الاتصـال مع البريطانيين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

  • قصة تمرد الاخوان على قيادة الهضيبى وإلقائه خارج منزله
  • عبد الناصر وافق على مفاوضاتنا مع الانجليز ثم اتهمنا بالخيانة بسببها  !!
  • أفرجوا عنى فى الليل وعندما طلبت المبيت فى السجن للصباح رفضوا !!

تظل التساؤلات بلا نهاية عن علاقة الإخوان بالثورة .. والتاريخ لا يتم توثيقه إلا باستعراض كل وجهات النظر المعاصرة للحدث . ولعب الاخوان دورا وطنيا بارزا فى تاريخ مصر المعاصر وأيا كانت التجاوزات التى شابت ممارساتهم السياسية فإن أحدا لا يستطيع إنكار دورهم الريادى فى إيقاظ الحركة الوطنية المصرية خلال الأربعينات من هذا القرن .. ودورهم البطولى خلال معارك التحرير فى فلسطين عام 1948 .. حيث لم يكن فى استطاعة أية حركة ثورية أو وطنية تنطلق شرارتها خلال تلك الحقبة من تاريخ مصر أن تتجاهل فعالية الاخوان فى الشارع السياسى المصرى .

لقد أخذ خصوم الاخوان فرصتهم من خلال أجهزة الصحف والاذاعة والتلفزيون طوال الأعوام الثلاثين الماضية فى التعبير عن وجهة نظرهم فى الوقت الذى لم يكن فى استطاعة الاخوان الذين أودعوا فى السجون والمعتقلات أن يشرحوا وجهة نظرهم أو يستعرضوا حججهم ود فاعاتهم .

وقد باشر " الاخوان المسلمين " مسؤوليتهم النضالية فى ا لتصدى للإحتلال الانجليزى لمنطقة قناة السويس وكانت جماعاتهم الفدائية هى صانعة أروع ملاحم الكفاح الذى مهد بعد ذلك للحصول على الجلاء من خلال المفاوضات التى جرت عام 1954 بين ممثلى الانجليز وحكومة الثورة .

يقول التاريخ إن الاخوان عارضوا اتفقاية الجلاء التى أبرمت بين بريطانيا ومصر .. ترى لماذا رفض الاخوان هذه الاتفاقية التى كانت احدى ثمرات كفاحهم المسلح :

يجيب الأستاذ “ عمر التلمسانى “ المرشد العام للإخوان المسلمين :



الاتصـال مع البريطانيين

إن كل موقف وقفه الإخوان المسلمين كان مدروسا . وقد درس الاخوان معاهدة الجلاء وقدموا رأيهم لعبد الناصر قبل أن يعرفه أحد . وأذكر أنه كان من بين ما اعترضنا عليه فى تلك المعاهدة أن فى بنودها ما يلزمنا بوضع أرضنا كمراكز انقضاض أو تموين إذا ما هوجمت إحدى حليفات بريطانيا كتركيا .

ومعنى هذا أننا قد نجر الى حرب دون أن يكون لنا فيها ناقة ولا جمل . ولو لم يكن فى هذه المعاهدة إلا هذا الشرط لكان كافيا لرفضها . لقد مر على ذلك ما يقرب من ثلاثين عاما وقد كنت واحدا من بين المشتركين فى وضع أسباب الرفض ولنقرأ شهادة الأستاذ الفاضل " صالح أبو رقيق " متعه الله بالصحة والعافية وحول هذا الموضوع يقول : هوجموا بانهم يعملون ضد الثورة وأنهم عقدوا اجتماعات مع المستشار الشرقى فى السفارة البريطانية لإقناعه بأن الضباط لا يمثلون الشعب فى مفاوضات الجلاء .

وكنت أنا والمستشار منير دلة ممن قام بالاتصال بالمستر " إيفانز " المستشار الشرقى للسفارة البريطانية وبطلب جاءنا من السفير البريطانى عن طريق المرحوم محمد سالم السكرتير العام لوزارة المواصلات .

وعندما عرضت على فضيلة المرشد الأستاذ حسن الهضيبى رضى الله عنه وافق على هذا الاتصال من ناحية المبدأ على أن يعتبر من بريطانيا أول اعتراف سياسى بنا ولكن على شرط أن يوافق جمال عبد الناصر وزملاؤه على ذلك .

وطلب الهضيبى عبد الناصر للقاء فى بيته فى الروضة وكانت الاتصالات التليفونية بينهما عادية فى ذلك الحين . وحضر إليه كل من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وصلاح سالم وكمال الدين حسين وعرض عليهم الأستاذ الهضيبى الأمر فوافقوا على هذا الاتصال . وقال لهم إننا سنوافيكم بما يدور من مباحثات أولا بأول . وفى أول لقاء مع مستر " إيفانز " فى منزل الدكتور محمد سالم فى المعادى وصلت معه الى شروط لم يصل اليها مفاوض مصرى من قبل ببساطة لأنهم كانو عازمين على الجلاء .ونقلت كل ما دار بالتفصيل لفضيلة المرشد ليقرأ عليهم منه ما يرى . وحضر إليه ثانية جمال عبد الناصر ومن كان معه فى ا لمرة الأولى وقرأ عليهم التقرير بكل تفاصيله . فسروا كثيرا وأظهروا إعجابهم أو هكذا فعلوا وكنا نعطيهم علما بكل مقابلة وما دار فيها .


فهرس الكتاب