إعلام الانقلاب يمحو 25 يناير من ذاكرة المصريين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إعلام الانقلاب يمحو 25 يناير من ذاكرة المصريين


ثورة 25 يناير.jpg

(28/08/2013)

«اللي مايشوفش من الغربال يبقى أعمى».. مثل شعبي يستحضره الذهن سريعًا أمام ردود أفعال الشارع المصري غير المتوقعة من حكم المحكمة بإخلاء سبيل الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في قضايا الفساد، ومحاولات محاميه فريد الديب، تبرئته في قضية قتل متظاهري ثورة 25 يناير، تلك الردود التي كان للإعلام دور في تكوينها، إعلام يراه كثيرون يسحر أعين الناس ويخفي الحقائق مؤدياً دوره الرئيسي في دس الأكاذيب والشائعات الواهية.

الإعلام الذي اضطر لوصف مبارك بعد ثورة يناير بـ «المخلوع» مبارك لينتهي به الحال مطلقاً عليه «الرئيس السابق»، وربما لم يعد مستبعداً أن يطلق عليه «الرئيس الشرعي»، يعمل إعلاميوه على محو ما حدث بين 25 يناير و11 فبراير 2011 من ذاكرة الشعب، وذلك من خلال استمالة قلوب المصريين نحو مبارك، وإشغال المواطنين بحالته الصحية والمعنوية وكل صغيرة وكبيرة يقوم بها كـ «مسجون» سواء من وقوعه في الحمام إلى تصريحات نسبت له معلقاً على حكم الرئيس محمد مرسي، وهي التصريحات التي نقلها عن «مرساله»، ومحاميه المعروف فريد الديب الذي وصل به الحد للقول ذات مرة أن المخلوع هو أول من أيد وساند ثوار 25 يناير في مطالبهم المرفوعه ضده.

«احكي لى عن معنوياته» هكذا كان حديث رولا خرسا إلى الديب عقب جلسة مبارك في 13 أبريل الماضي التى تنحي فيها رئيس المحكمة، و ظهر فيه مبارك على غير العادة حيث الجلسة المستريحة، والنظرة المبتسمة، وتلويحة يده المعروفة، وأعقبها بيوم إخلاء سبيله في قضية قتل المتظاهرين مع استمرار حبسه في قضايا القصور وهدايا الأهرام، وحاول الإعلام تصوير ردود الأفعال على هذا القرار وكأن الشعب «راضي»، إذ ردد الإعلام نقلاً عن بعض المواطنين مثل «براءة كويسة وقرار كويس وحكم القضاء لا اعتراض عليه»، «حكم صحيح لقضائه مدة الحبس الاحتياطي»، «عمل كثير ونعذره وأيامه كانت حلوة والمفروض يطلع».

وإذا كانت بعض تلك الردود مدعاة للاستغراب وقتها، فإنها لم تكن كذلك إذا حاولنا استطلاع رأي المواطنين حول قرار إخلاء سبيل مبارك الأخير ووضعه تحت الإقامة الجبرية في ظل دفاع الإعلامي إبراهيم عيسي، الذي تعرض للحبس في عهد المخلوع لنشره خبر كاذب عن صحته، في حديث له منذ عدة أيام عن حق مبارك في الحرية، ومهاجمته الشديدة لثوار يناير متهمهم إياهم بالمتأسلمين، وأصحاب الروح العدائية التي جاءت لتعترض على القانون وتطالب بأحكام استثنائية.

وكما تمت تهيئة الرأي العام لقرار إخلاء سبيل مبارك الأول في أبريل الماضي، و الثاني الصادر منذ يومين، عملت ساحات الـ «توك شو» مع مطلع العام الحالي على تهيئة الرأي العام لإلباس الإخوان تهمة قتل متظاهري 25 يناير وأن يكونوا كبش فداء نظام المخلوع ورجال داخلية العادلى التي صدرت لهم أحكام براءة، ولعل في لفت الانتباه إلى قضية فتح سجون وادي النطرون وهروب الرئيس محمد مرسي وقتل ثورة يناير ، وإخراج القضية وقت المحاكمة من دائرة السرية إلي دائرة العلن على شاشات الإعلام خلال الأشهر الماضية، دليل واضح على ذلك.

وبغض النظر عن التوقيت الذي طرحت فيه القضية عبر الإعلام، والذي لا يمكن بأي حال تجاهله، إلا أن الغريب في الأمر أن ما تم التركيز عليه عبر الإعلام هو شهادة اللواء عصام القوصي، مامور سجن وادي النطرون أمام المحكمة في أبريل الماضي حول محاولة اقتحام النطرون من قبل 500 سيارة ميكروباص بها أفراد ملثمين ولهجتهم عربية، ومدججيين بالرشاشات، مستهدفين المساجين السياسين، وكذلك رواية المحامي أمير سالم، عضو هيئة الدفاع بقضية سجن وادي النطرون، حول تخابر مرسي مع حماس لاقتحام السجون، كل ذلك في تجاهل تام لتقارير لجنة تقصى الحقائق الخاصة بثورة يناير الصادرين في نوفمبر 2011، ويناير 2013.

وكشف تقريرا لجنة تقصي الحقائق زيف الإعلام، حيث انتهي التقريران إلي تصورين بخصوص اقتحام السجون أحداهما وتمثل الأول في انهيار جهاز الشرطة وقت الثورة في سجن وادي النطرون، ودللت عليه اللجنة برواية للسجناء، وفيديوهات تشير إلي قيام إدارة السجون بقطع المياه على المساجين قبل أيام من اقتحام السجون، وإطلاق قنابل غاز عليهم قيما بعد، مما أجبرهم على التمرد والخروج فررًا من الاختناق أمام أعين الإدارة، مع ذكر شهادة الواء عصام القوصي التي أشارت لاقتحام السجون.

وبخصوص التصور الثاني الخاص باقتحام السجون من الخارج، أكدا التقريران نصًا على «تعرض بعض السجون، في إشارة لسجون أبو زعبل ، لهجمات مسلحة من خارجها، أدت لهروب بعض المساجين، وإشاعة حالة من الفوضى بين المساجين فى السجون الأخرى، اقترنت بهياج داخلى إثر متابعتهم لأحداث الثورة عبر وسائل الإعلام، طمعاً فى الخروج. إلا أنه يجب التوقف عند منطقة سجون وادى النطرون، إذ أن الآثار التي رصدتها اللجنة عند المعاينة لا تنم على حدوث اعتداءات تعجز أمامها الشرطة عن المواجهة».

ويمكن في النهاية القول بأن جعبة الساحة الإعلامية كجعبة الحاوي مليئة بمزيد من المشاهد تحتاج إلى من يتفحصها، ويدقق النظر فيها..وإلا أصابه العمي، وصدمه الواقع.

المصدر