اقتحام المسجد الأقصى.. هل يكون بداية الانتفاضة الثالثة ضد الصهاينة؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اقتحام المسجد الأقصي.. هل يكون بداية الانتفاضة الثالثة ضد الصهاينة؟


اقتحام المسجد الأقصى.. هل يكون بداية.jpg

(26/07/2015)

مقدمة

اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، المسجد الأقصي، صباح اليوم الأحد، من جهة باب المغاربة لتأمين اقتحامات المستوطنين واحتفالاتهم بما يسمى "ذكرى خراب الهيكل" المزعوم، ما أسفر عن إصابة عشرات المصلين بحالات اختناق وجراح، بعد استخدام قوات الاحتلال الرصاص المطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع داخل المسجد.

وقال شهود عيان:

إن قوات الاحتلال حاصرت الجامع القبلي، وأخرجت حرّاس المسجد منه بالقوة واعتدت على أحدهم، وأغلقت أبواب المصلى بالسلاسل الحديدية، كما منعت دخول موظفي الأوقاف للمسجد الأقصى، وهو ما دفع المصلين للرد عليهم وصد اقتحامهم من خلال رشقهم بالحجارة والأحذية.

وكان عشرات الشبان، قد اعتكفوا الليلة الماضية برحاب المسجد الأقصي للتصدي لعصابات المستوطنين التي أعلنت نيتها تنظيم اقتحامات واسعة في المسجد المبارك، صباح اليوم، فضلا عن محاولة تنظيم فعالياتٍ خاصة بذكرى "خراب الهيكل" المزعوم، في الوقت الذي فرضت فيه قوات الاحتلال قيودا مشددة على دخول الشبان إلى المسجد منذ ساعات فجر اليوم، الذين تقل أعمارهم عن الخمسين عاما، وسمحت في الوقت نفسه لمجموعات من المستوطنين (وصل عددها إلى 30 عنصرا) باقتحام المسجد وتنظيم جولات استفزازية فيه.

الانتفاضة الثانية

وتأتي هذه المواجهات العنيفة بعد مرور قرابة 15 عاما من الانتفاضة الثانية، والتي اندلعت في سبتمبر 2000، بعد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون لباحة المسجد الأقصي برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، فكان من نتائجه اندلاع أول أعمال العنف في هذه الانتفاضة ثم عمت كل فلسطين.

وشهدت الأراضي الفلسطينية خلال هذه الانتفاضة الكثير من المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، حيث راح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريحا، بينما وصلت خسائر الجيش الإسرائيلي إلى 334 قتيلا ومن المستوطنين 735 قتيلا وليصبح مجموع القتلى والجرحى الإسرائيليين 1069 قتيلا و 4500 جريح وعطب 50 دبابة من نوع ميركافا ودمر عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية.

ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات إسرائيلية منها عملية الدرع الواقي وأمطار الصيف والرصاص المصبوب. وتفاعل الشارع العربي مع الانتفاضة، حيث خرج المتظاهرون في مظاهرات عارمة احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية وتأييدا لانتفاضة الأقصى، وهو ما أحرج الأنظمة العربية التي عقدت بعد ما يقرب من شهر على اندلاع الانتفاضة القمة العربية الطارئة في القاهرة وخرجت ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي، وإن كان فيه دعم وإعطاء صبغة شرعية أعمق لانتفاضة الأقصى.

كما تحرك الشارع الإسلامي في مظاهرات حاشدة ودفع نحو تسمية مؤتمر الدوحة الإسلامي المنعقد في نوفمبر من نفس العام بقمة الأقصى وخرج بيان القمة ناقما على الكيان الإسرائيلي وناقدا لأول مرة الموقف الأميركي المتسامح مع القمع الإسرائيلي.

هذا التحرك الواسع دفع المجتمع الدولي الخروج عن صمته، حيث أدان الاعتداءات الإسرائيلية والاستخدام غير المتوازن للقوة العسكرية وصدرت العديد من القرارات والمقترحات الدولية التي تعتبر وثائق إدانة للجانب الإسرائيلي.

محفزات الغضب الفلسطيني

وهناك محفزات قد تدفع لاشتعال غضب الشعب الفلسطيني، واندلاع انتفاضة ثالثة عارمة، ويتصدر هذه المحفزات اقتحام المسجد الأقصي والاعتداء على المصلين والمرابطين، كما حدث اليوم.

كما يلهب سقوط الشهداء غضب الفلسطينين، وتتحول مسيرات التشييع ومجالس العزاء إلى فرص لتمرير روح التحدي. ولن يقف الفعل الفلسطيني في الشتات مكتوف اليدين، بل سيسعى إلى حمل رسالة الانتفاضة بما يتناسب مع خصوصيات الانتشار.

وقد تساهم وسائل الإعلام في نجاح وضع الحدث الجماهيري الصاعد في بؤرة الاهتمام، وهو ما حدث خلال الانتفاضة السابقة، حيث أدى نقل وسائل الإعلام الأجنبية لاعتداءات جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني الأعزل، وخاصة حادثة مقتل الطفل محمد الدرة، إلى اشتعال الغضب الجماهيري على مستوى العالم.

عوائق أمام اشتعال انتفاضة جديدة

ويرى مراقبون أن هناك العديد من العوائق التي تقف أمام اندلاع انتفاضة جديدة احتجاجًا على هذه الاعتداءات، وذلك رغم توقعات قوات الاحتلال باندلاعها في أي وقت، نتيجة انسداد أفق التسوية، إلى جانب عمليات إسرائيلية في المستوى العسكري أو الأمني، إضافة إلى سعي الفلسطنيين إلى تدويل القضية، من خلال العمل على زيادة تدخل المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في الضفة والقطاع.

السلطة الفلسطينية

تعتبر السلطة الفلطسينية من أبرز العوائق التي تقف أمام اندلاع انتفاضة ثالثة، وذلك بسبب عدم رغبتها في ذلك، على الأقل في هذه المرحلة، خاصة في ظل الصراع القائم بين حركتي فتح-التي تستأثر بالحكم- وحماس، بعد إقصاء الأخيرة من السلطة في غزة، واضطهادها في الضفة الغربية واعتقال أعضائها.

هذا الصراع دفع المراقبين إلى توقع أن قيام الانتفاضة الثالثة لن يكون فقط ضد إسرائيل، لكنه سيمتد إلى السلطة، التي كلفت الفلسطينيين كثيرا، وحملتهم أعباء ما كان ينبغي لهم أن يحملوها، وأعفت الاحتلال من كل ثمن ينبغي أن يدفعه جراء احتلاله وسيطرته.

القمع في الدول العربية

وتمثل السياسات القمعية التي تمارسها الأنظمة العربية بحق شعوبها من أهم هذه العوائق، حيث لا تسمح هذه الأنظمة بخروج مظاهرات، كما حدث خلال الانتفاضة الثانية، لدعم الشعب الفلسطيني والدفع إلى اتخاذ قرار عربي رسمي تجاه هذه الاعتداءات، هذا إلى جانب إجبار العالم الدولي على الخروج من صمته والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.

صراع مصر مع حماس

وقد يقف صراع سلطات الانقلاب حجر عثر أمام اتخاذ موقف رسمي لتأييد الانتفاضة، حيث تخشى سلطات الانقلاب من اتساع رقعة سيطرة حماس على الأراضي الفلسطينية، وهو ما يظهر جليا في الهجوم المصري الرسمي على حماس وتشديد الحصار عليها من خلال غلق معبر رفع بشكل متواصل.

المصدر