اختراق مسكوت عليه

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اختراق مسكوت عليه
المسئولين العرب

هذا موضوع دقيق وحساس من النوع الذي قد يغامر المرء بالخوض فيه ويشعر بالذنب إذا سكت عليه.

تتمثل حساسيته في أنه يتعلق بالجيل الثاني من أبناء كبار المسئولين العرب الذين يثار من حول ممارساتهم وعلاقاتهم الكثير من اللغط والهمس في مختلف العواصم العربيه والذين يقدر لهم أن يترددوا على تلك العواصم يسمعون ذلك الهمس بوضوح ويستشعرون إزاءه خليطا من الحيرة والحزن.

الحيرة لأن ما يسمعونه يصعب تصدقيه كما يصعب التثبت منهوالحزن لأنهم لا يستطيعون استدعاء ملف الموضوع ومناقشته في العلن على الأقل للتثبت من معلوماته.

حدث ذلك معي في مرات عديده ولا بد أنه يحدث مع غيري بطبيعة الحال والذين يترددون على العواصم الأوروبيه يسمعون أضعاف ما يتردد في دوائرنا الضيقه خصوصا أن الشائعات والأقاويل التى تتردد هنا هي في الأغلب صدى لما يحدث هناك.

لا أتحدث عن البذخ الذي يبلغ حد السفة الذي يعيش في ظله أبناء أؤلئك الأكابر حيثما حلوا في العواصم الأوروبيه سواء في فنادقها وملاهيها أو في صالات القمار التي يتجلى فيها ذلك السفة في أبعد صوره حتى أن أحدهم ظل يخسر ذات ليلة حتى خسر في الرهان الطائره التي قدم عليها ولم ينقذه من الورطة سوى تدخل "نسيب" من عاصمة أخرى في آخر الليل.

مع ذلك أزعم أن هذا البذخ أهون مما أقصده رغم ما فيه من فحش وسفة ذلك أن ما في بالي أتعس وأشد فحشا.


إذا سألتني كيف فإليك الحكاية أو القدر الذي يمكن البوح به من معلوماتها.

ذلك أن أغلب كبار المسئولين خصوصا العائلات الحاكمه في العالم العربي يوفودون أبناءهم للدراسة في العواصم الأوروبيه التي ترحب بهم سواء في الكليات العسكريه أو في بعض الجامعات التي تقدم لهم شهادات خاصة من ذلك النوع الذي تنفصل فيه الشهادة عن العلم والمعرفة وكثيرا ما يمنح " الطالب" الشهادة والإجازة وأحيانا تعد له رسالة الدكتوراه دون أن ينتظم في الدراسة أو يكلف خاطره فتح كتاب أو الاستماع إلى محاضرة باعتبار أن " مقاماتهم " أكبر من ذلك.

وغاية ما يمكن أن يحصله هؤلاء الشبان أنهم يتمكنون من اللغة الإنجليزيه بالقدر الذي يسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين إلى جانب أن ذلك النوع من التحصيل هو أيضا من قبيل التشبة بالأجانب الذي يعوض شعور بعضهم بالنقص إزاءهم.

أحيانا يكون بعض أولئك الشباب تحت رعاية الأصدقاء الأجانب ذوي العلاقات الخاصة مع أكابر الغرب وأحيانا يترك أمر "رعايتهم" للجهات المختصه في الهيئات العلميه التي يلتحقون بها .

لكن الأهم من ذلك أن جهات عدة ذات مصلحة تتابعهم وتنسج من حولهم شباكا تستهدف في حدها الأدني استمالتهم والتواصل معهم ومن ثم ينخرطون معهم في علاقات معقده ظاهرها يوحي بالبراءه وسلامة القصد ولأنهم جميعا يعودون إلى أوطانهم لكي يحتلوا مواقع محجوزه لهم في صدارة السلطه ببلادهم فإن تلك العلاقات التى تم نسجها يحين أوان استثمارها ومن ثم حصد ثمار ما تم زرعه في سنوات " الدراسة".

مايهمنا ويزعجنا في ذلك الاستثمار أنه يستهدف مجالين أساسيين هما : السياسة والاقتصاد إذ يراد به التأثير على سياسات الدول التي ينتمون إليها وعلى قراراتها الاقتصاديه التى تتعلق بالصفقات الكبيره فيها وحين يكون أصحاب المصلحة في ذلك الاختراق هم الإسرائيليون والأمريكيون فإن قناع البراءة يختفي من المشهد ويظهر لنا في الصورة الوجة القبيح لتلك العلاقات التى نسجت خيوطها منذ سنوات الدراسة المبكره.

هذه الخلفيه تقبع وراء الشائعات التي تروج في بعض الأوساط عن اختراقات إسرائيليه كبيره للجيل الثاني من أبناء بعض المسئولين العرب (منهم من كان ثوريا يوما ما). وعن اجتماعات يحضرها هؤلاء وهؤلاء في لندن وباريس وجينيف بل إن الشائعات تتحدث أيضا عن بعض أبناء مسئولين كبار في الأجهزة الأمنيه التحقوا بشركات خرجت من رحم ذلك الاختراق وعن دخول عناصر فلسطينيه في اللعبة.

أرجو أن يغفر لي كتمان الأسماء والتفاصيل للأسباب التى لا تغيب عن فطنتك . ذلك أن أى خطوة أبعد مما ذكرت توقعنا في المحظور وتلك مهمه أحيلها إلى المستقبل أملا في أن تتسرب يوما ما وثائق المشهد من أي "ويكيليكس" يظهر في الأفق.