الإخوان المسلمون في الأدب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٥٨، ٢٠ أكتوبر ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون في الأدب

أ.د/جابر قميحة

لا يستطيع أحد أن ينكر أن الإخوان المسلمين ـ بصرف النظر عن "وضعهم القانوني" ـ يمثلون جمهورًا عريضًا جدًّا من القراء، وهم أكثر الناس متابعة لما ينشر عنهم في الصحف والمجلات، يستوي في ذلك ما كان على سبيل المسايرة والموافقة والإنصاف، وما كان تجريحًا وتشويهًا وافتراء، وأصبح نشر عنوان عن الإخوان في صحيفة أو مجلة وسيلة مضمونة لرفع نسبة التوزيع، وخصوصًا إذا كان العنوان مثيرًا آخاذًا، وأنا لم أخترع هذه المعلومة، بل زودني بها بعض المسئولين عن التوزيع في المؤسسات الصحفية "القومية". وحكي لي أحدهم أن رئيس تحرير إحدى الصحف شكا إليه ضعف نسبة توزيع صحيفته، فقال له بالحرف الواحد:

ـ ما تخليك معلم، وحط إيدك ع الجماعة.. انشر عنهم "يا تنصف.. يا تهبش".. المهم خلي عناوينك كبيرة، وخلي مخك أكبر.. وادع لي..

وأصبحت المسألة تقليدًا يكاد يرتفع إلى مستوى الظاهرة في المجلات والصحف القومية بصفة خاصة، ولا أهمية لأن يكون المضمون موضوعيًا عادلاً ـ وهذا قليل، بل نادر ـ أو غالطًا ساقطًا مهترئًا، كالذي كتبه مكرم محمد أحمد في أربع صفحات في "المصور" 17/11/2000 م.

وكان العنوان بالمناشيت الطويل العريض على غلاف المجلة "هل تستطيع جماعة الإخوان المحظورة أن تصبح حزبًا سياسيًا؟".

وقد وفقنا الله إلى نقضه في مقال نشر بصحيفة القرار في 22/11/2002 م"

تذكرت هذا وأنا أرى في صدر الصفحة الأولى من صحيفة "القاهرة " الصادرة في 5/12/2000 م عنوانًا بأعرض "مانشيت" (مساحة 120 سم مريع) ونصه: "الاعتراف بحزب الإخوان المسلمين هل هو خروج على الدستور؟" . واعتقدت أنني سأظفر بدراسة قانونية أو حوار علمي سياسي عن واقع الجماعة في الحاضر، وتوقعات أبعادها في المستقبل، وذهبت إلى صفحة 15 التي أحال عليها عنوان الصفحة الأولى فلم أجد إلا "كلامًا" في الثلث الأسفل من العمود الأخير تحت عنوان صغير من كلمتين هما "فوز الإخوان " والكاتب اسمه "الدكتور خيري كامل " . ولا أدري إن كان لقب "دكتور" يعني بكالوريس الطب، أو يعني "الدكتوراه" التي هي بعد "الماجستير" . والتفريق هنا غير مهم لأن "الكلام" المكتوب لا يرقى إلى مستوى "طالب" مبتدئ في القراءات السياسية.

ولكن الشيء المؤسف المحزن أن نرى "كلام" السيد "الدكتور" "تتوزعه أخطاء فادحة، وأغض النظر عما في الكلام من سقوط أسلوبي، وضعف في تركيب الجمل، وأخطاء نحوية لأمرَّ مرورًا سريعًا على بعض أخطائه الموضوعية:

1 ـ فهو يتحدث عن الأستاذ المأمون الهضيبي ، ويصفه بأنه المرشد العام للإخوان المسلمين . "الدكتور" يجهل معلومة يعرفها صغار التلاميذ، بل عامة الناس، وهي: أن المرشد العام هو الأستاذ مصطفى مشهور، ونسب إلى الأستاذ مأمون أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان.

2 ـ وهو يزعم أن الشيخ حسن البنا أنشأ جماعة الإخوان سنة 1923 م، مع أنه كان في هذا العام بالسنة النهائية من مدرسة المعلمين بدمنهور ، وتخرج في "دار العلوم" سنة 1927 م، وأسس الجماعة في الإسماعيلية في ذي القعدة 1347هـ / مارس 1928 م.

3 ـ و"الدكتور" يجهل مفهوم "الرسالة" في طروحات الإمام الشهيد. فهي عنده "بمفهومها البريدي" أي رسالة بريدية، أو يحملها شخص إلى آخر أو إلى جهة ما، فهو يقول عن "رسالة المؤتمر الخامس" فنجده (الشيخ حسن البنا ) في رسائله إلى المؤتمر الخامس التي نشرت في كتاب.." فالدكتور يعتقد أنها "رسائل" كتبها الأستاذ البنا ، وحملها "شخص" إلى مؤتمر اسمه "المؤتمر الخامس" مع أن "الرسالة" هي خلاصة خطاب جامع ألقاه الأستاذ البنا في المؤتمر الدوري الخامس للإخوان في 13 من ذي الحجة 1357هـ. ورسائله كلها إما خطب ومحاضرات، وإما مكتوبات مقالية ما عدا رسالة (نحو النور) التي حملها مندوبون إلى الملك فاروق والنحاس باشا وملوك العرب ورؤسائهم في رجب 1366هـ.

4 ـ ويفترى "الدكتور" على الإمام حسن البنا ، فيزعم أنه وضع مبادئ الجماعة (سنة 1923 م) "وكلها تحض على التعصب وكراهية غير المسلمين ونقض حقوقهم الدستورية..." ويدعي أن رسالتيْ "المؤتمر الخامس" و"الجهاد " تدعوان "إلى التعصب والفتنة الدينية.." وما افتراه "الدكتور" يقطع بأنه لم يقرأ لا مذكرات الإمام البنا ، ولا شيئًا من رسائله، ولا ما نشر مئات المرات من مبادئ الإخوان وطروحاتهم، ولا يعرف أن عمر التلمساني والإخوان كان لهم دور كبير في إطفاء "فتنة" الزاوية الحمراء، وأن رسائل الإمام كلها تعرض قيم الإسلام العليا ومنها التسامح ومعاملة الآخرين ـ ومنهم الأعداء في ساحات القتال ـ بعدل وإنصاف وإنسانية، وسيرة الإمام البنا غنية بأمثلة عديدة للتسامح الديني ، والعلاقة الطيبة بالأقباط حتى إنه في بداية الدعوة بالإسماعيلية كان يسكن في بيت ضمت طوابقه الثلاثة مسلمين وأقباطًا ويهودًا مصريين، وناصره أولياء الأمور الأقباط في الإسماعيلية حينما اتهمه بعضهم ـ في شكاوى مجهولة ـ بالتعصب الديني.

5 ـ وأخيرًا نرى الدكتور يتفجر غيظًا ويتساءل، هل حصول جماعة سياسية غير شرعية على 17 مقعدًا في البرلمان من 444 مقعدًا سبب كاف (كذا) للمطالبة بشرعيتها؟

وهو سؤال تكفل بالإجابة عليه منصفون كبار من المفكرين والساسة في الصحف القومية وغيرها، والسؤال يقطع بأن الدكتور لا يجهل تاريخ جماعة الإخوان ومرشدها ومبادئها وأصول السياسة وقواعد اللغة العربية فحسب، بل يجهل كذلك كيف "أديرت" الانتخابات "النزيهة" .. "النزيهة جدًّا" (!!!!!) . ولك الله يا مصر... لك الله .

المصدر:رابطة أدباء الشام