أوامر قادة الإحتلال لجنودهم خلال عدوانهم على غزة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث



أوامر قادة الإحتلال لجنودهم خلال عدوانهم على غزة

أقتل فالكل أعداءك ..أوامر قادة الاحتلال لجنودهم خلال عدوانهم على غزة

أوامر-قادة-الإحتلال-لجنودهم-خلال-عدوانهم-على-غزة.jpg

اعترف عدد من الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في العدوان الأخير على قطاع غزة إن قادتهم حثوهم على المبادرة بإطلاق النار قبل التمييز بين المدنيين والمقاتلين، في الوقت الذي ترفض إسرائيل فيه اتهامات منظمتي العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ووكالات الأمم المتحدة بأن غزوها لقطاع غزة في يناير / كانون الثاني أوقع قتلى بين المدنيين.

ونقلت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن إفادة مطبوعة ومصورة بالفيديو نشرتها الأربعاء جماعة "الخروج عن الصمت" وهي جماعة تنشط في مجال حقوق الإنسان أن الجنود الثلاثون قالوا إن هم الجيش الصهيوني الأول كان تقليل خسائره على أقل حد ممكن لضمان تأييد الرأي العام الإسرائيلي للعملية.

ويقول جندي لم يذكر اسمه: "أن تصيب بريئا أفضل من أن تتردد في استهداف عدو" ملخصا بذلك ما فهمه من التعليمات التي كررت في الإفادات للجنود قبل الغزو ثم خلال العملية التي استمرت 22 يوما من 27 من ديسمبر/ كانون الأول إلى 18 من يناير /كانون الثاني.

ويقول آخر: "إن كنت غير متأكد .. أقتل. كانت قوة النيران مجنونة. ما أن دخلنا حتى انطلقت النيران بجنون. في اللحظة التي وصلنا فيها إلى خط البداية بدأنا اطلاق النار على أماكن مشتبه بها". ويضيف: "في حرب المدن الكل أعداؤك. لا وجود لأبرياء".

وكان الهدف المعلن لعملية "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية هو إجبار مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على وقف إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية.

وتقول جماعة فلسطينية لحقوق الإنسان أن 1417 شخصا قتلوا بينهم 926 مدنيا. وقال الجيش الإسرائيلي أن القتلى 1166 يقدر عدد المدنيين بينهم بنحو 295. وقالت إسرائيل أن عشرة من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا.

وسويت شوارع كاملة في بعض أنحاء قطاع غزة بالأرض لتقليص احتمال وقوع خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية بسبب الأسلحة الصغيرة والشراك الخداعية إلى أدنى حد. وتقول الأمم المتحدة أن غزة بعد ستة أشهر من الغزو بدأت لتوها إزالة 600 ألف طن من الأنقاض.

والجنود في جيش الكيان الصهيونى الذي يغلب عليه المجندون لديهم أوامر دائمة بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام. ويشمل التقرير الذي أعدته جماعة "الخروج عن الصمت" في 112 صفحة إفادات 30 جنديا "ممن خدموا في كل قطاعات العملية".

ويقول التقرير: "أغلبهم ... ما زالوا يخدمون في وحداتهم العسكرية النظامية ولجأوا إلينا وهم في حالة حزن شديد على التدهور الأخلاقي لجيش الدفاع الإسرائيلي".

وقال التقرير إن روايات هؤلاء الجنود "كافية للتشكيك في مصداقية الروايات الرسمية لجيش الدفاع الإسرائيلي".

ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي الانتقادات ووصفها بأنها "تقوم على إشاعات" لكنه تعهد في بيان بالتحقيق في أي شكاوى رسمية من سوء السلوك قائلا إن قواته راعت القانون الدولي "خلال المعارك المعقدة والصعبة".

وباستثناء سارجنت إسمه عامير لم تذكر أسماء الجنود وطمست ملامحهم باستخدام الكمبيوتر. ويمكن الاطلاع على بعض الإفادات النصية في موقع المنظمة على الإنترنت. وقالت الجماعة إنها حصلت على تمويل من جماعات إسرائيلية لحقوق الإنسان وحكومات بريطانيا وهولندا وإسبانيا ومن الاتحاد الأوروبي.

وقالت الجماعة "نحن نعتقد أن وجود مجتمع أخلاقي يستلزم بوضوح مناقشة تتسم بالعمق والصدق يمثل صوت الجنود في الميدان جزءا لا يتجزأ منها".

ويصف الجنود ما يسمى "نظام الجار" الذي كان المدنيون يجبرون بموجبه على دخول المباني المشتبه بها قبل الجنود. ويذكرون حالات كان المدنيون يسيرون فيها أمام الجندي وهو يسند بندقيته إلى أكتافهم.

ويكرر التقرير اتهامات ينفيها الكيان الصهيوني بأن الفوسفور الأبيض أطلق دون تمييز في شوارع غزة. ويشير إلى "دمار هائل لا صلة له بأي تهديد مباشر للقوات الإسرائيلية" وإلى قواعد اشتباك "فضفاضة".

ويقول أحد الجنود "لم نتلق أوامر بأن نطلق النار على أي شيء يتحرك ولكن وجهت إلينا الأوامر بصفة عامة بأن نطلق النار عندما نشعر بالتهديد. ظلوا يكررون لنا أن هذه حرب وفي الحرب لا قيود على إطلاق النار".

ولتجريد مقاتلى حماس من غطائهم تكفل القصف الجوي والمدفعي والشحنات الناسفة والجرافات المدرعة بتدمير مناطق كاملة بما في ذلك الحدائق وبساتين الزيتون والبرتقال.

ونقل التقرير عن جندي قوله: "لم نر منزلا واحدا سليما لم يمس .. لم يصب. البنية التحتية كلها والحقول والطرق كانت في دمار كامل. لقد مرت الجرافة المدرعة على كل شيء".

وأضاف:" كان هناك شعور واضح وتكرر ذلك في كل مرة تحدث إلينا فيها آخرون بأن الاعتبارات الإنسانية لا دور لها في الجيش في الوقت الحالي. كان الهدف هو تنفيذ العملية بأقل خسائر ممكنة في الأرواح للجيش".

وتناقض الإفادات تأكيد المسؤولين الإسرائيليين والجماعات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة أن "إسرائيل فعلت كل ما يمكنها لتجنب وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين" كما كتب كينيث جاكوبسون من رابطة مناهضة التشهير في صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي.

ونددت الرابطة بمنظمة العفو الدولية لوصفها ما قام به الكيان الصهيوني بأنه تدمير "متعمد" وقالت إن المنظمة "تتهم الجيش الإسرائيلي على نحو مشين بارتكاب جرائم حرب".

وأكد إيهود باراك وزير الدفاع الصهيوني بعد الحرب أن الكيان الصهيوني لديها أكثر الجيوش أخلاقية في العالم. ويقول منتقدون أنه ينبغي ألا يطلب من الإسرائيليين ببساطة أن يقبلوا أن سلوك جيشهم "لا تشوبه شائبة ولا داع لأي محاسبة علنية".

وقالت جماعة "الخروج عن الصمت" في مقدمة لتقريرها أن جيش الدفاع الإسرائيلي بذل جهدا كبيرا ليثبت أنه إذا كانت تجاوزات قد وقعت فقد ارتكبها "جنود مخالفون".

وتشير الإفادات إلى أن "الضربة الهائلة التي لم يسبق لها مثيل للبنية التحتية والمدنيين في غزة كانت نتيجة مباشرة لسياسة الجيش الإسرائيلي".

"حماس": اعترافات الجنود الإسرائيليين دليل حاسم على ارتكاب "جرائم حرب" في غزة

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الاعترافات التي أدلى بها جنود الاحتلال الإسرائيلي ونشرتها مؤسسة "كسر الصمت" الإسرائيلية تعتبر "دليلاً حاسماً على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب أثناء العدوان على غزة من خلال تعمد قتل المدنيين الأبرياء، واستخدامهم دروعاً بشرية، وتكثيف إطلاق النيران، وتدمير البيوت بطريقة غير مبررة، حسبما اعترف هؤلاء الجنود".

واعتبرت الحركة في تصريح مكتوب للناطق باسمها الدكتور سامي أبو زهري، أن هذه الاعترافات "قطعت الطريق أمام الاحتلال الصهيوني للاستمرار في التنصل من مسؤولياته عن جرائم الحرب في غزة".

وقالت الحركة: "إن مصداقية المنظمات الدولية، وخاصة المحكمة الدولية، باتت أمام اختبار حقيقي؛ إذ إنه لم يعد من المقبول الاستمرار في تجاهل هذه الجرائم واعترافات مرتكبيها؛ مما يجعل من اللازم تقديم هؤلاء القتلة والمسؤولين عنهم إلى المحاكمة الدولية"، كما قالت.