الإخوان المسلمون والسياحة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون والسياحة


إخوان ويكي

مقدمة

السياحة هي السفر بهدف الترفيه أو التطبيب أو الاكتشاف، وهي مجموعة من الأنشطة الحضارية والثقافية والاقتصادية والتي يقوم بها الفرد الذي ينتقل من بلد إلى بلد آخر.

تعتبر السياحة من أهم مصادر الدخل لدى الدول المختلفة، لذا تسعى الدول إلى تنمية السياحة داخلها بمختلف أنواعها لجذب المزيد من السياح من أجل دعم العملة الصعبة في البلاد، و زيادة فرص العمل لدى الشباب وكل الفئات، كما أنها وسيلة للتبادل الثقافي بين الشعوب، وتعد مرآة حضارية تعكس الوجه الحضاري لشعبها.

ولم يقف الإسلام من السياحة موقف الضد، لأن الأصل في مطلق السفر الإباحة إلا إن عرض عارضٌ أخرجه عن الإباحة. فالترويح والسياحة ف الأرض والتفكر في الخلق من سنن الإسلام، إلا أن يكون الغاية منها فعل منكر أو ظلم أحد أو دعم ظالم أو نشر كفر، فهو ما لا يقره الإسلام.

ومن ثم لم يعارض الإخوان السياحة ما دمت وفق قوانين الدولة التي تحترم شعائر وشرائع الإسلام، بل اشتملت برامجهم على آليات تنشيط السياحة. غير أنهم تعرضوا لهجوم كبير سواء من العلمانيين أو بعض العاملين في مجال السياحة خوفا وخشية أن يطبق الإخوان المنظور الإسلامي في السياحة فيكون عامل نبذ وخوف للسائحين الذين لا يلتزمون بمعايير دين ولا قوانين دول، خاصة على الشواطئ التي قد تصل للتجرد من الملابس كاملة وهو ما يرفضه الإخوان شكلا وموضوعا.

حسن البنا والسياحة

كانت مصر في الوقت الذي ولد ومات فيه حسن البنا واقعة تحت سيطرة المستعمر البريطاني، حيث كان هو الحاكم الناهي في البلاد، وقد شجع كثير من السياحة التي أضرت بسمعة مصر، خاصة سياحة الرقيق الأبيض التي أصبحت مصر مركز للدعارة والزنا.

فقد نشر في تقرير صادر عن عصبة الأمم في صيف 1927م وفي القسم الخاص بمصر جاء ما يلي:

"لقد ثبت أن الديار المصرية عبارة عن سوق بغاء عظيمة للنساء والفتيات من جميع الأجناس، ولا سيما موسم السياحة "في وقت الشتاء"

وقيل أيضًا في تقرير آخر صادر عنها:

"إنك تستطيع عمل كل ما تريد في القطر المصري حيث تجد محترفي تجارة الرقيق الذين يأتون من جميع نواحي العالم، والنساء اللاتي يرغبن العمل في بيوت الدعارة، يغيرن سنهن لأن قيد النساء اللاتي لم يبلغن بعد سن الحادية والعشرين ممنوع".

وختم التقرير بما يلي:

"بناء على ما لدينا من المعلومات وبالرغم من الوسائط وسديد قول "رسل باشا" في تقرير سنة 1930م "أن جو البغاء المرخص، هو فاسد فسادًا تامًا، نضرب لذلك مثلاً حي الأزبكية حيث يجمع ذلك الحي بين دفتيه أسوأ عناصر المدينة ويولد الإجرام، ويفسد أية قوة من قوات البوليس تقوم بإدارة شئونه". (1)

ولقد هاجم علماء الأمة هذه الأمور التي أساءت للدولة المصرية وشعبها، وكأنها منطقة موبوءة بهذا الداء

حيث ندد الشيخ الشيخ محمود أبو العيون عن هذه الأماكن الموبوءة:

"إنني أدعو من تكون عنده بقية من الحياء أن يذهب مرة واحدة إلى حي الوسعة في القاهرة، أو حي الجنينة في الإسكندرية ثم يحدثنا عن تلك المناظر المخجلة والمباءات القذرة، وعن صور الحياة العامة هناك المنافية للآداب والتي يعف القلم عن ذكرها. إن تلك الأحياء التي هي بؤر للأوبئة وأنواع الفساد والرذائل يقصدها كثير من أفراد السائحين الأجانب فيتخذونها عنوانًا على انحطاط مصر وأهلها وأنها لا تزال مرتعًا خصيبًا للهمجية الأولى".

ووصلت الأمر أن ضج بعض السياح بهذه التصرفات – والتي اعترض عليها الإخوان ونددوا بها قديما وحديثا وهو من أسباب الهجوم عليها - حيث نشرت جريدة المقطم في العدد الصادر بتاريخ 23 من أبريل سنة 1931م تلغرافًا من أوروبا عن شكوى أحد شرفاء الإنجليز من السياح قدمها إلى عصبة الأمم ومما قاله فيها: "إن حالة البغاء أصبحت في مصر معيبة". (2)

من أجل ذلك حارب الإخوان الفساد الذي استشرى في المجتمع، سواء انتشار الفاحشة على الشواطئ أو في الشوارع أو في وسائل الإعلام التي كانت لا تستحي من نشر صور النساء عاريات، كما أنهم حاربوا الحفلات الماجنة والعري والسفور والتغريب بل والتبشير الذي كان يتم تحت ستار مظاهر صحية أو سياحية أو تعليمية.

لكن الإخوان منذ نشأتهم لم يحاربوا السياحة كمظهر من مظاهر دعم البلاد، ما دامت تمت وفق قوانين تحكم عادات زتقاليد البلاد. وليس أدل على ذلك من أن الإخوان كانوا يقومون ببعض النشاطات لدعم وتنشط السياحة مثلما حدث مع إخوان دمياط التي أقاموا مباريات السباحة استعداد لموسم السياحة. (3)

شركات الإخوان السياحية

كما ذكرنا لم يعترض الإخوان على السياحة ما دام الجميع يلتزم بالقانون وعادات وتقاليد البلد التي ينزلون فيها. خاصة أن السياحة لا تقتصر على زيارة بعض السياح للوطن من أجل الترفية، لكن هناك السياحة من أجل مشاهدة آثار البلد، أو السياحة الدينية، أو السياحة العلمية، أو السياحة الطبية.

ودل على أن الإخوان لم يعترضوا على السياحة بشكلها المتوافق مع احترام قوانين البلاد أن المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين – ويمثله حسن البنا المرشد العام – وجمعية الشبان المسلمين – ويمثلها رئيسها الدكتور عبدالحميد الدرديري – كان لهم عدد من الأسهم في شركة سياحة، كشفها رد للشيخ حسن البنا على اتهام لجريدة البلاغ الوفدية بامتلاكه أسهم في عدد من الشركات

حيث قال: حضرة الأستاذ المحترم رئيس تحرير جريدة البلاغ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فقد نشرتم فى عدد جريدتكم بالأمس 11/5/1947 بعد مقدمة طويلة ذهبتم فيها - مع التخيل والاتهام، وافتراض المقدمات، وترتيب النتائج فى عبارات مؤدبة مهذبة- مذهب مما لا حقيقة له، وما لا أحب أن أقابله بمثله أو أعلق عليه بما يناسبه إذ إن المهم هو جوهر الموضوع، ومتى كان باطلا فقد بطل كل ما سبقه أو لحقه.

نشرتم تحت عنوان "الشيخ البنا عضو فى شركات بألوف الجنيهات. إلخ" أننى مساهم فى ثلاث شركات: الأولى شركة الهلال للسياحة، والثانية شركة دار الإخوان للصحافة، والثالثة شركة دار الإخوان للطباعة، كما أشرتم إلى نص عقد الشركة الأولى، وفقرات من عقدى الشركتين الثانية والثالثة، وطالبتم ملحين بسماع ردى على ما ذكرتموه، وها أنا ذا أجيب رغبتكم بإيضاح حقيقة ما ذكرتم راجيًا أن ينشر هذا الرد فى أقرب عدد يصدر، وفى نفس المكان الذى نشرتم فيه مقالكم إنصافا للحقيقة، وعملا بالقواعد الصحفية.

أما عن الشركة الأولى، وهى شركة الهلال للسياحة فقد ألفت لأغراض اقتصادية عربية إسلامية، ورأى المؤسسون الأولون لها أن يشركوا معهم بعض الهيئات والجماعات الإسلامية، فعرضوا الأمر على المركز العام "للإخوان المسلمين" والمركز العام للشبان المسلمين، وقد وافق المركزان على الفكرة

وقرر مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين الموافقة على الاكتتاب بخمسمائة سهم باسمه (500 سهم)، كما قرر المركز العام للشبان المسلمين الاكتتاب أيضًا، وانتدبت للتوقيع عن الإخوان، كما انتدب الدكتور يحيى الدرديرى للتوقيع عن الشبان، وإذًا فصاحب هذه الأسهم هو المركز العام للإخوان المسلمين، والشيخ البنا لا يملك منه سهمًا واحدًا. (4)

غير أن هذه الوثيقة وضحت جانب مهم وهو حرص الشيخ حسن البنا على التقييد بتعاليم الإسلام الحنيف حتى في الأعمال التجارية والسياحية، فقد جاء في رسالته للمحامي عبدالمنعم إبراهيم – محامي شركة الهلال للسياحة – حول النظام الأساسي للشركة، حيث قال فيها: عزيزى الأستاذ عبد المنعم بك حفظه الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. (وبعد)

فقد اطلعت على عقد شركة الهلال وعلى فقرات من النظام الأساسى للشركة، فرأيت أن أبدى عدة ملاحظات أرجو العناية بها مع جزيل الشكر:

أولا: رأيت أن اسمى كتب فى المساهمين المؤسسين بالصفة الشخصية مع أنى ساهمت بالصفة العامة، وباسم المركز العام لهيئة الإخوان المسلمين بالقاهرة، فأرجو أن ينص على ذلك صراحة فى العقد.

ثانيًا: رأيت أن إحدى الفقرات فى نظام الشركة تنص على أن المساهم إذا تأخر عن التسديد فى المواعيد المقررة احتسب عليه هذا التأخير بفائدة 5 فى المائة، وأظنها الفقرة الثانية من المادة السابعة. وهذه صورة من صور الربا لا أقرها فأرجو حذفها من النظام الأساسى للشركة، وملاحظة غيرها من النصوص حتى تكون جميعا منطبقة على قواعد الشريعة الإسلامية تمام الانطباق.

ثالثا: أرجو أن يوضع فى صلب نظام الشركة مادة تنص على أن "كل معاملاتها وأبواب نشاطها موافقة لما تقره الشريعة الإسلامية!! فلا يصح مثلا أن تستأجر مرقصا أو بارًا أو نحو ذلك".

فإذا كان من المتعذر ملاحظة هذه المعانى، فأرجو أن تقبلوا اعتذار الإخوان عن المساهمة، شاكرًا لكم من كل قلبى عواطفكم الطيبة، وسواء أكنا مساهمين أم غير مساهمين فإنها النصيحة الواجبة، نتقدم بها راجين أن يلاحظ ذلك فى كل تصرفاتكم، وأنتم بحمد الله أحرص الناس على عزة الإسلام، ولا زلت لكم دائما الشاكر الذى يتمنى أحسن التمنيات؛ ويساعد بكل جهد فى الخير الذى تعملون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن البنا = المرشد العام للإخوان المسلمين = 24/2/1946 عزيزى الأستاذ عبد المنعم بك حفظه الله:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(وبعد)

فقد اطلعت على عقد شركة الهلال وعلى فقرات من النظام الأساسى للشركة، فرأيت أن أبدى عدة ملاحظات أرجو العناية بها مع جزيل الشكر:

أولا: رأيت أن اسمى كتب فى المساهمين المؤسسين بالصفة الشخصية مع أنى ساهمت بالصفة العامة، وباسم المركز العام لهيئة الإخوان المسلمين بالقاهرة، فأرجو أن ينص على ذلك صراحة فى العقد.
ثانيًا: رأيت أن إحدى الفقرات فى نظام الشركة تنص على أن المساهم إذا تأخر عن التسديد فى المواعيد المقررة احتسب عليه هذا التأخير بفائدة 5 فى المائة، وأظنها الفقرة الثانية من المادة السابعة. وهذه صورة من صور الربا لا أقرها فأرجو حذفها من النظام الأساسى للشركة، وملاحظة غيرها من النصوص حتى تكون جميعا منطبقة على قواعد الشريعة الإسلامية تمام الانطباق.
ثالثا: أرجو أن يوضع فى صلب نظام الشركة مادة تنص على أن "كل معاملاتها وأبواب نشاطها موافقة لما تقره الشريعة الإسلامية!! فلا يصح مثلا أن تستأجر مرقصا أو بارًا أو نحو ذلك".

فإذا كان من المتعذر ملاحظة هذه المعانى، فأرجو أن تقبلوا اعتذار الإخوان عن المساهمة، شاكرًا لكم من كل قلبى عواطفكم الطيبة، وسواء أكنا مساهمين أم غير مساهمين فإنها النصيحة الواجبة، نتقدم بها راجين أن يلاحظ ذلك فى كل تصرفاتكم، وأنتم بحمد الله أحرص الناس على عزة الإسلام، ولا زلت لكم دائما الشاكر الذى يتمنى أحسن التمنيات؛ ويساعد بكل جهد فى الخير الذى تعملون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (5)

وبناء على هذا الخطاب أرسل الأستاذ محمد عبد المنعم إبراهيم المحامى الخطاب الآتى حضرة صاحب السعادة رئيس لجنة قضايا الحكومة بتاريخ 17 يونيو سنة 1946.

حضرة صاحب السعادة رئيس لجنة قضايا الحكومة. أرجو إدخال التعديلات الآتية على عقد شركة الهلال للسياحة والنقل:

  1. يضاف بعد حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ حسن البنا "بصفته" إذ أنه مشترك فى الشركة بصفته المرشد العام للإخوان المسلمين.
  2. يحذف من المادة السابعة الثمانى عشرة كلمة الأولى وهى الخاصة بالفائدة.
  3. ويضاف للمادة الثانية من العقد والنظام فقرة أخيرة نصها: "وكل معاملاتها وأبواب نشاطها تكون موافقة لما تقره الشريعة الإسلامية"

وتفضلوا بقبول وافر التحية

الأفوكاتو = محمد عبد المنعم إبراهيم المحامى. (6)

الإخوان والسياسة والسياحة

بعد خروج الإخوان من محنة وسجون عبد الناصر في بداية عهد السادات والذي سمح لهم مجازيا بالعمل والنشاط، فبعدما سمح السادات بإنشاء الأحزاب وعدم اقتصارها على حزب واحد مثلما فعل عبد الناصر، فكر الإخوان في دخول البرلمان عبر هذه الأحزاب

وكان لابد عليهم من فهم الواقع وتطور الحياة السياسية والمتغيرات الجيوسياسية في البلاد خاصة في كثير من القضايا التي كان يرونها قضايا شائكة، وكان مجرد تطرق الحركات الإسلامية لها تعد مصدر قلق للعاملين فيها ظنا منهم أن الإسلاميين سيحرمون ويغلقون هذا الجانب الكبير خاصة السياحة.

لكن الإخوان أثبتوا أنهم أكثر انفتاحا وتفهما وموضعيا من كثير ممن تشدقوا بالديمقراطية واستقرار البلاد، إلا أنهم رأوا ان من ضروريات السياحة التزامها بقوانين وقواعد وتقاليد البلد. فالسائح له الحرية الشخصية في تصرفاته أو معتقداته لكن لا يأتي بأفعال في الجهر والعلن تخالف قوانين ودين وعادات البلد التي نزل بها.

ونرى ذلك في تصريح مرشد الإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف حينما أكد أن دعوتَه لتشجيع السياحة جزءٌ من رؤية الإخوان لتعزيز الاقتصاد المصري، وأنها ليست دعوةً لمخالفةِ الشريعة، أو طلبًا لرضا الناس بإغضاب الله، مشيرًا إلى أن ما يحدث فيها من سلوكياتٍ سيئةٍ لا يمثِّل مجمل السياحة؛ إنما هو جزءٌ منها، والإخوان لا يشجعون عليه.

وأضاف: إن الإخوان يحترمون الخصوصيةَ الشخصية التي دعا الإسلام إلى احترامها، واشترط في دعوته لتشجيع السياحة عدم مخالفتها للأخلاقيات الإسلامية كاستباحة الخمور أو انتهاك الآداب في الطرقات العامة.

وقال أيضا: إن بعض السائحين يحترمون عادات وتقاليد البلاد التي يتردَّدون عليها للسياحة، ويحفظون خصوصياتها، ولذلك لا مانع من تشجيع السياحة والعمل من أجل أن تزداد، بشرط ألا يكونَ ذلك على حساب مبادئ شريعتنا الغرَّاء التي تدعو إلى العفة والطهارة. (7)

وفي مقابلة للأستاذ مهدي عاكفالمرشد العام – مع رويترز سئل عن السياحة وهي من المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية في مصر فقال إن الإخوان يؤيدونها. وقال "موقفنا من السياحة موقف رائع. في الإسلام السياحة لها سبع فوائد منها سياحة ترتبط بالحركة والزيارة والثقافة نحن معها بكل ما تملكه مصر من مقومات سياحية". (8)

كما أكد عاكف، في حوار مع قناة البلد أن الإخوان لديهم مشروع ضخم للسياحة المصرية، وهو قادر علي إعادة السياح لمصر، مشيرا الي اننا نحن نمتلك ثلثي أثار العالم وأحسن جو وشواطئ في العالم. (9)

فيما أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني أمين عام "حزب الحرية والعدالة"، خلال لقائه "ائتلاف دعم السياحة في مصر"، أن قطاع السياحة له اهتمام خاص لدى الحزب وقياداته، خاصةً أننا على يقين أن قطاع السياحة بكل مكوناته يمثل رافدًا مهمًّا للدخل الأجنبي لمصر، ويعتبر قطاعًا مهمًّا مثل قناة السويس وتحويلات المصريين من الخارج.

وكشف د. الكتاتني أن "حزب الحرية والعدالة" أنشأ لجنة فرعية داخل أمانة التخطيط والتنمية بالحزب مهتمة بالسياحة. وأشار إلى أن قطاع السياحة يحتاج إلى حوار شامل يستمع فيه الجميع إلى حلول، مؤكدًا أن الحزب جلس مع قطاعات كثيرة من المجتمع مثل رجال الأعمال والصناعة، واستطاع أن يخرج من هذه النقاشات بمبادرات تفيد الوطن.

وأكد أنه لا يوجد حزب يستطيع بمفرده أن ينجح في حل مشاكل الوطن ولا بد من التشاور مع أبناء قطاع السياحة لوضع الرؤى والمشروعات، مشددًا على أن حزب الحرية والعدالة مهتم بنهضة قطاع السياحة. واستنكر ما يثار في الإعلام من أن "حزب الحرية والعدالة" لو شارك في الحكومة فسيؤمم السياحة أو يوقفها، نافيًا هذه الاتهامات قائلاً: "هذا الكلام لا أتصور أن يقوله عاقل أو يقوله حزب يتحمل المسئولية".

وأكد أمين عام الحزب أن هذه الاتهامات تقف خلفها خصومات سياسية وحملات إعلامية غير صحيحة، ويجب ألا تأخذ وقتًا من تفكير أناس جادين يتحملون المسئولية. (10)

وكما ذكرنا من قبل موقف الإمام البنا من السياحة وطبيعتها، استمر هذا المنهج ملازما للإخوان لم يتغير حيث رأوا أن السياحة متفق عليها لكن دون أن يحدث فيها انتهكات تخالف تقاليد ودين البلد، ففي اجتماع الدكتور الكتاتني مع ائتلاف دعم السياحة في مصر

قال:

أن الكنائس والمساجد الأثرية والآثار تراث إنساني وتاريخي، لا يمكن لأحدٍ أن يعبث به بفتوى غير مسئولة هنا أو هناك، وأوضح أن المسلمين الأوائل لما فتحوا البلاد مروا على هذه الآثار، وهم من هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين دون أي اعتراض.

وحول السياحة الشاطئية، قال د. الكتاتني:

"إن منظومة السياحة الشاطئية من وجهة نظرنا يجب أن تضع في الاعتبار قيم وتقاليد مجتمعاتنا، ويجب أن نضع ضوابط نعلنها سلفًا لمن يريد أن يأتي سائحًا إلى مصر" فهاج بعض الحضور، وقال أحدهم: "دون الخمور والمايوهات السياح مش هيجوا"!

فأجاب د. الكتاتني قائلاً:

" أنا لم آتِ هنا لكي أجاملكم، ولا لكي أقول لكم ما لم نعتقده، فنحن في مرحلة تحتاج الوضوح والنقاش والحوار، وما في مصلحة مصر نحن متفقون عليه، ومصر بلد محافظة ولها قيمها وتقاليدها وهناك بدائل تبحث كالشواطئ الخاصة، فلها الحرية الشخصية التي يجب ألا يتتبعها أحد ما لم تضر بالآخرين، أما في الشواطئ العامة فمن واجب الدولة وضع ضوابط"، مشيرًا إلى أن فرنسا بلد الحريات قد أوقفت إحدى القنوات الفضائية حتى لا يتم تصدير مفاهيمها للشعب الفرنسي ولم يعترض أحد.

وأضاف د. الكتاتني:

"أنا لم آت اليوم لأحلل أو أحرم، أنا جئت لأبحث معكم مصلحة الوطن في إطار عادات وتقاليد الشعب المصري، وفي إطار مبادئ المرجعية الإسلامية التي يتبناها حزب الحرية والعدالة، ومن وجهة نظرنا فإن الشواطئ المفتوحة للعراة لا تتفق مع قيمنا".

ودعا د. الكتاتني إلى التحاور وعقد لجنة مشتركة من قيادات القطاعات السياحة المختلفة مع لجنة السياحة المنبثقة من أمانة التخطيط والتنمية بالحزب؛ لإيجاد حلول للإشكاليات المثارة في قطاع السياحة في ظلِّ قيم وأخلاقيات وتقاليد الشعب المصري، وفي إطار مبادئ الشريعة الإسلامية وهو ما توافق عليه الحضور على أن يكون الموعد عقب عيد الفطر المبارك.

وعن الخمور، قال د. الكتاتني إن الإخوان و"حزب الحرية والعدالة" ليس لهم إسلام خاص أو قوانين خاصة، وإنما الإسلام هو إسلام الجميع، والقوانين وقوانين الدولة، مقترحًا أن يتم عرض إشكاليات قطاع السياحة على مجمع البحوث الإسلامية بصفتها هيئة تتكون من عدة علماء، مؤكدًا أن الحزب سيلتزم بأي فتوى تصدر عن مجمع البحوث الإسلامية حيال أي قضية تعرض عليه في هذا الصدد المثار. (11)

وليس ذلك فحسب بل التقى الدكتور محمد مرسي - رئيس حزب الحرية والعدالة - والدكتور محمد سعد الكتاتني - أمين عام الحزب - بأعضاء مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، ظهر الإثنين بفندق سميراميس بقاعة طيبة؛ لمناقشة رؤية الحزب تجاه قطاع السياحة والتنمية السياحية، وتبديد مخاوف القطاع السياحي.

وكانت غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة قد أرسلت خطابات إلى جميع شركات ووكالات السياحة على مستوى مصر لحضور اللقاء، وطلبت من الشركات والوكلاء إرسال أسئلتهم قبل اللقاء مع حزب الحرية والعدالة؛ حرصًا على حسن تنظيم اللقاء والحوار. (12)

كانت تصريحات الإخوان بعد ثورة يناير وتوقعهم المشاركة في الحكومات القادمة متسقة مع موقفها وتصرفاتها من السياحة حتى قبل الثورة، وهي الحفاظ على السياحة مع عدم الاخلال بالأخلاق العامة وقوانين البلاد والالتزام بحرمة الدين أمام الناس.

ففي عام 2008م طالب النائب حسين محمد إبراهيم - نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب - الدكتور فتحي سرور بالتدخل شخصيًّا في انتهاك وزارة السياحة الدستورَ، واستفزازها مشاعر المصريين باستمرار تهديداتها لفندق "جراند حياة" بتخفيض تصنيفه من 5 نجوم إلى نجمتين؛ بسبب الامتناع عن تقديم الخمور. (13)

هذا الموقف من الإخوان دفع نقيب السياحين بأن يصرح بأن الإخوان لديهم الخبرة السياسية والقدرة على التخطيط والتنظيم والإدارة، بالإضافة إلى اقترابهم من الشارع والمواطن العادي، ومنهم العاملون في السياحة، وهي مورد رزقهم، ويعولون منها أسرهم؛ لذلك فلا أعتقد أن الإخوان قد يكونون ضد السياحة بأي حال من الأحوال". (14)

السياحة بين برامجهم وواقعهم

لم يقتصر اهتمام الإخوان بالسياحة على تصريحات القادة بل اشتملت برامجهم الرسمية على تصور شامل للتعامل مع السياحة، في 2004م أصدر الإخوان مبادرة الإصلاح

حيث جاء فيها: يتمثل الإصلاح الاجتماعي - في نظرنا - فيما يلي :

  • تنظيم السياحة، وخاصة السياحات العلمية والثقافية والعلاجية والبعد عن أنواع السياحات المشبوهة.
  • تشجيع السياحة العلمية وسياحة المؤتمرات.

وحينما وضع الإخوان القراءة الأولية لبرنامج حزبهم عام 2007م اشتمل على بعض بنود النهوض بالسياحة حيث جاء فيه:

تتطلب إستراتيجية التنمية أن تحظى السياحة باهتمام بارز نظراً لتوافر مقومات السياحة في مصر من تراث حضاري فرعوني وقبطي وإسلامي، ومناخ معتدل وطبيعة جميلة وشعب مضياف، والسياحة من منظورنا لا تقتصر على كونها أحد المصادر الهامة للنقد الأجنبي في مصر، ومكون أساسي من مكونات الدخل القومي وركيزة رئيسية لخلق فرص العمالة المنتجة فحسب ولكنها تمثل جسراًُ قوياً للتواصل والترابط الثقافي بيننا وبين كافة شعوب العالم يمكن من خلاله عرض الصورة الصحيحة للإسلام الوسطي المعتدل.
وتتعدد الخدمات السياحية من سياحة دينية، وعلمية، وسياحة مؤتمرات، وسياحة علاجية، وسياحة التسوق، وسياحة ترفيهية، وكل هذه المجالات لابد وأن تتفق أنشطتها مع مبادئ وقيم وأحكام الإسلام، حيث يتعين على السائح أن يعلم مسبقًا بحدود هذه الضوابط الإسلامية
فلا يجهر عند حضوره لمخالفتها فإذا ما التزم بذلك، فله أن ينهل معرفة بتراثنا الحضاري ويستمتع بمناخ مصر وينعم بطبيعتها ويسعد بالتعامل مع شعبها المضياف، وإذا كانت المملكة المتحدة بها في اسكتلندا مناطق جافة يحرم فيها شرب الخمور، وإذا كان الفاتيكان يفرض على الزائرة الاحتشام عند دخول كنيسته الرئيسة
فمصر كدولة إسلامية أولى بالتمسك بقيمها الإسلامية، خاصةً أنها لن تشكل قيدًا على أن يستمتع السائح لكل ما هو من مقومات السياحة، ونقصد من هذا التأكيد على أن الإطار العام مصان بالقيم والقواعد التي تمثل المقومات الأساسية للمجتمع. وقد سمحت الشريعة الإسلامية لغير المسلم، بممارسة ما حلل له، ولكن ليس في الإطار العام بل في السياق الخاص.
وهو ما ينطبق على السائح أيضا وبالرغم مما قامت به وزارة السياحة من جهود في سبيل تقديم تراثنا السياحي للعالم الخارجي ورفع مستوى الخدمات السياحية وتذليل بعض العقبات التي تعوق الانتعاش السياحي، فإن ما تحققه مصر من دخل سياحي ما زال شيئًا زهيدًا للغاية بالنسبة لإمكانيات مصر السياحية وبالنسبة لما تحققه بلاد الصف الأول السياحية مثل: إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، رغم أنهم لا يملكون شيئًا يذكر مقارنةً بتراث مصر الحضاري.

وهنا، تكمن المشكلة ويحدد البرنامج العناصر التالية لمعالجتها:

  • وضع تخطيط لحماية المناطق السياحية في المدن المصرية القديمة، وعلى سواحل البحرين المتوسط والأحمر على أسس سياحية حديثة، ومنع النمو العشوائي للمباني حول هذه المناطق.
  • إقامة مستشفيات متخصصة على درجة عالية، من الكفاءة، والتوسع في إقامة المهرجانات، وعقد المؤتمرات العلمية والثقافية والدولية، وتحويل مناطق مصر جميعًا إلى مناطق جذب سياحي، مع عدم التركيز على مدينتي القاهرة والإسكندرية.
  • تشجيع القطاع الخاص واستقطاب مزيدٍ من الاستثمارات في قطاع السياحة مع تطوير القطاع المصرفي لكي يكون قادرًا على النهوض بدوره في تقديم التمويل اللازم للقطاع الخاص في مجال السياحة.
  • مضاعفة الطاقة الفندقية من خلال تطوير المقاصد السياحية الموجودة واستهداف مقاصد سياحية جديدة، مع تنويع الخدمات السياحية والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة.
  • توفير بنية أساسية متطورة من شبكة طرق ومياه وكهرباء ومواصلات سلكية ولاسلكية، ومطارات، داخلية وخارجية، مع معالجة مختلف المعوقات التي تؤثر على السائح.
  • تسويق المنتج السياحي على المستوى الدولي من خلال العمل على تنشيط السياحة المصرية في الأسواق الرئيسة المصدرة لها، ودراسة الأسواق المستهدفة، والعمل على فتح أسواق جديدة من خلال الدعاية بأسلوب موضوعي وعلمي.
  • العمل على توفير خدمة متميزة للسائح ابتداءً من استقباله مرورًا بتيسير الإجراءات الجمركية، فانتقاله إلى الفندق المناسب، فالخدمة الفندقية، فبرامج الزيارات للمناطق السياحية وحتى مغادرته مصر.
  • توجيه كافة الوزارات الخدمية المرتبطة بالسياحة مثل: وزارات الطيران والنقل والإعلام والثقافة والبيئة وغيرها من الوزارات والأجهزة المعنية بالنشاط السياحي في مصر بوضع هدف مساندة السياحة والترويج لها ضمن أهم أهداف خططها السنوية.
  • إعداد وتنفيذ السياسات التي تهدف إلى تشجيع السياحة الداخلية والسياحة العربية التي تهدف إلى دعم الاقتصاد القومي والمحافظة على القيم المجتمعية المصرية.

كما لم يهمل البرنامج الآثار والعمارة فجاء فيه أيضا:

الآثار المصريَّة هي نموذج لعمارة القدماء سواء الحضارة الفرعونية أو القبطية أو العربية الإسلامية، والتي وصلت إلى درجة من النبوغ لدرجة بقائها طيلة هذه القرون الطويلة مع ما تُمَثِّلُه من مخزونٍ حضاري وثقافي، وكمُعَبِّرٍ مُهمٍّ عن هويَّة المجتمع المصري ومخزن ذاكرته
وفي ظل كونها من أهم مقاييس الأمم الحضاريَّة الراقية، يهتم الحزب بملف الآثار المصريَّة، والسعي للحفاظ عليها وفق خطة واسعة على المستوى الأفقي وممتدة زمنيًّا لحمايَّة الآثار المصريَّة من المخاطر التي تهددها، على أنْ تشكيل لجنة تضم ممثلين عن مختلف الوزارات المعنيَّة بهذا الملف وغرفة عمليات لمتابعة تنفيذ هذه الخُطَّة، واعتماد التَّشريعات والتَّمويلات اللازمة لها

وتعتمد هذه الخطَّة على الآتي:

  • مواجهة التَّعديات القائمة على المناطق الأثريَّة بما في ذلك تعديات المحليات، وتعويض الأسر التي سوف تتضرَّر من إزالة التَّعديات أو من نقل المناطق السَّكنيَّة الموجودة داخل المناطق الأثريَّة، والتَّنسيق مع المحليات لأجل تنميَّة المناطق السكنيَّة المحيطة بالآثار لكي تتوافق معها على المستوى العمراني، وكذلك جعلها مناطق جذب سياحي.
  • تبنِّي سياسة أكثر فاعليَّة لحراسة الآثار، وتأمينها من الحريق والعوامل الطبيعيَّة مثل الزلازل عبر توفير مُتطلَّبات السلامة الصناعيَّة فيها وفق مختلف معايير الأمان العالميَّة المعتمدة.
  • تطوير الكوادر البشريَّة المُدَرَّبَة على التعامل مع الآثار سواءً في مجال التسويق السياحي لها أو تنميتها والحفاظ عليها من التلف والضياع، مع توجيه اهتمامٍ خاص للمعاهد والكليات المُتَخَصِّصَة في هذه المجالات.
  • إعادة النظر في شكل وتنظيم المجلس الأعلى للآثار مع دعم دور أكثر مرونة وفاعليَّة له.
  • تنشيط حركة الكشوف الأثريَّة والأبحاث التَّاريخيَّة.
  • إعداد خطة تثقيفيَّة وإعلاميَّة يتم تعميمها على مختلف أركان القطر المصري.
  • استعادة قطع الآثار المصريَّة التي تمَّ تهريبها من مصر سيتم دعم جهود أجهزة الأمن المُختلفة وكذلك أجهزة وزارة الثَّقافة والمجلس الأعلى للآثار، مع دعم الحزمة التَّشريعيَّة الخاصة بهذا الملف.
  • تشجيع النَّدوات والمؤتمرات والمعارض.
  • إعادة العمل بنظام القوافل الجماهيريَّة لخدمة العمل الثقافي في مناطق الهامشيَّة الحضريَّة، وكذلك في المناطق النائية، وربط الأطراف بالمركز.
  • تشجيع السِّياحة العلميَّة والدِّينيَّة وسياحة المؤتمرات.
  • دعم المشروعات الثَّقافيَّة والسِّياحيَّة ذات الصِّلة بهذا القطاع التي تدعم الهويَّة المصرية وتبرزها بكافة أركانها مثل مشروع القاهرة الفاطميَّة، مسار رحلة العائلة المقدسة، مسار رحلة آل البيت الكرام إلى مصر، مع تدعيم التَّعاوُن بين قطاعات الآثار والسياحة والثقافة في هذا المجال مع تبنى قضايا مصرية تعبر عن وجه مصر الحضارى و لها ارتباط بمزارات السياح لها مثل (قضية الألغام لسياح آثار الحرب العالمية) و (قضية التسامح الدينى لسياح المزارات الدينية العديدة) و (قضية حوار الحضارات لسياح الآثار التاريخية فى عصورها المتعددة).
  • تطوير المناهج التعليمية في الكليات والمعاهد المعنية بما يحقق شعور الطلاب بمعرفة حقيقيَّة ببلدهم وبعلمهم بمسئولية النهوض بالسياحى. (15)

أما برناج حزب الحرية والعدالة والذي تكون في أبريل من عام 2011م فلم يخلو من التطرق لموضوع السياحة حيث اشتمل على العديد من البنود التي تخص السياحة والنهوض وهي مثل البنود التي اشتمل عليها برنامج حزبهم عام 2007م في كثير من البنود.

ولقد أنشأ العديد من الإخوان شركات للسياحة حيث كشفت الممارسات القمعية لنظام مبارك عن هذه الشركات مثل شركة أجيليكا للسياحة بالإسكندرية، و فرجينيا للسياحة وغيرها عام 2007م.

ووفق ما جاء في تقرير عن الشركتين:

أن (أجيليكا) للسياحة شركة مساهمة يمتلكها محمد أسامة شربي ومحمد طنطاوي وباسم محمد الأعضاء في جماعة الإخوان وتمتلك الشركة مقرا علي مساحة حوالي 180 مترا بمنطقة مظلوم بالإسكندرية وتعمل في مجال السياحة الدينية وغيرها كما تنظم رحلات حج وعمرة وقد بدأت نشاطها منذ أكثر من 10 سنوات ويعمل فيها بصفة أساسية 20 موظفا إضافة إلى أنها تستعين بالعشرات غيرهم حسبما تتطلب حاجة العمل مع أفواج السياح أو الحجاج والمعتمرين.

وشركة (فيرجينيا) للسياحة قيمة استثماراتها 2 مليون جنيه ويعمل فيها حوالي 30 عاملا وموظفا. (16)

على أرض الواقع

تأثرت السياحة بأحداث الربيع العربي في مصر وباقي الدول العربية، مما حدا بالإخوان للاهتمام بهذا الجانب المهم للدولة، وقد رأينا تحركات الإخوان واجتماعاتهم مع العاملين بالمجال السياحي ومطالبة الحكومة بتنشيط هذا الجانب بسن القوانين الميسرة له، لكن مع الحفاظ على قوانين وتقاليد المجتمع.

حتى أن جماعة الإخوان المسلمين والقوى السياسية دعت إلى الالتفاف من أجل عودة السياحة المصرية لمعدلها لما قبل الثورة من خلال خروج أفواج من الطلاب للأماكن السياحية بالقاهرة.

حيث خرج عشرات الطلاب من مدارس العاشر من رمضان بعد أن دعت إليها جماعة الإخوان للمشاركة في إعادة السياحة ولفت نظر العالم وتحت "شعار مصر آمنة بأبنائها"، وتمت زيارة بانوراما حرب أكتوبر ومدينة الملاهي لبث الشعور بالأمن أمام أنظار العالم، جاء ذلك بعد أن أعلنت شركات السياحة أن المشكلة التي تعوق وجود سياح بمصر هي الانفلات الأمني وعدم الشعور بالأمان. (17)

بل أن هشام زعزوع - وزير السياحة بحكومة حازم الببلاوي – صرح أن الرئيس محمد مرسي لم يكن ضد السياحة ولا يستطيع أن يزعم أحد هذا ولكن هناك تيارات أخرى كانت تؤيده وهي ضد السياحة وكنت أبذل مجهود مضاعف لإقناع العالم أنه ليس ضد السياحة والآن مهمتي الترويج للسياحة فقط.

وفي سياق متصل أكد زعزوع أن عبارة مصر تحارب الارهاب أثرت سلبيا على السياحة وطلبت من وزيرة الإعلام رفعها من وسائل الإعلام وفعلا استجابت من أسبوع وتم رفع الكلمة ووضع كلمة مصر في طريقها للديموقراطية لطمأنة الناس. (18)

وحينما وقعت مذابح رابعة العدوية والنهضة كانت الضربة القاصمة لقطاع السياحة، حيث قال هشام زعزوع: الأضرار كانت سلبية للغاية الأرقام كانت ليست بالرائعة في يوليو وأغسطس عام 2012 ومع ذلك بالمقارنة مع السياحة بعد 30 يوليو وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة تضاءلت الارقام وتأثرت سلبيا.

وأكد أن حركة السائحين الوافدين إلى مصر تراجعت بنسبة تصل إلى 85% منذ منتصف شهر أغسطس الماضي وحتى الآن، بسبب تحذيرات الدول مواطنيها من السفر إلى مصر على خلفية أحداث فض رابعة العدوية. (19)

المراجع

  1. جريدة الإخوان المسلمين: السنة الثانية – العدد 33 – 6 رمضان 1353هـ - 20 ديسمبر 1934م، صـ15.
  2. المرجع السابق.
  3. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 247 – السنة الأولى - 30 ربيع الأول 1366هـ- فبراير 1947م، صـ3.
  4. جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (314)، السنة الثانية، 21 جمادى الثانية 1366ه- 12 مايو 1947م، صـ(2).
  5. جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (314)، المرجع السابق.
  6. جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (314)، المرجع السابق.
  7. حوار الأستاذ محمد مهدي عاكف: فضائية العربية الثلاثاء 13/6/2006م،
  8. حوار الأستاذ محمد مهدي عاكف: الدستور الأردنية الثلاثاء 13 حزيران - يونيو 2006م،
  9. عاكف: الإخوان لديهم مشروع ضخم للسياحة: 7 يناير 2012م
  10. الكتاتني: السياحة تحتل اهتمامًا خاصًّا في برنامج"الحرية والعدالة": إخوان أون لاين، 22 أغسطس 2011م
  11. الكتاتني: المرجع السابق.
  12. الحرية والعدالة يلتقي ممثلي شركات السياحة: إخوان اونلاين، 21 أغسطس 2011م
  13. الكتلة تدعو إلى مناقشة انتهاكات وزارة السياحة ضد "جراند حياة": إخوان أون لاين، 26 يوليو 2008م
  14. نقيب السياحيين في مصر: لا أخشى على السياحة من الاخوان المسلمين: الجريدة الكويتية، 8 أغسطس 2011م
  15. برنامج حزب الإخوان المسلمين: إخوان ويكي
  16. اعتقال أسامة شربي: 15 يناير 2007م
  17. عادل محمود: جماعة الإخوان المسلمين تدعو لتنشيط السياحة المصرية، الأهرام المصرية، 11 يونيو 2011م
  18. وزير السياحة: الرئيس مرسي لم يكن ضد السياحة: شبكة رصد، 1 أكتوبر 2013م
  19. وزير السياحة: فض اعتصام رابعة ضرب السياحة: 30 سبتمبر 2013م