الرئاسي، في المناصب القيادية بالوزارات والمؤسسات الحكومية، وكذلك تعيين المئات من أبناء القضاة وضباط الشرطة في النيابات ، متجاهلا 9 من أوائل كليات الحقوق دفعة 2014، وتخطيهم في حركة التعيينات.

وبمرارة دأب عليها السيسي في تعامله مع الشعب المصري، أضاف السيسي، إن مصر حاليًا تمر بمرحلة صعبة للغاية، والإجراءات التي تتخذ خلال الفترة الحالية لا يمكن اعتبارها إجراءات دائمة. مشيرا إلى أن ما يتم طرحه في الإعلام عن ضرورة تهجير أهالي سيناء لا يعبر عن توجه الدولة، وأن يدرك الجميع أن الفترة الحالية التي نمر بها هي أمر عارض، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الصعبة.

الدعاية الانتخابية

وفي رد من السيسي عن تساؤل "ماذا لو لم تنجح في انتخابات الرئاسة المقبلة؟" أكد –غاضبا- "قسما بالله العظيم قسما بالله العظيم قسما بالله العظيم، لو المصريين مش عايزيني ما هقعد ثانية في المكان دا"، مضيفا : "مش أنا بقول إن ربنا أتاح الحرية إن الناس تؤمن بيه أو لا تؤمن، تختاره أو لا تختاره، وأنا لا أقبل أن أكون موجود في مكاني رغمًا عنكم".

وفي تبرير يثير الاستغراب تابع السيسي، الذي سيخوض انتخابات الرئاسة القادمة في 2018، دون منافسين حقيقيين، في ضوء قراءة تطورات الواقع السياسي الحالي، وطحنه لأحمد شفيق وسامي عنان وكل من يفكر في الترشح في هزليات الرئاسة، قائلا: "بالمناسبة أنا بحاول احترم القانون والدستور، ولا أزيف الانتخابات تحت أي اعتبارات، القرار بتاعكم، وحق بلادكم عليكم إن أنتم تنزلوا، ربنا يولي الأصلح".

المصدر