التيارات والأحزاب السياسية التركية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
التيارات والأحزاب السياسية التركية


أولا: تيار المحافظة الديمقراطى

1- حزب العدالة والتنمية (الحاكم) AKP

نشأتة:

أسسه مجموعة من السياسيين الأتراك فى عام 2001 من تيارى المحافظة ويمين الوسط أمثال رجب طيب أردوغان R.Tayyip Erdogan وعبد الله جول A.Gul وعبد اللطيف شنر A.Sener ومحمد علي شاهين M.Ali Sahin وعرفان جوندوز وصالح قابوصوز وهم من الأعضاء السابقين بحزبى الفضيلة والرفاه المغلقين دستوريا بين 1998- 2001- ومجموعة من تيار يمين الوسط المنشقة عن حزبى الوطن الأم والطريق القويم أمثال جميل شيشك وعلى جوشكن وعبد القادر آقصو وقورشاد توزمن وقوقصال طوبطان .ساهمت مجموعة من رجال الأعمال المنتمين للتيار المحافظ الديمقراطى فى تمويل إنشاء الحزب لكى ينافس تيارى يمين الوسط(الوطن الأم والطريق القويم ) ويسار الوسط (الحزب اليسارى الديمقراطى والحزب الجمهورى) على الحكم والسلطة .يتكون الحزب من 3 مجموعات رئيسية : مجموعة عبد الله جول (تيار ميللى جوروش المجدد) ومجموعة عبد القادر آقصو (الجناح المحافظ من حزب الوطن الأم)ANAP ومجموعة قوقصال طوبطان (الجناح المحافظ من الطريق القويم) DYP ولذا أطلق الحزب على نفسه صفة المحافظين الديمقراطيين. يعتمد العدالة والتنمية فى أصواتة على قوى اليمين المحافظ والإسلامى وقد ورث أصوات تيار الرفاه- ميللى جوروش - بعد شيخوخة ومنع أربقان من العمل السياسى ،بلغ الحكم فى نوفمبر عام 2002 بعدد مقاعد 368 مقعدا بعد فوزه بنسبة 34% من مجمل أصوات المشاركين.

قوتة البرلمانية والسياسية:

له وجود قوى فى عدد لا يقل عن 70 محافظة من بين 81 محافظة تركية أهمها قيصرى وإستانبول وأنقره وقونيا وآقسراى وسيواس وأرزروم وبورصا وقوجالى وإزميت وبولو وكوتاهية وأضنا وتشوروم وشانقيرى وطوقات ومانيسا وبالى كثير .

موقفه المحتمل بالإنتخابات :

تشير توقعات مراكز دراسة الرأى العام وإتجاهاتة إلى أن العدالة سيفوز بالمرتبة الأولى ولكن النسب تتفاوت بشكل كبير بالإستطلاعات بين 29-45% من مجمل الأصوات.لو تحققت هذه التوقعات سيكون من السهل على العدالة تشكيل حكومة منفردة وقوية بشرط عدم دخول حزب ثالث للمجلس.لأن نسبة 29% من الأصوات،- الحد الأدنى للتخمينات - تعنى نسبة 58-60% من قوة المجلس بجمع الأصوات الضائعة لمن لم يتمكن من تجاوز سقف الأصوات الإنتخابية.كما تعنى حوالى 70% من قوة المجلس عند تحقيق التخمين الأعلى للعدالة أى 40-45% لكن هذا الفوز الساحق سيجدد بقوة أزمة إنتخاب رئيس الدولة – بدأت مبكرة بالتراشق اللفظى ورفض المقترحات بين أردوغان ودنيز بايقال فى الحملة الإنتخابية - بين شهرى أغسطس وأكتوبر 2007 ويحتمل أن يجدد هجوم التيار العلمانى الآتاتوركى على العدالة ووقوع أعمال عنف متتالية وتوترات هنا وهناك وتصريحات من الجيش لكن لن ترقى لضربة وإنقلاب عسكرى تقليدى بل بطرق ملتوية كما بدأ الإسلوب الجديد بالإنقلابات منذ عام 1996 .مسيرة الحزب وإستمراره بالحكم تظل مرتبطة بقوة بموقف الغرب – أمريكا وأوروبا - ودعمه وتأييده خصوصا أمريكا المؤثرة بقوة على الداخل التركى.


2- حزب السعادة SP

نشأتة :

ظهر حزب السعادة عام 2001 بعد إغلاق حزب الفضيلة وتولى رئاستة رجائي قوطان مثلما كان يقود الفضيلة تحت توجيهات نجم الدين أربكان .تعرض الحزب لضغوط معنوية كبيرة فى أعقاب مصادرة حزبى الرفاه والفضيلة ومحاكمة زعيمه المتهم بالإسلام السياسى والسعى لهدم الدولة العلمانية الآتاتوركية.ظهور حزب العدالة والتنمية فى عام 2001 على أيدى مجموعة الشباب المنشقين من الفضيلة وقف حائلا فى طريق تقدم الحزب لأن القواعد الشعبية تحولت نحو الشباب.هذه هى المرة الثانية التى يخوض فيها الإنتخابات و خسر فى عام 2002 لعدم حصوله على نسبة 10% من الأصوات.إبتعاد أربقان عن قيادتة المباشرة نتيجة العزل السياسى والمحاكمات أثر كثيرا على قوة الحزب السياسية وإن مارس أربقان دور الإشراف والتوجيه وقيام الحزب بدور المعارضة بقوة طوال السنوات الماضية لكن من خارج المجلس.لازال الحزب يسير على مبادىء حركة ميللي جوروش – التجمع الوطنى – ومقرها ألمانيا والتى لازال يقودها نجم الدين أربكان الرافضة للهيمنة الغربية وسياسة حلف الأطلسى والمؤيدة للتقارب مع العرب والمسلمين والإبتعاد عن أمريكا ودولة الإحتلال بفلسطين وترفض سياسة الأحلاف العسكرية والسياسية وتؤيد الوحدة الإقتصادية الإسلامية كما تعارض سياسة صندوق النقد الدولى والفوائد البنكية والتطبيقات العلمانية المتطرفة مؤيدة لحق المرأة بالحجاب والعمل والتعليم.

قوتة السياسية :

على الرغم من فشله فى إجتياز حاجز الأصوات المؤهلة بإنتخابات 2002 وجلوسه بالظل بعيدا عن البرلمان إلاّ أن له قواعد شعبية بالداخل والخارج وله قدرة على التنظيم وحشد الجماهير ولعل إحتجاجات واقعة الرسوم الهزلية المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم التى نظمها بإستانبول قبل عدة أشهر وشارك فيها ألوف من الرجال والسيدات وكذا تنظيمه للموائد القرآنية الشعبية بالمحافظات التركية منذ 3 سنوات وإصداره جريدة يومية وصحف إسبوعية ومجلات دورية وإنشاء محطة تلفزيونية وتنظيم المؤتمرات الدولية والإحتفالات الداخلية كلها تبرز تواجده الشعبى وتأثيره السياسى.يعتمد الحزب فى أصواتة على أتراك المهجر وطبقة التجار وقطاع الأعمال والمحجبات بالمدن والريف على حد سواء وله وجود قوى بمحافظات قونيا وإستانبول وآقسراى وشانقيرى وأرزروم وقوجالى وإزميت وبورصا ومرعش وملاطيا.لكنه لازال مهددا بقوة من حزب العدالة والتنمية الذى سحب أصواتة منذ عام 2002 .

موقفه المحتمل بالإنتخابات :

منع أربقان صاحب الرصيد السياسى والشعبية الكبير من خوض الإنتخابات الحالية على قوائم الحزب سيؤثر كثيرا على أصوات الحزب وليس هناك أى مؤشرات تبين إمكانية تجاوزه سقف الأصوات الإنتخابية حيث يخوضها منفردا دون الإتفاق مع حزب كبير.لكن يحتمل أن يدخل المجلس عبر المستقلين شأنه شأن كل الأحزاب التى ستقع فى فخ حاجز الأصوات الإنتخابية ويتمكن من التعبير الرسمى عبر عضو أو أكثر لكن دون أن يتجاوز 10 أعضاء على أكثر التقديرات.

ثانيا: تيار اليسار العلمانى الآتاتوركى

1- حزب الشعب الجمهورى CHP

نشأتة :

نشأ هذا الحزب قبل حوالى 60 عاما بعد وفاة آتاتورك عام 1938 بهدف الدفاع عن الجمهورية العلمانية اللادينية وأفكار ومنطلقات آتاتورك التغريبية وتولى رئاستة عصمت إينونو باشاI.Inonu رفيق آتاتورك فى الإنقلاب على الدولة العثمانية ،حتى وفاتة (عام 1973) مما أضعف الحزب فى مواجهة قوى اليمين ولذا لم يتمكن من تشكيل حكومة منفردة منذ حوالى 40 سنة ، لكنه شارك بحكومات إئتلاف مختلفة كان أخرها عام 1993 تعرض لإنشقاق عام 1989 بظهور أردال إينونو إبن الراحل عصمت إينونو وتشكيل الحزب الإجتماعى، مثلما سبق وإنشق عليه بولنت أجاويد فى مطلع السبعينات بإنشاء الحزب اليسارى الديمقراطى . يتولى دنيز بايقال D.Baykal زعامة هذا الحزب منذ عام 1994 يعد الحزب اليوم الممثل الرئيسى لتيار اليسار العلمانى والآتاتوركى بعد وفاة بولنت أجاويد عام 2006 وكان أقوى يسارى تركى تلتف حوله جموع بشرية إيديولوجية.من هنا أصبح الميدان فارغاً أمام الحزب وزعامتة للسيطرة على تيار يسار الوسط ولا يعانى الحزب من أزمات داخلية تذكر وخطواتة ثابتة وقوية لأنه مدعوما من مؤسسات الجيش والرئاسة والقضاء والتعليم العالى .

قوتة البرلمانية والسياسية:

سيطر الحزب على مقعد المعارضة الرسمية البرلمانية بعدد 176 مقعدا فى بداية البرلمان المشكل بنوفمبر 2002 ولكن هذا الرقم إنخفض إلى 152 مقعدا بعد حركة إستقالات وتذمر وقعت داخل الحزب لأسباب متعددة حتى أن البعض من المستقيلين توجه للحزب الحاكم والبعض جلس بمقاعد المستقلين والبعض الثالث إنضم ل الحزب الإجتماعى الشعبى SHP أحد أفرع تيار يسار الوسط التركى.وقفت المجموعة البرلمانية للحزب بالمرصاد لحزب العدالة والتنمية فى القوانين وتعديلاتها أو التعديلات الدستورية وتمكنت عن طريق تحالف غير معلن مع رئيس الدولة نجدت سزر – أحد أعضاء التيار اليسارى العلمانى - من إعاقة صدور أو التصديق على قوانين ولوائح تتعلق بتوسيع حريات التعليم العالى وفتح جامعات حكومية جديد(عددها 15 جامعة) وإعادة تنظيم وهيكلة هيئة التعليم العالى – يسيطر عليها اليسار – وتخفيف القيود المفروضة على طلاب الثانويات الفنية والآئمة والخطباء فى دخول الجامعات.كما رفعت المجموعة البرلمانية عدة دعاوى قانونية لمنع أو إلغاء تعديلات قانونية أو دستورية أو عطاءات حكومية فى مشروع الخصخصة ولعل أبرز ما حققتة هذه المعارضة ، منع رجب طيب أردوغان أو عبد الله جول من تولى رئاسة البلاد بين مايو- يونيو الماضيين رغم الأغلبية البرلمانية المساعدة على تمرير هذا الإنتخاب ، بإعاقة عن طريق رئيس الجمهورية. إنضم حزب يسارى أخر صغير معه (حزب الأحرار) HP برئاسة يشار أوقيان وتراجع الحزب الإجتماعى SHP عن التحالف معه ورفض المشاركة بالإنتخابات. له وجود قوى فى عدد لا يقل عن 60 محافظة خصوصا فى محافظات إسكى شهر وإزمير وآنطاليا وتكير داغ وإدرنه وزنجولداق وإستانبول وأنقره ومرسين وأضنا وآنطاقيا وشناق قلعه وعنتاب وكليس ودنيزلى وأرزنجان . يعتمد على أصوات الطائفة العلوية منذ نشأتة وهى الطائفة التى تعتنق الفكر اليسارى لإستخدامه فى معارضة تيار الإسلام السُنى السياسى الأوسع بتركيا كما يجذب الحزب أصوات التيار العلمانى المتطرف الرافض ل الإسلام وشريعتة بتركيا بأى حال وأيضا يحصل الجمهورى على أصوات المتمسكين بآتاتورك وأفكاره التحررية الغربية خصوصا قطاع المرأة التى ترى فى الحزب مساعد رئيسى فى تحقيق ما تسميه كسر شوكة سيطرة الرجل على مقاليد الأمور والجمهورى كذا يحصل على أصوات غير المسلمين من المسيحيين واليهود والأرمن(حوالى 150 ألف صوت ) وهناك نسبة بين 2-3 % من الأكراد يصوتون للجمهورى وهم من التيار اليسارى العلمانى.

موقفه المحتمل بالإنتخابات :

تشير كل إستطلاعات الرأى التركية واللقاءات الميدانية التى نظمتها شبكات الأخبار والصحف التركية إلى أنه سيحقق المرتبة الثانية فى هذه الإنتخابات ليحقق نسبة بين 17-20% ، وإذا وضع بالإعتبار تقديمه مجموعة من المقاعد للحزبين المتحالفين معه فى حدود 20 مقعدا فإن هذا يعنى عودة الحزب مجددا لنفس قوتة التى كانت بالمجلس السابق.أما الإحتمال الثانى وهو المشاركة بالحكومة أو تولى رئاستها فى حالة دخول حزب ثالث للمجلس(الديمقراطى أو الحركة الوطنية).ذلك أن أحزاب المعارضة لن تقبل التحالف مع العدالة والتنمية – [فى حالة فوز العدالة بعدد مقاعد أقل قليلا من 276 مقعدا يحتمل تحالف الديمقراطى معه لكن تحالف الحركة الوطنيةMHP مستبعد للخلاف الشديد]- وستتجه للتحالف فيما بينها لتشكيل حكومة إئتلافية – قوية أو ضعيفة - وإجباره على الجلوس بمقعد المعارضة حتى لو كان الفائز بالمرتبة الأولى بالإنتخابات كما حدث من قبل مع حزب الرفاه عام 1995 لأن دخول حزب ثالث للمجلس يعنى تراجع قوة العدالة البرلمانية لما هو عند 200-250 مقعدا ويصبح نصف مقاعد المجلس مقسمة بين الجمهورى والحزب الثالث ( CHP+MHP أو DP) مما يؤهل لتشكيل حكومة دون الحاجة للعدالة والتنمية.

2- حزب الشباب GP

نشأتة وقوتة وموقفه المحتمل:

أسس هذا الحزب المليونير الشاب جَم أوظان وعائلتة عام 2002 وتمكن من تحقيق مفاجأة بإنتخابات 2002 بحصوله على نسبة 7% من الأصوات متقدما على أحزاب الوطن الأم والسعادة.أحد أجنحة تيار يسار الوسط العلمانى والآتاتوركى يحاول نزع أصوات الشباب الصغار بتولى قضايا تتعلق بالشباب ويعد بمجموعة من الوعود الكبيرة أبرزها وعد بيع المازوت بليرة واحدة للمزارعين والفلاحين والصيادين وفتح الجامعات أمام خريجى الثانوية العامة. لكنه منذ قضية إفلاس عائلتة عام 2003 وهروب والده وشقيقه للخارج بعد إنهيار بنك إعمار الذى كان من بين عدد 220 شركة تملكها العائلة – مجموعة أوظان التجارية UZAN – أصبح فى موقف صعب جداً جماهيريا لوجود عدد 180 ألف متضرر من إنهيار البنك تقوم الحكومة بسداد مستحقاتهم – حوالى 6 مليار دولار – بالتقسيط بوضع يدها على شركات المجموعة ومصادرها المالية لذا يستخدم حزب العدالة هذه الورقة بقوة ضد حزب يخاطب الشباب ويمكن أن يشكل منافس قوى داخل البرلمان. يقول جم أوظان رئيس حزب الشباب أن السياحة والنسيج والزراعة من القطاعات القوية بتركيا والتى يجب أن نركز عليها فى مجال المنافسة الدولية، الزراعة بحاجة للتطوير والحكومة الحالية أهملت الزراعة تماماً، جم أكد فى تخمينه أن حزب العدالة سيكون الحزب الأول وأن 4 أحزاب سياسية (العدالة والجمهورى والشباب والحركة) ستقتسم نسبة 85% من الأصوات وحزبه سيحتل المكانة الثانية بنسبة 15% مدعياً أن الشعب التركى يغير إتجاهاتة التصويتية من هذا الحزب لغيره وإلاّ من أين حصل حزب العدالة على أصواتة،هكذا يقول ، ويضيف قوله " حزبنا لا يسير على طرق تقليدية فى الحملة الإنتخابية لأن الأساليب القديمة لم يعد لها فائدة اللف والدوران والمؤتمرات ، لم نضع عدد 128 مرشحة إنتخابية لكون الأمر يتعلق بالمرأة ولكن يتعلق بالنجاحات التى حققتها تلك السيدات ولا نقف كثيرا على النوع والعنصر". على الرغم من تحدى رئيسه إستطلاعات الرأى وزعمه أنه سيكون الحزب الثانى فى الإنتخابات إلاّ أنه لا توجد أى مؤشرات على إمكانية تحقيق الحزب نفس النسبة الصوتية التى حصل عليها عام 2002 بسبب قضية الإفلاس المالى للعائلة ومثلما يعتقد بإمكانية دخول أحزاب سياسية صغيرة للمجلس عبر المستقلين فهذا الأمر يمكن أن ينطبق على حزب الشباب بإقناع عضو مستقل أو أكثر بالإنضمام والتعبير عنه رسميا أمام المجلس والرأى العام.


ثالثا: التيار القومى التركى

1- حزب الحركة الوطنية MHP

نشأتة:

أنشأ هذا الحزب مجدداً فى عام 1983 على أيدى اللواء ألب أرصلان توركش A.Aslan Turkes الذى يعد من القيادات العسكرية فى إنقلاب 1960 وظل الحزب بعيدا عن الحكم والسلطة وشغل مقاعد المعارضة طوال حياة توركش لكن بعد وفاتة تمزق الحزب نسبيا بين قيادة ولده أرطغرل توركش وقيادة دولت باغجلى إلاّ أن جناح باغجلى D.Bahceli سيطر على القطاع الأكبر من التيار القومى المتشدد وتمكن من إزاحة توركش الإبن من الحزب لمدة 10 سنوات تقريبا ولكن فى هذه الإنتخابات تمكن الحزب من إعادة توركش الإبن لصفوفه كضرورة بأمل التمكن من تجاوز سقف الأصوات الإنتخابية ودخول المجلس بتقوية صفوف الحزب ورصها.حزب الحركة الوطنية ( القومى العنيف) سبق وتحالف مؤسسه الراحل مع حزب الرفاه (الإسلامى) إنتخابيا فى نهاية الثمانينات لدخول المجلس وقد نجح آنذاك.فى عام 1999 حقق أعلى نسبة فوز له بالإنتخابات وتاريخه بحصوله على 17% محتلا المرتبة الثانية بعد اليسارى الديمقراطى مما سمح له بالمشاركة بحكومة إئتلاف تحت زعامة بولنت أجاويد وبمشاركة ثالثة من حزب الوطن الأم (يمين الوسط) إستمرت الحكومة حتى نوفمبر 2002 ولكنها كانت أسوء حكومة بتاريخ الجمهورية التركية حيث إنهار الإقتصاد وأفلس عدد 22 بنكا كلفت الخزانة رقم بين 40-60 مليار دولار وكذا أنهارت الليرة وتراجعت الصادرات ومعدلات السياحة ودخلها وإرتفعت نسبة البطالة وأفلست الشركات التجارية والإقتصادية المتوسطة والصغيرة مما أدى لخسارتة الإنتخابات المبكرة عام 2002 أمام حزب العدالة والتنمية ولم يتمكن من تجاوز سقف الأصوات المؤهلة ليجلس بالظل.يعتمد فى قوتة الإنتخابية على التيار القومى التركى المتشدد وله وجود داخل الجيش وقوة سياسية بمحافظات عثمانية وأرزروم وقونيا وطوقات وقيصرى وأضنا وكوتاهية وأرزنجان ، أى وسط الأناضول ، وكذا بمناطق ساحل البحر الأسود ويلعب فى هذه الإنتخابات بورقات رئيسية ثلاثة هى : مكافحة منظمة حزب العمال الكردية الإنفصالية PKK ومؤيداً التدخل العسكرى بشمال العراق لحماية التركمان والثانية حماية إستقلال قبرص التركية والثالثة يعارض بيع الأراضى والشركات الحكومية للأجانب.

قوتة البرلمانية والسياسية:

لم يكن لحزب الحركة قوة برلمانية فى البرلمان المنتهى لفشله فى تجاوز سقف الأصوات عام 2002 ولكن له قوة سياسية بالشارع نتيجة ترسخ التيار القومى بتركيا وظهوره السياسى منذ مشكلة قبرص عام 1974 كما إستفاد الحزب بشكل أو بأخر من قضية طلب ضم تركيا لعضوية الإتحاد الأوروبى نتيجة الشروط والضغوط الأوروبية التى جعلت الشارع التركى بكل قطاعاتة يعبر عن غضبه وتراجعه التدريجى عن هذا الطلب إذا كان يعنى الإنسلاخ من الهوية القومية والتركية.له قدرة على تنظيم إحتجاجات شعبية قوية تتعلق بقبرص وإدعاء المذبحة الأرمنية وبرفض الإنضمام للإتحاد الأوروبى أو التظاهر لأجل مطالب تركمان العراق وأخيرا التظاهر ضد تهديدات الأمن القومى من طرف المنظمة الكردية PKK.أما على مستوى تواجده الخارجى فتوجد إتصالات قوية للحزب مع التيارات القومية بدول آسيا الوسطى وجنوب القوقاز وجمهوريات الحكم الذاتى التركية بالإتحاد الروسى وقبرص التركية.فى إطار الفكرة الطورانية التى تتحدث عن توحيد الأتراك فى العالم وإقامة دولة تركية ضخمة بين آسيا الوسطى والقوقاز والأناضول.

موقفه المحتمل بالإنتخابات:

طبقا لتاريخ الحزب السياسى ومسيرة الخط القومى التركى فإنه يحقق نجاحات ويتمكن من تجاوز سقف – 10% - الأصوات الإنتخابية كلما كانت هناك قضايا قومية ساخنة.كما سبق وحدث مع قضية قبرص 61 - 1974 واليوم يلعب بقضية حزب العمال الكردى (الإنفصالى) المهدد للوحدة والتراب القومى التركى.لذا وعد بإعادة عقوبة الإعدام بإسم مكافحة الإرهاب، بينما سبق ووقع على تعديل قانون العقوبات فى حكومة الإئتلاف السابقة.وبما أن تصاعد أعمال العنف المتبادلة بين الجيش وعناصر المنظمة الكردية الإنفصالية هى بؤرة الأحداث الساخنة بتركيا فى الشهور الماضية ولازالت متفجرة لليوم يعتقد الكثير من المراقبين أن الحزب سيستفيد من هذه المسألة وقد يتمكن من الحصول على نسبة 10% من مجمل الأصوات أو أكثر قليلا ويدخل البرلمان بعدد بين 50-70 مقعدا قد تسمح له بالإئتلاف مع الحزب الجمهورى (150-200 مقعد) ومجموعة من المستقلين(20-30 مقعد) لتكوين حكومة إئتلافية وإجبار حزب العدالة والتنمية على تولى مقعد المعارضة الرئيسية.


رابعاً: تيار يمين الوسط العلمانى

1- الحزب الديمقراطى (الطريق القويم) DYP

نشأتة :

نشأ هذا الحزب عام 1983 على أيدى المحامى حسام الدين جيندروق وقت أن كان زعيمه سليمان ديميريل فى العزل السياسى.فى عام 1988 عاد ديميريل لرئاسة الحزب وتمكن من الفوز بمقعد المعارضة البرلمانية عام 1989 وفى عام 1991 حقق المرتبة الأولى متقدما على الوطن الأم الحاكم آنذاك ومنها شكل ديميريل حكومة إئتلاف بين 1991-1993 لكن تولى زعيمه رئاسة البلاد عام 1993 بوفاة تورجوت أوزال أجبرتة على التخلى عن العمل السياسى الحزبى وترك الحزب لطانسو شيلار التى لم تتمكن من الحفاظ على قوة الحزب بعد فشل حكومتها الإئتلافية والتسبب فى الأزمة الإقتصادية عام 1994 ثم تراجع أصوات الحزب فى عام 1995 بعد تقدم حزب الرفاه.أدى التنازع الشديد بين شيلار ومسعود يلماظ على توحيد قوى اليمين تحت سقف واحد لتصدعات خطيرة بقوى يمين الوسط كانت نتيجتها إستمرار تراجع الأصوات فى عام 1999 وبعدها الهزيمة الثقيلة فى إنتخابات عام 2002 بظهور حزب العدالة والتنمية وإنتقال رموز منه للعدالة.تعرض الحزب للمزيد من التصدعات فى القيادة والصفوف حتى تولى محمد آغار – مدير الأمن ووزير الداخلية الأسبق - رئاستة فى عام 2004 واليوم يحمل إسم الحزب الديمقراطى DP بأمل إنضمام الوطن الأم له لاحقاً وتوحيد اليمين .

قوتة البرلمانية والسياسية:

تمكن حزب الطريق القويم أو (الديمقراطى) من سحب مجموعة من أعضاء البرلمان فى عام 2005 ليشكل تواجد رسمى بالمجلس رغم عدم دخوله المجلس من أبوابه فى الإنتخابات 2002 العدد القليل من أعضاءه البرلمانيين(4-5 أعضاء) لم يسمح له بممارسة معارضة برلمانية تذكر لكنه تحالف مع الوطن الأم والجمهورى فى منع تحقيق عدد 367 عضوا بجلسات إنتخاب رئيس الدولة ومن ثم منع إنتخاب عبد الله جول المرشح الوحيد للرئاسة رئيسا لتركيا من العدالة الحاكم. له وجود فى الشارع السياسى خصوصا بمحافظات أفيون وموغلا وإسبارطة وملاطيا وإزمير والعزيز ومناطق ساحل البحر الأبيض وإستانبول وأنقره.يعتمد على أصوات الفلاحين والمزارعين طوال تاريخه لذا يستخدم مجددا قضايا تتعلق بأوضاع الزراعة والريف التركى كورقة إنتخابية لجذب الأصوات كما له تأييد من قطاع المرأة العاملة بالريف والمدن.

موقفه المحتمل بالإنتخابات:

لا توجد أى دلائل قوية على إمكانية تجاوزه سقف الأصوات الإنتخابية المؤهلة للمجلس وكان الأمل الوحيد لدخوله المجلس هو إتفاقه مع حزب الوطن الأم ولكنه باء بالفشل فى يونيو الماضى.لكن فى إطار لعبة تبادل المقاعد الفكرية السياسية والتنقل بين اليمين والوسط واليسار أو القومى والإسلامى وهى لعبة دارجة بالسياسة التركية ربما يتمكن عبر بعض مقاعد المستقلين بالظهور مرة ثانية بالمجلس على شكل حزب معارض صغير وضعيف كما كان حاله فى المجلس المنتهى.


2- حزب الوطن الأم ANAP

نشأتة :

حزب يمين الوسط أسسه الراحل تورجوت أوزال عام 1983 ليفوز بالإنتخابات عام 1983 ويشكل أول حكومة قوية له بزعامة أوزال بين 83-1988 ،.ولم ينجح يلديريم أق بولوط أو مسعود يلماظ أو على طالب أوزدمير أو نسرين ناس من إعادة ترميم صفوف الحزب حتى لقى الهزيمة الثقيلة فى نوفمبر 2002 بفشله للمرة الأولى منذ تأسيسه فى تجاوز سقف الأصوات المؤهلة.تولى رئاستة أرقان مومجو E.MUMCU فى عام 2006 بعد أن قدم إستقالتة من حزب العدالة والتنمية وعاد لتياره الأساسى ، يمين الوسط، وأعاد تشكيل مجموعة برلمانية للحزب داخل المجلس من الأبواب الخلفية ومن حساب حزب العدالة والتنمية.ساهم مع الديمقراطى والجمهورى فى منع أردوغان وعبد الله جول من تولى رئاسة الدولة فى مايو- يونيو 2007 لتحقيق إنتخابات مبكرة ربما تكسر شوكة العدالة والتنمية وتعيد توزيع الخريطة البرلمانية السياسية.

قوتة البرلمانية والسياسية :

تمكن الحزب عبر الأبواب والنوافذ الخلفية من نزع عدد 20 عضوا من حزبى العدالة والجمهورى والمستقلين ليشكل مجموعتة البرلمانية فى منتصف عام 2005 بعد تولى أرقان مومجو رئاستة.له وجود شعبى محدود فى مناطق السواحل التركية الجنوبية والشمالية (خاصة محافظتى رزا وسامسون ) وبعض محافظات وسط الأناضول (إسبارطة وأفيون وأوشاق ومرعش وملاطيا) يعتمد على أصوات تيار يمين الوسط العلمانى المعتدل ويجذب أصوات من الجماعات الدينية والطرق الصوفية ومن قطاع المرأة العاملة.لازال الحزب يعانى من تصدعات شديدة بصفوفه خصوصا بعد رفض الحزب مؤخراً ضم مسعود يلماظ مجددا للعضوية وهو الرئيس الأسبق للحزب والمتمتع بشعبية فى محافظتة (رزا) ويعتقد بأن موقفاه السلبيان من إنتخاب رئيس تركيا ورفض توحيد قوى يمين الوسط تحت الحزب الديمقراطى سيؤثران عليه بالإنتخابات الحالية.

موقفه المحتمل بالإنتخابات :

لا توجد دلائل ومؤشرات ميدانية قوية على إمكانية تجاوزه سقف الأصوات الإنتخابية المؤهلة للمجلس وكان الأمل الوحيد لدخول المجلس هو إتفاقه مع حزب الطريق القويم ولكنه باء بالفشل فى يونيو الماضى.ربما فقط يتمكن عبر بعض مقاعد المستقلين – بصفة خاصة مسعود يلماظ المتوقع فوزه مستقلاً- بالظهور مرة ثانية بالمجلس على شكل حزب معارض صغير وضعيف كما كان حاله فى المجلس المنتهى وقد يؤدى هذا الموقف ، أى الهزيمة بالإنتخابات لخروج أرقان مومجو من رئاسة الحزب وعودة يلماظ له عبر مقعده البرلمانى المنتظر كمستقل عن محافظة رزا شمال تركيا.

خامساً: تيار المستقلين المؤقت والمرحلى

موقفهم المحتمل بالإنتخابات: ربما تكون هذه الإنتخابات هى الأولى بتاريخ تركيا التى يتقدم لها هذا العدد من المستقلين – يقارب ألف مرشح - حيث ذكرت بيانات اللجنة العليا للإنتخابات- جهة رسمية دستورية مستقلة لا تخضع للحكومة - أن أعداد المستقلين تزايدت بشكل مثير بهذه الإنتخابات وهذا راجعا لخوف الأحزاب الصغيرة من حاجز الأصوات الإنتخابية فأوعزت لأعضاءها بالنزول على قوائم المستقلين مرحليا ثم العودة للحزب وإظهاره بعد تشكيل المجلس. فى هذا الصدد يلاحظ نزول مراد قرا يالجين رئيس الحزب الإجتماعى SHP – يسار الوسط - مستقلا ومحسن يازجى أوغلو رئيس حزب الإتحاد الكبيرBBP – قومى محافظ - وأحمد ترك رئيس حزب المجتمع الديمقراطى DTP(كردى) يسار الوسط وترشيح مسعود يلماظ رئيس حزب الوطن الأم الأسبق ورئيس الحكومة التركية الأسبق نفسه مستقلا فى دائرتة بمحافظة رزا وكذا ترشيح مجموعة كبيرة من تيارات فكرية وسياسية مختلفة على قوائم المستقلين.على أن أكثر المرشحين من المستقلين المنتظر فوزهم بمقاعد برلمانية ينتمون لحزب المجتمع الديمقراطى DTP المعبر عن أكراد تركيا فى قطاعهم اليسارى الأوسط لأن نصف أصوات الأكراد تقريبا وتخميناً تذهب لأحزاب يمين الوسط (الوطن الأم والديمقراطى) والمحافظة (العدالة والسعادة) . طبقا لنتائج إنتخابات الأعوام الماضية خاصة بعد 1991 وصاعدا فإن أصوات الأكراد بتيار يسار الوسط تقارب 7% وبصفة خاصة فى محافظات ديار بكر وهكارى وشيرناق ووان وبتليس وبنجول وباطمان وماردين وتونجلى وموش.من ثم ينتظر أن يتمكن الأكراد عبر المستقلين وللمرة الأولى بتاريخهم من تشكيل مجموعة برلمانية بإسم حزب المجتمع الديمقراطى بعد تشكيل المجلس الجديد. ينتظر أن يلعب الأكراد دورا بارزا وساخناً فى المجلس الجديد فى الإستجوابات الوزارية وإنتخابات رئيس الدولة ورئيس المجلس ووكلاؤه ورؤساء اللجان البرلمانية وفى إصدار القوانين والتعديلات الدستورية والقرارات والتوافق مع طلبات الإتحاد الأوروبى على هامش طلب العضوية.التوقعات تشير إلى عدد مقاعد بين 30-40 مقعد ينتظرها هذا الفصيل الحزبى الملتحف بعباءة الإستقلال.


سادسا: أحزاب صغيرة متنوعة

هناك مجموعة أخرى من الأحزاب السياسية الصغيرة تشارك بالإنتخابات أغلبها يسارية التوجه (الحزب الشيوعى التركى TKP– حزب العمال IP– حزب الحرية والديمقراطية ODP- وحزب تركيا أو الشعب المتصاعد YHP) وحزب واحد ليبرالى (الحزب الليبرالى الديمقراطى LDP) وحزب واحد قومى محافظ (حزب تركيا المستقلة BTP) كلها ليس لها أى حظ فى تجاوز سقف الأصوات الإنتخابية بأى حال وفقا لنتائج الإنتخابات السابقة ولضعفها فى الشارع السياسى.حيث تقارب أصواتها جميعا حوالى 1 مليون صوت تمثل نسبة 2-3% من مجمل الأصوات الإنتخابية ستذهب كلها لتقسم بين الأحزاب الفائزة.

للمزيد عن علاقة الإخوان بتركيا

وصلات داخلية

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أعلام من تركيا

أخبار متعلقة

وصلات خارجية


وصلات فيديو