الانجليز يهددون النحاس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:١٣، ٢٤ يونيو ٢٠١٠ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (حمى "الانجليز يهددون النحاس" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

ولئن تساءل الناس وهم دائما يتساءلون : من أين ينفق هؤلاء الفقراء ؟ .ز فيرد عليهم الامام الشهيد إن الدعوة الدينية عمادها الايمان قبل الأموال فإذا وجد المؤمن الصحيح الايمان توفرت كل وسائل النجاح . كنا نستأجر الشقق لتكون مركزا عاما للدعوة فإذا بالقروش التى يدفعها كل أخ من دخله الضئيل تعين على شراء قصرين فى الحلمية الجديدة وقصر فى شارع محمد على وشركات وشركات وشركات لو عوضوا عنها بعد أن صادرتها الحكومات الظالمة لبلغت العشرات من الملايين . الرجال هم الذين ياتون بالمال وليس المال هو الذى يأتى بالرجال .

إنالاخوان المسلمين آمنوا بدعوتهم فهم ينفقون من مالهم وغيرهم دخل هنا أو هناك ليغنم أو يستفيد وشتان ما بين الموقفين ولهذا نجحت دعوة الاخوان وانتشرت فى كل أرجاء الأرض رغم ما حل بها من ضربات قاصمات لو أصابت غيرهم لأصبحوا أثرا بعد عين لكن من يكن الله طلبته فإنه بالغ غايته .

وظن المتحاملون أن مطالبة الاخوان بإصلاح قواعد الحكم ونظمه سياسة ! وياله من ظن .

إن كانت الدعوة الى جعل شرع الله سياسة فنحن نعتبرها سياستنا وإن كان من يدعوكم الى التمسك بكتاب الله سياسة فنحن أساتذه فىالسياسة وإن أصررتم على انها سياسة فلكم ما تقولون ولنا ما نعمل وكل ميسر لما خلق له . لقد رشح إمامنا نفسه للإنتخابات مرتين فثارت ثائرة المحتلين وطلبوا من النحاس باشا رحمه الله أن يتنازل الأستاذ عن ترشيح نفسه فى الاسماعيلية فطلبه لمقابلته فى " مينا هاوس " ودار بينهما نقاش طويل فلما رأى النحاس باشا إصرار الإمام الشهيد على المضى فى المعركة الانتخابية .. كشف له النحاس باشا عن التهديد البريطانى وأن الوطن معرض لأخطار جسيمة وهنا رضى الامام بالتنازل عن الترشيح درءا للأخطار التى يتعرض لها الوطن بسبب الاستمرار فى ا لمعركة الانتخابية وقد غضب الإخوان من هذا التنازل وكنت من بين الغاضبين فانقطعت عن التردد على المركز العام فلما أفتقدنى فضيلته سأ ل عن السبب فقيل له إننى غاضب لانسحاب فضيلته من المعركة . فأرسل الى خطابا يستدعينى لمقابلتهفرددت عليه بخطاب فحواه عدم الجدوى من مقابلته لأننى لا أسمح لنفسى بمناقشة قرار أتخذه . فأرسل الى المرحومين الأستاذ عبد الحكيم عابدين والحاج عبده قاسم فحملانى من شبين القناطر حيث لقيته وأقنعنى حقا فاقتنعت يقينا وعدت سيرتى الأولى فى التردد على المركز العام وفى الترشيح الثانى بذلت سلطات ا لاحتلال كل جهودها حتى أسقطته عند فرز الأصوات بسبب التزوير والارهاب الذى لم يحل بين الناخبين وبين تأييدهم لفضيلته لولا ا لتزوير فى نتيجة الانتخاب وهكذا شأن الإخوان مع مرشدهم يناقشون ويتبينون حتى إذا ما اقتنعوا أو صمم المرشد على رأيه نزلوا جميعا عند قراره إيمانا منهم بأنه الخير الذى شرح الله صدره ويكون النزول عند قراره تسليما قلبيا بما ارتآه .

لا تنس أيها القارىء أن ما أقوله مستمد من رسائل الامام فهما أو نقلا . إن الله جل شأنه هو الذى يختار لهذه الدعوة الطاهرة البريئة فلما كان الامر أمر تربية وتوجيه وربط المسلم بربه برباط العقيدة الذى لا يتزلزل ولا ينفصم لما كان الأمر أمر تأليف رجال يحملون الدعوة لا أمر كتب تحملها أرفف المكتبات لما كان الأمر أمر إيقاظ قلوب وتنبيه عقول وإيجاد الطائفة التى لا تزال قائمة علىالحق لما كان الأمر أمر تجميع وتكوين وتوحيد مفاهيم أمة مسلمة لما كان الأمر أمر عودة المسلمين الى الايمان بأنه لا عزة لهم ولا كرامة إلا بإحياء فريضة الجهاد من جديد لما كان الأمر كذلك اختار الله لهذه ا لدعوة إمامها الشهيد حسن البنا ولما كان الشأن شأن صبر وصمود وجلد لما كان الشأن شأن مواجهة الظلم والباطل فى رجولة وصبر واحتمال .. لما كان الشأن شأن إخراج تعاليم هذه الدعوة الى حيز التطبيق العملى والتنفيذ الفعلى لما كان الشأن شأن مواجهة الداعية للحاكم الظالم فى رجولة إسلامية كاملة لما كان الشأن حفظ هذه الدعوة تحت قيادة مجاهدة مرضية راضية اختار الله لهذه الدعوة مرشدها الاماام " حسن الهضيبى " عليه رضوان الله .


فهرس الكتاب