السيسي وجه جديد لأفكار عبد الناصر الاستبدادية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السيسي وجه جديد لأفكار عبد الناصر الاستبدادية


مقدمة

حالة غريب يلاحظها ويراها القاصي والداني في طريقة حكم السيسي وتعامله مع سياسة البلاد الداخلية والخارجية بل لن نكون مخطئين إذا قلنا نفس الفشل سواء داخليا أو خارجيا.

يسير عبدالفتاح السيسي على منهج جمال عبدالناصر في محاولة منه لاصطناع زعامة قومية إلا أنه لم يستطع خلق هذه الزعامة في ظل تبعيته المفرطة لأولياء الأمر في دول الخليج، وهو ما لم يفعله عبدالناصر لوضعية دول الخليج في عهده آنذاك، أما الآن فهذه الدول الراعية الرسمية للنفقة على دول العسكر في ثوبها الجديد والمعدل في القرن الواحد والعشرون بمصر.

حتى أن السيسي دائما يستحضر ذكرى ثورة 23 يوليو وكأنه جزء منها، وكأنه واحد من الضباط الأحرار الين شاركوا في صناعتها، ويعمد إلى صناعة بطولات زائفة ليوهم بها الناس إلا أن الومان غير الزمان ووعي الشعوب الآن غير وعيها في عهد عبدالناصر. إلا أن السسيسي ما زال يؤكد على منهج وأخطاء عبدالناصر التي أدت إلى خراب مصر، حتى وصل السيسي بالبلاد إلى شفا جرف هار انهار بالبلاد إلى الهاوية، كما فعل عبدالناصر في عهده.

فعبدالناصر ذهب بالبلاد إلى وحدة فاشلة مع سوريا وحرب انهزامية أدت لهزيمة وضياع الجيش في حرب اليمن ثم نال الذل والهزيمة أمام الصهاينة في حرب يونيو - تموز 1967م. وهاهو السيسي يذهب بالجيش في كل مكان ولا يعود إلا بجثث المجندين الغلابة الذين لا حول لهم ولا قوة سواء في سيناء أو ليبيا وغيرها.

على خطى المستبد

اقتفي عبدالفتاح السيسي الذي جاء بانقلاب عسكري على أول رئيس مدني منتخب بجمال عبدالناصر الذي جاء بانقلاب عسكري على ملك البلاد والرئيس الشرعي الحقيقي محمد نجيب.

ولم نر عبدالناصر يقتفي أثر الرئيس محمد أنور السادات أو محمد حسني مبارك في سياتهم رغم أن الجميع مستبد إلا أن السادات ومبارك تعاملوا بنوع من السياسة في الملفات الداخلية والخارجية، وهو بخلاف عبدالناصر الذي تعامل بعنترية شديدة واضحة وغرور منقطع النظير، وهو ما أراد أن يخلقه في نفسه عبدالفتاح السيسي.

يقول الكاتب جهاد الخازن (من أشد المعجبين والمؤيدين لعبدالناصر والسيسي والكارهين لثورات الربيع العربي، بل قال:

"إن أسوأ العسكر لن يكون مثل الرئيس المدني الذي حكم مصر" عن سياسة عبدالناصر التي أدت لخراب البلاد وفشلها وفقرها: إن أسوأ من هذا أن جمال عبدالناصر وجد أمامه نموذجين: الرأسمالية الغربية واقتصادها المزدهر، والكتلة الاشتراكية، أوالشيوعيةالجائعة، فاختار الاشتراكية وخرب اقتصاد مصر.
وأدى تأميم الصناعة والتجارة في الستينات إلى فقر مصر، ووضع عمالاً في مجالس الإدارة أدى إلى طلب العمال في كل اجتماع رفع الأجور، فأصبحت البضاعة غير تنافسية وأغلقت المصانع. وتابع أن جمال عبدالناصر أمّم الصحافة، أي خنق حرية الرأي .. وتساءل مرة هل يكون عبدالفتاح السيسي جمال عبدالناصر جديداً من دون أخطاء عبدالناصر؟ مجيباً بأنه لا يجزم بجواب" (1)

الجميع شاهد عيان ومقر بفشل سياسة السيسي وخراب البلاد وتجويع شعبها وضياع أراضيها ناهيك عن انتشار دولة الخوف والرعب وكبت الحريات وإعلاء الصوت الواحد فقط المعبر عن سياسة ونظام السيسي، وهو نفس النمط الذي سار عليه وانتهجه عبدالناصر

حتى أنهما الاثنين اجتمعا على حرب جماعة الإخوان وجعلاها منهج استراتيجي على رأس أولويات حكمهم وهو ما عبر عنه الكاتي الصهيوني (جاكي حوري) في مقال نشرته صحيفة (هاآرتس) أن هناك قاسماً مشتركاً بين الرئيسين من ناحية الخلفية العسكرية والتعامل مع الإخوان. وكلاهما يحاولان تحقيق الوعود المرجوة. (2)

فلم يكن طموحهما النهوض بالبلاد، أو الانتقال بالبلاد إلى صفوف متقدمة، أو المنافسة على استثمار الخيرات التي وهبها الله لمصر، لكن منافستهما فقط على الاستبداد ومحاربة جماعة الإخوان، وهذا هو انجازهما (كما اقر الكاتب الصهيوني). فأكثر من ستون عاما من حكم العسكر ولم تتقدم البلاد قدر أنملة للأمام، ولم يعم الرخاء أو تحصل البلاد على سيادتها.

اعتقال مدى الحياة أم تدوير .. منهج واحد

اعتبر عبدالناصر أن جماعة الإخوان المسلمين هو العدو الأول، حيث ظلت الشبح الذي ظل يطارده فترة سنوات حكمه الـ17 عاما. وهو نفس الشبح الذي يطارد عبدالفتاح السيسي في يقظته ومنامه، بخلاف السادات ومبارك الذي تعامل معهم بنوع من السياسة والاحتواء.

لكن الخوف والقلق الذي يسيطر على عبدالناصر والذي ورثه السيسي هو ما يجعل كل أهدافهم تنصب على القضاء على الإخوان المسلمين، ولذا قرر عبدالناصر أن يفرج عمن انتهت مدة حكمه وكتب على ملفه يظل في المعتقل مدى الحياة.

وهي السياسة التي لم يسير عليها السادات أو مبارك لكن اعتمدها السيسي تحت مظلة القانون بشكل أخر وهو الاختفاء القسري والتدوير. فما أن يحصل المعتقل على قرار من النيابة بالإفراج عنه حتى يتم تدويره في قضية جديدة وهو داخل المعتقل وتقوم النيابة باقرارها والتجديد له سنة بعد الأخرى.

فقد حدث بالفعل مع كثير من الإخوان وعلى رأسهم الشيخ أحمد شريت الذي حكم عليه عام 1954م بـ15 عاما وأنهى مدته في أوائل عام 1970م إلا أنه حول للمعتقل وكتب على ملفه يظل في المعتقل مدى الحياة، إلا أن الله توفاه أواخر عام 1970م.وقد كتب كثير من الإخوان في مذكراتهم وأيضا بعض العسكريين الذين قبض عليهم أن من تنتهى فترة حكمه يحول للمعتقل ويظل فيه. (3)

فالسجناء السياسيون المصريون يواجهون خطر البقاء لسنوات طويلة في السجون المصرية المكتظة، بسبب اتهامات جديدة قد توجهها لهم السلطات الأمنية قبل إخلاء سبيلهم، ما يعني تمديد حبسهم تلقائيا إلى مدة غير معروفة. والتدوير لم يقتصر على معتقلي الإخوان المسلمين فحسب بل عمد السيسي وأجهزته الأمنية والسلطة القضائية المتعاونة معه إلى تدوير جميع النشطاء السياسيين على مختلف مشاربهم المحبوسين داخل السجون المصرية.

والغريب أن الأمر لم يقتصر على الرجال بل طال النساء أيضا وهو تكرار لنفس سيناريو عبدالناصر الذي يعتبر الرئيس العسكري الوحيد هو والسيسي اللذان تجرأ واعتقلا النساء بتهم سياسية بل وقتل الكثير منهم لمجرد الاختلاف معهما في الرأى السياسي أو معم أنظمتهم، وهذا ما كان يعتبر الجميع خطوط حمراء في عهد السادات ومبارك (إلا يسير) أن تعتقل فتاة أو إمرأة لمجرد معارضتها السياسية أو انتسابها للمعارضة.

ومن القصص التي حكاها أحد المحامين أن مولكه استسمحه أن لا يخلى سبيله لأن هذه هى القضضية الرابعة التي يتم تدويره فيها. قبل إخلاء سبيل السجين السياسي يُفاجأ بعرضه أمام النيابة متّهَماَ في قضية جديدة، قد تحمل نفس الاتهامات القديمة، أو اتهامات جديدة، وقد تكون قضية يستحيل عليه عملياً التورّط فيها.

جاء في تقرير لمركز بلادي:

ارتبط مصطلح تدوير المعتقلين بالتوسع الكبير من قبل الدولة المصرية في إعادة حبس المعارضين المصريين على ذمة قضايا جديدة لفتح مدد الحبس الاحتياطي لمعارضي النظام وتكريس السيطرة المادية والزمنية عليهم.
فمع استنفاذ تجديدات الحبس الاحتياطي وإخلاء سبيل المتهمين، يتم إدراجهم على ذمة قضايا جديدة أمام النيابة بتهم مختلفة. ويتم إعادة تدوير المعتقلين على ذمة هذه القضايا سواءً أثناء احتجازهم وقبل إخلاء سبيلهم مباشرةً، أو بعد إخلاء سبيلهم، أو أثناء تنفيذ المراقبة. (4)

إن عبدالفتاح السيسي استنسخ شكل الحكم بكل أطره الذي كان ينتهجه عبدالناصر حتى سياسة التخلص من أصدقائه وممن ساعدوه في تثبيت حكمه، فعبدالناصر تخلص من كل مجلس قيادة الثورة حتى أقرب صديق له وهو عبد الحكيم عامر أقدم على التخلص منه. وهكذا السيسي فعل في كل من شاركوا ساعة الانقلاب من المجلس العسكري فقد تخلص منهم جميعا بل وسن القوانين لاسكاتهم.

المراجع

  1. جهاد الخازن: مصر تحتاج إلى عبد الناصر جديد دون أخطائه، 23 أكتوبر 2013
  2. هبة مصطفى: هاآرتس: أوجه التشابه والاختلاف بين السيسي وناصر، 23 يوليو 2015
  3. أنظر عباس السيسي في قافلة الإخوان المسلمين، وأحمد عادل كمال النقط فوق الحروف وأحمد رائف البوابة السوداء وغيرهم.
  4. إعادة تدوير القمع: جذور الاعتقال المتجدد للسجناء السياسيين في مصر