الرنتيسي يتحدث من زنزانة ياسين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٤:٤٠، ٢ يونيو ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الرنتيسي يتحدث من زنزانة ياسين

مقدمة

منَّ الله على الشهيدين احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي بأن تعايشا سويًا أربعة أشهر في سجون الاحتلال، وكانت لهما طرائف وذكريات وكرامات، دونها في مذكراته الأسد الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي... وحول هذا كتب الرجل مواقف منها:

الأوامر البلهاء

في معتقل غزة المركزي استيقظتُ ذات يوم، وكان آخر يوم في شهر رمضان على رؤية، فأخذت أقصُّها على الإخوة في غرفة رقم (3) قسم (ب)، وقلت لهم: لقد رأيت أني أركب حافلة متجهة صوب الشمال، وبينما أقصُّ عليهم الرؤية إذا بصوت الميكروفون ينادي قائلاً: " عبدالعزيز الرنتيسي " عليه أن يلملم أمتعته وينزل إلى ساحة السجن" ففعلت، وإذا بهم يأخذونني إلى سجن (الرملة)؛ حيث يوجد قسم الانتظار والعبور من معتقل إلى آخر، ومدينة الرملة تقع بالنسبة إلى قطاع غزة في اتجاه الشمال، وقسم المعبار (الانتظار) هذا كان تحت الأرض، .

وعبارة عن صف طويل من زنازين ضيقة تنتهي إلى غرفة جعلوني فيها، وفي صباح اليوم التالي صباح عيد الفطر وجدت نفسي في الغرفة وحيدًا، فأخذت بالتكبير للعيد، ثم صليت العيد منفردًا، وانتابتني مشاعر غريبة جدًّا، فهذه هي المرة الأولى التي أصلي فيها العيد وحدي، وقد كنت أسمع أصوات إخواني في الزنازين وهم يكبرون؛ ولكن لا أراهم، ثم أخرجوهم ليصلوا العيد في الفورة (الساحة) وبقيت في غرفتي المعزولة عنهم وحيدًا، وبعد يومين تم نقلي إلى سجن (كفار يونا) المطل على مفترق (بيت ليد) حيث زنزانة الشيخ " أحمد ياسين "، ولأن الشيخ لا يستطيع أن يحرك يدًا ولا قدمًا؛

حيث يعاني من شلل رباعي فإنه دائمًا بحاجة إلى اثنين من المرافقين على أقل تقدير، وعندما ارتقيت سيارة نقل السجناء التقيت بالأخ الفاضل المهندس "نزار عوض الله"، وقد أُحضر من أحد المعتقلات ليكون شريكي في خدمة الشيخ، وفي غرفة الاستقبال في سجن كفار يونا التقينا بالأخوين الحبيبين "يحيى السنوار" و"روحي مشتهى"، اللذين أنهيا مرافقتهما للشيخ وسينقلان إلى سجن آخر، وبعد إتمام الإجراءات صعدنا إلى زنزانة الشيخ ومعنا شرطي، وصدمت عندما وصلت باب الزنزانة؛ وذلك لأن الباب كان موصدًا بالمزلاج وفوق ذلك عليه ثلاثة أقفال، فقلت للشرطي: الشيخ لا يستطيع الحركة فلماذا كل هذه الأقفال؟ فقال إنها الأوامر، نعم إنها الأوامر البلهاء حقًّا، ودخلنا على الشيخ وكان لقاءً حارًّا جدًّا وممتعًا، وبدأنا رحلتنا مع الشيخ، وقد توليت إطعامه وحمامه وكل شيء من أمور حياته، فهو لا يستطيع أن يساعد نفسه حتى في حكِّ جلده، وقد عكفنا في هذه الفترة بالذات على إتمام حفظ القرآن وقد وفقنا الله لذلك، والحمد لله.

البراغيث السمان

كانت إدارة المعتقل تسمح لنا بالخروج إلى ساحة مغلقة في كل يوم ساعتين تسمى "الفورة"، فيتمدد فيها الشيخ مستندًا بظهره إلى الجدار، بينما كنت وزميلي الذي تم تغييره؛ حيث أحضر الأخ "نصر صيام" بدلاً من المهندس "نزار عوض الله"، نتمشى في الفورة، وكانت هذه الفورة في أوقات أخرى من اليوم تستخدم من قِبل سجناء جنائيين من يهود وفلسطينيين، وكانوا لا يهتمون بالنظافة ممَّا أدى إلى امتلاء الفورة بالبراغيث، فذات يوم اكتشفت أن الحشرات تقفز على ملابسي، فأخبرت صاحبي فوجدته يعاني من نفس الشيء، وقد تبين لنا أنها براغيث، فذهبت إلى الشيخ أنظر حاله فلم نجد برغوثًا واحدًا على ثيابه، وشكونا الحال إلى إدارة المعتقل؛ ولكن عبثًا، واستمر الوضع قرابة الأسبوعين عندما نصل إلى الفورة تقفز إلينا البراغيث بأعداد كبيرة، فقد كنت أقتل منها يوميًّا قرابة العشرة براغيث، والعجيب أنها كانت على مدى الأسبوعين لا تقترب من الشيخ، فسألته مداعبًا ترى ما السبب؟ فقال إنها تبحث عن السمان، فضحكت وقلت له: بل صدَّها الله عنك؛ لأنه يعلم أنك لا تستطيع حك جلدك، فضحك الشيخ وضحكنا.

دعوة لا ترد

من عجائب هذه الفترة التي امتدت أربعة أشهر ونصف أنه في يوم الجمعة كنا نستقبل أهلنا في زيارة عائلية؛ حيث يحضرهم الصليب الأحمر في سيارة خاصة، وفي إحدى أيام الجمعة تم استدعاؤنا لزيارة الأهل، وهناك في مكان الزيارة فوجئت أن أهلي لم يحضروا، بينما حضر أهل الشيخ وأهل الأخ "نصر"، فمضى وقت الزيارة وهو نصف ساعة بطيئًا جدًّا؛ حيث إن أهل الشيخ وأهل زميلي كانوا يجاملونني على حساب زيارتهم، وأخذت أذهب بعيدًا في التفكير مُسائلاً نفسي عن سبب تأخرهم، وبدا عليَّ أثر الهمِّ، وعدنا من الزيارة إلى الفورة، فقال لي الشيخ: ما بالك مهمومًا، فقلت له: لا أدري سببًا لتأخرهم، فهم لم يتأخروا يومًا من قبل، فقال: وهذا أمر يستحق الاهتمام؟ فقلت: ولم لا؟ فقال: اعتبرهم ماتوا، فقلت له: أنا لا أستطيع ما تستطيعه، وتركته وانتحيت جانبًا في إحدى زوايا الفورة بعيدًا عن الشيخ، ورفعت الأكف ضارعًا إلى الله، وقلت: "اللهم إن كنت راضيًا عن خدمتي للشيخ فطمئني على أهلي" فوالذي فطر السماء والأرض إذا بشرطي يناديني ويداي مرفوعتان ليقول تعال للزيارة فقد حضر أهلك، والذي زاد في دهشتي أن هذا الشرطي لم أره من قبل، فإذا به ونحن منطلقون إلى الزيارة يقول لي: "اهتم بالشيخ"، وكأن الله ألهمه أن يقول ذلك كي أعلم أن زيارة الأهل كانت استجابة للدعاء.

يهودي يقبل يد ياسين

ومن الطرائف التي حدثت في هذه الفترة أنه بينما كنا ننقل الشيخ ذات يوم إلى الفورة، قابلنا وجهًا لوجه على الدرج أحد السجناء الجنائيين اليهود، وكان يرافقه أحد عناصر الشرطة، فما كان من السجين إلا أن التقط يد الشيخ أحمد ياسين وقبلها، ثم قال لي: فعلت ذلك لإغاظة الشرطي والشرطي يسمع، وهؤلاء السجناء رغم أنهم يهود إلا أنهم كانوا يحقدون على إدارة السجن، ولذا كانوا يتعاطفون معنا؛ لأن عدونا وعدوهم واحد، وهو إدارة السجن.

خذ حذرك

وبعد حضوري إلى هذا المعتقل بيومين، صرخ عليَّ أحد السجناء اليهود ويدعى "يعقوف" قائلاً باللغة الإنجليزية: عليك أن تأخذ حذرك، فلم يحضروك عند الشيخ إلا ليتصنتوا عليكما، فلا تتحدثا في أمور يمكن أن تؤدي إلى مخاطر، واعلما أنهم ربما وضعوا لكما أجهزة في الزنزانة أثناء وجودكما في الفورة، فشكرته على ذلك.

استعدوا للذبح

ومن الطرائف التي حدثت في هذه الفترة أن شرطيًّا يهوديًّا رآني أحمل القرآن وأتصفحه، فسألني يا دكتور ماذا في كتابكم؟ فقلت: أمور كثيرة، قال: ماذا يقول أنكم فاعلون بنا؟ قلت له: يقول إننا سنذبحكم بعد أن تتجمعوا في بلادنا، فقال: متى يكون ذلك؟ فقلت له: لا أدري ربما يكون خلال أربعين سنة، وكنا في عام 1990 م، فأخذ يحسب ثم همهم قائلاً ليس مهما بالتأكيد سأكون ميتًا، فقلت له: وماذا تقول التوراة؟ فقال نفس الشيء فتجمعنا هنا نهايته الذبح، ثم استدرك قائلاً: ولكن عندما نفسد، فقلت: سبحان الله كأنكم لم تفسدوا بعد.

عصير المحامي

ومن الطرائف أيضًا أن محامينا كان يزورنا باستمرار، وكان يجلس معنا على انفراد في غرفة معدة لزيارة المحامين، فقال لنا ذات مرة: هل يسمحون لكم بشراء العصائر فقلت له: لا، فقال: إذن سأحضر لكم في الزيارة القادمة ثلاث علب من العصائر، وفعلاً في الزيارة التي تلت الوعد أحضر في شنطته ثلاث علب من العصائر، ففتح الشنطة وقال: ها قد أحضرت، فقلت له دعنا نشربها الآن، فقال أخشى أن يراكم الشرطي، قلت: إذن نأخذها معنا إلى الزنزانة، فقال أخشى أن يتم تفتيشكم، فقلت له: نخفيها في عربة الشيخ فهم لا يفتشونها، فقال: أخشى أن يكتشفوا العلب الفارغة في القمامة، فقلت: دعنا نستأذن من الشرطي، فقال: أخشى أن يضيقوا عليَّ في الزيارات القادمة، وفي النهاية تركنا ومعه العصائر، وكان هذا المحامي من أكثر المحامين خدمة للسجناء، ولا أريد أن أذكر اسمه خشية ألا يروق له تدوين الحادثة في المذكرات.

وبعد أربعة أشهر ونصف ودَّعت الشيخ وتمَّ نقلي إلى سجن الرملة، ومنها إلى سجن المجدل لأقضي هناك آخر أيام الاعتقال؛ حيث قد كان الحكم سنتين ونصف، وكنت قد أمضيت المدة ولم يتبق إلا تسعة عشر يومًا قضيتها مع الحبيب الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة.

كسر أنف صهيونية

في عام 1991 م، كنت في معتقل النقب أقضي حكمًا إداريًّا لمدَّة عام، وكان المعتقلون منذ افتتاح هذا المعتقل عام 1988 م حتى هذا الوقت محرومين من زيارات ذويهم، ومع إلحاح المعتقلين واحتجاجاتهم المتكرِّرة بدت هناك استعدادات لدى إدارة المعتقل للسماح للأهل بالزيارة، وقام مدير عام المعتقل- وهو صاحب رتبة عسكرية رفيعة ويُدعى "شلتئيل"- بطلب عقد لقاء مع ممثِّلي المعتقلين، ولقد اجتمع ممثلون عن مختلف الفصائل في خيمة من خيام المعتقل لتدارس الأمر قبل انعقاد اللقاء مع الإدارة، وأحبَّ المعتقلون أن أرافقهم وقد فعلت.

وأثناء لقائنا في الخيمة سمعت بعض الشباب يحذر من "شلتئيل" ويضخِّم من شأنه ويخشى من غضبه، فشعرت أن له هيبة في نفوس بعض الشباب، وهذا لم يرق لي ولكني لم أعقب بشيء، ثمَّ جاءت حافلة في يوم اللقاء لتقلنا إلى ديوان "شلتئيل"، وأخذت وأنا في الحافلة أفكِّر في استعلاء هذا الرجل وهيبته في نفوس الشباب وكيفيَّة انتزاع هذه الهيبة من نفوسهم، ولقد وطَّنت نفسي على فعل شيء ما؛ ولكني لا أعلمه، ولكن كان لديَّ استعداد تام أن أتصدَّى له إذا تصرَّف بطريقة لا تليق.

ووصلت الحافلة ودخلنا ديوانه، فكان عن يميننا داخل القاعة منصَّة مرتفعة حوالي 30 سم عن باقي الغرفة، وعليها عدد من الكراسي، وعن شمالنا كانت هناك عدَّة صفوف من الكراسي معدَّة لنا، فجاء رؤساء الأقسام المختلفة وجميعهم من الحاصلين على رتب عسكرية في جيش الاحتلال، ومن بينهم مسئول أحد الأقسام، وكان في الماضي نائبًا للحاكم العسكري لمدينة خان يونس وكان يعرفني مسبقًَّا، وكان نائب "شلتئيل" أيضًا يجلس على المنصَّة مع رؤساء الأقسام، .

وجلس المعتقلون الممثِّلون لكافَّة الفصائل على الكراسي المعدَّة لهم وجهًا لوجه مع رؤساء الأقسام، تفصلنا عنهم مسافة لا تزيد على مترين، ولقد جلست في الصفِّ الأوَّل في الكرسي الأقرب إلى باب الديوان، ثمَّ بعد وقت قليل دخل "شلتئيل" وكان رجلاً طويل القامة ضخم الجثَّة، فالتفتَ بطريقة عسكرية إلى المنصَّة وأشار بيده يدعوهم إلى القيام له فقاموا، ثم التفت إلينا بطريقة عسكرية وأشار بيده فوقف الشباب وبقيتُ جالسًا، وكان هذا اللقاء هو اللقاء الأوَّل بيني وبينه، فاقترب منِّي، وقال: لماذا لا تقف؟ فقلت له: أنا لا أقف إلا لله، وأنت لست إلهًا؛ ولكنك مجرد إنسان، وأنا لا أقف للبشر، فقال: يجب عليك أن تقف، فأقسمت بالله يمينًا مغلظًا ألا أقف، فأصبح في حالة من الحرج الشديد ولم يدرِ ما يفعل.

حاول العقيد سامي أبو سمهدانة أحد قادة فتح في المعتقل التدخُّل، وأخبره أنني قررت ألا أتراجع، فرفض الاستماع إليه وأصرَّ على موقفه؛ ولكني أبَيتُ بشدَّة، فقال نائبه: يا دكتور، هنا يوجد بروتوكول يجب أن يُحتَرم، فقلت له: ديني أولى بالاحترام ولا يجيز لي الإسلام أن أقف تعظيمًا لمخلوق، فقال: وما الحلُّ؟ قلت: إما أن أبقى جالسًا أو أعود إلى خيمتي، فقال "شلتئيل" عد إذن إلى خيمتك، فخرجت من الديوان ولم يخرج معي إلا الأخ المهندس إبراهيم رضوان، والأخ عبدالعزيز الخالدي، وكلاهما من حماس .

وبعد أيام قلائل كان قد مضى على اعتقالي تسعة أشهر ولم يتبقَّ إلا ثلاثة أشهر فقط للإفراج عني، فإذا بهم يستدعونني ويطلبون مني أن أجمع متاعي وهذا يعني في مفهوم المعتقلات ترحيل؛ ولكن لا ندري إلى أين، وكانت تنتظرني حافلة، فما إن ارتقيتها حتى وجدت كلا الأخوين فيها وقد أُحضروا من أقسامهم فأدركت أنها عقوبة ولا يوجد عقوبات سوى الزنازين.

وانطلقت بنا الحافلة إلى معتقل (سبعة)؛ حيث يوجد خمسون زنزانة، وما إن وصلنا حتى تسلَّمَنا مسئول الزنازين ويُدعى "نير"، الذي أخبرنا وهو ممتعض بأنَّنا معاقبون بوضعنا في زنازين انفرادية لمدَّة ثلاثة أشهر، وتبيَّن لنا فيما بعد أن سبب امتعاضه اعتباره أن العقوبة كانت لأسباب شخصية؛ أي إنه لم يرق له أن ينتقم "شلتئيل" لنفسه بهذه الطريقة، خاصَّة أن أقصى عقوبة من العقوبات اليومية الروتينية لا تصل إلى سبعة أيام، ولذلك لم يكن سيِّئًا في استقبالنا كما يفعل عادة، وربَّما أن السنَّ والدرجة العلميَّة لعبت دورًا في التأثير عليه.

وأخذنا إلى الزنازين المخصَّصة لنا كلٌّ في زنزانته وحيدًا، وكنَّا نخرج يوميًّا لمدَّة ساعة ما عدا يوم السبت في ساحة محاطة بالأسلاك الشائكة حيث الدورة والحمّامات؛ لأن الزنازين لم تكن بها دورة مياه ولا حمَّام.

وبدأنا رحلتنا مع القرآن، أما أنا فأراجعه بعد أن منَّ الله عليَّ بإكمال حفظه من قبل عام 1990 م؛ حيث كنتُ والشيخ أحمد ياسين في زنزانة واحدة في معتقل (كفاريونه)، وأما المهندس إبراهيم فبدأ بحفظ القرآن في الزنزانة وكان رجلاً ذكيًّا جدًّا ويجيد العبريَّة بطلاقة، وقد تمكَّن من حفظ القرآن قبل انقضاء الثلاثة أشهر والحمد لله رب العالمين.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.