الإخوان المسلمون وليلة النصف من شعبان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٢٠، ١٠ فبراير ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون وليلة النصف من شعبان

إعداد: موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

تمهيد

تمثل الشعائر الإسلامية والاحتفال بها وتعظيمها وسيلة من وسائل نشر الدعوة الإسلامية والتى سعت جماعة الإخوان المسلمين لنشرها على مدار مراحلها المختلفة كما كانت تلك الاحتفاليات وسيلة لنشر فكر الإخوان خاصة مع القمع والمنع الأمنى من التواصل مع الجماهير فكانت المناسبات الإسلامية وسيلة لتحقيق هدفين هما نشر المناسبة والتعريف بها واحيائها وهدف ثان وهو التواصل مع الجماهير

ليلة منتصف شعبان

ليلة منتصف شعبان، هي ليلة الخامس عشر من الشهر الهجري شعبان، وهي الليلة التي تسبق يوم 15 شعبان، لها أهمية في المنظور الإسلامي إذ ورد في فيها عدة أحاديث من نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يبين فضلها وأهميتها.

أسماء أخرى للنصف من شعبان

  • ليلة البراءة.
  • ليلة الدعاء.
  • ليلة القِسمة.
  • ليلة الإجابة.
  • الليلة المباركة.
  • ليلة الشفاعة.
  • ليلة الغفران والعتق من النيران.


النصف من شعبان في الأحاديث النبوية

عن معاذ بن جبل قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» (1) (2).

عن أبي بكر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله تعالى ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو مشركا بالله عز وجل» (3).

عن عائشة بنت أبي بكر قالت: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب"» (4).

عن عائشة بنت أبي بكر قالت: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع إلي رأسه من السجود وفرغ من صلاته، قال: يا عائشة أظننت أن النبي قد خاس بك؟، قلت: لا والله يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك، فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم» (5).

عن علي بن أبي طالب قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ، ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر"» (6).

عن أبو ثعلبة الخشني قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه"» (7).


النصف من شعبان من منظور السنة والشيعة

السنة

بحسب رأي بعض علماء السنة مثل يوسف القرضاوي، ومحمد صالح المنجد، وعطية صقر، فإنه لم يثبت عن النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تخصيصه هذه الليلة بعبادة، ولم يثبت عن الصحابة شيء في هذا.(8) ولم يأت فيها حديث وصل إلى درجة الصحة، والدعاء الذي يقرأه بعض الناس في بعض البلاد، ويوزعونه مطبوعًا، دعاء لا أصل له.(9) (10). فيما يرى علماء آخرون مثل محمد علوي المالكي وحسنين محمد مخلوف وعلي جمعة وعبد الله صديق الغماري وغيرهم بأن الأحاديث الواردة في فضل هذه الليلة صحيحة، وحتى الضعيف منها فيعمل به في هذا الباب لأنه من فضائل الأعمال (11) ويقولون بأنه قد ورد عن جماعة من السلف اعتناؤهم بهذه الليلة واجتهادهم بالعبادة فيها كما قال ذلك ابن رجب الحنبلي: «وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها» (12) وكما قال ابن تيمية: «وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا» (13). لذا فإنهم يعتنون بهذه الليلة أشد الاعنتاء، حتى قال عبد الله صديق الغماري ناصحاً (14):

فقم ليلة النصف الشريف مصلياً

فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه

فكم من فتى قد بات في النصف آمناً

وقد نسخت فيه صحيفة حتفه

فبادر بفعل الخير قبل انقضاءه

وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه

وصم يومه لله وأحسن رجاءه

لتظفر عند الكرب منه بلطفه

الشيعة

ليلة عظيمة القدر عند المسلمين الشيعة، ويسمونها ليلة (القضاء). وللشيعة فيها عبادات خاصة من صلوات وأذكار وأوراد على أن أهمها زيارة ضريح الحسين والصوم في يوم النصف من شعبان، وفيها أيضاً ولادة الإمام الثاني عشر عند الشيعة المهدي المنتظر حيث يحتفلون ابتهاجاً بها. وفيها أيضاً تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة.

ويذكر الشيخ محمد حسن الحبيب وهو أحد شيوخ الشيعة على موقعه فضل النصف من شعبان فيقول

جَاءَ فِي ثَوَابِ الأَعْمَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ الْمِصْرِيِّ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ (عَنْ هَارُونَ بْنِ سَالِمٍ) عَنِ ابْنِ كُرْدُوسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) ﴿مَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ الْعِيدِ وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ﴾.(15)

وَسَأَلَ زُرَارَةَ اَلإِمَامَ الصَّادِق مَا تَقُولُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ؟ فَقَالَ ﴿يَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا مِنْ خَلْقِهِ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ مِعْزَى كَلْبٍ وَيُنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلائِكَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَإِلَى الأَرْضِ بِمَكَّةَ﴾.(16)

الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ فِي الأَمَالِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْفَحَّامِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ حُمْدُونٍ الْهَرَوِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ (بْنِ السَّرِيِّ) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ قَالَ سُئِلَ الْبَاقِرُ عَنْ فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ؟ فَقَالَ ﴿هِيَ أَفْضَلُ لَيْلَةٍ بَعْدَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِيهَا يَمْنَحُ اللَّهُ تَعَالَى الْعِبَادَ فَضْلَهُ وَيَغْفِرُ لَهُمْ بِمَنِّهِ فَاجْتَهِدُوا فِي الْقُرْبَةِ إِلَى اللَّهِ فِيهَا فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ آلَى اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَرُدَّ سَائِلا لَهُ فِيهَا مَا لَمْ يَسْأَلْ مَعْصِيَةً وَإِنَّهَا اللَّيْلَةُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بِإِزَاءِ مَا جَعَلَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِنَبِيِّنَا (ص) فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ وَحَمِدَهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَكَبَّرَهُ مِائَةَ مَرَّةٍ غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ مَعَاصِيهِ وَقَضَى لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا الْتَمَسَهُ مِنْهُ وَمَا عَلِمَ حَاجَتَهُ إِلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَلْتَمِسْهُ مِنْهُ كَرَماً مِنْهُ تَعَالَى وَتَفَضُّلا عَلَى عِبَادِهِ﴾.(17)

وَجَاءَ فِي عُيُونِ الأَخْبَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ النَّقَّاشِ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ جَمِيعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا عَنْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ﴿هِيَ لَيْلَةٌ يُعْتِقُ اللَّهُ فِيهِ الرِّقَابَ مِنَ النَّارِ وَيَغْفِرُ فِيهَا الذُّنُوبَ الْكِبَارَ ... وَأَكْثِرْ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ فَإِنَّ أَبِي كَانَ يَقُولُ الدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ قُلْتُ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّهَا لَيْلَةُ الصِّكَاكِ قَالَ تِلْكَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ﴾. (18)


فتوى دار الإفتاء بخصوص النصف من شعبان

أوردت دار الإفتاء فتوى لمفتى الجمهورية الدكتور علي جمعة بتاريخ 14/01/2006 برقم مسلسل 470 وعنوان الاحتفال بليلة النصف من شعبان وغيرها من المناسبات الدينية.

وهذا نص السؤال والجواب كما ورد على موقع دار الإفتاء:

الســــؤال

اطلعنا على الطلب
المقيد برقم 2335 لسنة 2005م المتضمن:
  • {1} نقوم منذ أمد بعيد بالاحتفال بليلة النصف من شعبان ، وذلك باجتماع أهل القرية شيبة وشبابًا وأطفالاً ونساءً بالمسجد لصلاة المغرب ، وعقب الصلاة نقوم بقراءة سورة " يس " ثلاث مرات يعقب كل مرة قراءة الدعاء بالصيغ التي وردت في القرآن الكريم والدعاء للإسلام والمسلمين ، وكنا سابقًا ندعو بدعاء نصف شعبان المعتاد وذلك بطريقة جماعية وجهرية ، وقد استبدلناه بالدعاء من القرآن الكريم . فما رأي الدين في الاحتفال بليلة نصف شعبان بهذه الصورة ؟
  • {2} نقوم بالاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة ، مثل الاحتفال بليلة القدر ، والإسراء والمعراج ، والمولد النبوي الشريف .. إلخ ، وذلك باجتماع نخبة من المشايخ والعلماء لإلقاء بعض المحاضرات الدينية لهذه المناسبات ، مع إقامة بعض المسابقات والابتهالات الدينية ، مع الاستعانة بسماعات خارج المسجد وداخله وعمل زينات خارج المسجد بالأنوار ، وأحيانا نقوم بتصوير الحفلة بالفيديو مع عمل جلسة خاصة للسادة العلماء عبارة عن منضدة وكراسي للجلوس في مواجهة الحاضرين داخل المسجد ، مع توزيع بعض المشروبات والحلويات ، وتكريم حفظة ومحفظي القرآن الكريم وعمال المساجد المجتهدين . فما رأي الدين أيضا في الاحتفال بهذه الصورة؟

الـجـــواب

فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد
أولاً : ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة ، ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة ، فالاهتمام بها وإحياؤها من الدين ولا شك فيه ، وهذا بعد صرف النظر عما قد يكون ضعيفًا أو موضوعًا في فضل هذه الليلة .
ومن الأحاديث الواردة في فضلها :
حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : « يَا عَائِشَةُ ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ! » ، فقُلْتُ : وَمَا بِي ذَلِكَ ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ ، فَقَالَ : « إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ » رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد .
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « يَطَّلِعُ الله إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ » رواه الطبراني وصححه ابن حبان .
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ ؟ أَلاَ مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ ؟ أَلاَ كَذَا أَلاَ كَذَا ... ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ » رواه ابن ماجه .
ولا بأس بقراءة سورة " يس " ثلاث مرات عقب صلاة المغرب جهرًا في جماعة ؛ فإن ذلك داخل في الأمر بإحياء هذه الليلة ، وأمر الذكر على السعة ، وتخصيص بعض الأمكنة أو الأزمنة ببعض الأعمال الصالحة مع المداومة عليها أمر مشروع ما لم يعتقد فاعلُ ذلك أنه واجب شرعي يأثم تاركه ؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : « كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا » متفق عليه ، قال الحافظ ابن حجر في [ الفتح ] : " وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك " ا هـ .
وقال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف : " واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين :
أحدهما : أنه يُستحب إحياؤها جماعة في المساجد ، كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك ، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك ، وقال في قيامها في المسجد جماعة : ليس ذلك ببدعة ، نقله عنه حرب الكرماني في مسائله .
والثاني : أنه يُكَرَهُ الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء ، ولا يكره أن يُصلي الرجل فيها بخاصة نفسه ، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم " .
وعلى ذلك : فإحياء ليلة النصف من شعبان على الصفة المذكورة أمر مشروع لا بدعة فيه ولا كراهة ، بشرط أن لا يكون على جهة الإلزام والإيجاب ، فإن كان على سبيل إلزام الغير وتأثيم من لم يشارك فيه فإنه يصبح بدعة بإيجاب ما لم يوجبه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا هو المعنى الذي من اجله كره من كره من السلف إحياء هذه الليلة جماعةً ، فإن انتفى الإيجاب فلا كراهة .
ثانيًا : الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة أمر مرغب فيه ما لم تشتمل على ما يُنْهَى عنه شرعًا ؛ حيث ورد الشرع الشريف بالأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله عز وجل { وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ }(إبراهيم 5) ، وجاءت السنة الشريفة بذلك ؛ ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع ويقول : « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ » ، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : « مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ ؟ » ، فَقَالُوا : هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ ؛ أَنْجَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : « فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ » ، فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ .
وعليه : فالاحتفال بالمناسبات الدينية على الصورة المذكورة أمر مشروع لا كراهة فيه ولا ابتداع ، بل هو من تعظيم شعائر الله تعالى {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوب} (الحج 32) .
والله سبحانه وتعالى أعلم


بعض مظاهر احتفال الإخوان بالنصف من شعبان

كان للإخوان المسلمين ممارسات خاصة فى الاحتفال بالنصف من شعبان فمع الاحتفال بالمحاضرات الدينية كان هناك جانب اجتماعي وخدمي وذكرت ذلك مجلة الوفد المصري عام 1941 فقالت تحت عنوان: "إطعام 500 فقير فى جمعية الإخوان المسلمين بجرجا": "لمناسبة الاحتفال بنصف شعبان المعظم تبرعت جمعية الإخوان المسلمين بجرجا بإطعام خمسمائة فقير بدار الجمعية، وقد وزعت على الفقراء اللحوم والأطعمة، وكان يشرف على النظام حضرة السيد محمد الأنصاري (رئيس الجمعية)، والأستاذ رياض الكريمي سكرتيرها، ومحمود أفندي سرور (أمين الصندوق)، والأستاذ عبد العزيز الشربيني (معاون إدارة مركز جرجا)، وأحد أعضاء الجمعية، وباقى أعضاء الجمعية" (20).


ليلة النصف من شعبان بقلم الشهيد حسن البنا

نُشر هذا المقال بجريدة الإخوان المسلمين، العدد (20) من السنة الأولى (1352م)، وأُعيد نشره بنفس الجريدة في شعبان سنة 1353هـ.

بعث إلينا أحد الإخوان بمحلة دمنة دقهلية يسأل عما ورد في ليلة النصف من شعبان، وما يفعله الناس فيها من الدعاء ونحوه، وسنجيبه- إن شاء الله تعالى- ونُذكِّر القراء َالكرام بالمنهج الذي أشرنا إليه في العدد الأول في الفُتيا من أننا نتحرى الحق جهد استطاعتنا مما بين أيدينا من المراجع والنصوص، ثم نقدمه للقراء على أنه مبلغ جهدنا واستطاعتنا؛ فمن وجد دليلاً غير ما أوردنا أو حجة غير ما وجدنا فليتقدم بذلك مشكورًا، فإن الحق يجب أن يكون طلبة الباحث وغايته، وفوق كل ذي علم عليم، والله المستعان.

الكلام في ليلة النصف من شعبان يتصل بنواحٍ ثلاث؛ أُولاها: ما ورد في هذه الليلة. وثانيها: الحق والباطل مما يعتقده العامة فيها ويتلونه. وثالثها: حكم هذا الدعاء المعروف.


أولاً: ما ورد في فضل هذه الليلة

1- قول الله تبارك وتعالى في أول سورة الدخان: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ (الدخان: 3، 4). اختلف العلماء في الليلة المقصودة في هذه الآية الكريمة، فمنهم من ذهب إلى أنها ليلة القدر التي تكون في رمضان، ومنهم من ذهب إلى أنها ليلة النصف من شعبان، ومنهم من ذهب إلى أن ليلة القدر قد تكون في النصف من شعبان، فكأنه يريد أن يجمع بين القولين؛ وهو قول ضعيف جدًّا، لا يثبت أمام التحقيق فلندعه.
ولنحصر البحث في القولين اختصارًا، فأما القول بأنها ليلة القدر فهو الراجح الوارد عن جمهرة المفسرين والعلماء المحققين، وقد تعقبوا أدلة القائلين بأنها ليلة النصف من شعبان بما يبدو أمامنا صالحًا لرده، وإليك نماذج من ذلك:
قال الألوسي في تفسيره عند قوله تعالى: ﴿فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِين﴾: "هي ليلة القدر على ما روى ابن عباس وقتادة وابن جبير ومجاهد وابن زيد والحسن، وعليه أكثر المفسرين والظواهر معهم، وقال عكرمة وجماعة: هي ليلة النصف من شعبان".
وقال الطبري في تفسيره عن هذه الآية الكريمة: واختلف أهل التأويل في تلك الليلة، أي ليلة من ليالي السنة هي؟ فقال بعضهم: هي ليلة القدر، ثم ذكرهم، وقال بعد سردهم: "وقال آخرون: بل هي ليلة النصف من شعبان، ولم يذكرهم"، ثم قال: "والصواب في ذلك قول من قال هي ليلة القدر؛ لأن الله- جل ثناؤه- أخبر أن ذلك كذلك"، وقد أُكد هذا المعنى في ذلك البحث نفسه.
وقال النيسابوري في تفسير الآية الكريمة أيضًا: وأكثر المفسرين على أنها ليلة القدر لقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (القدر:1)، وليلة القدر عند الأكثر في رمضان.. ثم نقل كلام الطبري وقال بعده: وزعم بعضهم كعكرمة وغيره أنها ليلة النصف من شعبان، وما رأيت لهم دليلاً يعول عليه، فها أنت ترى من أقوال هؤلاء الأعلام أن الآية الكريمة لا تصلح أن تكون دليلاً في فضل ليلة النصف من شعبان.

2- ما ورد من أحاديث في فضل هذه الليلة، ومن ذلك:

أ- ما أخرجه بن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان عن علي- كرم الله وجهه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألاَ من مستغفر لي، فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه! ألا مبتلىً فأعافيه! ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر".
ب- ومنها: ما أخرجه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي وابن ماجه عن عائشة قالت: فقدت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافعًا رأسه إلى السماء، فقال: "يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟"، فقلت: ما بي من ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: "إن الله- عز وجل- ينزل في ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب".
ج- ومنها ما أخرجه أحمد بن حنبل في المسند عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال:"يطلع الله- عز وجل- إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن، وقاتل نفس".
ولو صحت هذه الأحاديث وسلمت من العلل لكانت أدلة قوية في فضل الليلة، ولكنها جميعها تكلم فيها المحدثون وأعلُوها، فمنها ما ذكروا ضعف إسناده كما قال العراقي في الحديث الأول، ومنها ما ذكروا أن في إسناده لينًا كما ذكر الحافظ المنذري في الحديث الثالث، حتى قال الحافظ أبوبكر العربي: "لا يصح فيها شيء".
وإذ تطمئن إليه النفس أن هذه الأحاديث- مع التسليم بضعفها وتعليلها- تكفي لأن تجعل لهذه الليلة فضلاً على غيرها من ليالي هذه الشهر، وتجعل القيام بما ورد من العبادات- كقيام ليلها- قيامًا شرعيًّا، وصيام يومها صيامًا شرعيًّا، كذلك من المستحبات بناءً على قاعدة العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، بشرط ألا يُتخذ ذلك ذريعة إلى التعبد فيها بما لم يرد به دليل.

ثانيًا: عقائد العامة في هذه الليلة وعبادتهم فيها

أولاً: يعتقدون أن هذه الليلة هي الليلة التي يُفرَق فيها كل أمر حكيم، فيقضى فيها أمر السنة كلها فيما يتعلق بشئون الخلق، وقد علمت - مما تقدم- الخلاف في الليلة المقصودة بترجيح أنها ليلة القدر.
ثانيًا: يعتقدون أن من حضر الدعاء الذي يدعون به في المسجد بعد المغرب وصلى الصلاة التي ذكروها، وحضر هذا الاجتماع الذي يجتمعونه لم يمت هذه السنة، وثبَّت الله ورقة أجله، ويتشاءمون إذا فاتهم هذا الجمع، وهي عقيدة باطلة لا أساس لها من الدين ألبتة.
ثالثًا: يقرأون سورة (يس) في هذه الليلة، ويجمعون بينها وبين الدعاء بكيفية خاصة، ولم أرَ في ذلك دليلاً.. نعم، إن قراءة القرآن مستحَبة في كل وقت، ولكن تخصيص هذه الليلة سورة خاصة وبكيفية خاصة أمر لا يثبت إلا بدليل خاص، وليس عندنا هذا الدليل، ومن وجده فليأت به.
رابعًا: يذكرون أن لهذه الليلة صلاةً خاصة؛ هي مائة ركعة، يُقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد﴾ إحدى عشرة مرة، وإن شاء صلى عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة مائة مرة ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد﴾، ذكر ذلك الإمام الغزالي في الإحياء، وقال: كان السلف يصلون هذه الصلاة ويسمونها صلاة الخير، ويجتمعون فيها، وربما صلوها جماعة.
روي عن الحسن أنه قال: حدثني ثلاثون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه من صلى هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة، وقضى له بكل نظرة سبعين حاجة، أدناها المغفرة.. هكذا قال الإمام الغزالي في كتاب (الإحياء).
وقد تعقبه الحافظ العراقي بأن حديث صلاة نصف شعبان حديث باطل، وهو رأي جمهور العلماء فيه، بدليل أنه لم يرد في كتاب من كتب الحُفَّاظ الأثبات، ولم يسنده راويه إلى صحابي معروف، ولم يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علمت أن تخصيص وقت بعبادة خاصة يحتاج إلى دليل شرعي، ولا دليل على هذه الصلاة كما رأيت.

خامسًا: الدعاء بالصيغة المعروفة، وقد أفردناه ببحث خاص لأهميته وكثرة اختلاف الناس فيه.


ثالثًا: دعاء نصف شعبان، وينقسم الكلام فيه إلى ثلاثة أقسام

صيغته

يلاحظ بعض العلماء في صيغة هذا الدعاء أمورًا تخالف ظواهر الأدلة الشرعية، منها:
(1) نسبة التجلي الأعظم وإبرام الأمور والفصل فيها... إلى ليلة النصف من شعبان، وقد علمت رجحان أن ذلك في ليلة القدر لا في ليلة النصف.
(2) نسبة المحو والإثبات إلى أم الكتاب، وإن كانت اللوح المحفوظ فلا محو فيها ولا إثبات، وإن كان علم الله تبارك وتعالى فكذلك؛ فكيف يقال في هذا الدعاء: اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًّا أو محرومًا... إلخ، فامح اللهم شقاوتي... إلخ!
وقد اختلف المفسرون في تفسير الآية الكريمة: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: 39)، وعندي أنهم- جزاهم الله خيرًا- لو أمعنوا النظر فيما قبل الآية وما بعدها لَمَا كان ثمة داعٍ لهذا الخلاف، فقد نزلت الآيات حين سألت قريش النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يستعجل لها العقوبة، فأنزل الله قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ (الرعد من الآية 38)، إشارة إلى أحكام البشرية عليهم- عليهم الصلاة والسلام- ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاب﴾ (الرعد من الآية 38)، إشارة إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يأتي بالآيات من نفسه، ولا يستطيع ذلك إلا بإذن الله، فلا معنى لسؤاله إياه.
﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٍ﴾، إشارة إلى أن الحوادث تقع في آجالها ومواعيدها الغائبة في تقدير الله تبارك وتعالى، لا تستقدم لحظة ولا تستأخر، فلا لزوم لإرهاقهم نبيهم - صلى الله عليه وسلم- باستعجال ما لم يحن وقته بعد.
﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ﴾ (الرعد: من الآية 39)، يفعل الله ما يشاء ويترك ما يشاء، يوجد ما يشاء ويعدم ما يشاء، إشارة إلى مطلق تصرفه سبحانه وتعالى في شئون الخلق إيجادًا وعدمًا، وتنبيهًا لهم إلى أن سؤال الآيات واستعجال العقوبات إنما يكون لله وحده ﴿وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: من الآية 39) علمه أو لوحه قد أثبت فيه ذلك المحو وذلك الإثبات على النحو الذي يقع فيه ﴿وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ (الرعد:40).
وسواء وقع هذا الذي ثبت في أم الكتاب وجودًا أو عدمًا في حياتك، أو توفيتك قبل وقوعه فذلك لا يقدح في مهمتك؛ وهي تبليغ الشريعة، فعليك أن تبلغهم ما أمرت به، وعلينا أن نحاسبهم بعد ذلك على مواقفهم منك.
هذا التفسير للآيات مطابق لظاهرها، مُخرج لكل خلاف فيها متفق مع السياق، منسجم مع أسباب النزول بعيد عن الكلفة والتعسف فيما أعتقد، والله أعلم بمراده. وإنما عرضت له هنا أن هذه الآية الكريمة لا تصلح حجة للذين يصححون صيغة الدعاء، وعليهم البحث عن دليل آخر.
(3) سؤاله- تبارك وتعالى- محو الشقاوة والحرمان والطرد والتقتير في الرزق وإثبات أضدادها من السعادة والقبول والسعة في الرزق، وإثبات هذا الاعتراض على صيغة الدعاء... يزج بنا في مأزق القضاء والقدر؛ وهو ما يحتاج إلى بحوث مستقلة، والإمساك عنه خير، والخلاف فيه شديد، ومن ذلك نعلم أن اعتراض العلماء على صيغة هذا الدعاء مبني على خلاف شديد يتسع له مجال الرأي، وتكثر فيه مواطن الشبهات، ولا شك أن دعاءً مُجمَعًا على صيغته خير وأجدى من دعاء تُثار حوله كل هذه المشكلات.

أصله

هذا الدعاء لم يرد في القرآن طبعًا، ولا في الأحاديث الصحيحة، وكل ما علمنا عن أصله أنه ذكر، أو بعضه قد ورد على لسان بعض الصحابة والتابعين الصالحين، قال الألوسي في تفسيره: أخرج بن أبي شيبة في المصنف وغيره عن ابن مسعود - رضي الله عنه- قال: ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته: "يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًّا فامح عني اسم الشقاوة، وأثبتني عندك سعيدًا، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محرومًا مقترًا عليَّ رزقي، فامح حرماني، ويسر رزقي، وأثبتني عندك سعيدًا موفقًا للخير، فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وغيره عن عمرو- رضي الله عنه- أنه قال- وهو يطوف بالبيت-: "اللهم إن كنت كتبت عليَّ شقوة أو ذنبًا فامحه واجعله سعادة ومغفرة، فإنك تمحو ما شئت، وتثبت وعندك أم الكتاب"، وذكر مثله عن شقيق أبي وائل هذا ما ورد في آثار كثيرة عن الصحابة والتابعين في النهي عن سؤال محو الشقاوة وإثبات السعادة، نقل ذلك بن جرير الطبري عن ابن عباس من طريق سعيد بن جبير، وعن مجاهد كذلك من طرق عدة، وذكر صاحب الإبداع أنه نقل عن اليافعي أن أول ما يدعى في ليلة النصف من شعبان: "اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه".

هذا ما ورد في أصل الدعاء، ويلاحظ عليه ما يأتي:

(1) أنه ليس مأثورًا كله جملة واحدة عن أحد من الصحابة أو التابعين.
(2) أن فيه ما يصدم بآراء بعضهم- رضوان الله عليهم.
(3) أنه لم يؤثر عن النبي- صلى الله عليه وسلم- والدعاء بالمأثور أولى قطعًا.
(4) أننا لا نعرف درجة ثبوت نسبته إلى مَنْ نُسب إليه من الأئمة.

كيفيته

يتلى هذا الدعاء بتلقن الإمام أو غيره عدة مرات، وهم يقولونه خلفه بأصوات عالية، مع أن كثيرًا منهم لا يفهمون معناه، ويخطئون في ألفاظه من حيث الإعراب، ويرددونه بحالة لا تدل على الخشوع أبدًا، ولا يقولونه إلا في هذه الليلة، حتى صار شعارًا لها، منسوبًا إليها، وكل ذلك مخالف للأحكام من عدة نواحٍ:
منها: (1) التخصيص الذي يحتاج إلى دليل شرعي وهو غير موجود.
ومنها: (2) فقدان الخشوع وحضور القلب والله تعالى يقول: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ (الأعراف: 55).
ومنها: (3) رفع الأصوات بهذه الحال، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- أصحابه يرفعون أصواتهم في الدعاء، فنهاهم عن ذلك بالحديث الصحيح: "أربعوا عن أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمًا؛ إنما تدعون سميعًا بصيرًا".
منها: (4) أن الداعين لا يتذوقون معناه، ولا تتأثر به قلوبهم؛ ولأن يناجي أحدهم ربه بحاجته التي يشعر بها، ويجد في نفسه أثرها، أنفع وأجدى من ترديد ألفاظ ملقنة، لا يدرك معناها.


خلاصة البحث

إذا تقرر هذا علمت أن خلاصة البحث تنحصر في هذه الأمور:

  • أولاً: ليلة النصف من شعبان ليلة فاضلة، وإحياؤها بأي طاعة من طاعات الله وصوم يومها مستحب.
  • ثانيًا: تخصيصها بعبادات خاصة من قراءة (يس)، وصلاة الخير، والدعاء الخاص أمر لا دليل عليه من الشرع، فالواجب عدم التقيد به، وعدم اتخاذه شعارًا لها.
  • ثالثًا: هذا الدعاء الذي تعوده الناس لم يثبت أصله من الكتاب والسنة، وصيغته محل خلاف عظيم، والكيفية التي يلقيه الناس بها مخالفة للأحكام الشرعية.


خاتمة

الناس في ليلة النصف من شعبان قسمان:

  • قسم يتحمس لهذه التقاليد الموروثة تحمسًا عظيمًا، ويدافع عنها دفاعًا قويًّا، ويلتمس لأصحابها الحجج والمعاذير، ومنهم فريق من أئمة المساجد ومن أهل العلم، وهؤلاء أقول لهم: "عليكم أن تلاحظوا الأقوال الشرعية قبل ذلك، فإنكم بلا شك ستتركون هذا الحماس".
  • وقسم يتحمس ضدها تحمسًا عظيمًا كذلك؛ فيحقر من شأنها، وينحي باللائمة على فاعليها، وقد يؤديه ذلك إلى السب والشتم، بل إلى الاشتباك أحيانًا، وهؤلاء أقول لهم: "عليكم أن تلاحظوا الذين يفعلون ذلك؛ إنما يفعلونه لأنهم يعتقدون أنه من الدين، فهم حَسَنُو النية، وحَسَنُ النية لابد من الرفق معه، وإن هذا المظهر من المظاهر الدينية يوقظ في المسلمين روح الشعور بالإسلام والحماس له، ومقاومته بهذه الوسائل من التحقير والعنف يهدم في نفوس العامة ما بقي فيها من تقديس الدين واحترمه، ويقوي دعاية الخروج على الدين والاستهتار به، وإذن فيكون ضرر هذه المقاومة أشد من نفعها".

والذي يوجبه الدين على كل مسلم استخدام الحكمة في الأمر والنهي، ولا سيما في المظاهر التي تتعلق بأعمال الجماهير مجتمعة، فإنها أحوج ما تكون إلى حسن السياسة ودقة المسلك، فعلى الرعاة والمرشدين واجب قدسي؛ هو أن ينشروا هذه الأحكام بين الناس في ظل التعليم الصحيح، والحب الخالص، وتبادل شعور العطف، والتعاون في البحث عن الحقيقة.. وبمرور الزمن والدأب على الإرشاد يتعرف الجمهور الحق، فيعود إليه، والله الهادي إلى سواء السبيل.


أهم أحداث شهر شعبان

شهر شعبان من الأشهر التي لها مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلام؛ حيث تُرفع فيه الأعمال لله عز وجل.. وكلمة شعبان تعني كما جاء في كتاب (مختار الصحاح): ش ع ب الشَّعْب بوزْن الكَعْب ما تَشعَّب مِن قَبائِل العَرَب والعَجَم والجمع شُعُوب، وهو أيضًا القَبِيلة العَظِيمة، وقيل أكْبَرُها الشَّعْب ثم القَبِيلة ثم الفَصِيلة ثم العِمارة بالكسر ثم البَطْن ثم الفَخِذ، وشَعبَ الشَّيْءَ فَرَّقه، وشَعَبَه أيضًا جَمَعه من باب قَطَع وهو من الأضْداد، وفي الحديث "ما هَذِه الفُتْيَا التي شَعَبْتَ بها النَّاسَ" أي فَرَّقْتَهم، والشُّعْبة واحدةُ الشُّعَب وهي الأَغْصَان، وجمع شَعْبان شَعْبانات.


الغزوات والمعارك

  • في 9 من شعبان 932هـ= 21 من مايو 1526م: السلطان المسلم بابر شاه ينتصر على جيش هندي ضخم، يضمُّ 100 ألف جندي وألف فيل في معركة "بانيبات" التي استمرت 7 ساعات فقط، وينتمي بابر شاه إلى سلالة تيمور التي أقامت حكمًا إسلاميًّا في الهند استمر 3 قرون.
  • معركة الحُصَيْد: بين المسلمين بقيادة "القَعْقَاع بن عمرو"، والفُرس بقيادة "رُوزَبَه"، وكانت في 10 من شعبان 12 هـ= 20 من أكتوبر 633م، وانتصر المسلمون، وفرَّ الجيش الفارسي بعد مقتل قائدهم.
  • 15 من شعبان 1294هـ= 25 من أغسطس 1877م: القائد العثماني أحمد مختار باشا ينتصر على الجيش الروسي في معركة "كدكلر"، ويحصل من السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" على لقب "غازي" لانتصاراته المتعددة على الجيوش الروسية.
  • في 18 من شعبان 967هـ= 14 من مايو 1560م الأسطول العثماني بقيادة طرغد باشا ينتصر على الأسطول الأسباني الصليبي في معركة "جربا" قرب تونس، في واحدةٍ من كبرى المعارك البحرية في التاريخ العالمي في تلك الفترة، ويقتل أكثر من ثلثي بحَّارة الأسطول الأسباني، في حين لم يسقط من العثمانيين سوى ألف شهيد فقط.
  • 20 من شعبان 852هـ= 19 من أكتوبر 1448م، السلطان العثماني مراد الثاني ينتصر على جيوش أوروبا المسيحية المؤلَّفة من مائة ألف مقاتل في معركة كوسوفا بعد 3 أيام من القتال الشرس الذي قُتِل فيه 17 ألف أوروبي، وتُعدُّ هذه الحملة الأوروبية هي الحملة السادسة التي تجهِّزها أوروبا لطرد العثمانيين من أوروبا لكنها فشلت في تحقيق الهدف.
  • في 23 من شعبان 13هـ= 22 من أكتوبر 634هـ، نشوب معركة الجسر بين المسلمين بقيادة "أبي عبيد" والفرس بقيادة ذي الحاجب "بهمن بن جاذويه"، وكانت معركةً هائلةً استُشهد فيها أبو عبيد، وتولَّى القيادة المثنى بن حارثة، ولم يوفَّق المسلمون في تحقيق النصر، وإن أبلَوا بلاءً حسنًا في المعركة.
  • نشوب معركة "أُلَّيْس الصغرى" بين المسلمين بقيادة "المثنَّى بن حارثة" والفرس في 24 من شعبان 13هـ= 23 أكتوبر 634م، وكان النصر فيها حليفًا للمسلمين.


مواليد

  • مولد الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير، أول مولود في الإسلام، في 2 من شعبان 2هـ= 29 من يناير 624م، نشأ في بيت نُبل وشرف، وعلم وحكمة، فأبُوه الصحابي الجليل الزبير بن العوام، وأمُّه أسماء بنت أبي بكر الصديق، وخالتُه أم المؤمنين عائشة، وُصف بالشجاعة والإقدام، ودعا لنفسه بالخلافة بعد وفاة معاوية بن يزيد سنة 64هـ.
  • في 3 من شعبان 4هـ= 9 من يناير 626م، مولد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وُلد في المدينة المنورة، وكان حِبَّ النبي- صلى الله عليه وسلم- هو والحسن، دعا لنفسه بالخلافة بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان وتولِّي ابنِه الخلافة؛ حيث لم يرضَه الحسين خليفةً للمسلمين، استُشهد في واقعة كربلاء الشهيرة.
  • في 15 من شعبان 476هـ= 28 من ديسمبر 1083م، مولد العالم الكبير أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي السبتي، المعروف بالقاضي عياض، حافظ المغرب، وأحد أئمة العلم في القرنين الخامس والسادس الهجريَّين، وصاحب المؤلفات المعروفة في الحديث والفقه والتاريخ، ومن أشهرها: مشارق الأنوار، والإلماع.
  • 15 من شعبان 1217هـ= 11 من ديسمبر 1803م مولد العالم الجليل أبي الثناء شهاب الدين محمود الآلوسي، أحد أئمة العلم في القرن الثالث عشر الهجري، وصاحب التفسير المعروف بـ(روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني).
  • مولد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في 16 من شعبان 1258هـ= 22 سبتمبر 1842م، ويُعدُّ من السلاطين العظام في تاريخ الدولة العثمانية قبيل غروب شمسها، وزوال خلافتها، وحفل حكمُه الذي امتدَّ أكثر من 31 عامًا بكثير من الأحداث، استخدم فيها السلطان دهاءَه السياسيَّ للمحافظة على إمبراطوريته المترامية الأطراف من التفكك والضياع.
  • في 25 من شعبان 625هـ= 31 من يوليو 1227م، مولد الفقيه الشافعي الكبير تقيّ الدين محمد بن علي بن وهب، المعروف بابن دقيق العيد، أحد أعلام القرن السابع الهجري، له مؤلفات كثيرة، ومواقف محمودة.


وفيـات

  • وفاة الخليفة أبي عبد الله المعتزّ بن المتوكل بن المعتصم، في 2 من شعبان 255هـ= 16 من يوليو 868م، وهو الخليفة الثالث عشر في سلسلة خلفاء الدول العباسية، تولَّى الحكم سنة 252هـ، وظل في منصبه ثلاث سنوات ونصف السنة، وخلفه المهتدي بالله.
  • في 6 من شعبان 1398هـ= 7 من يوليو 1978م، وفاة الفقيه الكبير الشيخ علي الخفيف، أحد أئمة الفقه المعروفين في القرن الرابع عشر الهجري، وصاحب المؤلفات العميقة في الفقه والتشريع، تخرَّج في مدرسة "القضاء الشرعي"، وعمل بالقضاء فترةَ، ثم عمل بجامعة القاهرة في كلية الحقوق أستاذًا للشريعة الإسلامية.
  • 19 من شعبان 1413هـ= 12 من فبراير 1993م، وفاة المحدِّث الكبير "عبد الله بن محمد الغماري"، أحد كبار المحدثِّين في القرن الرابع عشر الهجري، وصاحب المؤلفات المتعددة في الحديث.
  • في 21 من شعبان 1208هـ= 25 من مارس 1793م وفاة الإمام الأكبر "أحمد العروسي"- شيخ الجامع الأزهر- وهو الشيخ الحادي عشر في سلسلة شيوخ الجامع الأزهر، اشتُهر العروسي بمواقفه الشجاعة، ووقوفه مع الحق، ومؤازرته للشعب ضد عسف بعض المماليك في مصر، له مؤلفاتٌ وآثارٌ علمية، منها: "مختصر العروسي في الفقه".
  • 28 من شعبان 456هـ= 15 من يوليو 1064م، وفاة الإمام الكبير محمد بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، المعروف بابن حزم، أحد أعلام المسلمين في القرن الخامس الهجري، وصاحب المؤلفات المعروفة في الفقه والتاريخ ومقارنة الأديان، ومن أشهرها المحلَّى، والفصل في الملل والأهواء والنحل، وإحكام الأحكام، وجمهرة أنساب العرب.
  • في 30 من شعبان 415هـ= 10 من نوفمبر 1024م، وفاة أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الخفاف المعروف بابن النقيب، أحد أئمة السنَّة في القرن الخامس الهجري، وُلد سنة 305هـ، وعاصَر من الخلفاء العباسيين: المقتدر والقاهر والراضي والمتقي والمستكفي والمطيع والطائع والقادر والغالب بالله، ومات عن عمر يناهز 110 سنوات.


أحداث متنوعة بشهر شعبان

  • في 3 من شعبان 646هـ= 21 من نوفمبر 1248م.. سقوط مدينة إشبيلية، كبرى الحواضر الأندلسية في أيدي "فرناندو الثالث" ملك قشتالة، وكان سقوطها تاليًا لسقوط عدد من المدن الإسلامية الأندلسية، مثل:

قرطبة، وبلنسية، وجيان، وأصبح الوجود الإسلامي في الأندلس محصورًا في مملكة غرناطة في الجنوب.

  • 4 شعبان 1367هـ= 11 يونيو 1948م.. بدء الهدنة الأولى في فلسطين بين الجيوش العربية والعصابات اليهودية، وكان الوسيط الدولي في هذه الهدنة الكونت "فولك برنادوت"، الذي اغتاله اليهود بسبب اقتراحه وضْعَ حدٍّ للهجرة اليهودية في فلسطين، ووضْع [القدس] كلها تحت السيادة الفلسطينية!!
  • في 7 من شعبان 12هـ= 17 من أكتوبر 633م.. خروج أبي عبيدة بن الجراح- رضي الله عنه- قائدًا على أحد الجيوش الأربعة التي أرسلها الخليفة أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- لفتح الشام، وأبو عبيدة من السابقين في الإسلام، وشارك مع النبي- صلى الله عليه وسلم- في غزواته وسراياه، وشارك في الفتوحات الإسلامية في عهد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعًا.
  • 13 من شعبان 1339هـ= 24 مارس 1920م.. وضْع فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وقد مكَّن هذا الوضع من ازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين في موجات متتابعة، والتمكين لهم، وطرد السكان العرب، وانتهى هذا الوضع المأساوي بقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين سنة 1947م.
  • في 13 من شعبان 1425هـ= 27 من سبتمبر 2004م.. فوز مسلمتَين من أصل مغربي في انتخابات مجلس الشيوخ الفرنسي، في سابقةٍ هي الأولى من نوعها لمسلمي فرنسا، وكانت المسلمتان قد ترشَّحتا ضمن قائمتَين تابعتَين لحزبَين يساريَّين.
  • 14 من شعبان 1402هـ= 6 يونيو 1982م.. القوات "الإسرائيلية" بقيادة وزير الدفاع "شارون" تغزو لبنان، وترتكب مذبحة "صابرا وشاتيلا" ضد الفلسطينيين، وكان من نتائج هذا الغزو تأسيس حزب الله اللبناني تحت زعامة الشيخ "محمد حسين فضل الله"؛ حيث قاد هذا الحزب المقاومة حتى تحرير أغلب الجنوب اللبناني، وخَسِرت "إسرائيل" في هذا الغزو أكثر من 900 جندي قتيل.
  • 21 من شعبان 489هـ= 15 من أغسطس 1096م.. إعلان البابا أوربان الثاني هذا التاريخ موعدًا لتجمُّع الحملة الصليبية في القسطنطينية، والتأهُّب لبدء الحملة على المشرق الإسلامي، والاستيلاء على بيت المقدس وتخليصه من أيدي المسلمين.
  • في 21 من شعبان 559هـ= 19 من يوليو 1164م.. صلاح الدين الأيوبي يستعيد حمص من يد الصليبيين بعد أن حاصرها، وبفتحها صار أكثر الشام تحت يده.
  • 22 من شعبان 588هـ= 2 من سبتمبر 1192م.. قيام كلٍّ من صلاح الدين الأيوبي، وريتشارد قلب الأسد بعقْد صلح عُرِف بـ"صلح الرملة" بعد أن فشلت الحملة الصليبية الثالثة في تحقيق أهدافها، واتفق الطرفان على أن يُسمَح للمسيحيين بالحجِّ إلى بيت المقدس في أمن وأمان، وأن يحكم الصليبيون الساحل الشامي من صور إلى يافا.
  • 23 من شعبان 492هـ= 15 من يوليو 1099م.. سقوط بيت المقدس- ردَّ الله غربتها- في أيدي الصليبيين في حملتهم الأولى على المشرق الإسلامي، وقد دام حصارُهم للمدينة أكثر من أربعين يومًا سقطت بعدها، وحين دخلوا المدينة أقاموا بها المذابح، وقتَّلوا الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال!!


المراجع

(1) تحفة الإخوان في قراءة الميعاد في رجب وشعبان ورمضان، تأليف: شهاب الدين الفشني، ص86-88.

(2) الترغيب والترهيب، تأليف: المنذري، 2/132، وقال عنه: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.

(3) السلسلة الصحيحة، تأليف: الألباني، 3/135، وقال: حديث صحيح.

(4) الأمالي المطلقة، تأليف: ابن حجر العسقلاني، رقم 122، وقال عنه: حسن إن كان من رواية القاسم عن عمه.

(5) تخريج مشكاة المصابيح، تأليف: الألباني، رقم1251، وقال عنه: صحيح لغيره.

(6) شعب الإيمان، تأليف: البيهقي، 3/140/5، وقال: مرسل جيد.

(7) تحفة الذاكرين ،تأليف: الشوكاني، رقم 241، وقال عنه: إسناده ضعيف.

(8) الترغيب والترهيب، تأليف: المنذري، 3/392، وقال عنه: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.

(9) ليلة النصف من شعبان؟!!! من موقع صيد الفوائد

(10) ليلة النصف من شعبان: فضلها وحكم إحيائها من موقع إسلام أون لاين

(11) حكم الشرع في إحياء ليلة نصف شعبان بالتجمع والدعاء موقع القرضاوي

(12) ماذا في شعبان، تأليف: محمد علوي المالكي، ص66-93.

(13) لطائف المعارف، تأليف: ابن رجب الحنبلي، ص161.

(14) الفتاوى، تأليف: ابن تيمية، 23/132.

(15) حسن البيان، تأليف: عبد الله صديق الغماري، ص16

(16) وسائل ‏الشيعة ج 7 ص 478.

(17) من‏ لا يحضره ‏الفقيه ج 2 ص 94.

(18) وسائل ‏الشيعة ج8 ص 106.

(19) وسائل‏ الشيعة ج8 ص 59.

(20) مجلة الوفد المصرى – 21 شعبان 1360هـ / 13 سبتمبر 1941م.