إنتصار غزة كان مفاجئا لمن راهن على انهيار المقاومة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٥:٠٤، ١٤ يونيو ٢٠١٠ بواسطة ابو نضال (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الاستاذ أسامة حمدان

أ. أسامة حمدان : إنتصار غزة كان مفاجئا لمن راهن على انهيار المقاومة

أكد الاستاذ أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس:" أن انتصار غزة كان مفاجئا للكثيرين ممن راهنوا على انهيار المقاومة وعلى سقوطها وعلى نجاح الاحتلال بالقضاء على هذه المقاومة لكن أملهم قد خاب وظنهم قد ذهب إلى بوار، وهذا الانجاز يدفع الكثيرين ممن راهنوا على انهيار المقاومة على إعادة النظر في حساباتهم وتقدير موقفهم والانتباه إلى أنه لا يمكن أن يبنوا سياساتهم ورهاناتهم إلاّ على المقاومة وليس خيارات أخرى.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس أ.حمدان في حوار خاص لـ"موقع القسام " : محاولة ربط شاليط بالتهدئة أو بفك الحصار هو محاولة لتحريض شعبنا ضد المقاومة أملاً منهم أن يخرج من يقول ليبدل شاليط مقابل رفع الحصار لكنهم لا يعرفون أن شعبنا أيضاً لديه آلاف الأسرى، وهذا شأن يخص كل بيت وكل عائلة، وبالتالي الكل حريص على انجاز هذا التبادل بالصورة التي طرحتها المقاومة وليس بالصورة التي يريدها العدو.


وإليكم نص الحوار

بداية أستاذ اسامة كيف تقرؤون انتصار المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام في غزة بعد فضل الله عز وجل؟

أولاً نحمد الله سبحانه وتعالى على هذا الفضل وهذه المنة أن ثبت كتائبنا المجاهدة كتائب القسام وأن ثبت المقاومين من كلا الفصائل والقوى في غزة وأن رد العدوان عن أهلنا وعن قطاعنا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل بعد هذا النصر انتصارات وتحرير.

ثانياً أنا أعتقد أن هذا الانتصار أولاً كان مفاجأة وقبل كل شيء كان مفاجأة للكثيرين ممن راهنوا على انهيار المقاومة وعلى سقوطها وعلى نجاح الاحتلال بالقضاء على هذه المقاومة لكن أملهم قد خاب وظنهم قد ذهب إلى بوار، وهذا الانجاز يدفع الكثيرين ممن راهنوا على انهيار المقاومة على إعادة النظر في حساباتهم وتقدير موقفهم والانتباه إلى أنه لا يمكن أن يبنوا سياساتهم ورهاناتهم إلاّ على المقاومة وليس خيارات أخرى، المسألة الثانية أن الأخذ بالأسباب من شأنه أن يحقق الانجازات، فقد أعد إخواننا في كتائب القسام العدة منذ زمن، صحيح أن هذه العدة هي أقل كثيراً مما يملك العدو من عدد وعتاد، لكننا أمرنا من الله سبحانه وتعالى أن نعد ما نستطيع، ونأمل أن تكون جولاتنا في مراحل قادمة هي أكثر بأساً وقدرة في مواجهة الاحتلال، ثالثاً أقرأ هذا الانتصار على أنه أيضاً تدريب للمجاهدين في الميدان حول مواجهة هذا العدو، فمعركة بهذا الحجم لم تقع قبل ذلك في فلسطين ، ولم تتعرض لها قوة فلسطينية وهي التجربة الأولى على مدى صراعنا مع الاحتلال داخل فلسطين منذ عام 48 حتى اليوم، وهذه التجربة خرجنا منها ونحن بفضل الله منتصرين إذاً التجارب القادمة بفضل الله سبحانه وتعالى ستكون أفضل من هذه وأكثر إنجازاً وتحقيقاً للأهداف، أعتقد أن هذا الانتصار يملؤنا ثقة بالله سبحانه وتعالى ويملؤنا ثقة بإخواننا المجاهدين إلاّ أنه يدفعنا لتوسيع أطر المشاركة في المقاومة لكل الفصائل وكل القوى الراغبة في ذلك لأن المقاومة هي الخيار الشرعي والوحيد والاستراتيجي الذي يوصلنا إلى حقوقنا وتحرير أرضنا واستعادة قدسنا.


برأيك ماذا يسعى الاحتلال من خلال الضغط السياسي على حركة حماس بعد انتصارها في حرب غزة ؟

ما لم ينجح الاحتلال في تحقيقه بالسياسة قبل العدوان على غزة ، استخدم القتال والآلة العسكرية لتحقيقه وفشِل، لذلك هو يحاول إعادة الكرّة مرة أخرى من خلال الضغط السياسي عله يستطيع أن ينجز مثل هذا الأمر ويستطيع أن يكسر إرادة المقاومة وإرادة صمود شعبنا أنا أعتقد أن هذه الضغوط لن تؤدي إن شاء الله تعالى إلى النتيجة التي يرجوها العدو، وهناك جانب آخر في هذه الظروف لا بد أن ندركه، أن الذين خاضوا المعركة خاضوها لتحقيق انجازات وانتصارات على حساب دمنا وعلى حساب شهداءنا كي تنتزع أسهماً في الانتخابات الصهيونية القادمة، منذ أن توقفت المعركة حتى الآن وهذه الأصوات تنخفض والتوقعات بفوزهم ينخفض، وبالتالي يبدو أنهم ومن يعاونهم يحاولون تحقيق مكسب سياسي يقدم ليهود باراك وتسيبي ليبفي كي يصعد في الانتخابات ويحقق انجازاً يفضي بهما إلى تشكيل حكومة العدو القادمة وهذا ليس تحليلاً فقط وإنما هو كلام قيل صراحة عندما سمعنا سؤالاً من بعض السياسيين ما الذي سيحمله باراك إلى الكنيست كي يقول أنه انتصر؟ وبالتالي يحقق انجازاً في الانتخابات، ولا أظن أننا بصدد أن نمنح قاتل شعبنا والمعتدي على أرضنا وساماً ينجح فيه أو انتصاراً يعود به إلى سدّة الحكم مرة أخرى.


كيف ترى ربط الاحتلال دائماً ملف الجندي الاسير بالتهدئة؟

أولاً هو تعبير عن الفشل، العملية العسكرية تحدث الاحتلال على أن أحد أهدافها هو استعادة الجندي الأسير، وقع له جنود في الأسر وقتلهم كي لا يكونوا أسرى اليوم يحاول التأكيد على أنه لم يتخلى عن ملف الجندي هذه مسألة المسألة الثانية كثير من الساسة الصهاينة بدؤوا يدركون أن ثمن اطلاق سراح الجندي هو الثمن الذي طلبته المقاومة وطلبته حركة حماس ولا يريد أحد أن يتحمل العبء السياسي لهذا الثمن، فالكل يحاول أن يضغط ليحقق هذا الانجاز قبل أن يغادر أولمرت مقعده وتغادر حكومته مكاتبها، المسألة الثالثة محاولة ربط شاليط بالتهدئة أو بفك الحصار هو محاولة لتحريض شعبنا ضد المقاومة أملاً منهم أن يخرج من يقول ليبدل شاليط مقابل رفع الحصار لكنهم لا يعرفون أن شعبنا أيضاً لديه آلاف الأسرى، وهذا شأن يخص كل بيت وكل عائلة، وبالتالي الكل حريص على انجاز هذا التبادل بالصورة التي طرحتها المقاومة وليس بالصورة التي يريدها العدو.


ما هي أبرز المستجدات بشأن التهدئة وهل توافق حماس على تهدئة طويلة الأمد كما يريدها الاحتلال؟

ما يتعلق بموضوع تهدئة طويلة المدى فهذه أصبحت مسألة وراء ظهورنا، ما هو مطروح الآن هو تهدئة لمدة عام وهو الذي طرحه علينا الجانب المصري ونحن نتحاور على هذه القاعدة وليس على قاعدة تهدئة طويلة المدى أو تهدئة مفتوحة، علماً أن موقف حماس كان الحديث عن تهدئة لمدّة عام.


ما هي استعدادات حماس للمرحلة المقبلة مع الاحتلال الصهيوني، خاصّة أننا نسمع أن الاحتلال يريد مواجهة جديدة مع حركة حماس؟

بالتأكيد إذا حصل عدوان جديد أن العدو يحاول أن يجعله أكثر شدة وبأساً لكن أنا أقول بكل صراحة أي عدوان قادم هو محاولة للثأر من الهزيمة التي وقعت وأعتقد أن الصهيوني سيعيد النظر كثيراً قبل أن يشن عدواناً جديداً هذه من ناحية ،من ناحية أخرى كتائب القسام لم تعلن يوماً عن استعداداتها للعملية التي وقعت مؤخراً لكننا نقول أننا نستعد لمواجهة العدوان وإذا اعتدى العدو فسيواجه رجالاً أولي بأس شديد يواجهونه وينتصرون إن شاء الله تعالى، وقد رأى الناس ذلك ورأى العالم ما كنّا نقوله وهذا بفضل الله علينا وأيضاً ومن فضل الله على اخواننا وتثبيته لهم وفعلاً قد ارتفعت هاماتنا كثيراً بما فعل مجاهدونا في الميدان بل إن الأمة بأسرها شعرت بالعزة والفخر والكرامة بما فعله هؤلاء المجاهدون، والأمة كان لسان حالها الصريح ليس المعنوي كلما في كل محطة وفي كل مكان توجها إليه أنكم اليوم أيها المجاهدون في فلسطين تعبرون عن شرف هذه الأمة وكرامتها وأملها في التحرير فلم تخذلوا هذا الأمل بحمد لله ولهذا لسنا بصدد الحديث عما يمكن أن يعد من عدّة لا زلنا نتحدث أننا سنكون على قدر المسئولية وأن مجاهدينا وكتائبنا ستكون على قدر المسئولية وتعد العدّة كما ينبغي وكما يريد الله سبحانه وتعالى إن شاء الله.


هل تعتقد أن هبة العالم الاسلامي والعربي مجرد انتفاضة أو ردة فعل أم أنها ستكون بداية تغيير حقيقي في الأمة العربية بعد الحرب على غزة ؟

واهم من يظن أن هبة الأمة أو انتفاضتها هي ردة فعل عفوية سرعان ما تنتهي، وواهم من يظن أن الأمة تنسى أو تموت، هذه الأمة حية هذه الأمة كانت تريد نموذجاً للجهاد والصمود والصبر والانتصار كي تدعمه وكي تتبناه وكي يكون عنواناً لها، فوالله نحن نسمع ذلك ونراه من أخواننا في كل مكان في أمتنا ولذلك أنا أعتقد أن ما قاله لنا بعض المسئولين الغربيين هو حقيقي عندما قالوا.. إن ما فاجأ العدو في معركته وعدوانه على غزة أمران الأمر الأول صمود المجاهدين وبطولتهم واستبسالهم في الميدان، والأمر الثاني انتفاضة هذه الأمة انتصاراً للمقاومة وهذا العنوان لم يكون في حسابات قادة الاحتلال، ولذلك يجب أن لا يعول أحد أن الأمور قد انتهت عند هذا الحد بل إنني أتوقع أن لحراك الأمة كما لانتصار غزة شأن كبير في قادم الأيام إن شاء الله.


رسالتكم إلى اخواننا في الضفة الغربية وهل أنتم راضون عن الدور الذي قام به اخواننا في الضفة الغربية أثناء الحرب على قطاع غزة؟

حقيقة اخواننا في الضفة لهم بفضل الله سبحانه وتعالى باع كبير من الجهاد ونحن لا ننسى أن الضفة هي ضفة الخمسة آلاف معتقل من أبناء حماس أسرى في سجون الاحتلال وهي ضفة 800 معتقل في سجون دايتون من أبناء حماس و المقاومة وهي ضفة الاستشهاديين وهي ضفة الجمالين وعياش والشريف وعماد وعادل عوض الله، وهي أيضاً ضفة الدويك وسعادات وأيضاً الأسرى الأبطال نحن ندرك أنه قد جرت محاولات حثيثة لتغيير وجه الضفة وصبغه بغير الوجه الذي نعرف، طبيعة التحديات التي واجهها اخواننا خلال مرحلة العدوان على غزة وهذا الأمر إن شاء الله تعالى والمراجعة والمتابعة سيكون لها ما بعدها وواهم من يظن أن الضفة ستكون كما يريده الاحتلال أو كما يريد أتباع دايتون، فهذه ستكون كما عرفها المجاهدون وكما عرفها أبناء شعبنا وكما يريدها المقاومون في الميدان إن شاء الله.


بعد الانتصار الذي حققه مجاهدو القسام بفضل الله عز وجل في غزة ، رسالتكم توجهونها إلى المجاهدين من أبناء القسام في قطاع غزة والمرابطين على أرض غزة ؟

الحقيقة أضع رسالتي في نقاط، بعد حمد الله سبحانه وتعالى على النصر وعلى التأييد والتثبيت وبحمد الله سبحانه وتعالى على توفيقه لإخواننا في تحقيق هذا الانجاز، أبدأ رسالتي الأولى سأقول أيها الاخوان تواضعوا لله سبحانه وتعالى فهذا الانتصار الذي حققتموه هو انتصار كبير لكننا نتأسى بالمصطفى عليه الصلاة والسلام فيوم انتصر في بدر تواضع لله ويوم دخل مكة فاتحاً كان يطأطئ رأسه تواضعاً لله حيث كانت جبهته تلامس راحلة ناقته وهو يفتح مكّة آن ذاك ويقضى على الشرك في جزيرة العرب هذا التواضع مطلوب لأنه خلقنا وسلوكنا وأنه أيضاً يدفع النوايا كي تكون خالصةً لله سبحانه وتعالى..

المسألة الثانية والنصيحة الثانية أيها الأخوة، لقد انتصرتم بفضل الله ثم بإخلاصكم وطاعتكم لله ولعل ما أوصى به سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سيدنا سعداً بن أبي وقاس وجيشه أوصكم بتقوى الله فإنكم إنما تنتصرون على عدوكم بطاعتكم لله ومعصيتهم له فإن عصيتموه استويتم وإياهم في المعصية وفاقوكم في العدد والعدة، ولذلك أؤكد على إخواني وأنا أعلم أنهم من التقاة والعباد وحفظة كتاب الله سبحانه وتعالى واجب عليكم أن تواصلوا ذلك فهذا والله هو الذي رسم لكم طريق النصر وفتح لكم طريق العزّة والكرامة.

أما المسألة الثالثة.. لقد أخذ عدوكم في هذه المعركة دروساً ووصل علمه إلى حد من الجهد والطاقة التي تمتلكون الآن أنتم معنيون بإضافة جهد وطاقة وسلاح وعتاد جديد يفاجئ عدوكم وأنتم أيضاً معنيون بتطوير إمكاناتكم وكفاءتكم وقدراتكم حتى يفاجأ العدو لأنه ربما يأخذ الأهبة لتكتيكاتكم التي قمتم بها ولعتادكم وسلاحكم الذي استخدم الآن لا بد من تطوير هذا العتاد والتكتيكات وآليات القتال كي نسجل مفاجآت جديدة تربك عدونا ولعل هذا سيكون إن شاء الله تعالى من المهام والمسئوليات في المرحلة القادمة.

أخيراً.. أوصي اخواني في كتائب القسام يحققون هذا الانجاز أن يكونوا صدراً واسعاً وقلباً كبيراً، يستوعب كل المقاومين ويشركهم في ميدان المعركة، ويضعهم في مواضع القتال إلى جانبهم لأننا ندرك أن هذه المقاومة وهذا الجهاد واسع يتسع ليس للشعب الفلسطيني وإنما للأمة بأسرها، وإن كان البعض لم يستعد لمثل هذه المعركة قبل ذلك فقد آن الأوان أن يكون فاعلاً أكثر ومجتهداً أكثر في معركتنا القادمة إن شاء الله تعالى، لا أن يكون على هامش الحدث وهامش المعركة..

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظهم وأن يبارك فيهم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد عنهم الكيد وأن يرد عنهم الأبصار وأن يعمي عنه عيون العدو وعملاءه وأسأله أن يثبت أقدامهم وأن يمدهم بالسكينة على قلوبهم، وأن يسدد رميهم وأن يوفقهم لما فيه الخير والعزة والنصر والتمكين ولهم منا ومن كل أخ في هذه الحركة تقديره، ومن كل رجل وامرأة في هذه الأمة تقديره وامتنانه على ما قدموه.

المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي