الحليسي يكتب :حِكمةُ القيادة وجاهزية الأفراد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحليسي يكتب :حِكمةُ القيادة وجاهزية الأفراد


السبت,16 أغسطس 2014

كفر الشيخ اون لاين | خاص

شكر الله للقيادة التى تجتهد فى اتخاذ القرار فى ظل هذه الظروف الصعبة ، وعلى الرغم من الإنتقادات الكثيرة التى وُجهَت لهم من كل حدب وصوب ، و لكن رؤية الفرد المسئول عن نفسه شىء ورؤية القيادة المسئولة عن الجماعة كلها شىء آخر .

أقول هذا بمناسبة القرار بالبدء فى مرحلة جديدة من مقاومة الإنقلاب وطريقة التعامل معه ، والدخول فى مرحلة ليست بالسهلة ولكنها تحتاج إلى أفراد من الفولاذ قوة وصموداً ، ومن الربانيين عبادة و إيماناً ، و أنا أُطَمْئِنُ القيادة أنها ستجد من أبنائها ما يسر خاطرها ، ويشرح صدرها ، و تقرّ بهم عينها .

وقد يقول البعض لقد تأخر القرار كثيراً ، وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكن تَحَيُّن الوقت هو أهم عوامل النجاح ، فالشارع الآن أفضل منه عقب الإنقلاب ، فالمجتمع الذى كان يخرج مع البلطجية للإعتداء علينا تغير كثيراً ، أو تحول الى سلبى وغير مشارك فى الجريمة المباشرة ضدنا ، فنحن فى وقت يسمح بما لم يسمح به فى وقت مضى ، والقائلون بأن عدداً كبيراً كان معنا وانحسر وتركنا فى الشارع وحدنا ، فأقول : هؤلاء إذا رأوا بعض التطورات سيلتحقون بأقوى مما كانوا ، ولم يحدث أن بعض أنصار الشرعية والمناهضين للإنقلاب قد تحولوا إلى مؤيدين للإنقلاب ، بل العكس هو الذى حدث .

والتطور هو سنة الحياة ، والقيادة تريد أن تطمئن على جاهزية أفرادها للمرحلة التالية ، والمشكلة ليست فى إتخاذ القرار فقط ، ولكن أيضاً فيمن سينفذ ، ونحن والحمد لله الآن نرى بدايات لجاهزية الأفراد تبشر بالخير ، وسيلحق بهم الكثير ، فهناك طلائع المجاهدين عليهم البدء وسيتبعهم إخوانهم بالحسنى .

و الإتساع الجغرافى والتنوع البيئى جعلت أفراد الصف بينهم بعض الفروق ، وجاهزية الأفراد ليست سواء ، وهناك مناطق تقبل بسهولة ما لم تقبله غيرها ، وما يحتاج لنقاش فى مكان قد لا يحتاجه الآخرون ، وما هو شبهة فى مكان تحتاج لرد وتأصيل قد لا يكون مطلوبا فى مكان آخر ، وما تدفع اليه البعض فى مكان ، قد تحاول كفكفة اندفاع الآخرين نحوه فى مكان آخر ، وما هو مثار فخرٍ فى مكانٍ ما قد يكون مُسْتَهْجَناً فى مكان غيره ... وهكذا .

والإنقلابيون حاولوا بكل طريق إيجاد مبررٍ لهم أمام الداخل والخارج بدفعنا لحمل السلاح ولم يفلحوا ، ولو فلحوا وقتها لتحولت البلاد الى شلالات دماء ، والآن اتضح كذبهم آمام الجميع ، وجاء الوقت لإفشالهم بكل وسيلة ممكنة ، و ما تفعله أنت بحساب ليس كالذى يفعله غيرك وتدفع أنت ثمنه ، والفعل المؤثر الذى تملك أنت توجيهه يختلف عن أفعال كثيرة قد لا يكون لها أثر و يخترقها مَن يُسيئون توجيهها ، والأعمال النوعية تحتاج إلى أخلاق نوعية .

المهم الآن أن القيادة تخطو بصفها خطوات نوعية نحو المواجهة التى ستتطور حتماً فى أوقات لاحقة ، الأوقات التى تصبح جاهزية الصف فيها قادرة على الإنتصار ، فالمواجهة بصف يُدرك المطلوب منه، ومُستعد له ، وجاهز فيه ، هو عين العقل والحكمة ، والتسرع قبل هذا خطر ، وليس له معنى ، وإن شئتَ قلتَ : إن الصف هو الذى يحدد أوقات ونوعية المراحل بجاهزيته ، وما على القيادة إلا الإستجابة عندما تختبر صدق الجاهزية .

" اللهم إنا نسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة فى الرشد " ..." وإلهمنا رشدنا وقِنا شر نفوسنا "

المصدر