الدكتور عبد الكريم الخطيب الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية في ذمة الله .. شهـادات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الدكتور عبد الكريم الخطيب الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية في ذمة الله .. شهـادات


موكب جنائزي مهيب يودع الدكتور الخطيب إلى مثواه الأخير

الدكتور عبد الكريم الخطيب

جرت بعد عصر الأحد 2008/9/28 بمقبرة الشهداء بالرباط، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، مراسم تشييع جنازة الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي وافته المنية أمس السبت بالرباط عن عمر يناهز 87 سنة.

وعقب صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى بحضور الوزير الأول السيد عباس الفاسي ومستشاري صاحب الجلالة السادة محمد معتصم وعبد العزيز مزيان بلفقيه وعباس الجراري، والسيد محمد رشدي الشرايبي عضو الديوان الملكي وعدد من أعضاء الحكومة. كما حضر هذه المراسم قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وزعماء الأحزاب السياسية وعدد من البرلمانين والمنتخبين وشخصيات مدنية وعسكرية.

وتليت بالمناسبة آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الراحل عبد الكريم الخطيب ورفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويشمله بجميل غفرانه. كما توجه الحاضرون بالدعاء الصالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

وفي الختام تلا السيد محمد معتصم نص برقية التعزية التي بعثها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أسرة الفقيد، والتي عبر فيها جلالته عن أحر التعازي وأصدق المواساة لأرملة الفقيد ولأنجاله ولكافة أهله وذويه، ولأسرة المقاومة وجيش التحرير، ولأسرته السياسية، والشعب المغربي قاطبة.

وقد كان الراحل أحد الوجوه البارزة في حركة المقاومة وجيش التحرير، وتقلد العديد من الحقائب الوزارية بعد الاستقلال منها على الخصوص الوزارة المكلفة بالشؤون الإفريقية، ووزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية، كما شغل أيضا منصب وزير الصحة، ووزير دولة.

ويعد الفقيد أحد قادة الحركة الوطنية حيث ساهم بالخصوص في تشكيل قيادة جيش التحرير المعروفة بلجنة تطوان.

ولم يتوقف الدور الذي قام به الراحل عند المستوى الوطني بل عمل رفقة رجالات الحركة الوطنية على دعم ومساندة حركات التحرير بالمغرب العربي إيمانا بوحدة المصير المشترك. كما ساهم مساهمة فعالة في دعم حركات التحرر في افريقيا خاصة حزب المؤتمر الوطني الافريقي بجنوب إفريقيا بقيادة زعيمه نيلسون مانديلا . وكان الراحل رئيسا لأول برلمان سنة 1963 حيث استمر في هذا المنصب إلى غاية يونيو 1965 .

وفي سنة 1957 أسس الدكتور الخطيب إلى جانب المحجوبي أحرضان حزب الحركة الشعبية قبل أن يؤسس سنة 1967 حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية .

وفي سنة 1996 أسس الفقيد حزب العدالة والتنمية الذي تولى أمانته العامة إلى غاية 2004 قبل أن يتم اختياره رئيسا مؤسسا للحزب، وهو المنصب السياسي الذي ظل يشغله إلى حين وفاته.


القصر والجيش والإسلاميون يشيعون الخطيب إلى مثواه الأخير

عبدالحق بلشكر

تم مساء أول أمس تشييع جنازة عبد الكريم الخطيب، الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية، الذي توفي يوم السبت 26 شتنبر (ليلة القدر) على الساعة العاشرة والنصف ليلا، بمقر إقامته بطريق زعير بالرباط. وعرفت الجنازة حضورا رسميا وشعبيا كبيرا، حيث قدرت مصادر من الحزب عدد المتوافدين على المقبرة بالآلاف، خاصة من أعضاء حزب العدالة والتنمية الذين حجوا من مختلف المدن.

وتقدم الأمير مولاي رشيد، الموكب الجنائزي، مرفوقا بعدد من مستشاري الملك محمد السادس، منهم محمد معتصم، ومزيان بلفقيه، وعضو الديوان الملكي رشدي الشريبي، وعبد الحق لمريني وزير التشريفات والأوسمة. وعكس حضور القصر الوازن في الجنازة مكانة الخطيب الذي سجل التاريخ له أنه هو من اقترح التوقيع على البيعة أثناء تولي الملك محمد السادس العرش، كما سجل حضور وازن في الجنازة لأعضاء الحكومة، وعلى رأسهم الوزير الأول عباس الفاسي، ومحمد اليازغي وزير الدولة، وإدريس الضحاك الأمين العام للحكومة، وخالد الناصري وزير الاتصال.

ومن الشخصيات الحزبية، لوحظ حضور كل من إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي كان يقف إلى جانب فتح الله ولعلو، على بعد أمتار من موقع الدفن، وبن سعيد أيت إيدر القيادي اليساري، وأحمد عصمان الرئيس السابق للتجمع الوطني للأحرار، وكريم العمراني، الوزير الأول الأسبق، وفؤاد عالي الهمة، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، فضلا عن حضور كبير لعدد من الشخصيات العسكرية السامية. ومن الحركات الإسلامية، سجل حضور ملفت لجماعة العدل والإحسان، من خلال كل من فتح الله أرسلان وعبد الواحد المتوكل عضوي مجلس الإرشاد. وتلا محمد معتصم، المستشار الملكي، نص برقية التعزية التي بعثها الملك محمد السادس إلى عبد الإله بنكيران، جاء فيها أنه “بوفاته يكون المغرب وهيئتكم السياسية قد فقدا نموذجا يحتذى في التشبث بإمارة المؤمنين والتعلق بثوابت الأمة ومقدساتها».

وبعد انتهاء مراسم الدفن، اصطفت عائلة الراحل الخطيب لتلقي التعازي، ومنهم ابنه عمر الخطيب، والجنرال بنسليمان ابن أخته، وإسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ابن أخته أيضا، وسعد حصار، الوزير المنتدب في الداخلية، ابن فاطمة حصار أخت الخطيب.

وبعدما غادر الموكب الرسمي مكان الدفن، تقدم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لإلقاء كلمة قرب القبر، وسط جموع من الحاضرين خاصة من أعضاء الحزب، حيث أشاد بمناقب الراحل، وذكر بآخر لقاء جمع أعضاء الأمانة العامة بالخطيب في بيته بعد انتخاب القيادة الجديدة في المؤتمر الأخير، حيث قال لهم إن هذا اللقاء سيكون آخر لقاءلهم به، وأوصاهم بالوحدة، وأهداهم لوحة كتبت عليها الآية الكريمة «واعتصموا بحب الله جميعا ولا تفرقوا»، وقال بنكيران إن الخطيب عاد بهم، خلال اللقاء، إلى السبعينات حين التقى بالراحل الحسن الثاني بعد أحداث الانقلاب، وأنه نصحه، بما أنه أمير للمؤمنين، بأن يسمح بتأسيس حزب إسلامي، فسخر منه الحسن الثاني وطلب منه أن ينشئ زاوية، فخرج الخطيب غاضبا من ذلك اللقاء، وقال الخطيب للقيادة الجديدة وقد غالبته الدموع: «لقد حققتم أمنيتي»ا


حركة التوحيد والإصلاح والدكتور الخطيب رحمه الله

مصطفى الخلفي

للدكتور الخطيب رحمه الله مكانة خاصة عند حركة التوحيد والإصلاح تجاوزت بكثير الاعتبارات الحزبية والتنظيمية، وتعدت الهموم السياسية والانتخابية، وذلك منذ تجدد اللقاء معه في بداية التسعينيات، حيث كانت مناسبة لاكتشاف رجل له سابقته في العمل الإسلامي بالمغرب، بتفاعله القديم مع الحركة الإسلامية منذ بداياتها الجمعوية والشبابية، فضلا عن صداها الإسلامي والعربي والإفريقي، فقد كانت البداية "سياسة" لكنها تطورت لتنتهي في رحاب الحركة الإسلامية بهمومها وقضاياها.

لقد مرت العلاقة بين حركتنا والدكتور الخطيب رحمه الله بمرحلتين، ففي الأولى والتي انطلقت على إثر مبادرة من حركة الإصلاح والتجديد للاتصال بالدكتور الخطيب بصفته الأمين العام للحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية في ربيع سنة 1992، وعرض فكرة التعاون في المجال السياسي عليه، والتي تحفظ عليها وتوجس منها، ثم توطدت الثقة بعد لقاءات كان في بدايتها دور كبير للأستاذ صالح رقيق رحمه الله تعالى، ثم تطورت العلاقة في سنة 1993 إلى الانخراط في تأسيس أجهزة الحزب المحلية، وتيسير شروط اندماج جزء من الحركة في هياكل الحزب ومؤسساته، وتوجت بعقد مؤتمر استثنائي في يونيو 1996، حيث شهدت هذه المرحلة لقاءات متواصلة بين الطرفين، ونظمت فيها حوارات أدت إلى تقوية العلاقة بين الطرفين، مع حرص المكتب التنفيذي على القيام بزيارات للخطيب رحمه الله، والذي كان هو الآخر يستجيب للدعوات التي توجه له لحضور بعض لقاءات الحركة الداخلية أوالخارجية أوالأيام الدراسية لها، أو يحضر جلساتها الافتتاحية على الأقل، حيث كان حريصا على التأكيد في كل لقاء "أنا معكم" تعبيرا منه عن انخراطه الفعال في مشروع الحركة ودعمه القوي له.

ولعل من المواقف التي وطدت من هذا التجاوز للانغلاق على ما هو سياسي في علاقته مع الحركة، يمكن التوقف عند موقفه الشجاع والنبيل في بدايات علاقته بالحركة، وذلك إلى جانب أحد أعضاء الحركة بالحسيمة، والذي رفعت ضده دعوى قضائية حول مآل تبرعات جمعت لدعم شعب البوسنة والهرسك، حيث لم يتردد في الانتقال إلى الحسيمة لحضور المحاكمة، والشهادة في جلستها بأن المال الذي جمع سلم إليه، وأنه تم تحويله للمسلمين ضحايا التطهير العرقي بالبوسنة، وأنه إن كان هناك شخص ينبغي أن يحاكم فهو الدكتور الخطيب بصفته رئيسا للجمعية المغربية لمساندة شعب البوسنة والهرسك، وهو موقف أدى إلى إغلاق الملف بعد ذلك، وتكررت بعد ذلك المواقف التي قدمت دروسا في الثبات والاصطفاف لجهة المبادئ لقيادة الحركة قبل غيرها، ولعل في الدرس الذي حكاه الدكتور أحمد الريسوني في مقالته ب"التجديد" أمس خير تعبير عن ذلك..

أما في المرحلة الثانية فكانت علاقته بالحركة من خلال أعضاءها في الحزب، وهي الفترة التي امتدت ما بعد المؤتمر الاستثنائي للحزب في 1996 إلى حين وفاته رحمه الله، وخلالها عمل المكتب التنفيذي على التواصل المستمر معه وزيارته في بيته، إما للاطمئنان على أحواله أوللتشاور معه فيما يطرح من قضايا ويستجد من أحداث، ومن ذلك الموقف من حجم المشاركة في الانتخابات البلدية، والتي رغم تباين التقدير فيها وإقدام الحركة على المشاركة الرمزية المحدودة فيها من خارج الحزب، فقد حصل التفهم العميق لمبادرة الحركة، ثم أخذ الحزب يستقل عن مسار الحركة عبر تأسيس منطق التمايز الوظيفي بين الهيئتين، واستقلال الحزب بقضايا تدبير الشأن العام، واعتماد مفهوم الشراكة الاستراتيجية في القضايا الكبرى، وهي العلاقة التي توطدت مع الوقت، لكن في المقابل نمت علاقة أخرى ذات بعد شخصي وأعمق مع الدكتور الخطيب، توجت بإعطائه العضوية الشرفية في حركة التوحيد والإصلاح، وكان ذلك في سنة 2004، حيث قام وفد من المكتب التنفيذي للحركة يتكون من الرئيس محمد الحمداوي والدكتور أحمد الريسوني والدكتور محمد عزالدين التوفيق، بزيارته في بيته، وتقديم شهادة العضوية الشرفية في الحركة له في تلك السنة، والتي شهدت تنظيم المؤتمر الوطني الخامس للحزب الذي انتقلت فيه الأمانة العامة للدكتور سعد الدين العثماني، وكان موقف الدكتور الخطيب إزاء العضوية الشرفية دالا، فقد عبّر يومها رحمه الله عن اعتزازه وافتخاره بذلك، وهو موقف لم يكن هناك داع مباشر له، لكن السؤال عن العضوية جاء من الدكتور الخطيب تقديرا منه لمعنى الانتماء للحركة وتعبيرا عن دعمه لمشروعها، وذلك في الظرفية التي تلت تفجيرات السادس عشر من ماي في سنة 2003 وما سعى إليه من البعض من ضرب علاقة الحركة بالحزب بعدها.

إن البعض ينظر لفقدان الحزب بوفاة زعيمه المؤسس لسند كبير، والواقع أن ذلك حصل مع الحركة وربما بما يتجاوز ذلك، فقد فقدت حركة التوحيد والإصلاح برحيل الدكتور الخطيب سندا داعما لها.


الجـرّاح

توفيق بوعشرين

طبيب هجر الجراحة واحترف السياسة.. مقاوم وضع البندقية ودخل في صراع مع حزب الاستقلال. أول رئيس للبرلمان يعارض حالة الاستثناء ويقاطع الانتخابات. أمازيغي رفع لواء الدفاع عن القضية العربية الأولى.. عارض الحزب الواحد وتحالف مع جبهة اكديرة المناهضة للتعددية. خرج من القصر غاضبا ورجع وفي يده شجرة الإسلاميين التي زرعها وسط المؤسسات، حيث قدم خدمة للدولة بأن قلم أظافر إسلامييها... كل هذه العناوين وغيرها تصلح فصولا لكتابة حياة عبد الكريم الخطيب، أول جراح مغربي درس في الجزائر.

وتقلب في كواليس الوزارة والزعامة والقرب والبعد عن السلطة. سيرة الخطيب تعكس سيرة تحولات مغرب ما بعد الاستقلال.. حركة مد وجزر قوية وسط النخب والقصر والأحزاب... البلاد تكتشف نفسها بعد رجة الاستعمار التي أخرجتها من القرون الوسطى إلى الزمن المعاصر... الخطيب نموذج لهذا البحث وذلك التقلب. كان واحدا من رموز المقاومة وجيش التحرير، ثم سكت على الطريقة التي صفي بها هذا الجيش. كان واحدا من المدافعين عن الملكية، ثم صار مغضوبا عليه من قبل الراحل الحسن الثاني عندما عارض فرض حالة الاستثناء سنة 1965 وحل البرلمان. وضع يده في يد المحجوبي أحرضان باسم الدفاع عن الأمازيغ في وجه حزب الاستقلال، لكنه سرعان ما ابتعد عن «الزايغ» تحت تأثير عاطفته الدينية.

بعدما زار إيران الثورة الإسلامية في نهاية السبعينات، طلب لقاء مع الملك الراحل، ولما وقف بين يديه بعد طول غياب التمس من أمير المؤمنين الإذن بتأسيس حزب إسلامي يرفع راية الحرب على اليسار وعلى نار الشيوعية التي كانت تلهب حماس الطلبة في الجامعات. كان يعتقد أن حرب الملك ضد اليسار ستكفي لإقناعه بالحاجة إلى ورقة «الإخوان» لمجابهة ورقة «الرفاق»، كما فعل السادات في مصر، لكن الحسن الثاني غضب من الخطيب وطرده من القصر، وقال له: «اذهب وأنشئ زاوية»، الملك الراحل كان يعرف أن الشرعية الدينية كعكة لا تقبل الاقتسام. كيف يمكن لأمير المؤمنين أن يسمح لحزب إسلامي بالظهور في مملكة اختص الجالس فيها على العرش بأمور الدين والدنيا...

مياه كثيرة مرت تحت الجسر قبل أن يُسمح للخطيب بأن يستضيف إخوان العثماني في حزبه في ما يشبه اللجوء السياسي، بعدما رفضت وزارة الداخلية منحه حزبا خاصا به وبعد أن وجد النظام صعوبة كبيرة في هضم الإسلاميين في زمن الانفتاح. كانت خطوة ذكية من الحسن الثاني ومن وزير داخليته إدريس البصري في أن يدخل الإسلاميون تحت خيمة الخطيب، وأن يتكفل هو بضمانهم لأنه ابن دار المخزن حتى وإن غضب عليه القصر في مرحلة من المراحل، وكذلك كان.. اشترط الخطيب على إسلاميي التوحيد والإصلاح ثلاثة شروط لدخول خيمة الحزب، أولها الاعتراف بإمارة المؤمنين، وثانيها نبذ العنف، وثالثها التشبث بالوحدة الترابية... المفارقة أن كفيل الإسلاميين لدى القصر وجد نفسه في عدد من المحطات أكثر راديكالية منهم، وخاصة اتجاه عبد الإله بنكيران ومواقفه من المشاركة في الانتخابات والحكومة بدون قيد أو شرط...

عداء الخطيب لليسار، لأسباب دينية أكثر منها سياسية، دفعه إلى مناصرة القصر والسكوت عن العديد من المواقف والسياسات التي لم يكن متفقا معها. وخوفه من حزب الاستقلال دفعه إلى تأسيس حزب أمازيغي يتناقض مع ميولاته الدينية، وإهانة القصر له دفعته إلى التحالف مع «خصوم» الملك الراحل لرد الاعتبار لنفسه وتاريخه ... إنها فصول مثيرة في حياة شخص وفي حياة بلد مازال يتلمس طريقه نحو مخرج من المأزق...


شهادات لشخصيات عايشت الفقيد وأدركت مناقبه وفضائله

عبدالله بها نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية

فقدنا رجلا عظيما ولو كنت شاعرا لنظمت قصيدة بعنوان رحيل رجل عظيم. ومظاهر العظمة فيه متعددة في إيمانه و يقينه وتوكله على الله وتفاؤله وكرمه وشهامته ونجدته وكرمه وتواضعه وكل الخصال الحميدة العالية التي قلما تجدها مجتمعة عند أحد. فبغض النظر عن ارتباطنا به سياسيا نجد فيه جوانب إنسانية و إيمانية كثيرة، و هو كنز دفين لا يكتشف ذلك فيه الا من خالطه وعاشره. فمن اقترب منه يكتشف فيه هذه الجوهرة الثمينة. التي فقدناها اليوم بدفن هذا الرجل ولو في هذا السن المتقدم من عمره.

وانا لله وانا إليه راجعون.


محمد بنسعيد ايت ادير

المرحوم تعرفت عليه من خلال معركة جيش التحرير في الشمال وهو أحد القادة الذين أعطوا معنى جديا للمعركة من أجل الاستقلال وإعادة الشرعية للبلاد، وبعد الاستقلال كل واحد منا اختار طريقه، والخطيب لعب دورا كبيرا في إطار بناء الدولة المغربية وشارك في عدد من الأحداث التي وقعت في تلك الفترة بالمغرب إما بشكل ايجابي أو سلبي. ولكن يبقى كشخصية مغربية لعبت دورا كبيرا في الحياة السياسية المغربية.


رئيس الجالية السورية المقيمة بالمغرب

نكن للمغرب عامة والخطيب بشكل خاص كل تقدير ومحبة، تعرفت عليه أول دخولي للمغرب عام 1979 وزرته في عيادته محملا بتحيات له من إخوانه في المشرق.

الخطيب شيخ المناضلين، سمعته بلغت مشرقا و مغربا لا أستطيع الا أن أقول رحمه الله لقد توفي في ليلة القدر وهذا اكبر رضى ومغفرة له.

باسمي كرئيس الجالية السورية و باسم الجالية السورية المقيمة بالمغرب نتقدم لأسرته الصغيرة والكبيرة وللمغرب عامة ولجلالة الملك وللحكومة المغربية بأصدق التعازي.وانا لله وإنا إليه راجعون، سائلين الله لأسرته جميل الصبر والسلوان.


د. لحسن الداودي نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية

فقده المغرب وفقده حزب العدالة و التنمية وفقدته عائلته، فقدنا رجل مبادئ فقدنا تاريخ المقاومة فقدنا رجلا مدافعا عن حقوق الإنسان وعن الأقليات فقدنا المدافع عن وحدة التراب الوطني وفقدنا المدافع عن المؤسسات الدستورية فقدنا مؤمنا يدافع عن رسالته أسأل الله له الرحمة و المغفرة.


أبو مروان سفير فلسطين سابقا

بلا شك فان الحديث عن المرحوم الدكتور الخطيب ليس سهلا ، فهو قائد المقاومة المغربية و له باع طويل في نصرة القضايا العربية والإسلامية، سواء الثورة الجزائرية أو الثورة الفلسطينية وهو الذي ساهم مع المناضلين الفلسطينيين في بدايات الثورة الفلسطينية وكان دائما مناصرا قويا في تحرير فلسطين ولحركة فتح تحديدا منذ قيامها.

وكان فاعلا سياسيا في الحقل السياسي أدى واجبه الديني والوطني وهو في ذمة الله نتمنى له الرحمة و الغفران ونتمنى أن يكون هو وأمثاله قدوة للأجيال الجديدة.


رضى بنخلدون عضو الأمانة العام لحزب العدالة والتنمية

لقد فقدت الأمة العربية الإسلامية رمزا من رموز المقاومة ومن رموز الصمود على كافة المستويات، الدكتور الخطيب أكبر من حزب و أكبر من جمعية هو من رجالات المغرب الذين عرفتهم بلادنا في القرن السابق و القرن الحالي هو من أمثال عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي والمختار السوسي، ومن أمثال مجموعة من العلماء ولقد كان مؤمنا قويا بمشروعه وبوحدة الأمة العربية والإسلامية وكنا نجده في كل المحطات في دفاعه عن القضية الفلسطينية وفي الدفاع عن قضية المسلمين كالبوسنة و الهرسك و أفغانستان و الشيشان.

ولما قرر أبناء الصحوة الإسلامية ممارسة العمل السياسي، فتح حزبه لهم في وقت كان العمل الإسلامي محاصرا. فرحمة الله عليه لقد كان رمزا للمقاومة في القارة الإفريقية، وضد الهيمنة الأمريكية في كل مكان فرحمة الله عليه واسكنه الله فسيح جناته.

محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح

الفقيد عرفناه من خلال ما قدمه للحركة الإسلامية بالمغرب وخارج المغرب فكلما التقينا بأحد رموز الحركات الإسلامية في الخارج كانوا هم من يقوم بتعريفنا بالدكتور الخطيب، لأن الرجل كان يدعم الحركات التحررية في العالم. فمن عرفه خارج البلد يشهد له بعمله، نسأل الله أن يتقبل ما قدمه لدينه ولبلده ولا يمكن نسيان ما قدمه لحركة التوحيد و الإصلاح عندما فتح لها المجال لتساهم في بلدها مع اهل بلدها ومع الفعاليات الأخرى في سبيل تقدم هذا البلد


عبد الرحمان الكوهن الأمين العام لحزب الإصلاح والتنمية

أعرف الدكتور الخطيب منذ نصف قرن فقد كنت مديرا لديوانه عندما كان وزيرا للصحة ، وكنت عضوا في الحركة الشعبية وبعد تأسيس الحركة الشعبية الدستورية الديموقراطية.كان بمكانة الوالد وصديقي. قبل أربعة أيام زرته في البيت لم أكن أعرف أنه سيودع هذه الدنيا. رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.


محمد يتيم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية

الدكتور الخطيب أكبر من أن ينعى في كلمات ما أستطيع قوله وهو أن الانطباع الذي راودني وهو ما قاله الإمام بان هذه جنازة رجل .. قلت في نفسي نعم هذه جنازة ولكن الرجل لا زال باقيا لأنه قدم لدينه وأمته وبلده نموذجا يحتذى خصوصا وانه مات في أعظم ليلة، ليلة القران وقد كان رجلا من أهل القران و يحب القران و ينافح عن الإسلام.

ويكفيه هذا الحشد من المؤمنين الذين شيعوه و يكفيه هذا الصرح الذي تركه وهو هذا الحزب الذي تركته. فقد استطاع أن يحتضن جيلا من أبناء الصحوة الإسلامية في وقت تخوف فيه منهم كثيرون. الدكتور الخطيب رجل المواقف ورجل الوطنية والإيمان ويعجز اللسان عن الحديث عنه لقد عايشناه. وفي أخر وصية له عندما زرناه أبكانا جميعا. والشيء الذي سيفرحه هو أن نسير على سيره وننصر المبادئ التي نصرها وهي الإسلام والوطن والملكية وكان يوصي بمسألة إمارة المؤمنين. لقد كان يؤكد على ضرورة الحفاظ على الطابع الإسلامي للمملكة المغربية. ويعجز اللسان عن التعبير.


أحمد الريسوني: صبرا آل الخطيب .. فإن موعده الجنة

لقد توفي الدكتور عبد الكريم الخطيب!!

ابتلعت الفاجعة وعزيت نفسي، ثم بدأت أفكر في الاتصال والتعزية، لكنني احترت: من أعزي؟ آل الخطيب؟ حزب الخطيب؟ أصدقاء الخطيب؟

آل الخطيب ليسوا فقط هم عمر الخطيب ووالدته وأخواته وبنو عمومته.

وأنصار الخطيب ليسوا فقط هم "حزب العدالة والتنمية"، وليسوا فقط هم "جمهور العدالة والتنمية" ... آل الخطيب يبدؤون من هؤلاء، ولكنهم لا ينتهون ولا ينحصرون...

آل الخطيب وأصحابه وأنصاره لا يحصرهم زمان ولا مكان ... لقد كان قائدا مغربيا، ورائدا إفريقيا، وزعيما عربيا، ومجاهدا إسلاميا. وله في هذه الدوائر كلها أمجاد وآثار، وله فيها آلٌ وأصحاب، وأنصار وأحباب.

لقد كُتب عن الدكتور الخطيب الشئ الكثير، وسيُكتب عنه أكثر بعد وفاته. ولو كُتبت عنه مجلدات لما وفَّـته حقه، ولما أحاطت بجلائل أعماله وكريم خصاله. ولكني سأكتب وأروي حادثة تعتبر صغيرة عابرة، أعرف أنها لصغرها لن يرويها أحد، وقد لا يتذكرها أحد ممن شهدوها. ولكنها عندي تمثل أبرز معالم هذا العلم المعْلَم.

في صيف 2003: دُعينا - الأمانة العامة للحزب وأحمد الريسوني - إلى منزل وزير الداخلية السيد مصطفى الساهل، وكان معه وزيره السيد فؤاد عالي الهمة، وكان معهما رجل ثالث فضل عدم الكلام. وكان الغرض من هذا اللقاء هو أن يتولى الوزيران توبيخنا وتهديدنا وترهيبنا وإنذارنا، بعد أن تم العدول - أو التريث - عن فكرة حل الحركة والحزب ...

وفي هذا السياق حمل الوزير على حركتنا وحزبنا حملة شديدة مرعبة، وكان يتوقف خاصة عند بعض رموزنا ويشنع عليهم ويدين تصفاتهم وتصريحاتهم، إلى أن وصل إلى الأخ الأستاذ المقرئ أبو زيد - وكان قد غاب عن هذا اللقاء - فذكر عنه كيف أنه يأتي إلى البرلمان، ويتجرأ ويصرح علانية أن يجمع الأموال ويدعم بها حركة حماس، وهي منظمة إرهابية ..!!

وبقينا ساكتين مرهوبين، ولكن الدكتور الخطيب انتفض في وجه الوزير وفي بيته، وقال له: لا أيها السيد الوزير، حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركةُ مقاومة وتحرر، ونحن كلنا ندعمها، وسنبقى ندعمها. هذا الموقف من الدكتور الخطيب، لو كان في زمان آخر، وفي مكان آخر،وفي سياق آخر، لكان عاديا. أما أن يكون بعد 2001، وبعد 16ماي 2003، وفي السياق الذي ذكرته ووصفته، فهذا شيئ أكبر من الشجاعة وأنبل من الشهامة. وما زلت من يومها أتذكر وأتألم وأتحسر، لأنني وغيري من الإخوة الحاضرين أعضاء حركة التوحيد والإصلاح، لم نستطع أن نكون في مستوى الدكتور الخطيب.

فصبرا آل الخطيب على فقدان الخطيب. لم يكن الدكتور الخطيب خطيبا بليغا بلسانه وفصاحته، ولكنه كان بليغا بنبله وشجاعته ووفائه وإخلاصه.

فصبرا آل الخطيب وكلنا آل الخطيب. صبرا فإن موعده الجنة. ها هو قدر الله يبشرنا وينبئنا أنه ذهب راضيا مرضيا، في ليلة مباركة هي أرحم الليالي في أرحم الشهور. وقد ذهب بعد صيام وصلاة وقيام... فبفضل ثقتنا بالله تعالى، وبفضل رجائنا في الله، وحسن ظننا بالله، نقول: صبرا آل الخطيب فإن موعده الجنة. وهذه تعزيتنا ومواساتنا. وإنا لله وإنا إليه راجعون.


محمد الحمداوي: الخطيب توج أعماله بفتح الباب أمام الحركةالإسلامية

نسأل الله أن يتغمد الدكتور الخطيب بواسع رحمته، وأن يتقبله عنده من الصالحين والنبيئين والشهداء، ونسأل الله له المغفرة، وقد اختاره الله تعالى إلى جواره في هذا الشهر المبارك وفي هذه الأيام الفاضلة، في العشر الأواخر، وليلة السابع والعشرين، وقد أكمل صيامه يوم وفاته، وصلى صلاة المغرب والعشاء، وهذه علامات كلها بإذن الله تكون مبشرات، فنتمنى أن يجعل الله قبره روضة من رياض الجنة.

الدكتور الخطيب الرجل المقاوم والمجاهد والمسلم، عرفته أجيال منذ أيام المقاومة والاستقلال، وفي تقديرنا فقد توج هذه الأعمال بفتح الباب أمام الحركة الإسلامية، لكي تسهم معه في تتويج هذا المسار النضالي والجهادي الذي خاضه هذا الرجل طيلة حياته. فمن خلال عدة مواقف، عرفناه رجلا شجاعا، قويا مساندا لأكثر من حركة وهيئة تحريرية وحركات إسلامية.

ولا يكفينا أن ننقل لا أقول الشهادات، ولكن كل المؤتمرات التي نحضرها ولقاءات الحركات الإسلامية وقيادات ومشايخ وعلماء في كثير من البلدان ومن الدول الإفريقية، وكثير من رؤساء وعمداء ومؤسسي الجمعيات الثقافة الإسلامية، بمجرد ما يعلمون أننا من المغرب، ومن حركة التوحيد والإصلاح التي دخلت في شراكة مع حزب الخطيب، حتى يبادروا بالقول إن لهم سابق معرفتهم بهذا الرجل، ويعددون مواقفه المساندة والداعمة لقضاياهم، خذ على سبيل المثال، البوسنة والهرسك وأفغانستان ولبنان، وقيادات مؤسسة للإخوان المسلمين، وفي بعض البلدان ربما قد لايعرفونه، لكن بمجرد ما أن نتصل ونلتقي مع الجيل المؤسس للكثير من الحركات الإسلامية، حتى نجد أنهم يعرفون الرجل، وسبقت لهم علاقات، وسبق أن عرف بقضيتهم، ناهيك عن الخدمة النوعية التي قدمها للحركة الإسلامية، في الوقت الذي فتح بيته وقلبه بكل كرم وشجاعة لحركة التوحيد والإصلاح لكي تسهم في العمل السياسي، فنسأل الله أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناته ويتقبله في الصالحين.


للمزيد عن الإخوان في المغرب

وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

من أعلام الإخوان في المغرب

وصلات فيديو

.

تابع وصلات فيديو

.