أنشطة مكتب الإرشاد 1928 – 1938م

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٤٤، ١٠ فبراير ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أنشطة مكتب الإرشاد 19281938م

مركز الدراسات التاريخية (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

توطئة

نشط مكتب الإرشاد فقام بعدد من الأعمال لتقوية الصف الداخلي وشئونه، كما كان له مواقف مع السياسة المصرية وتطورات الأحداث التي جرت على الساحة السياسية، حيث قام بعدد من الأعمال التي ترسخ المفهوم المؤسسي للجماعة؛

ومن هذه الأعمال:

  1. إنشاء مجلة الإخوان المسلمين حيث صدر التصريح للمجلة وبدأ الطبع، وكان أول رئيس تحرير للمجلة هو الشيخ طنطاوي جوهري، وصدر العدد الأول بتاريخ الخميس 22 من صفر 1352هـ الموافق 15من يونيو 1933م ، وصدر حق الامتياز للمجلة باسم الإمام الشهيد حسن البنا، وقد شارك في إدارتها كل من الأستاذ محمد أسعد الحكيم والأستاذ عبد الرحمن الساعاتي والأستاذ محمد حلمي نور الدين وغيرهم من الإخوان. (1)
  2. كما قام المرشد ومكتب الإرشاد بزيارة العديد من الشعب والمناطق يرافقه عدد من أعضاء مكتب الإرشاد، لنشر الدعوة ومتابعة أنشطة الشعب ورعاية شئون الإخوان الموجودين في الشعب.
  3. هذا وقد نشرت جريدة السياسة انصراف نية وزير الأشغال عن بناء مسجد البرلمان، فوجهت جمعية الإخوان المسلمين خطابًا إلى رئيس الوزراء ووزير الأشغال تدعوهما فيه إلى بناء المسجد وقد رد وزير الأشغال بأن الوزارة قد قررت بناء المسجد.

وقد جاء في الخطاب ما يلي:

حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "وبعد" فقد كان سرور الأمة جميعًا بتوليكم أمرها شاملاً وفرحها إذ أخذ القوس باريها، وعاد الأمر إلى نصابها في أشخاصكم الكريمة عظيمًا، ولا شك أن عهدكم الزاهر هو عهد الإصلاح الكامل والخير الشامل إن شاء الله تعالى.

وقد ظهرت بوادر هذا الإصلاح جلية واضحة في أروع صورة وأبهج مظهر فيما قامت به الوزارة منذ تولت الحكم إلى الآن من جلائل الأعمال وما تحقق على يدها من صادق الآمال على قصر المدة وكثرة المشغلة.

ويؤلمنا يا صاحب الدولة أن نرى إلى جانب ذلك الجهاد الموفق قرار وزارة الأشغال الذي نشرته جريدة السياسة وهو "انصراف النية عن بناء مسجد البرلمان الذي كان قد تقرر إنشاؤه".

إن دار البرلمان هي مظهر كرامة الأمة ورمز آمالها وأمانيها وصورة قوميتها وحياتها، وإن المسجد في البرلمان أمر لابد منه فحضرات النواب إلا عددًا قليلاً مسلمون، ودين الدولة الرسمي الإسلام، والاجتماعات تعقد في المجلس في أوقات تتخللها أو تتقدمها أو تليها أوقات صلاة، فالمسجد في البرلمان مظهر من مظاهر عناية الحكومة بتحقيق دستورها وعناية الأمة بشعائر دينها ومعين لحضرات النواب على أداء واجبهم الإلهي، إلى جانب واجبهم الوطني وما أوثق ارتباط كل منهما بالآخر.

وإن حرصنا على أن يكون عهدكم الزاهر ناصع البياض مشرق الصفحات لا يبدو على وجهه كلف ولا يحجب جماله حجاب دعانا إلى أن نتقدم إليكم ملحين في الرجاء أن تؤيد وزارة الأشغال قرارها السابق بإنشاء مسجد البرلمان وتتعجل إنفاذه حتى نرى هذا المسجد في القريب مستقر الرحمة في مهبط الحكمة إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن جمعية الإخوان المسلمين حسن البنا (2)

وجاء رد الوزارة كما يلي:


حضرة المحترم رئيس جمعية الإخوان المسلمين حارة المعمار رقم 6 عطفة عبدالله بك بشارع سوق السلاح بمصر

إيماء إلى كتاب حضرتكم بتاريخ 17-12-1934م بخصوص بناء جامع البرلمان أتشرف بالإفادة أن الوزارة قد قررت بناء المسجد المذكور وأعطت المقاولة إلى حضرة عبد الحميد محمد عبد الله المقاول بتاريخ 30-11-1934م.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،،

السكرتير العام إمضاء: عبد الحميد إبراهيم

23/12/1934م (3)

قام مكتب الإرشاد بإصدار القانون المعدل للإخوان المسلمين في 1354هـ ولائحته التنفيذية ولائحة الأخوات ولائحة فض المنازعات.

إرسال وفود الطلبة لنشر الدعوة وسط الناس في جميع المحافظات، حيث جاء في بيان للمكتب ما يلي:

وقد رأى المكتب العام للإخوان المسلمين في هذا العام أن يختار وفدًا من طلبة الجامعتين:الأزهرية والمصرية يقتسم بلدان القطر فيطوف فيها ويقوم بواجب الدعوة إلى الله ونشر الخير والتهذيب بين المواطنين الكرام من إخواننا المحبوبين، فتكونت لذلك لجان عشر ستزاول مهمتها على التقسيم الوارد بعد هذا إن شاء الله. (4)

في 19 من ذي الحجة 1356هـ الموافق 20 من فبراير 1938م عقد مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين برئاسة المرشد العام وسكرتارية حامد شريت وبحضور كل من محمد عبد الحميد أحمد عضو مكتب الإرشاد ومحمد الجنيدي جمعة عضو مكتب الإرشاد؛

وقد افتتح المؤتمر بكلمة لحامد شريت سكرتير المؤتمر ثم تلاه كلمة الإخوان بالأزهر ودار العلوم حول الإسلام والوطنية ألقاها محمد الجنيدي جمعة ثم كلمة محمد عبد الحميد أحمد حول أنسب الأوقات للدعوة الإسلامية، وكان مسك الختام كلمة فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين. (5)

المكتب والقضية الفلسطينية

عملت الدول العربية على مساعدة بريطانيا في التصدي لانتفاضة 1936م والتي قام بها عز الدين القسام بفلسطين والتي انتهت إلى استشهاد القسام، ومن ثم بعد إجهاض لحركة عمد الإنجليز إلى تشريد وقتل وترويع الأهالي الفلسطينيين، بل أكثر من ذلك أن أعد اللورد "روبرت" تقريرًا رفعه إلى بريطانيا يقترح فيه تقسيم فلسطين إلى دولتين.

وما أن سمع الإخوان بهذا التقرير، وقبل أن يعرضه وزير خارجية بريطانيا "إيدن" على عصبة الأمم رسميًا في 13/9/1937م اجتمع مكتب الإرشاد العام وقرر تأليف لجنة مركزية لاتخاذ ما يجب حيال العدوان على الوطن الفلسطيني الغالي العزيز؛

وقد انتدب لذلك حضرات السادة محمد بك عبد الرحمن عبده بك مختار، ومحمد حلمي نور الدين أفندي، ومحمد عطية أفندي، ومحمد حمص أفندي، وإبراهيم خطاب افندي، ومحمد ذهني أفندي، ومحمد عبدالله درويش أفندي، والسيد أسعد راجح أفندي، على أن تضم إليها من ترى من العاملين؛

وقد اجتمعت اللجنة واتخذت القرارات الآتية:

أولاً: توجيه نداء لشعب الإخوان المسلمين للعالم الإسلامي والشرق العربي ببيان وجوب الاهتمام الكلي بقضية فلسطين والعمل لها.
ثانيًا: مخاطبة الحكومات الإسلامية الراشدة وفي مقدمتها الحكومة المصرية وحضرات أصحاب الجلالة والسمو ملوك المسلمين وأمراء الشرق برجاء العمل الجدي في سبيل إنقاذ فلسطين مع شكر دولة رئيس حكومة العراق الأفخم على تصريحاته الحازمة والاحتجاج على تصريحات سمو الأمير عبد الله الذي ينتظر العالم الإسلامي كله من سموه أن يكون أكبر نصير لفلسطين بحكم الجوار والتاريخ.
ثالثًا: إصدار نشرة موجزة توزع على كل جهات القطر المصري والأقطار الإسلامية والشرقية تبسط فيها قضية فلسطين بعبارة سهلة واضحة، مع دوام الكتابة بجريدة الإخوان المسلمين تنويرًا للرأي العام الإسلامي العربي الشرقي.
رابعًا: رفع مذكرة حازمة إلى حكومة جلالة ملك بريطانيا وسكرتير لجنة الانتدابات بعصبة الأمم وفخامة المندوب السامي بالقدس والسفير البريطاني بالقاهرة بتضامن المكتب العام وشعبه جميعًا في كل أنحاء القطر المصري والعالم الإسلامي مع اللجنة العربية العليا في استنكار هذا التقسيم وفيما اتخذت بإزائه من قرارات حكيمة عادلة هي الحقوق الطبيعية بعرب فلسطين البواسل.
خامسًا: تعميم اقتراح القنوت في كل الصلوات بأن يؤيد الله مطالب عرب فلسطين ويخذل أعداءهم الطامعين في بلادهم، وتعميم نشيد فلسطين في كل شعب الإخوان المسلمين.
سادسًا: دوام الاتصال بلجنة الدفاع عن فلسطين بجمعية الشبان المسلمين والتعاون معها على ما فيه تحقيق الغاية.
سابعًا: إيفاد مندوبين من اللجنة المركزية إلى القدس للاتصال بسماحة المفتي الأكبر واللجنة العربية العليا للاتفاق على الخطوات العملية التي يتطلبها الموقف بعد الانتهاء من حفلات تولية جلالة الملك فاروق الأول مباشرة، مع الاتصال باللجنة الآن بالمراسلة مؤقتًا، واللجنة بعد هذا تعلن أنها ومن ورائها مكتب الإرشاد العام وكل أخ مسلم على أتم استعداد للتضحية بالنفس والنفيس في سبيل إنقاذ فلسطين المؤمنة الباسلة وبقائها عربية كما شاء الله لها أن تكون والله غالب على أمره.

ثم عمد مكتب الإرشاد بعد ذلك إلى مخاطبة جهتين لهما التأثير الفاعل في القضية، الأولى هي بريطانيا، فرفع مذكرة إلى سفير بريطانيا في القاهرة، بمناسبة ذكرى وعد بلفور، يذكره فيها بما بذلته الأمة العربية من دماء أبنائها الزكية في الحرب مع الحلفاء؛

وما تعاونت فيه مع بريطانيا للوصول إلى حقهم المسلوب في أرض فلسطين، ثم بالإساءة البالغة التي قابلت بها بريطانيا الأمة العربية، ويحذره من أن تنفجر الأمور فتخسر بريطانيا صداقة العالم الإسلامي إلى الأبد، ويطلب منه تدارك الأمر قبل فوات الأوان.

وقد نشرت جريدة الإخوان هذه المذكرة تحت عنوان: "من الإخوان المسلمين إلى سفير بريطانيا" قالت فيه:

"حضرة صاحب السعادة السفير البريطاني بالقاهرة.بعد التحية.. لمناسبة ذكرى وعد بلفور ترفع إليكم هيئة الإخوان المسلمين هذه المذكرة رجاء رفعها إلى حكومتكم.
يا صاحب السعادة.. بذلت الأمة العربية دماء أبنائها الزكية ووقفت جنبًا إلى جنب مع الحلفاء في الحرب العظمى اعتمادًا على شرف بريطانيا الدولي، ورغبة في تحقيق استقلال العرب وحريتهم التي هي حق طبيعي لهم، وعلى هذا الأساس كانت وعود إنجلترا لهم صريحة لا لبس فيها ولا غموض "الشريف حسين والسير مكمهون".
وبالرغم من ذلك صدر وعد بلفور مناقضًا لهذا المبدأ؛ مبدأ الاستقلال التام للأمة العربية، فلم يوافق عليه عربي واحد واعتبرته الأمة العربية جميعًا غير ملزم لها في شيء وهي أحرص ما تكون على حقها كاملاً غير منقوص.
وحاول العرب من أبناء فلسطين وغيرها إقناع الحكومة البريطانية بحقهم بكل وسيلة فطلبوا وتفاهموا وصرخوا واحتجوا وتعاونوا مع اللجنة الكثير فأسفر ذلك كله عن مشروع تقسيم فلسطين ومعناه القضاء على حقوق العرب كلها، ولن يخطر ببال عربي واحد أن يفكر فيه فضلاً عن أن يقبله، وقد رأت عصبة الأمم أن تذكر إنجلترا بوجوب التفكير في حل آخر ينال بها كل ذي حق حقه.
ولكن الحكومة البريطانية لجأت إلى سياسة غريبة في الوقت الذي يهمها فيه أن تحرص على صداقة العالم الإسلامي وحسن التعاون معه، إنها عمدت إلى مصادرة الحريات ونفي الزعماء وإرهاب الآمنين وتسليط سوط العذاب على الأبرياء، وخرجت في ذلك عن التقاليد الطيبة التي عرفها الناس لإنجلترا؛ أهاجت رجال الدين وأساءت إليهم وتعرضت لأوقاف الأمة الإسلامية.
وأمام هذا يرى الإخوان المسلمون أنهم مضطرون إلى أن يسجلوا احتجاجهم الصارخ على هذه السياسة الجائرة راجين أن تعدل عنها الحكومة البريطانية فتطلق سراح المسجونين وتعيد الزعماء المنفيين وتؤمن الأبرياء المشردين، وترجع إلى المجلس الإسلامي حقوقه وسلطته، ومعلنين تضامنهم التام مع إخوانهم عرب فلسطين وجيران بيت المقدس في مطالبهم العادلة الحقة، وهي وقف الهجرة والاستقلال التام على أساس اتفاق شريف يضمن حقوق العرب ويعامل فيه اليهود معاملة الأقليات في جميع البلدان.
يا صاحب السعادة.. إن قضية فلسطين قضية كل مسلم وأن الحكومات الإسلامية والشعوب الإسلامية إن عبرت عن إظهار هذا الشعور المتمكن من نفوسها كل التمكن بوسائل الإظهار البالغة لظروف خاصة فإن هذا مما يزيد ألمها ويضاعف همومها، وبالتالي لابد من الانفجار يومًا من الأيام للشعور المكبوت فتخسر إنجلترا صداقة العالم الإسلامي إلى الأبد.
نرجو أن تدرك الحكومة البريطانية هذه الحقيقة قبل فوات الوقت بالرغم من كل ما يخدعها به اليهود وننتهز هذه الفرصة لتحيتكم.
حسن البنا

رئيس المركز العام للإخوان المسلمين بالقاهرة 28 من شعبان سنة 1356هـ

2 من نوفمبر سنة 1937م

أما الجهة الثانية التي خاطبها مكتب الإرشاد، فهي حكومة مصر، حيث خاطب وزرائها وحكومتها مذكرًا بمكان مصر بين العالم العربي، وخاطب رئيس وزرائها يحثه على أن يعمل عملاً جديًا في سبيل حل القضية، ووقف الظلم والعدوان؛

فقال تحت عنوان "حضرة صاحب المقام الرفيع":

حضرة صاحب المقام الرفيع رئيس الوزراء، العالم العربي ينتظر من حكومة مصر عملاً جديًا لحل قضية فلسطين، وإيقاف الظلم والعدوان الواقع على أهل فلسطين المجاهدين، والمركز العام للإخوان المسلمين بمناسبة ذكرى وعد بلفور الجائر يرجو أن يكون الوقت قد آن فاعملوا والله معكم.
المرشد العام حسن البنا. (6)

التربية

اهتمم الأستاذ البنا ومكتب الإرشاد بتربية إخوانه في وقت مبكر، لأن الدعوة قامت على أسس المحضن التربوي والذي يخرج رجالا تعمل لهذا الدين بإخلاص لله.

بدأ الإمام الشهيد تنظيم الكتائب فى خريف عام 1937م فى شهر سبتمبر أو أكتوبر من ذلك العام تقريبًا، وكانت البداية تكوين الكتيبة الأولى التى كان أغلبها من الطلاب.

ولم يطُل الوقت حتى تم تكوين الكتيبة الثانية، وكانت على شاكلة الكتيبة الأولى، ثم استمر بعد ذلك تكوين الكتائب بالمركز العام تحت إشراف المرشد وبحضوره شخصيًا؛ حتى أصبح وقت المرشد لا يتسع لحضور جميع الكتائب، فأناب الإمام الشهيد عنه بعض الإخوة لحضور الكتائب

وفى عام 1938م كتب الإمام الشهيد "رسالة المنهج" التى أعادت تنظيم الكتائب، ووضعت تصورًا متكاملا لها ينفذ على مستوى القطر كله، وكأن الكتائب الأولى كانت بمثابة حقل تجارب للوصول إلى أفضل صيغة للكتيبة، وفى الوقت نفسه تربية للأفراد الذين سيتم اختيارهم كمندوبين فى الكتائب، والذين يقومون بتفهيم الإخوان وإرشادهم إلى النظام الواجب الإتباع فى تكوين الكتائب ومتطلبات هذا التكوين.

المراجع

  1. حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية صـ161
  2. جريدة الإخوان المسلمين: السنة الثانية، العدد 33 – 13 رمضان 1353هـ 20 ديسمبر 1934م.
  3. المرجع السابق: السنة الثانية العدد 34 – 20رمضان 1353هـ 27 ديسمبر 1934م
  4. المرجع السابق: السنة الرابعة العدد 10 – 26 ربيع أول 1355هـ 16 يونيو 1936م.
  5. جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، مرجع سابق
  6. جريدة الإخوان المسلمين، السنة الخامسة، رمضان 1356هـ نوفمبر 1937م.

إقرأ أيضا