الرنتيسي كان أكبر في تأثيره من موقعه وحجمه القيادي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٠٦، ٢ يونيو ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الرنتيسي كان أكبر في تأثيره من موقعه وحجمه القيادي

أ.فتحي حماد

خاص ـ القسام:

لقد كان الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي أحد القادة العظماء الذين استطاعوا أن يسجلوا بصمات واضحة في تاريخ وحياة الدعوة الإسلامية، حيث أنه كان متميزا وخصوصا في المجال السياسي، ونستطيع القول أنه كان قائدا فذا شجاعا جريئا، وكان صاحب فكر رائد متقدم واجه فيه المنافين الذين كانوا يحاولون استئصال الفكر الإسلامي، وعايش مراحل تطور جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين إلى أن تم تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تتبع لها، ولقد بدأت مسيرته القيادية والجهادية حينما قاد إضراب الأطباء المفتوح في الثمانينات والذي استطاع فيه –بفضل الله- أن يسجل نقطة تحول في تاريخ الشعب الفلسطيني، حيث كانت هذه البداية حجر الزاوية في المقاومة والجهاد والوقوف في وجه هذا العدو المحتل، ولتبرز من بعد هذا الإضراب شخصية عبد العزيز الرنتيسي القيادي في حركة حماس ، هذا من جانب.

من جانب آخر حاولت العديد من الجماعات والحركات العلمانية القضاء على المشروع الإسلامي والذي كان يتمثل قبل إنشاء حماس ب جماعة الإخوان المسلمين ، لكن جرأة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ومواجهته الصلبة لهذه المحاولات هي التي شكلت هيبة وقوة ومنعة حول المشروع الإسلامي الذي كانت تتجسد بداياته في العمل الدعوي والعمل المؤسساتي والعمل الجماهيري.

ولقد أجرى مراسل موقع القسام حواراً خاص مع النائب في المجلس التشريعي والقيادي في حركة حماس الاستاذ "فتحي حماد " وفي ما يلي نص الحوار :

هل استطاع العدو الصهيوني تحقيق غايته المرجوة من وراء اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وهي القضاء على فكر المقاومة والجهاد لدي حركة حماس ؟

لا بالعكس، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي –بفضل الله- عاش جريئا شهما، ومات واستشهد كذلك شهما وشجاعا أيضا، ولقد مثل في حياته الكثير من البصمات والنقاط لصالح حماس، وكذلك عند استشهاده استكمل دائرة الرمزية في ذاته لحماس بل للعرب والمسلمين في كل مكان، حيث أنه كان حينما يطل على الفضائيات يشكل رمزا للقضية الفلسطينية، ولقد كان العرب وكل من يشاهده يقولون معبرين عنه أنه كان يذكرهم بالصحابة والعلماء المجاهدين بأخلاقه وصفاته وكلامه.

كذلك نحن لا نعتبر أن استشهاده خسارة، فالدكتور –رحمه الله- غاب عنا بجسده فقط، لكن لم ولن يغب عنا مطلقا بفكره ومنهجه وتأثيره، ولقد كانت شهادته استكمالا للتأثير والدائرة الرمزية، وهذا يذكرنا بقول الشهيد سيد قطب –رحمه الله-: "كلماتنا تبقى كالدمى، فإذا ما متنا في سبيلها دبت فيها الحياة"، فكلمات الدكتور ومواقفه حينما سالت دماء عبد العزيز الرنتيسي دبت فيها الحياة، وكان لها وقع الصدى وتأثير كبير في نفوس الناس الذين كانوا يعتبرونه رمزا كبيرا في تاريخ الشعب الفلسطيني، .

حيث أننا لو استعرضنا تاريخ الشعب الفلسطيني لوجدنا أنه يخلو من الرموز التي بحجم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وحجم قدرته على التأثير وجرأته الكبيرة وكفاءته في العديد من المجالات، وكذلك أيضا قليل من الرموز الفلسطينية تجدها ملتزمة بالمنهج والفكر الإسلامي، وهذه أهم نقطة، حيث أنه قد يمتلك فكرا إسلاميا خالصا صافيا، وبهذا الشكل استكمل عبد العزيز الرنتيسي كما قلت كل صفات وحلقات الرمزية القيادية.

بما أنك ذكرت الأحزاب والحركات العلمانية والقومية، هل كان للدكتور عبد العزيز الرنتيسي صاحب الفكر الإسلامي أي تواصل مع هذه الأحزاب والحركات ؟

الدكتور عبد العزيز الرنتيسي -رحمه الله- برغم عصاميته وانتمائه الشديد والقوي ل جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه كان منفتحا على الكثير من الناس وخصوصا قادة الحركات والأحزاب بكل توجهاتها من علمانية وقومية ووطنية وإسلامية أيضا، وكانت ثقته بالله عز وجل وبمنهجه الإسلامي القويم هي من أهم عوامل ومقومات انفتاحه، حيث أنه كان لا يخاف من تأثير الانفتاح مع الحركات الأخرى، لأنه كان هو الذي دائما يؤثر فيهم وفي قيادتهم بما كان يمتلكه من حجة قوية جدا وقدرة على الإقناع بالإضافة إلى أنه كان صاحب بيان مبين واضح.

في رأيك، ما الدافع والسبب الذي جعل العدو الصهيوني يقوم باستهداف واغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ؟

في البداية العدو الصهيوني لا يحتاج سببا للممارسة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وقيادته ورموزه.

أما أننا لو جئنا لنستعرض حياة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي سنجد أنها كلها بناء وتربية وتضحية وجهاد، فهو كما قلت أحد قادة المشروع الإسلامي الذي كان يتمثل قبل تكوين وانطلاقة حماس في جماعة الإخوان المسلمين ، وكان أيضا الدكتور من مؤسسيحماس، .

وكذلك اعتقل عدة مرات في الانتفاضة الأولى وكان خلال التحقيق يشكل نموذجا صلبا قويا يتحمل كل شئ ولا تلين له قناة، وكذلك في فترة إبعاده مع إخوانه إلى (مرج الزهور) شكل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي –رحمه الله- قوة إعلامية هائلة من خلال قدرته على التعبير عن مواقف حماس والفصائل والحركات الإسلامية،

وقام بتسويق فكر حماس ومواقفها في الوقت التي كانت حماس فيه غير معروفة في العالم ولا يوجد لها وزن أو صيت، وكذلك برغم إبعاده لم يعط الدنية وبقيت مواقفه صلبه قوية، حيث أنه تحدث بشكل جرئ ضد رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك (رابيين) وأصر على العودة إلى الوطن، وقال خلال وسائل الإعلام التي كان يتحدث إليها بصفته الناطق الرسمي باسم المبعدين كلمات قوية أغاضت (رابين) وكسرت هيبته أمام العالم، الأمر الذي جعل (رابين) يعاود اعتقاله مرة أخرى بعد أن عاد المبعدون ولم يسمح له بالذهاب إلى منزله كبقية المبعدين وذلك دليل على شدة غيظه وغضبه منه، ولقد جاء اعتقاله من تدبير وحكم الله عز وجل الذي ادخره لفترة عصيبة في تاريخ حماس ، وذلك عندما وجهت السلطة البائدة ضربتها ل حماس في عام 1996 م، وما أن خرج الدكتور عبد العزيز الرنتيسي من السجون الصهيونية في عام 1997 م حتى عاد وباشر عمله في لم شمل الحركة وإعادة تشكليها وتنظيم صفوفها وتشكيل مجلس شورى لها ومن ثم انتخاب القيادة السياسية، .

كل هذه المحطات المشرقة في تاريخ وحياة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بمجموعها شكلت قناعة لدى العدو الصهيوني بكافة دوائره العسكرية والسياسية أنه لا بد من شطب هذا الرجل وهذه الشخصية العظيمة من تاريخ فلسطين وتاريخ الحركة الإسلامية، ولقد قام الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بإعادة تشكيل حماس بعد الضربة التي وجهت لها كما قلنا، وقام أيضا بإعادة (تنظيم كتائب الشهيد عز الدين القسام ) مرة أخرى في بداية انتفاضة الأقصى المباركة، إذن هذه المحطات من الاندفاع والإقلاع ب حماس لتحلق على المستوى العالمي هي التي أقنعت العدو الصهيوني أن هذا الرجل مؤثرا ليس على الفلسطينيين فحسب بل على العرب وعلى العالم كله، ودليلي على ذلك ما ذكرته إحدى المجلات الأجنبية التي أجرت استطلاعا للرأي كان عبد العزيز الرنتيسي فيه أحد الرجال العشرة المؤثرين في العالم، وهذا يدل على عظمة تأثيره التي قهرت وأغاضت العدو الصهيوني.

كيف كان تواصل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بكتائب القسام الجناح العسكري ل حماس؟

في الحقيقة لم يكن للدكتور اتصالا بالجناح العسكري، بل كان يعتبر الأب الروحي والملهم لكل المجاهدين وللقسام، لأنه كان سيد المحرضين والمنظرين والدافعيين للجهاد في سبيل الله، لأنه كان يؤمن أنه لا حل لقضية فلسطين إلا بالجهاد وأن هذه المفاوضات التي تجري إنما هي بيع ل فلسطين في سوق النخاسة بدراهم معدودة وثمن بخس، وبالتالي لقد كان من أشرس الناس وأكثرهم دفاعا عن المجاهدين ومن أعنف الناس في الهجوم على المطبعيين والمفاوضين الذين كانوا يبيعون الأرض والوطن، حتى أصبح شخصا محبوبا بشكل كبير في قلوب المجاهدين من كتائب القسام وعلى رأسهم القائد العام (محمد الضيف).

ما هي مكانة عبد العزيز الرنتيسي في قيادة حماس، وخصوصا بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين ؟

كان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي نائبا للشيخ، وعندما استشهد الشيخ تم انتخاب (الرنتيسي) ليكون قائدا ل حماس في قطاع غزة ، وليكون بهذا الشخصية الثانية في حماس بعد (أ. خالد شعل )، وبرغم هذا كان له تأثير كبير في الضفة الغربية، لكن تأثير الدكتور (عبد العزيز) كان -في تصوري- أكبر من حجم منصبه،وهذه نقطة مهمة جدا، يعني أنه لو لم يكن قائدا ل قطاع غزة لكان له أيضا نفس التأثير الكبير بما يمتلكه من الهيبة والملكات والقدرات، وفي تصوري أنه لو كان حتى مجرد (جندي) في حماس لكان تأثيره نفس تأثير أكبر القادة على مستوى الوطن العربي بل حتى على المستوى العالمي، .

وهذا لأن الدكتور –رحمه الله- كان صادقا وصادقا بشكل برئ جدا وصاحب قلب طيب جدا جدا، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن د.(عبد العزيز الرنتيسي)قد ارتقى في مدارج الإخلاص مدارج عليا والله أسأل أن يكون في الفردوس الأعلى، وحينما كنت أجلس إليه كان حقيقة يذكرني بالصحابة الكرام –رضوان الله عليهم- بصفائه وطيبته وإخلاصه لله –سبحانه وتعالى- وكانت عبادته من أرقى المستويات والعبادات، وكان حافظا للقرآن الكريم مصليا عابدا متواضعا، وأنا في تصوري أؤكد مرة أخرى أن الدكتور –رحمه الله- كان أكبر في تأثيره من موقعه وحجمه القيادي –بفضل الله- عز وجل.

هل يمكن لسياسية الاغتيالات التي يمارسها العدو الصهيوني بحق قادة حماس أن تؤثر في تقدم مسيرة حماس وعزلها عن خطها الاستراتيجي "الجهاد والمقاومة" ؟

لا بالعكس، حماس من أهم صفاتها - بفضل الله- أنها كلما حوربت انتشرت أكثر، وكلما حوصرت انتشرت أكثر، وكلما لوحقت انتشرت أكثر واستقرت في أذهان ووجدان الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي أيضا، وهذا يذكرنا بقول الشيخ الشهيد أحمد ياسين –رحمه الله-:"إذا ضَربنا ارتفعنا، وإذا ضُربنا ارتفعنا"، وهذا من فضل الله، لأنك إذا ضربت كحماس وككتائب القسام أوجعت، وإذا ضربت تضرب في سبيل الله سبحانه وتعالي، وإذا ضُربت تضرب في سبيل الله فصبرت واقتنع الناس جميعا حتى الأعداء أنك على حق، والتاريخ شاهد على ذلك، حيث أن حماس كانت في بداياتها مرفوضة من الشعب ولم يوجد حولها التفاف جماهيري، لكن إصرارها وعنادها هو الذي أقنع الناس أن هؤلاء قوم أصحاب حق وأصحاب رسالة وقوة مانعة تسير في سبيل الله سبحانه وتعالى.

ما هي الرسالة الحقيقية التي أراد العدو أن يبعث بها إلى لقيادة حماس باغتياله للقائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي؟

تصور الأعداء عندما وضعوا خطة بأنه باغتيال القادة سوف يقضون على حماس عن طريق اغتيال قادتها، لكنهم لم يعلموا أن حماس هي حركة شورية مؤسساتية تنتخب قادتها للعمل في سبيل الله، كل قادتها جنود في هذه الدعوة، وهذه هي الرسالة التي أراد العدو إرسالها، لكن بالعكس بفضل الله تعالى ازدادت شعبية حماس وازداد التفاف الناس حولها وعظمت قوتها وكبر حجمها بعد أن رويت بدماء هؤلاء القادة العظماء، وعرف الناس أن هذه الحركة ليست بحركة تبحث عن المناصب والمصالح وهي التي تقدم قادتها سلم الاستهداف للعدو الصهيوني، بل إنما تبحث عن رضي الله عز وجل كما قال الشيخ أحمد ياسين –رحمه الله-:"أملي أن يرضى الله عني".، وهذا هو أمل هذه الجماعة أن يرضى الله عنها وأن تستطيع أن تحرر هذه الأرض وتوحد العرب والمسلمين بإذن الله عز وجل.

في ذكرى استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي .... كلمة أخيرة، ورسالة توجهها إلى العدو الصهيوني ؟

نقول للأعداء في ذكرى استشهاد عبد العزيز الرنتيسي أنكم استطعتم أن تقتلوا الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، لكنكم بقتلكم له شحذتم هممنا وقويتم من عزيمتنا، ونحن نتذكر في كل يوم قول الله تعالي:"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "، ولذلك جعلنا فقده في شوق عظيم إليه وإلى لقائه وأصحابه وإخوانه المجاهدين جميعا، ومن قبلهم النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته، ونحن نعد أنفسنا للشهادة، ونحن مصرون في هذه الأيام على أن نقوض من أركان كيانكم المسخ المحتل.

ذكرى الدكتور تذكرنا بالشهامة وبالرجولة وبالشجاعة والكرامة، وأن لا نخاف في الله لومة لائم، وأن لا نلقى بالا للعقبات ولا للخطوب.

وفي ذكرى عبد العزيز الرنتيسي نطير من خلالها رسالة للعدو الصهيوني أننا تشبثنا بالحق أكثر وبالجهاد أكثر،وأصبحت كل نظريات الدكتور التي كنا نسمعها منه أصبحت محفورة في ذاكرتنا، وأداة موجودة في قدراتنا وإمكانياتنا، ولذلك نحن اليوم أكثر إصرارا وعزما على مواصلة درب الجهاد لتقويض دولتكم وهدم بنيانها بإذن الله، وذكراه تشحذ فينا الهمم والطاقات لأن نأتي إليكم بإذن الله جحافل بجيش عرمرم لنرفع راية (لا إله إلا الله) فوق أرضنا كلها، .

واليوم أيها العدو الصهيوني بعد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي ب4 سنوات انتصرت حماس بفضل الله عز وجل ونشرت أشرعتها على المستوي النظري والمنهجي والإعلامي والجهادي وأصبحت دولة قائمة بذاتها، وكذلك أصبح الناس على مستوي العالم كله أكثر قناعة بفكر حماس، والتي تجسد لديها اليوم الجمع ما بين السياسة والجهاد، ولذلك نطير هذه الرسالة للعالم أننا نخاطب العالم بالدبلوماسية، لكن لكم أنتم منا خطاب خاص هو كما قال عنه الدكتور –رحمه الله- خطاب البندقية والحراب.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.