الإخوان المسلمون ..وشرعية مرسى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون ..وشرعية مرسي


الخميس,04 ديسمبر 2014

كفر الشيخ اون لاين | خاص

إن محاولة إيجاد بديل للتحالف المناهض للانقلاب وتوسيعه ليشمل كل الحركات المناهضة للانقلاب سواء حركات ثورية جديدة،أومن التي ساندت 30 يونيو ثم اكتشفت حقيقة ماحدث خاصة بعد الحكم ببراءة مبارك هي محاولات تستحق كل الاهتمام والتقدير

فاصطفاف القوي المناهضة للانقلاب في جبهة واحدة لاشك يحقق العديد من الأهداف ويختصر زمن سقوط الانقلاب،ويضع ماحدث يوم 3 يوليو في إطاره الصحيح بأنه انقلاب وثورة مضادة علي الشرعية والمسار الديمقراطي وثورة 25 يناير،ويضرب الفكرة التي عمل - ولايزال- يعمل الانقلاب وأذرعته الإعلامية علي ترويجها بمحاولة تصوير القضية علي أنها صراع بين الإخوان من جانب والجيش وباقي القوي والشعب من جانب آخر كما أن بعض هذه القوي لها رموزها المعروفون سواء علي الساحة المحلية أو الدولية،وقد رأينا أن اعتقال بعضهم يثيررد فعل أكبر من رد الفعل علي الاعتقالات والانتهاكات التي يتعرض لها الآلآف من تحالف دعم الشرعية،كما أن انضمام هذه الكيانات لجبهة موحدة يضرب فكرة وصم كل معارض بأنه إخوان واتهامه بالإرهاب

واذا كان التجمع والتوحد ضد النظام القائم هدف يجب السعي نحوه إلا أنه توجد عقبات في طريق هذا التوحد نتيجة مآخذ واتهامات متبادلة بين القوي الثورية والإخوان(الملاحظ عدم وصف الإخوان بالثورية بالرغم من الدور الكبير الذي قام به شبابها في الثورة وكأن الثورية حكر علي حركات معينة)،وبالرغم من أن الواقع يتطلب التغاضي عن الأخطاء التي وقع فيها الجميع إلا أن هذه القوي لاتريد أن تتجاوز الماضي،والبعض يطالب بالتخلي عن مطلب عودة الشرعية،وهو مطلب من الصعب تجاوزه من جانب الإخوان تحديدا لأسباب مبدئية وعملية فمن الناحية المبدئية فأساس مناهضة الإخوان للانقلاب هو التمسك بالشرعية التي تمثلت في العديد من الاستحقاقات الانتخابية،والتي تعبر عن الإرادة الشعبية التي يجب احترامها من خلال عودة المسار الديمقراطي،ولعل ذلك يظهر في اسم التحالف المناهض للانقلاب،والذي يحمل اسم تحالف دعم الشرعية

أما من الناحية العملية فالموافقة علي التخلي عن عودة مرسي يعني:.

- تفتت الجماعة التي قدم أعضائها – ولايزالون- التضحيات تحت شعار عودة الشرعية التي يعتبر مرسي رمزا لها كما ستفقد الجماعة نسبة كبيرة من المتعاطفين معها والمؤيدين لها والذين يخرجون منذ مايقرب من عام ونصف رافعين صورته مطالبين بعودته

- إن التخلي عن عودة مرسي تعيد الأمور الي نقطة الصفر إذا سقط الانقلاب وستدخل الجميع في جدل حول من يتولى الأمور أثناء الفترة الانتقالية،وحتي لو تمت محاولات لوضع تصور الآن للوضع بعد سقوط الانقلاب فسيثار الجدل حول من يتولي الأمر وهل شخص أومجلس رئاسي؟وكم عددهم؟ وكيفية اختيارهم؟

- إن التنازل عن عودة مرسي قد يستفيد منها النظام ويحصل علي تنازل مجاني عن ورقة هامة يملكها التحالف،وهي ورقة الشرعية في الوقت الذي قد لا يغير كثيرا من موازين القوي علي الأرض انضمام هذه القوي للتحالف أو كيان ثوري جديد بالرغم من ايجابياته التي ذكرتها

- أن الدعوة للتخلي عن عودة مرسى تتجاهل الرجل نفسه ولاتلقي له بالا وتتعامل مع الأمر وكأنه شأن يخص الإخوان فقط،وتتجاهل أن الرجل منتخب من قبل الشعب المصري

لا أعتقد ان الإخوان يستطيعون أن يقدموا في هذا المجال أكثر مما أعلنوا عنه وهو عودة الشرعية كمبدأ والقبول بخيارات أخرى في هذا السياق كتفويض الرئيس لسلطاته أو الاحتكام للشعب أو غيرذلك من الخيارات لأن الثمن الذي سيدفعه الإخوان في حال قبولهم للتخلي عن عودة مرسي سيكون أفدح وأكثر كلفة من تمسكهم بموقفهم الحالي،كما سيمثل التنازل عن عودته سابقة قد تتكرر مع غيره مستقبلا من جانب أحد المغامرين الذين لم يستوعبوا الدرس

إن مواقف بعض القوي الثورية لاتتناسب مع تقدير الظروف التي تمر بها البلاد،والتي يجب أن يتعالي فيها الجميع عن جراحاتهم ويتحدوا من أجل مستقبل مصر والأجيال القادمة ولهذا فإن وضع شروط صعبة التحقيق،وتجاهل الواقع بالإضافة الي لغة الخطاب التي تحمل بعض معاني الاستعلاء لن تؤدي إلا رد فعل يعمق الانقسام خاصة من جانب القوي المؤيدة للشرعية،والذين قدموا الكثير من التضحيات – ولايزالون- والذين قد يرون في محاولات الحرص علي لم الصف من جانب قادة التحالف،وتعنت بعض القوي الثورية نوع من التسول والاستجداء الذي لايتناسب مع ماتملكله هذه القوي من قوة فهناك رهانان الأول من جانب الانقلاب الذي يراهن علي مايملكة من قوة مسلحة وتكاتف مؤسسات الدولة معه،والرهان الثاني من جانب المناهضين للانقلاب وهم يراهنون علي التحرك الشعبي وهو رهان لايملكونه ولكن يعملون من أجله ومن أجل تحركه مرة ثانية كما حدث في 25 يناير فبعيدا عن التهويل والمبالغة لايوجد بين القوى الثورية من يملك قوة كبيرة قادر علي تحريكها سواء من أعضائها أومن يستجيبون لها باستثناء تحالف دعم الشرعية وفي القلب منه الإخوان الذين يملكون أعضاء ومناصرين له – أيا كان عددهم - والذين يتظاهرون منذ وقوع الانقلاب حتي الآن فالتحركات الجماهيرية الكثيرة التي أعقبت ثورة 25 يناير تلبية لنداءات القوي والأحزاب المختلفة لم تات علي خلفية قوة شعبية تمتلكها ولكنها جاءت في إطار المد والزخم الثوري الكبير في تلك الفترة ومساندة الإعلام لها

لقد انفجرت الثورة في 25 يناير علي غير المتوقع فلم تكن تتعدي مظاهرات القوي المختلفة قبل الثورة مثل 6 ابريل والجمعية الوطنية للتغيير المئات وعلي أحسن الأحوال عدة الآف،وعندما جاء الانفجارخرج الآلآف ثم الملايين دون قيادة من جانب شخص أو أى قوة،لقد أدت فترة الأربع سنوات تقريبا التي مضت علي ثورة 25 الي إضعاف الزخم الثوري بفعل عامل الزمن فضلا عن حالة الفوضى سواء الطبيعية أوالمتعمدة والتي كانت تستهدف أن يكفر الناس بالثورة ويترحموا علي أيام مبارك،وأنه لافائدة من الثورة التي لم تجلب لنا إلا الفوضى في كل المجالات هذا بالإضافة الي المذابح التي ارتكبها النظام لإعادة جمهورية الخوف مرة أخري

وليس معني ذلك استحالة إسقاط الانقلاب،ولكن المشكلة الحقيقية ان التحالف المناهض للانقلاب يتبني الخيار السلمي ويراهن علي التحرك الشعبي،وهذا يتطلب تحرك جماهيري واسع وطوفان بشري يطيح بالانقلاب،وهذا يتطلب وقت وجهد كبير للخروج من حالة الكمون الحالية،ومواجهة أساليب الانقلاب الذي يعمل علي إخماد أي تحرك جماهيري في مهده تسانده كل مؤسسات الدولة،وعلي رأسها الإعلام الذي يشكل رأس الحربة في هذا الصدد فضلا عن طبيعة الشعب المصري والذي غالبا ماتأتي الثورات والانتفاضات التي يقوم بها فجأة وعلي غير توقع وبعد فترة ربما يغلب فيها الإحباط واليأس من أي تحرك وفي كل الأحوال علي التحالف أن يعمل علي توسيع دائرته أو إنشاء كيان جديد للكيانات الرافضة للانقلاب،والتي تعمل علي إسقاط النظام ولاتعترف بشرعيته علي أسس واضحة تحدد ملامح مرحلة مابعد الانقلاب في نطاق الشرعية التي لاتعتبر عائقا في سبيل التوحد إذا خلصت النوايا،وفي ضوء المرونة التى أبداها الإخوان في هذا الصدد فوجود مرسي كرمز للشرعية أمر بالغ الأهمية سواء علي المستوي المحلي أو الدولي الذي يدرك جيدا أن ماوقع بمصر هو انقلاب،وإن تعاملوا مع هذا النظام من باب المصالح أو التعامل مع الأمر الواقع كما يمكن الاتفاق علي تشكيل حكومة من كافة القوي المناهضة للانقلاب تتمتع بسلطات واسعة طوال المرحلة الانتقالية حتي الاحتكام للشعب في انتخابات جديدة تراعي التوافق الوطني وتستفيد من أخطاء الماضي

والحقيقة أن شعار الشرعية الكاملة الذي كان يرفعه الإخوان تجاوزه الواقع باستثناء عودة مرسي فالشرعية الكاملة تعني عودة مجلس الشوري ودستور 2012 وهو أمر صعب التحقق فيما يخص مجلس الشوري لأن عودته تعني عودة أعضائه من حزب النور الذين سادوا الانقلاب بالاضافة للأعضاء الآخرين سواء المعينين أو المنتخبين الذين ساندوا الانقلاب،أما الدستور فمن المستحيل عودته مباشرة اللهم إلا إذا صدر قرار بعودته ثم تجميده لأن عودة الدستور والعمل به علي الفورسيقف عائقا أمام تطهير موسسات الدولة وأتخاذ قرارات ثورية ونجعلنا ندور في نفس الدائرة

ومن الملفات العاجلة التي يجب أن تصاحب محاولات إسقاط الانقلاب وضع تصور ورؤية جادة لما بعد الانقلاب لأن تحديات مابعد سقوط الانقلاب لاتقل عن إسقاط الانقلاب نفسه - إن لم تكن تزيد- فهناك عشرات بل مئات الأسئلة التي لابد من طرحها في إطار وماذا بعد سقوط الانقلاب؟ فكيف يمكن السيطرة علي الوضع؟وكيف يمكن تطهير مؤسسات الدولة ؟وكيفية التعامل مع أنصار الانقلاب؟

أما القوي التي لا تريد عودة مرسي فتستطيع أن تعمل من خلال الرؤية التي تراها مناسبة فالساحة مفتوحة للجميع وليست حكرا علي أحد،وبالتأكيد وجود أكثر من كيان أمر ليس مرغوبا فيه ولكن إذا كان هذا الواقع فليعمل الجميع علي الهدف الرئيسي وهو إسقاط الانقلاب

د صفوت حسين

باحث ومحلل سياسى

المصدر