التمييز العنصري وكيف حاربه الاسلام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٠٥، ١٣ نوفمبر ٢٠١١ بواسطة Ahmed s (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
التمييز العنصري وكيف حاربه الاسلام

بقلم الداعية الدكتور فتحي يكن

الاسلام رحمة مهداة

كان الاسلام الرحمة المهداة الى البشرية جمعاء .. فهو رسالة المحبة والعدالة والحرية والمساواة للناس أجمعين بدليل قوله تعالى(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )وفي زمن كان التمييز العنصري والطبقي والعرقي صاحب الحظ الأوفى والعنوان الأعرض في شبه جزيرة العرب .

·فهو ابتداء دعا الى اعتماد لغة التعارف والحوار بين بني البشر بدل لغة الأنياب والظافر ، فقال تعالى (با أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

وهو تاليا وضع أرسى قاعدة المساواة الحقيقة بين الناس على مختلف أجناسهم والوانهم وأطيافهم .. ولقد توج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في خطبة حجة الوداع حيث قال(أيها الناس : إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء .. كلكم لآدم وآدم من تراب .. ليس لعربي فضل على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود الابالتقوى)


الاسلام أسقط دعوي المفاوضة

ثم إن الاسلام أسقط دعاوى المفاضلة بين بين الطبقات عبر قاعدة قل نظيرها في معظم الشرائع والقوانين والوضعية ، إلا ما كان مقتبسامن الاسلام ، وهي قاعدة (الناس سواسية كأسنان المشط الواحد)

ويوم فتح المسلمون مصر بقيادة عمرو بن العاص ، رغب المقوقس عظيم الأقباط في المفاوضة ، فأرسل اليهم ابن العاص وفدا قوامه عشرة أشخاص برئاسة عبادة بن الصامت،وكان شديد السواد .

ولما دخل الوفد على المقوقس تقدمهم عبادة،فأبى المقوقس أن يكلمه رجل أسود ، وقال للوفد نحوا عني هذا الأسود وقدموا غيره يكلمني ، فقالوا : " إن هذا الأسود أفضلنا رأيا وعلما ، وهو سيدنا وخيرنا والمقدم فينا ، وإنمانرجع الى قوله ورأيه ، وقد أمره علينا الأمير ، وأمرنا أن لا نخالف رأيه وقوله" فقال المقوقس : وكيف رضيتم أن يكون هذا الأسود أفضلكم ، وإنما ينبغي أن يكون أدناكم ؟ قالوا : " كلا إنه وإن كان أسود كما ترى ، فإنه من أفضلنا موضعا ، وأفضلنا سابقة وعلما ورأيا ، وليس ينكر السواد فينا ، عندها قال المقوقس لعبادة( كلمني يا هذا ولكن برفق فإني أخاف سوادك )

·وفي سقطة من سقطات لسان " أبي ذر الغفاري" ، عير بها بلآل بن رباح الحبشي بأمه السوداء ، حيث ناداه يا "ابن السوداء" ، فلما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعلته ، وضع أبو ذر رأسه على الأرض وطلب من بلال أن يدوس عليها بقدمه ، تكفيرا عن خطيئته)


الاسلام منهج لامكان فيه للعصبية

·والاسلام منهج انساني لا مكان فيه لتعصب وعصبية ، فانسانيته فوق كل الاعتبارات الطائفية والمذهبية والقبلية والقومية ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : { أيها الناس .. إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء ، كلكم لآدم وآدم من تراب } وفي موضع أخر يقول : { ليس منا من دعا الى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية .. دعوها فانها منتنة }

وأخيرا.. فإن انسانية الاسلام بلغت شأواً لايـُرقى اليه، حين ساوت في العطاء الرعائي بين عموم الناس، على اختلاف الوانهم وأجناسهم وإثنياتهم ، وحين سجل الخطاب القرآني سبقا في الانفتاح على الآخر، تعارفا وحوارا وتعاونا من خلال قوله صلى الله عليه وسلم  :{ الخلق كلهم عيال الله ، أحبهم اليه أنفعهم لعياله } ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المصدر