الإمام الندوي والقضايا الفقهية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإمام الندوي والقضايا الفقهية
ابو الحسن الندوى1.jpg

العلامة الشيخ يوسف القرضاوي

في كتابه: الشيخ أبوالحسن الندوي كما عرفته

الندوي والفقه:

ولكن مما يلاحظ في تراث الشيخ أنه لم يصنف في الفقه، رغم أنه درسه فيما درس من علوم الشرع المتوازنه. ولكنه لم يكتب فيه كتابا خاصا، حتى إن كتابه (الأركان الأربعة) وهو يتحدث فيه عن الصلاة والزكاة والصيام والحد. لم يعن فيه بالناحية الفقهية، بل هو يبحث في مكانتها وخصائصها وأسرارها وآثارها في النفس والمجتمع والحياة. فقد كتبه بلغة الداعية والمربي، لا بلغة الفقيه.

وسر ذلك فيما يبدو لي جملة أمور:

أولها: أنه لم يتبحر في الفقه، كما تبحر في التاريخ مثلا.

والثاني: أن ذوقه العقلي كان أميل إلى كليات الدعوة والفكر منه إلى جزئيات أحكام الققه.

والثالث: أن ورعه الشديد، جعله يبتعد عن تحمل تبع إفتاء الناس في الحلال والحرام، فرأى السلامة في البعد عن هذا المجال.

ولقد كان عضوا في المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، وكنت أزامله في ذلك، ولكنه لم نكن يشارك ببحث، أو مناقشة، إلا قليلا.

والذي يبدو لي من نهج الشيخ في كتاباته: أنه لم يكن يعنى بالاجتهاد الفقهي كثيرا ووكله إلى المتبحرين فيه، والمؤهلين للاجتهاد بشروطه وضوابطه. وحسب عوام الناس أن يسيراوا وفق مذاهبهم التي نشؤوا عليها، وتلقوها من علماء بلدانهم.

والشيخ الندوي-والله أعلم – لا يريد أن يدخل في معارك من هذا النوع، بل هو يريد أن يجمع القلوب أولا على صدق الإيمان، وإخلاص العبادة، واستقامة الأخلاق، وحسن التعامل مع الله والناس.

ومشربه هنا قريب من مشرب الشيخ حسن ألبنا رحمه الله، فقد كان حريصا أن يجمع ولا يفرق، وأن يبني ولا يهدم. وقال في أحد أصوله العشرين الشهيرة: (( لكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في الأحكام الشرعية أن يتبع إماما من أئمة الدين، ويحسن به أن يتعرف على أدلة إمامه ما استطاع، وأن يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل، متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته، وأن يستكمل نقصه العلمي إن كان من أهل العلم، حتى يبلغ درجة النظر)).

قالب:روابط أبو الحسن على الندوى