الإمام البنا في عيون الغرب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٣٤، ١٠ فبراير ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإمام البنا في عيون الغرب


مقدمة

الإمام حسن البنا

بالرغم من كون الغرب لديه تخوف من الحركات الإسلامية بسبب عدم فهم طبيعة الإسلام جيدا، أو بسبب الحقائق المشوه التي تصل إليه، أو بسبب تطرف بعض الحركات الإسلامية وغلوها في الدين مما أساء إلى الإسلام أكثر من نفعه، إلا أننا نستطيع أن نقسم الغرب إلى ثلاث فئات في فهمهم للإسلام، فالفئة الأولى وهم الساسة وهم بطبيعتهم لا يحبون الحركات الإسلامية سواء المعتدلة أو المتطرفة بسبب سياسة ونظرة هؤلاء الساسة الاستعمارية، والتعامل يكون وفق المصلحة الخاصة لا وفق المصالح العامة، ولذا هم في صدام دائم مع الحركات الإسلامية لاختلقها مع ما يرنوا إليه الاستعمار.

والفئة الثانية وهم فئة الكتاب والعلماء والمثقفين فهؤلاء يتعاملون مع الحركات الإسلامية حسب اقتناعهم بها فإن كانت ليس لها ضرر على المجتمعات تعاملوا معها وفتحوا معها قنوات اتصال خاصة الحركات المعتدلة والوسطية.

والفئة الثالثة هم الشعوب وهم لا يهمهم إلا مصدر الرزق ومتطلبات الحياة، ويتأثرون بالطبقة المثقفة ويتجهون وفق أرائهم في كثير من الأحيان.

ولقد نظر كثير من مثقفي الغرب إلى حسن البنا إلى كونه رجل أحدث تغييرا جذريا في المجتمع المصري والمجتمع الإسلامي والعالمي فنالت شخصيته استحسان كثير منهم، ونقد بعضهم فكتبوا عنه، ومن هؤلاء ريتشارد ميتشل وروبير جاكسون وغيرهم.


روبير جاكسون - الكاتب الأمريكي

فيقول روبير جاكسون في كتابه حسن البنا الرجل القرآني:-

الإمام حسن البنا والصحفي الأمريكي روبير جاكسون
في فبراير سنة 1946م، كنت في زيارة للقاهرة .. وقد رأيت أن أقابل الرجل الذي يتبعه نصف مليون شخص، وكتبت في التيويورك كرونيكل بالنص: زرت هذا الأسبوع رجلا قد يصبح من أبرز الرجال في التاريخ المعاصر، وقد يختفي اسمه إذا كانت الحوادث أكبر منه ذلك هو الشيخ حسن البنا زعيم الإخوان.. وقد صدقتني الأحداث فيما ذهبت إليه، فقد ذهب الرجل مبكراً .. هكذا الشرق لا يستطيع أن يحتفظ طويلا بالكنز الذي يقع في يده. لقد لفت هذا الرجل نظري بصورته الفذة عندما كنت أزور القاهرة بعد أن التقيت بطائفة من الزعماء المصريين ورؤساء الأحزاب، خلاب المظهر، دقيق العبارة، بالرغم من أنه لا يعرف لغة أجنبية.
لقد حاول أتباعه الذين كانوا يترجمون بيني وبينه أن يصوروا لي أهداف هذه الدعوة وأفاضوا في الحديث علي صورة لم تقنعني، وظل الرجل صامتا، حتى إذا بدت له الحيرة في وجهي قال لهم قولوا له: هل قرأت عن محمد ؟ قلت: نعم. قال: هل عرفت ما دعا إليه وصنعه؟ قلت: نعم. قال هذا هو ما نريده. وكان في هذه الكلمات القليلة ما أغناني عن الكثير. لفت نظري إلي هذا الرجل سمته البسيط، ومظهر العادي وثقته التي لا حد لها بنفسه، وإيمانه العجيب بفكرته. كنت أتوقع أن يجيء اليوم الذي يسيطر فيه هذا الرجل علي الزعامة الشعبية لا في مصر وحدها، بل في الشرق كله.
كان الرجل عجيبا في معاملة خصومه، لا يصارعهم بقدر ما يحاول إقناعهم وكسبهم إلي صفه، وكان يري أن الصراع بين هيئتين لا يأتي بالنتائج المرجوة. وكان يؤمن بالخصومة الفكرية ولا يحولها إلي خصومة شخصية ولكنه مع ذلك لم يسلم من إيذاء معاصريه ومنافسيه، فقد أعلنت عليه الأحزاب حربا عنيفة.
كان حسن البنا الداعية الأول في الشرق الذي قدم للناس برنامجا مدروسا كاملا، لم يفعل ذلك أحد قبله..... كان مذهبه السياسي أن يرد مادة الأخلاق إلي صميم السياسة بعد أن نزعت منها وبعد أن قيل: إن السياسة والأخلاق لا يجتمعان. وكان يريد أن يكذب قول تاليران: (إن اللغة لا تستخدم إلا لإخفاء آرائنا الحقيقة) فقد كان ينكر أن يضلل السياسي سامعيه أو أتباعه، أو أمته، وكان يعمل علي أن يسمو بالجماهير، ورجل الشارع، فوق خداع السياسة، وتضليل رجال الأحزاب.
من أبرز أعمال هذا الرجل، أنه جعل حب الوطن جزءا من العاطفة الروحية فأعلي قدر الوطن وأعز قيمة الحرية، وجعل ما بين الغني والفقير حقا وليس إحسانا، وبين الرئيس والمرءوس صلة وتعاونا وليس سيادة وبين الحاكم والشعب مسئولية وليس تسلطاً. وتلك من توجيهات القرآن، غير أنه أعلنها هو علي صورة جديدة لم تكن واضحة من قبل).


"إيفيزا لوين" - الباحثة الألمانية

وتقول "إيفيزا لوين" (الباحثة الألمانية):

"كانت لديه القدرة على تبسيط الأفكار المعقدة، وتقديمها إلى الجماهير بشكل مبسط، ولم يكن يدعو إلى قداسة معينة أو كهانة باسم الإسلام، وإنما كان يدعو إلى فهم الإسلام ببساطة دون وِصاية من المؤسسات الدينية.
وتضيف: إن من أبرز سمات شخصيته- رحمه الله- أنه كان قادرًا على تجاوز الاختلافات الكثيرة، التي كانت واضحة بين الاتجاهات والتنظيمات الإسلامية في ذلك الوقت".
وتضيف: "قام الشيخ "حسن البنا" بتعليم بناته على خلاف ما كان سائدًا في هذا العصر من عدم تعليم البنات؛ مما يؤكد أنه كان لديه نظرة متقدمة للنهوض بالمجتمع عن طريق الاهتمام بتعليم المرأة، وتضيف: لذلك أرى أن الشيخ "حسن البنا" كان لديه إستراتيجية إصلاحية شاملة، رغم ما يذكره البعض من اتهامات، فمنهج الشيخ "البنا" كان يشمل إصلاح الفرد، وتطهير النفس، ثم إصلاح الأسرة، وبعد ذلك المجتمع؛ مما يجعله مشروعًا إصلاحيًا بعيدًا عن النهج الثوري أو الانقلابي أو التغيير الفوقي، وكان "حسن البنا" يتحدث عن النهضة والرقيّ والتقدّم، وكان يسعى إلى تحديث المجتمع الإسلامي، والأدبيَّات التي خلَّفها "حسن البنا" تؤكد أن مشروعه الإصلاحي كان كاملاً.
وتضيف: من خلال دراستي لتاريخ الحركة ومعاصرتي لأحداث العنف التي جرت في أواخر القرن العشرون أؤكد أن اتهام الإخوان بالعنف والإرهاب لا وجود له في أدبيات الإخوان المسلمين، وخاصةً كتابات الشيخ "حسن البنا".


الدكتورة كاري ردزنيسكي - الباحثة في جامعة هارفارد الأمريكية

وتقول الدكتورة كاري ردزنيسكي -الباحثة في جامعة هارفارد الأمريكية- في بحث بعنوان "حركة الشبيبة الإسلامية والصناعة الأدبية الحالية في مصر":-

"استطاع حسن البنا أن ينتشل الآلاف من شباب مصر من المقاهي ومواخير المخدرات والمسكرات, ليصنع منهم دعاة للإسلام, ويحولهم من حالة الضياع إلى قوة شبابية تخوض غمار السياسة مزاحِمةً أقوى الأحزاب العريقة في مصر، نشروا الدعوة الإسلامية في أكثر من 85 دولة من دول العالم".


الدكتور ديفيد كومونز - الأستاذ في جامعة ويكنسون الأمريكية

ويقول الدكتور ديفيد كومونز الأستاذ في جامعة ويكنسون الأمريكية في بحث بعنوان (الإخوان المسلمون في التراث الشعبي المصري ):-

" إن الإمام البنا أعطى للشباب المصري الذي كان غارقًا في الإدمان على المخدرات والخمور معنى جديدًا للحياة من خلال العلم الذي كانوا ينهلونه من خلال اجتماعات الجماعة ومن خلال قراءتهم لرسائل الإمام البنا، كما أنه استطاع أن يُعيد اندماج هذا الشباب الخامل الكسول في المجتمع المصري ليكون شعلةَ نشاط في العمل الإسلامي".


جيمس هيوارث دين

ويقول جيمس هيوارث دين في كتابه: (التيارات الدينية والسياسية في مصر):-

"كان حسن البنا يتخيَّر طلبة العلوم الدينية الذين درسوا دراسةً جادَّةً القرآنَ الكريمَ واللغةَ العربيةَ والخَطابةَ وأصولَ الفقه، والذين لم تدنس عقولَهم المفاهيمَ الغربيةَ وطريقةَ الغرب في التفكير، وكان معظم هؤلاء من صغار السنِّ الذين يمتلئون حماسة القيام بأي أعمال خارقة تتطلب التضحية والجرأة، وكان ميدان عملهم المساجد؛ حيث يواظبون على الصلاة فيها في كل الأوقات وخاصةً يوم الجمعة، فإذا فرغ الناس من الصلاة توزَّع هؤلاء الدعاة الشباب بينهم؛ ليعقدوا لهم حلقاتٍ متفرقةً يحدثونهم عن الإسلام ثم عن دعوة الإخوان المسلمين وأهدافها الدينية والسياسية، وأحيانًا يتحدثون لهم عن قضية سياسية تشغل الناس أو عن بعض الرذائل التي تنتشر بين الناس، كالمخدرات والخمور والدعارة، ويحثُّونهم على التصدي لهذه الرذائل من خلال الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين".


ريتشارد ميتشل

ويقول ريتشارد ميتشل في كتابه الإخوان المسلمين .... ريتشارد ميتشل:-

"وافق وصول البنا إلى القاهرة فترة الغليان السياسي والفكري الشديد الذي ميز العشرينيات في مصر، فنظر إلى ذلك المشهد بعين القروي المتدين"، واستخلص ما اعتبره مشكلات جدية، وهي التنازع على حكم مصر بين حزبي الوفد والأحرار الدستوريين السياسيين، والجدل السياسي الصاخب وما نتج عنه من الفرقة التي أعقبت ثورة 1919، والدعوة إلى الإلحاد والإباحية التي كانت تحيط بالعالم الإسلامي، ومهاجمة الأعراف المستقرة والمعتقدات، التي ساندتها "الثورة الكمالية" بنبذها الخلافة والخط العربي، وهي مهاجمة تم انتظامها في حركة "التحرر الفكري والاجتماعي" لمصر ـ ثم التيارات غير الإسلامية بالجامعة المصرية التي أعيد تنظيمها آنذاك، والتي بدا أنها تستمد إلهامها من الفكرة القائلة إن "الجامعة لا يمكن أن تكون جامعة علمانية ما لم تثر ضد الدين، وما لم تحارب الأعراف الاجتماعية المستمدة منه"، يضاف إلى ذلك الدهريون والتحرريون من رواد الندوات الأدبية والاجتماعية، ثم الجمعيات والحفلات والكتب والصحف والمجلات التي روجت الأفكار التي كان هدفها الوحيد إضعاف أثر الدين.
وكان رد فعل هذه الصورة على البنا ونظرائه في التفكير ما عبر عنه بقوله: ليس يعلم أحد إلا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستعرض حال الأمة، وما وصلت إليه في مختلف مظاهر حياتها، ونحلل العلل والأدواء، ونفكر في العلاج وحسم الداء. ويفيض بنا التأثر لما وصلنا إليه إلى حد البكاء.

ويضيف:

"وهكذا انبعثت خطوته التالية من مخاوفه تلك ومن اقتناعه المتزايد بأن "المسجد وحده لا يكفي" لنشر العقيدة بين الناس، وبالتالي قام بتنظيم مجموعة من طلبة الأزهر ودار العلوم الراغبين في التدرب على مهمة "الوعظ والإرشاد"، وبعد مدة وجيزة دخل هؤلاء المساجد واعظين، وأهم من ذلك أن طريقتهم في الوعظ قد لاقت نجاحاً كبيراً فيما بعد، إذ اتبعوا سبيل الاتصال المباشر بالناس، في أماكن اجتماعاتهم العامة، كالمقاهي والمجتمعات الشعبية الأخرى، قاصدين بذلك تعزيز الفكرة الإسلامية ونشرها من جديد".

وعن أثر البنا نحو قضية فلسطين:

"نادى البنا في المؤتمر العام الثالث المنعقد عام 1935م بجمع الأموال لمساندة قضية العرب، كما ألف لجنةً لتدعو لها عن طريق البرقيات والرسائل إلى السلطات المختصة، وعن طريق الصحافة والنشرات والخطب، وآزر هذه الوسائل قيام مظاهرات نيابية عن المضربين في فلسطين وإرسال المؤن والعتاد لهم.

ويضيف:

"وكان أعظم ما شهر عن كفاح الإخوان هو ما قدموه من عون للمصريين الذين حوصروا في جيب الفالوجا؛ نتيجة الزحف الإسرائيلي بعد فشل الهدنة الثانية في أكتوبر 1948م؛ إذ ساعد الإخوان على إمداد القوات المحاصرة في الميدان.

الكولونيل تريفوزن روبوي

ويقول الكولونيل تريفوزن روبوي:-

كانت فلسطين الجنوبية قد أعدت للقتال قبل التقدم العربي الرسمي بوقت طويل، ففي أوائل عام 1948م، أرسل الشيخ حسن البنا - زعيم الإخوان المسلمين - قوتين صغيرتين من المتطوعين التابعين له من مصر، واتخذوا من منطقة غزة- خان يونس- قاعدةً لهم؛ حيث سارعوا إلى الإغارة على مستوطنات النقب اليهودية ناحية الشرق".

وتحت عنوان اعرف عدوك نشرت مجلة حائط يصدرها الطلاب اليهود في الجامعة العبرية تعليقًا تحت صورة الإمام حسن البنا:-

"إن صاحب الصورة كان أشد أعداء إسرائيل لدرجة أنه أرسل أتباعه عام 1948م من مصر ومن بعض البلاد العربية لمحاربتنا وكان دخولهم مزعجًا لإسرائيل لدرجة مخيفة.

ويقول اليهودي موشيه شارون في ندوة نظمها معهد شيلواح في جامعة تل أبيب في كانون الثاني عام 1979:-

"إن الجهود التي بُذلت منذ أكثر من نصف قرن بواسطة علماء الدين المسلمين، من أمثال مفتي فلسطين الأسبق الشيخ محمد أمين الحسيني، والشيخ حسن البنا في مصر، وغيرهما من علماء المسلمين، والتي مازالت حتى الآن كان لها تأثير كبير في كسب العالم الإسلامي إلى جانب العرب الفلسطينيين باسم الإسلام، وباسم حماية الأماكن المقدسة الإسلامية".


المراجع

1- ريتشارد ميتشيل: الإخوان المسلمون: ترجمة عبد السلام رضوان، مكتبة مدبولي، القاهرة، سنة 1977م.

2- روبير جاكسون: حسن البنا الرجل القرآني، ترجمه: أنور وجدي.

3- مجلة يصدرها الطلاب اليهود في الجامعة العبرية في عددها الصادر في شهر يونيو سنة 1970م.

4- زياد أبو غنيمة: الحركة الإسلامية وقضية فلسطين، دار الفرقان، عمان، 1985م.

5- زياد أبو غنيمة: الإخوان المسلمون في كتابات الغربيين، الطبعة الأولى، 1415هـ ، 1995م - ص 12.


إقرا أيضاً

الإمام البنا في عيون السياسيين

الإمام حسن البنا في عيون الصحفيين

الإمام حسن البنا في عيون الصحفيين

الإمام حسن البنا في عيون الغرب

Banna banner.jpg