اعتقالات الإخوان والإصرار على الرسالة الخطأ!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اعتقالات الإخوان والإصرار على الرسالة الخطأ!


بقلم: محمد السروجي

مقدمة

موجات متلاحقة من القمع الأمني والانتهاك الحقوقي، يمارسها نظام الحكم المصري ضد جماعة الإخوان المسلمين .. حملات أمنية غير قانونية ولا مبرَّرة، تحمل عنوانًا سياسيًّا شخصيًّا لا دستوريًّا ولا قانونيًّا، لكنها تأتي في السياق العام لنمط نظام الحكم في إدارة البلاد؛

حيث يفرض مناخًا ضبابيًّا أشبه ما يكون بقنابل الدخان التي تُطلَق بهدف حجب الرؤية، وتوتير الأجواء، وإرباك الأوضاع لشغل الجماهير عن أمر ما أو تمرير أمرٍ ما، جاءت موجة الاعتقالات الأخيرة على خلفية فعاليَّات نصرة المقدسات وحماية الأقصى، وهو موقفٌ محيِّرٌ يطرح العديد من الأسئلة الحرجة على المستوى السياسي والأمني، الوطني والقومي، الحقوقي والشرعي.. تجاوزات وانتهاكات تحمل عدة رسائل ودلالات تؤكد إصرار النظام على السير في الاتجاه الخطأ في الشكل والمضمون والتوقيت.

الخطأ في الشكل

  • تكرار الحبس لنفس الأشخاص بنفس مذكرات التحريات وبنفس التهم، وهو عورٌ قانوني مقصود، تحول فيه الحبس الاحتياطي من إجراء وقائي إلى عقوبة مغلظة.
  • إقحام المؤسسة الشرطية كطرف في السجال السياسي؛ بمعنى عسكرة الساحة السياسية وزيادة الاحتقان بين الشرطة كمؤسسة وطنية وعموم الشعب المصري، خاصةً عند حدوث التجاوزات الإنسانية والأخلاقية من بعض ضباط الأمن.
  • التخندق بالصلاحيات التنفيذية المطلقة، وتوظيف بعض الجهات القضائية "نيابة أمن الدولة" لتصفية الحسابات السياسية.

الخطأ في المضمون

  • الإطاحة بالنهج الدستوري والقانوني في التعامل مع أبناء الوطن.
  • إقصاء المنافس السياسي (الإخوان) ، وهو فصيل وطني يتمتع بشعبية جارفة "86 نائبًا في البرلمان و40% من الكتلة التصويتية".
  • إرهاب الكيانات السياسية وإضعافها بالصلاحيات المطلقة المخوَّلة للسلطة التنفيذية.
  • ترويع الرأي العام المصري وإبعاده عن المشاركة السياسية، وترسيخ السلبية واللا مبالاة.
  • إخلاء الساحة للوريث القادم، بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة.
  • ترضية تيارات الداخل المناوئة للإخوان، ومن يهمه الأمر في الخارج.
  • ترسيخ قناعات تيارات العنف والانقلاب بأن النهج السلمي المتدرِّج في الإصلاح غير مجدٍ؛ ما يعزِّز مناخات العمل السري غير السلمي، مع خطورة هذا الإفراز.

الخطأ في التوقيت

  • حالة الاحتقان الداخلي بين الحكومة وكلِّ فئات الشعب بسبب مناخ الاستبداد والفساد السائد، فضلاً عن الفشل والإخفاق في الأداء الحكومي للخدمات.
  • حالة التوتر الموجودة بسبب المشكلات المتكررة بين عنصري الأمة، ولم تجد حلاًّ ناجعًا حتى الآن.
  • الاستهداف الخارجي لأمن مصر القومي؛ بسبب الممارسات الصهيونية على الحدود، فضلاً عن الأطماع الخارجية لإدارة المشروع الصهيوأمريكي بالمنطقة.
  • العبث الصهيوني بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ، وسط صمت عربي وإسلامي مريب يشكِّك في أمانة هذه الأنظمة وولائها.

وأخيرًا.. كان من المتوقع في ظل هذه الأجواء العصيبة التي تمرُّ بها مصر ومن حولها الأمة العربية والإسلامية؛ أن يعلو صوت العقل والحكمة والرشد، لكن- للأسف- العكس هو الكائن؛ الإصرار على السير في الاتجاه المعاكس لإرادة ومشاعر وشعائر، بل وشرائع الأمة.

المصدر