إلى الفردوس الأعلى أيها الفارس الشهيد د.فريد إسماعيل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إلى الفردوس الأعلى أيها الفارس الشهيد د.فريد إسماعيل


(5/21/2015)

الشهيد د.فريد إسماعيل
  • لقد فقدت مصر مناضلاً قومياً شريفاً، وبرلمانياً من طراز (فريد) وهو أخي وحبيبي الغالي دكتور فريد إسماعيل.
  • ذلك النموذج الفذ المحب لدينه والمخلص لوطنه والوفيّ لدعوته وبيعته والمتواضع الجم الذى يحرجك بأدبه.
  • عرفناه جميعاً حينما ظهر وأبدع في برلمان (2005-2011) فصال وجال في البرلمان واهتم بملف الفساد ونهب أراضي مصر المنكوبة وواجه سطوة رجال الأعمال البارزين والشرسين - ولكنه لم يركع لهم أو يتراجع، بل أعاد لمصر مساحات شاسعة من الأراضى المميزة والمشروعات المنهوبة دون وجه حق أو سند قانونى - ولم يطلب شكرًا أو مدحًا من أحد ولكنه بذل كل ذلك حباً لوطنه وأداءً للأمانة التى حملها فى عنقه.
  • كان ضيفاً دائماً تتجاذبه الفضائيات والمحاورون حيث يعرض لهم بالمستندات والحقائق النهب المنظم والمسنود لكل ثروات البلاد، وأن هناك حيتان متوحشين كل همهم مصالحهم الشخصية واستغلال نفوذهم للسطو على مقدرات وثروات الوطن ونهبها ونهشها دون مراجعة من أحد.
  • خاض معارك شرسة ضد مسئولين بارزين وكبار كان من الممكن أن تودى بحياته - ولكنه نذر روحه وحياته لله غيرعابئ بما يمكن أن يحدث له ، وتحدى الجميع واستطاع أن يفضحهم ويهزمهم بإرادته وعزيمته القوية وايمانه بأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن لكل أجل كتاب.
  • رأيناه فارسًا فى الميدان فى ثورة يناير حيث كان حاضراً قوياً ومؤثراً فى المنصة وفى الميدان وسط جموع المصريين يرفع من عزيمتهم ويطلب منهم الصبر والثقة واليقين بقرب سقوط الطاغية.
  • ودخل برلمان الثورة ممتطياً جواد الفرسان النبلاء وتولى مسؤلية أمين لجنة الدفاع والأمن القومى (وهى من أهم وأخطر اللجان) ورأيناه مرة آخرى نائباً جديداً ومميزاً قوياً في الحق وناصرًا له ورافضًا للعودة للوراء ومحاربًا كل جذور الدولة العميقة وبكل قوة.
  • ثم رأيناه مناضلاً جديداً وفارساً فى ميدان آخر ومفكراً عميقاً فى لجنة وضع دستور مصر الخالد عقب ثورة يناير وصال وجاب ربوع محافظات مصر وفى برامج الفضائيات -فضلاً عن دوره داخل اللجنة- موضحًا وشارحًا للدستور الجديد ومميزاته وأهميته للأجيال القادمة ولمستقبلها المشرق المضيء - حتى حاز الدستور على تأييد أغلبية المصريين له.
  • ثم تابعناه وعشنا معه مناضلاً ومجاهداً صلباً بعد الإنقلاب العسكرى الغاشم حيث كان حاضراً قوياً فى ميدان رابعة ومجلجلاً على منصتها يشرح ويحلل الموقف وأبعاد الإنقلاب وخطورته وفاضحًا العسكر الخونة، وكنا ننتظر تحليلاته القوية الواضحة المعبرة.
  • وتم اعتقاله بعد عملية الفض وتم وضعه فى زنزانة انفرادية في سجن العقرب شديد الحراسة في طره، ومنعوه من زيارة أهله وأسرته وحرموه من كافة حقوقه - كما لفقوا له العديد من القضايا في القاهرة والشرقية.
  • وحينما بدأت المسرحيات الهزلية المسماه بالمحامات الجنائية فى دوائر الإرهاب بالشرقية كانوا يحضروهم من القاهرة إلى سجن الزقازيق العمومي ليحضر جلسات قضاياه المتعددة في الشرقية - ومن حسن حظى أنه كان يقيم معنا فى نفس الزنزانة 11 عنبر "ب"؛ حيث سعدنا بصحبته والقرب منه.
  • حينما عشنا معه عن قرب وجدنا فيه شخصية القائد المتواضع، والعابد الزاهد، والكريم المنفق، والمحل لإخوانه ودعوته .
  • ترافقنا ما يقرب من عام ننزل سويًّا جلسات المحكمة الهزلية حيث كان رفيقًا لي في إحدى قضاياي فى الشرقية، حيث كنا نذهب للمحكمة فى بلبيس لحضور الجلسات وكان يقود الهتافات وسط سيارة الترحيلات من فتحتها الضيقة ليوصل صوته العالي للشارع (يسقط يسقط حكم العسكر) ليسمع الشارع والناس رسالته المعبرة.
  • كمان كان حريصاً أن يوصل رسائلة القوية إلى القاضي في أثناء المحاكمة وللمحامين وللإعلاميين فاضحاً الإنقلابيين والمحاكمات الهزلية ومعلنًا أننا أصحاب قضية عادلة ومشرفة، وغارسًا للأمل في نفوس إخوانه وشباب مصر العظيم في أثناء المحاكمات.
  • وفي حضوره قبل الأخير إلينا فى سجن الزقازيق أبلغنى بأنه عندما عاد من عندنا لسجن العقرب فوجئ بضباط السجن يجردوه من كل ملابسه واحتياجاته حتى مصحفه ودواءه حيث كان مريضاً بالضغط والكبد وأخبروه بأن هذه حملة ممنهجة يقودها الوزير الجديد برعاية رئيس مصلحة السجون الجديد للضغط على الأحرار فى السجون لقمعهم وقمع إرادتهم.
  • وفوجئنا به يصل عندنا فى سجن الزقازيق العمومى 8-5-2015 لحضور جلسة له يوم السبت 9-5-2015 وعلمنا أنه حضر من القاهرة وهو فاقد للوعي ومصاب بشلل نصفي إثر جلطة بالمخ، ورغم خطورة حالته نقلوه من القاهرة للزقازيق بطريقة تعسفية مهينة وبما يعنى مشاركتهم فى جريمة التخلص منه.
  • وفي سجن الزقازيق لم يتم له أدنى رعاية طبية أو تمريضية وتركوه لمدة ثلاثة أيام مما زاد من حالته تدهوراً ، وقد زاره أبناؤه وشاهدوا حالته الصحية السيئة المتدهورة.
  • حينما بدأ الإعلام بتناول حالته وخطورة بقائه فى سجن الزقازيق دون رعاية ، ومع ازدياد الضغط الإعلامى والقانونى لحالته – تم ترحيله للقاهرة ، وتوقعنا أن يذهبوا به لأحد المستشفيات المتخصصة لإنقاذ حالته – ولكنهم ذهبوا به إلى السجن فى طره وهو فى هذه الحالة المرضية الصعبة.
  • تلقينا خبر وفاته واستشهاده صباح يوم الخميس 14-5-2015 وسط دموع وبكاء الجميع على فقدان فارس نبيل من فرسان الدعوة المباركة.
وفي الختام: *لا نملك إلا أن نقول: هنيئاً لك يا دكتور فريد تلك المنزلة، ونحسب أنك أهلٌ لها فقد سبقتنا إلى الفردوس الأعلى.. وفزت ورب الكعبة (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
  • ونقول للطغاة والظالمين : أنكم لن تثنونا عن المضى قدماً لتحرير أوطاننا وتخليصها من كل تالطغاة والمتجبرين وأن كل اجراءاتكم القمعية والتعسفية لن تزيدنا إلا صلابة وقوة وطلباً للحاق بالمجاهد البطل الشهيد دكتور فريد إسماعيل (قل هل تربصون بنا إلا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون).
  • ونقول لأهله وأسرته ومحبيه : لقد سبقكم إلى الجنان.. هنيئاً لكم شفاعته.. ونتمنى أن نكون من أهل شفاعته.. وتأكدوا أن موته واستشهاده سيون لعنة على الظالمين ووقودًا لثورتنا ونضالنا..

ووالله لن تهدأ لنا حياة حتى نحقق أمنيته ورغبته بكسر الانقلاب ودحر العسكر الخونة حتى ولو كلفنا ذلك حياتنا.. فقد وهبنا أنفسنا لقضيتنا وشرعيتنا (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا).. فنحن على العهد ماضون وللطريق مكملون .. ولبيعتنا صادقون .. ولثورتنا ناصرون ..

نقيب المعلمين بالشرقية والمعتقل داخل السجن العمومي بالزقازيق

المصدر