الداعية فتحي يكن - تاريخ ومبادئ

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٤:٤٣، ٢ نوفمبر ٢٠١١ بواسطة Ahmed s (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الداعية فتحي يكن - تاريخ ومبادئ

تــاريـخ ومبادئ

من 1964 وحتى 1975

بدأ العمل الاسلامي في لبنان باسم (الجماعة الإسلامية) عام 1964.. فبتاريخ 18/6/1964 نالت الجماعة موافقة وزارة الداخلية بتأسيس تنظيم إسلامي وفق القانون الأساسي والنظام المقدم إليها، وذلك بموجب علم وخبر رقم (224).

الجماعة والمؤسسات الإسلامية الرسمية

أولت الجماعة اهتماماً خاصاً للمؤسسات الإسلامية الرسمية كالمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ودوائر الأوقاف الإسلامية لإيمانها بضرورة قيام هذه المؤسسات بدور قيادي رائد في حياة المسلمين في لبنان..

ففي عام 1966 رشحت الجماعة ثلاثة من أعضائها لعضوية مجلس الأوقاف بطرابلس هم:

المحامي محمد علي ضناوي، زالمهندس عصمت عويضة، والمهندس عبد الفتاح زيادة.

وفق منهج إصلاحي نشر على الملأ في ذلك الحين..

وقد فاز بعضوية المجلس المهندس عصمت عويضة.

وفي عام 1967 رشحت الجماعة اثنين من أعضائها لعضوية المجلس الإسلامي الأعلى هما: الشيخ سعيد شعبان والمحامي محمد علي ضناوي.. ثم تكرر الترشيح عام 1971 لعضوية المجلس ففاز بالعضوية الأخ المحامي محمد علي ضناوي.. وبعدها تكرر الترشيح كذلك ففاز بالعضوية الأخ المهندس عبد الله بابتي.

الجماعة والانتخابات النيابية تجربة عام 1972

بقيت فكرة خوض الجماعة للانتخابات النيابية مستبعدة فترة طويلة من الزمن لقناعة الجماعة بضرورة الاهتمام بتركيز البنية الحركية وبناء القاعدة التنظيمية فوق أسس ثابتة، ولإيمانها بأن العمل السياسي يجب أن يكون في مراحل لاحقة.

ففي عام 1968 أصدرت الجماعة بياناً ضمنته رأيها ومقترحاتها الإصلاحية في شتى المجالات..

وفي عام 1972 وجدت الجماعة أن الظروف تفرض ترشيح أحد أعضائها للانتخابات النيابية كوسيلة لطرح الفكر الإسلامي في معترك الصراع الفكري، وكخطوة على طريق الاعداد العملي الميداني.. فكان أن رشحت الأخ المحامي محمد علي ضناوي..

وبالرغم من توزع الأصوات بين زعامتين متنافستين في مدينة طرابلس فقد نال الأخ المرشح ما يقرب من أربعة آلف صوت.

وتعتبر ألصوات هذه مقبولة لمرشح منفرد وللمرة الأولى وفي ظروف انتخابية قاسية مما جعل بعض الصحف (التمدن) تعلق على نتيجة الاقتراع بما يلي: (تنشط الجماعة الإسلامية بشكل كثيف في أوساط شعبية معينة في المدينة، ويلاحظ من جهة أخرى قيام نوع من التحالف بينها وبين قوى سياسية أخرى.

وكانت الجماعة قد رشحت المحامي محمد علي ضناوي ونال أصواتاً لا بأس بها كمرشح منفرد، ومن المنتظر أن تلعب الجماعة دوراً في التحالفات السياسية المقبلة في المدينة).

الجماعة وحقوق المسلمين المضيعة

من خلال دراسة الجماعة لأوضاع المسلمين في لبنان وللمؤتمرات التي تحاك ضدهم لتشويه شخصيتهم وإضعافهم على كل صعيد.. ومن خلال استعراض الجماعة لما يجري على الساحة اللبنانية منذ استقلال لبنان حتى اليوم مما يؤكد التسلط الماروني على مقدرات البلد..

من خلال كل هذا أدركت الجماعة إنه لا بد من تحرك ينقذ المسلمين من المصير المحترم الذي ينتظرهم..

فكانت الصيحة الأولى من خلال المؤتمر الكبير الذي انعقد في بهو المسجد المنصوري الكبير بتاريخ 18 رمضان 1392 الموافق 25 تشرين الأول 1972 والذي انبثق عنه (المجمع الإسلامي).

ثم كان تكوين (التجمع الإسلامي) في الشمال الذي كان له دوره الملموس في تحريك القوى والفعاليات الإسلامية الرسمية والشعبية في كافة المناطق اللبنانية وفي نشأة اللجنة التنفيذية للهيئات الإسلامية في بيروت وطرح المطالب الإسلامية..


الجماعة والمعضلات الاقتصادية

والمعضلات الاقتصادية التي عاني منها المجتمع اللبناني وبخاصة الطبقات الفقيرة أخذت حيزاً من اهتمامات الجماعة وبالأخص في السبعينات..

فمشكلة الاحتكار والغلاء والغش والرشوة وغيرها كانت تتناولها الجماعة كأحد أبرز الأدلة على إخفاق النظم الوضعية وتعثر القوانين البشرية في تأمين مجتمع الكفاية والعدل والمساواة بين الناس..

كذلك قضايا الرواتب والتعويضات وما يتفرع عنها من ظلامات كانت في سياق اهتمامات الجماعة على الصعيدين الرسمي والشعبي، وإن كان هذا لا يلغي إيمان الجماعة بأن لا حل لهذه المعضلات في ظل أنظمة رأسمالية أو اشتراكية لأن هذه المعضلات في الحقيقة هي من مفرزات هذه النظم نفسها، وإن التشريع الإسلامي هو وحده الكفيل بتحقيق مجتمع الكفاية والعدل واستئصال أسباب الظلم الاجتماعي وأدواته من كيان الفرد والمجتمع والدولة.


نشأة الجماعة والظروف الرهيبة

نشأت الجماعة في ظروف رهيبة وقاسية، كان العمل الإسلامي فيها متهماً بالعمالة والخيانة.. وكان التيار الناصري في أرجاء الوطن الإسلامي يترصد الحركات الإسلامية، ويشكل تنظيمات مسلحة لمكافحة كل تحرك إسلامي..

ولقد تمكنت أجهزة الإعلام من خداع الجماهير وتزوير الحقائق مما جعل الشارع المسلم حتى الفريق المتدين فيه يجانب الاتجاه الاسلامي ويخشى على نفسه من الاحتكاك والتعاون معه..

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الظروف الرهيبة كان لها تأثيرها – كذلك – على الصف الإسلامي نفسه وعلى العاملين في الحقل الإسلامي أنفسهم، مما دفع بعدد لا بأس – تحت وطأة الخوف على النفس والرزق – إلى الهروف والانتكاس وترك المسيرة الإسلامية..

ولقد استمر العمل والنمو بالرغم من كل المعوقات ترعاه عين الله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ويحدوه قول الرسول : "لا تزال من أمتي طائفة قائمة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله".


رابطة الطلاب المسلمين

وفي مطالع السبعينات أنشأت الجماعة (رابطة الطلاب المسلمين) كواجهة عامة للعمل الطلابي الإسلامي.

ولقد كان للرابطة ولا يزال نشاط ملموس على كامل الساحة اللبنانية في نطاق العمل المدرسي والجامعي..

ولقد حددت الرابطة موقفها من أكثر القضايا السياسية والتربوية والاجتماعية من خلال البيانات والمذكرات والوفود.

كما أقامت الرابطة عدداً من معارض الكتب الإسلامية في بيروت وطرابلس وصيدا.. ولها نشرة تصدر باسمها (الرابطة).

وفي عام 1980 خاضت الرابطة بالاشتراك مع القوى الإسلامية الأخرى انتخابات اتحاد الطلاب في جامعة بيروت العربية وقد نالت سبعة مقاعد.

وقد علقت صحيفة اللواء في عددها الصادر بتاريخ 10 جمادى الثانية 1400 على ذلك بما يلي: (ظهور تجمع طلابي إسلامي في جامعات بيروت أثار اهتمام الأوساط التربوية والسياسية نظراً للأبعاد التي ينطوي قيام مثل هذا التجمع عليه في هذه المرحلة بالذات).


الجماعة والأخلاق الاجتماعية

وبالرغم من إيمان الجماعة بأن النظام الوضعي اللبناني وكل كا انبثق عنه من قوانين ومناهج في شتى المجلات لا يصلح أساساً لنشأة المواطن الصالح والمجتمع الصالح، وأن أساس الخلق الصالح والمجتمع الصالح العقيدة الصالحة أولاً ثم النظام الصالح.

وأن هذا لا يتوفر إلا بالمنهج الإسلامي عقيدة وشريعة..

بالرغم من كل ذلك فإن الجماعة لم تأل جهداً في مكافحة المفاسد ووسائل الإفساد على المستوين الرسمي والشعبي..

الجماعة والقضية الفلسطينية

تعتبر الجماعة (القضية الفلسطينية) القضية الإسلامية السياسية الأولى في هذا العصر.. كما تعتبر أن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة سواء عام 1948 أو عام 1967 هي جزء لا يتجزأ من أرض الإسلام وأمة الإسلام لا يجوز التفريط بأي شبر منها..

وتؤمن الجماعة بأن (الجهاد المقدس) هو الطريق الوحيد الذي يضمن تحرير الأرض وحق الشعب في الحياة الحرة الكريمة.

ولقد عبرت الجماعة عن رأيها هذا ولا تزال عبر مقولاتها ومنشوراتها، محذرة من سياسة الاتكال على المعسكرات الدولية والمنظمات العالمية..

الجماعة والأزمة اللبنانية

وعندما اندلعت الحرب اللبنانية عام 1975 قامت الجماعة بواجبها الإسلامي في كشف خيوط المؤامرة وتوعية المسلمين عليها، وفي تعبئة القوى الإسلامية والتصدي معها للهجمة الطائفية الرهيبة.

صدر حول الأزمة اللبنانية كتاب للداعية فتحي يكن بعنوان [ المسألة اللبنانية من منظور إسلامي ] طباعة وتوزيع مؤسسة الرسالة ـ بيروت .

المصدر