الإرادة السياسية والإرادة الشعبية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإرادة السياسية والإرادة الشعبية


الكاتب:أ/ادم المصرى

كثير من الأوضاع في المجتمع المصري نراها تحتاج إلى إحلال وتجديد ، وهناك ما يحتاج إلى إعادة النظر فيها وتطويرها وتقييم الموجود منها.

وهذه الأوضاع التي تحتاج إلى تبديل وتغيير أو تطوير نجدها قد تدخل في كل شؤون حياتنا فمنها ما هو اجتماعي ، اقتصادي ، سياسي وأيضاً في المجال الأمني ، إلى أخر مجالات الحياة .

وفى كل هذه المجالات نجد الكثير من المهتمين وأهل الإختصاص يفكرون ويبحثون عن حلول ويقيمون الموجود ويسعون إلى تغيير الأمور نحو الأفضل ، ومن الملاحظ أن كثير من ذوي الإختصاص من المفكرين ورموز العمل السياسي يختتمون آرائهم و بحوثهم بتلك الجملة الشهيرة( يبقى تنفيذ هذا الأمر مرهون بوجود إرادة سياسية )

إن ما ندركه وما يخبرنا به الواقع عن الإرادة السياسية هو أنها مرهونة بحكم ذوي السلطة من رئيس دولة ووزراء وكبار رجالات الحزب الوطني ...لكن هل تتحقق الإرادة السياسية المنشودة على يد هؤلاء؟

لماذا دوما نرهن كل أحوالنا وتغيير أوضعنا بالإرادة السياسية المتمثلة فى هذا النظام عقيم الفكر والإرادة ؟ .. وإذا كنا نعرف جيدا أهمية ومعنى الإرادة السياسية لماذا لا نتطرق إلى الإرادة الشعبية في أحاديثنا ؟

إذا الشعب يوما أراد الحياة ، فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ، ولابد للقيد أن ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة ، تبخر في جوها واندثر.

إننا كشعب قادرون على تبديل وتغيير ما ننشده .. نعم نحن قادرون على ذلك .. التاريخ يقول هذا .. الواقع يقول هذا فالمصري منذ آلاف السنين قهر من الجيوش ونبذ وثار وحارب ظالمين ما يؤكد على ذلك . لم يكن هذا في زمن مضى وانتهى بل الواقع يقول أن الإرادة الشعبية الفعلية قادرة على صناعة الإرادة السياسية الصحيحة المنشودة

عمال غزل المحلة والحصول على حقوقهم بإضرابهم عام 2008 .الصيادلة أرغموا الحكومة على التفاوض معهم وقبول شروطهم .الطلاب استطاعوا تنظيم اتحاد حر موازى للاتحاد الرسمي المزور بل وأدى هذا الأمر إلى أن تعاملت معهم بعض الإدارات في بعض الكليات على أنهم الإتحاد الشرعي والرسمي .

موظفو الضرائب العقارية حصلوا على حقوقهم وأسسوا نقابتهم ، وغيرهم الكثير والكثير ..يقول البعض كل هؤلاء نجحوا لان مطالبهم كانت فئوية واقتصادية بحتة وهذا ما جعلهم يتحركون.

أليست الحياة السياسية في مصر من قوانين وأحزاب وهيئات وحركات والعلاقات الداخلية والخارجية والخطط المستقبلية والمرحلية وكل هذه الأمور تمس المواطن المصري بشكل مباشر وتؤثر بشكل مباشر أيضا في لقمة عيشه وراتبه ومستوى حياته ووضعه الاجتماعي والنفسي ؟

هنا يكمن دور أصحاب العقول وأهل الإختصاص الذين يضعون أفكاراً ويطرحون خططاً لمستقبل وحاضر أفضل لهذا الوطن ولكنهم ينتظرون الإرادة السياسية ، إليهم أقول:

أن أعظم ما تملك أي أمه هم علماؤها وكتابها ومفكريها ..ومن أهم الأدوار التي يجب أن يهتموا بها هو نشر الوعي السياسي بين الناس وتعريف كل فرد بحقه وماله له وما عليه و حقيقة ما يدار من حوله

أغلب الشباب من غير المهتمين بالحياة السياسية في مصر في الجامعة إذا تحدثت معهم تجد أنه تواجههم مشكلتين أساسيتين:

أما الأولى: فهي الخوف ، يظنون انه لو تحرك خطوة واحدة أو تحدث بحرف سوف يتم اعتقاله

المشكلة الثانية: تكمن لدى الكثير في كونهم ينظر إليك في أسى وحزن عندما تتحدث معه عن الواقع يضع يده على خده و يقول وماذا بوسعي أن افعل ؟؟

إن شبابنا يمتلك القدرة لحل هاتين المشكلتين ، لكن هم يريدون أن يروا ما يؤكد تلك القدرة منكم أيها الأفاضل ، هم ينظرون إليكم وإلى ردود أفعالكم .. نقدر أن نعالج خوفهم بأن تسبقونهم إلى ميدان العمل والحركة ، والمشاركة الفعالة وان يرونكم في ميادين عدة .

إن شباب مصر في حاجة إلى الأخذ بيده ووضع آليات واضحة ومسارات للعمل الجاد في سبيل الإصلاح والتغيير ، كي نصل إلى الإرادة الشعبية الحقيقية القادرة على التغيير التي متى تقول كلمتها يصغى لها الجميع وتبدأ هي في التنفيذ وعندها نكون قد بدأنا خطوات الإصلاح والتغيير الحقيقي.