إخوان الأردن: اجتماع الوزراء العرب ضوء أخضر للعدوان
اعتبر الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن جميل أبو بكر نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب بمثابة "ضوء عربي رسمي أخضر للاحتلال بالمضيِّ في مجازره الوحشية"، مشيرًا إلى أن إحالة القضية إلى مجلس الأمن يعني أن الدول العربية "تُعفي نفسها من أية مسئولية تجاه وقف العدوان".
ووصف في تعقيب له اليوم النتائج بأنها "أكثر من هزيلة"، مؤكدًا أنها تعبِّر عن مواقف "غير مسئولة"؛ إذ إن هذه القرارات في مثل هذا الظرف تعدُّ "مشاركةً حقيقيةً للعدو في العدوان"؛ الأمر الذي قال إنه "يؤكد انحسار مصالح بعض الدول العربية بإطار ضيق يمثل الأنظمة"؛ التي قال إنها "باتت تتقاطع مع العدو في ضرب قوى المقاومة".
ورأى أبو بكر أن التركيز على الخلافات الفلسطينية يؤكد "هروب" الحكومات من اتخاذ مواقف "جادة مسئولة"، كما أنه يعكس موقفًا "يبرر العدوان ويهوِّن من شأن التضحيات، ويحمِّل الضحية مسئولية المجزرة"، منوِّهًا بأن عددًا من الأنظمة العربية "ساهم" في تعزيز الخلافات؛ "على الرغم من توفر فرص لحل المشكلة".
واعتبر أن نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب "تعكس حقيقة الوضع العربي الممزّق المنقسم والخاضع لإرادات خارجية"، كما تعبِّر عن الفارق "الشاسع" في المواقف والقناعات بين المستويين الرسمي والشعبي، مشيرًا إلى أن مواقف بعض الأنظمة العربية "بدت خارج إطار الالتزام بمواقف الشعوب ومصالحها الحقيقية".
ولفت إلى أن الموقف الرسمي العربي لا يختلف عنه إبَّان العدوان الصهيوني على لبنان 2006 م؛ عندما "حاولت الأنظمة تحميل المقاومة مسئولية العدوان"، مشدِّدًا على أن جوهر الموقف هو "العداء لقوى المقاومة والنهوض في تساوق مع إرادة الكيان الصهيوني وأمريكا".
وقال إن القدْر "الوافر" من المديح الذي تضمَّنه البيان الختامي لموقف النظام المصري هو "محاولة لتغطية الشمس بغربال"؛ في مسعًى لـ"التأثير في قناعات الشارع العربي الذي يُجمِع على إدانة المواقف المتخاذلة لبعض الأنظمة العربية"، كما أنه "جزءٌ من الحملة الدعائية في مواجهة موقف شعبي واعٍ"، وتابع: "لكن ذلك لن يغيِّر من الحقائق".
واعتبر إرجاء وزراء الخارجية لعقد القمة العربية موقفًا "سلبيًّا" ينطوي على "تهرُّب الأنظمة من مواجهة المسئولية التاريخية تجاه الدم العربي المتدفِّق والأشلاء المتناثرة والدمار في قطاع غزة "، مشدِّدًا على أن "مصلحة الأمة أولى من الخلافات العربية والتبريرات الهزيلة".
إلى ذلك تواصلت تفاعلات الشعب الأردني مع أحداث المجزرة الدموية؛ التي تصرُّ قوات الاحتلال الصهيوني على مواصلتها ضد الشعب الفلسطيني في غزة لليوم الخامس، والتي طالت عشرات الأطفال وتلاميذ المدارس والنساء والشيوخ، وسوَّت العديد من المباني السكنية والخدمية والتعليمية بالأرض.
وتجمع مئات الأفراد والأسر في مجمع النقابات المهنية مساء الأربعاء في اعتصام حاشد، مندِّدين فيه بالعدوان الآثم، ومطالبين الحكومات العربية بالتدخل الفعلي والفوري لإنقاذ أهل غزة من الصيد السهل لصواريخ الطائرات وقذائف المدفعية الصهيونية.
وردَّدت الجموع أناشيد وطنية تؤكد صمود الأهل في غزة، وشاركت فيها فرقة "صبرا" للغناء التابعة للمكتب الشبابي لحزب الوحدة الشعبية.
وتُلِيَت في الاعتصام كلمة الفعاليات؛ التي ألقاها د. فاخر دعاس، وألقى الشاب رامي ياسين قصيدة "نشيد الجسر"، وطغت على المكان أصوات الأهازيج الوطنية، والهتافات المناوئة للكيان الصهيوني لتتعدَّاها إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش.
أعلنت فرقة "الحنونة" للفنون الشعبية عن إحياء ليلة مفتوحة للأغاني والأهازيج اللوحات الفنية التي تمجِّد النضال الفلسطيني وتؤرخ لمسيرة النكبة والنكسة والمكان، وذلك في مقرها على دوار الداخلية.
في المقابل لا يزال الاعتصام المفتوح في ساحة مسجد الكالوتي بمنطقة الرابية مستمرًّا لليوم الثالث؛ حيث شارك فيه العشرات من الشباب والناشطين وفعاليات حزبية تحت ظروف جوية باردة؛ تعالت هتافاتهم التي رفضت الرضوخ للقصف الصهيوني "نيابةً" عن أهل غزة الصامدين في أرضهم.
المصدر
- خبر:إخوان الأردن: اجتماع الوزراء العرب ضوء أخضر للعدوانإخوان أون لاين