إسرائيل فى قلب الخليج

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إسرائيل فى قلب الخليج

إذا صح ذلك الذي نشرته صحيفة «هاآرتس» عن الوجود الإسرائيلي في منطقة الخليج، فمعني ذلك أن الرأي العام العربي لا يعرف شيئاً عما يجري هناك، وأن تلك المنطقة التي صارت قبلة لكثيرين من العرب والتي تبدو قريبة جداً منا هي في حقيقة الأمر أبعد ما تكون عنا، حتي يبدو ما نعرفه عنها بمثابة قطرة في بحر مما يجري فيها، وعلي مستوي شخصي، فلا مفر من الاعتراف بأنني كنت مفرطاً في السذاجة وحسن الظن، حين ثارت حفيظتي قبل أيام عندما قرأت في صحيفة «الوطن» الكويتية أن الرّمان الإسرائيلي يباع في إحدي الجمعيات التعاونية الاستهلاكية هناك، لأنني اكتشفت أن صناديق الرمان تلك لم تكن سوي جزء يسير من جبل الجليد الكامن تحت السطح.

قبل أن أعرض خلاصة لما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية ذائعة الصيت في عدد الخميس الماضي 18/9، أسجل ملاحظتين، الأولي: أنني لا أسلم بما نشرته، ولا اعتبره حقيقة مؤكدة، ولعلك لاحظت أنني قلت في السطر الأول إنه «إذا صح» الكلام، أما الملاحظة الثانية فهي:

أنني لا أريد أن أعمم التورط علي كل دول الخليج، ولا أستبعد أن تكون هناك دول أو إمارات مستثناة من المعلومات المنشورة، وهو ما لم يذكره تقرير الصحيفة، الذي أطلق الحديث عن دول الخليج دون أن يحدد هوية تلك الدول، لذلك فليس بمقدوري أن أقطع بأن ما تحدثت به الصحيفة ينطبق علي المنطقة بأسرها، وأتمني أن تكون هناك إمارات غير مشمولة بالأنشطة الإسرائيلية المذكورة في التقرير، بقدر ما أتمني أن تثبت الأيام أن التقرير كله مغلوط ومدسوس.ذكرت «هاآرتس» أن عشرات الجنرالات المتقاعدين من العاملين السابقين بالأجهزة الاستخباراتية والجيش الإسرائيلي يديرون ويعملون في عدد من الشركات النشطة في دول الخليج، وأن عدة شركات عسكرية إسرائيلية تنتشر في أرجاء المنطقة، إلي جانب شركات أخري يمتلكها رجال أعمال يهود بعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية إضافة إلي جنسيات أخري.

وحول طابع عمل الجنرالات الإسرائيليين أكدت الصحيفة أنهم يقدمون استشارات للأجهزة الأمنية الخليجية، حول سبل تشغيل أنظمة الأسلحة المتطورة التي تشتريها تلك الدول، كما أنهم يقومون بدور استخباري، ويتولون تدريب عناصر الأمن المحليين علي حماية الحدود وتأمين الأهداف الاستراتيجية مثل المنشآت النفطية، إلي جانب إحباط عمليات احتجاز الرهائن أو ممارسة العنف المسلح، وشددت الصحيفة علي أن العوائد التي يحصل عليها هؤلاء الجنرالات تصل إلي عشرات الملايين من الدولارات، وأكدت أنهم يعملون بشكل وثيق مع قيادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، باعتبار أن القانون يلزم الجنرالات المتقاعدين بذلك، وذكرت الصحيفة أن في مقدمة الشركات الأمنية والعسكرية التي تعمل بشكل مباشر في الخليج «سلطة تطوير الصناعات العسكرية الإسرائيلية «رفائيل» و«شركة الصناعات الجوية» وهما شركتان حكوميتان تعملان بإشراف مباشر من قيادة الجيش الإسرائيلي.

من المعلومات المثيرة التي ذكرها التقرير المنشور، أن بعض الجنرالات الذين يعملون في الخليج ارتكبوا جرائم القمع وتصفية بحق الفلسطينيين، ومن هؤلاء الجنرال دورون الموغ ـ قائد المنطقة الجنوبية السابق

ـ الذي كان مشرفاً علي قيادة الجيش الإسرائيلي في غزة، وأمرت محكمة بريطانية بإلقاء القبض عليه في عام 2006 بسبب دوره في مجزرة حي «الدرج» بغزة التي قتل فيها 17 فلسطينياً، بينهم تسعة أطفال، حيث ثبت أنه أصدر الأمر بتنفيذ العملية.

من هؤلاء كذلك الجنرال جيورا إيلاند الذي شغل منصب قائد شعبة العمليات في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وكان مسئولاً عن عمليات الاغتيال والتصفية التي طالت قادة وكوادر المقاومة الفلسطينية، وبسبب مسئوليته تلك أصدرت محكمة إسبانية مؤخراً أمراً بإلقاء القبض عليه.

غداً بإذن الله نواصل عرض محتوي التقرير الخطير.